اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/ 328)
المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
(ابن عدي) حدثنا كهمس بن معمر حدثنا أبو يحيى الوقار حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن عن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا: يكون في آخر الزمان خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر، موضوع.
مؤمل ضعيف وزكريا الوقار كذاب (قلت) هما بريئان منه فقد ورد بسند صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا أبو أسامة عن عون عن محمد بن سيرين قال يكون في هذه الأمة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر.
وله طريق آخر أخرجه نعيم بن حماد وفي كتاب الفتن من طريق ضمرة عن محمد بن سيرين وقد تكلمت عليه وعلى تأويله في كتاب المهتدي والله أعلم.
تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة (2/ 349)
المؤلف: نور الدين، علي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن ابن عراق الكناني (المتوفى: 963هـ)
(14) [حديث] يكون في آخر الزمان خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر (عد) من حديث أبي هريرة وفيه زكريا الوقار وشيخه مؤمل بن عبد الرحمن ضعيف (تعقب) بأنهما بريئان منه فقد ورد بسند صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن سيرين قوله وله طريق آخر أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن قال السيوطي وقد تكلمت عليه وعلى تأوليه في كتاب المهتدى.
علل الدارقطني = العلل الواردة في الأحاديث النبوية (10/ 38)
المؤلف: أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي الدارقطني (المتوفى: 385هـ)
1839- وسئل عن حديث ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في آخر الزمان خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر يعني في العدل.
فقال: رواه مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي، عن عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ووهم في رفعه والمحفوظ؛ أنه من كلام ابن سيرين، ليس فيه أبو هريرة ولا النبي صلى الله عليه وسلم.
تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس (2/ 288)
المؤلف: حسين بن محمد بن الحسن الدِّيار بَكْري (المتوفى: 966هـ)
وعن عون بن منبه قال كنا نتحدّث انما يكون فى هذه الامّة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر وعمر اخرجه الامام الدوانى فى سننه* وعن محمد بن سيرين قال قيل له المهدى خير أم أبو بكر وعمر قال هو خير منهما
تذكرة الموضوعات للفتني (ص: 223)
المؤلف: محمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفَتَّنِي (المتوفى: 986هـ)
«يكون في آخر الزمان خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر» موضوع فيه ضعيف وكذاب قلت هما بريئان فقد ورد بسند صحيح وقد تكلمت عليه وعلى تأويله في كتابنا في المهدي.
العرف الوردي في أخبار المهدي للسیوطي(ص: 123)
176- وأخرج ( ك ) أيضا (1036) من طريق ضمرة [ عن ابن شوذب ] عن محمد بن سيرين:
(( أنه ذكر فتنة تكون , فقال: إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم حتى تسمعوا على الناس بخير من أبي بكر وعمر رضى الله عنهما , قيل: [ يا أبا بكر ] (2) خير من أبي بكر وعمر ؟ ,قال: قد كان يفضل على بعض [ الأنبياء ] (3) ))
قلت : في هذا ما فيه, وقد قال ابن أبي شيبة في ((المصنف)) في باب المهدي (37650), حدثنا أبو أسامة, عن عوف, عن محمد هو ابن سيرين قال :
__________
(1) - أخرجه الداني في (سننه) (582) وعنده (ولا عنت)
(2) - في المطبوع (أفيأتي) والمثبت من (الفتن)
(3) - الزيادة من (الفتن), وقول الشيخ:(هذا فيه ما فيه) أي من النكارة, فإن من عقيدة أهل السنة و الجماعة المجمع عليها أن الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم وسلامه أفضل من غيرهم من الأولياء, والصديقين والشهداء وآحاد المؤمني,ن وانه لا يبلغ أحدهم مقامهم, ولا درجتهم مهما عمل من عمل صالح, ولم يقل بتفضيلهم على الأنبياء إلا ضلال الشيعة الرافضة- أقمأهم الله- فمن عقائدهم الباطلة أن الأئمة أفضل من الأنبياء والمرسلين, فقد وقفت على رسالة سودها بعض علمائهم المعاصرين سماها: (تفضيل الأئمة على الأنبياء), فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به.
العرف الوردي في أخبار المهدي (ص: 124)
177- (( يكون في هذه الأمة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر)) (1)
__________
(1) - وأخرجه الداني في (سننه)(504) مثله,وقد أخرجه ابن عدي في (الكامل)(6\440\1915) من حديث أبى هريرة مرفوعا,قال ابن الجوزي في (الموضوعات)(3\198): هذا حديث موضوع, لا يرويه عن عوف غير مؤمل ولا مؤمل غير[ أبو يحيى ] الوقار,قال أبو حاتم الرازي: هو ضعيف الحديث , وقال صالح جزرة : كان من الكذابين, وقال ابن عدي: كان يضع الحديث ويوصله, وقال الدراقطني: متروك,وقال الذهبي في (الميزان) (8953):هذا كأنه من وضع الوقار.اهـ
العرف الوردي في أخبار المهدي (ص: 125)
- قلت : هذا إسناد صحيح, وهذا أخف من اللفظ الأول, و الأوجه عندي تأويل اللفظين على ما أول عليه حديث (( بل أجر خمسين منكم )) (1) لشدة الفتن في زمان المهدي و تمالئ الروم بأسرها عليه , و محاصرة الدجال له , و ليس المراد بهذا التفضيل , والراجع إلى زيادة الثواب والرفعة عند الله, فالأحاديث الصحيحة والإجماع على أن أبا بكر وعمر أفضل الخلق بعد النبيين والمرسلين (2)
__________
(1) - الحديث أخرجه ابن نصر في (السنة)(32) من حديث عتبة بن غزوان, قال الألباني: رجاله كلهم ثقات لولا أن إبراهيم بن أبى عبلة عن عتبة بن غزوان مرسل , لكن له شاهد من حديث ابن عباس , أخرجه الطبراني في (الكبير)(3\76\1) من طريقين , وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم, وله شاهد آخر من حديث أبى ثعلبة, أخرجه داود (4341) والترمذي (3058) وابن ماجة (4014) وابن حبان (385), قال الترمذي:حديث حسن غريب اهـ بتصرف من (الصحيحة)(494)
(2) - قال في (عون المعبود)(7\332):قال في (فتح الودود): هذا في الأعمال التي يشق فعلها في تلك الأيام لا مطلقا, وقد جاء ( لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا,ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) ولأن الصحابي أفضل من غيره مطلقا.انتهى, وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام:ليس هذا على إطلاقه بل هو مبني على قاعدتين, إحداهما:أن الأعمال تشرف بثمراتها, والثانية:أن الغريب في آخر الإسلام كالغريب في أوله,وبالعكس لقوله عليه السلام: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ, فطوبى للغرباء من أمتي) يريد المنفردين عن أهل زمانهم, إذا تقرر ذلك فنقول:الإنفاق في أول الإسلام أفضل لقوله عليه السلام لخالد بن الوليد - رضي الله عنه - :(لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) أي مد الحنطة, والسبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها, وكذلك الجهاد بالنفوس, لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين وقلة أنصارهم, فكان جهادهم أفضل, ولأن بذل النفس مع النصرة ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها, ولذلك قال عليه السلام: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) جعله أفضل الجهاد ليأسه من حياته, وأما النهي عن المنكر بين ظهور المسلمين وإظهار شعائر الإسلام فإن ذلك شاق على المتأخرين لعدم المعين وكثرة المنكر فيهم كالمنكر على السلطان الجائر, ولذلك قال عليه السلام: (يكون القابض كالقابض على الجمر) لا يستطيع دوام ذلك لمزيد المشقة, فكذلك المتأخر في حفظ دينه, وأما المتقدمون فليسوا كذلك لكثرة المعين وعدم المنكر, فعلى هذا ينزل الحديث.انتهى كذا في مرقاة الصعود.اهـ
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?p=1865790#post1865790
اما رواية رواية المصنف فليس فيها كان المنفرد بها هو نعيم بن حماد في كتابه.
بحث كامل في الموضوع من موقع شيخنا الفاضل الدمشقية :
---------------------------
قول ابن سيرين عن المهدي: قد كان يفضل على بعض الأنبياء
حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن محمد بن سيرين أنه ذكر فتنة تكون فقال إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم حتى تسمعوا على الناس بخير من أبي بكر وعمر رضى الله عنهما قيل يا أبا بكر خير من أبي بكر وعمر قال قد كان يفضل على بعض الأنبياء.
رواه نعيم بن حماد في (الفتن ص221).
ورواه ابن أبي شيبة بإسناد أجود من هذا: حدثنا أبو اسامة عن عوف عن محمد قال: »يكون في هذه الأمة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر« (المصنف حديث37650 بإسناد صحيح).
قال الدارقطني: »يعني في العدل« (العلل الواردة في الحديث10/38 رقم1083). وهو ما قاله السيوطي كما سيأتي.
وعوف من أصحاب محمد بن سيرين الثقات مع تلبسه ببعض الأهواء إلا أنه غير مدفوع عن الصدق والأمانة كما قال مسلم.
وقد تضمنت رواية نعيم بن حماد عن ابن شوذب زيادة (قد كان يفضل...) لم تتضمنها رواية عوف وهو أوثق منه.
فإما أن يكون الخطأ فيه من ابن شوذب، لأن عوف أعرف منه بابن سيرين، أو من نعيم بن حماد لأنه على الرغم من أنه حافظ كبير إلا أنه يخطئ كما بينه ابن عدي في الكامل وغيره من الحفاظ فمع سعة روايته لم يكن حفظه كأقرانه ورفاقه في الطلب من الحفاظ كيحيى بن معين وغيره.
قال النووي في الأربعين «نعيم بن حماد ذو مناكير». «ولا تركن النفس إلى رواياته» كما قال الذهبي» (سير أعلام النبلاء10/ 600).
وقوله (لا تركن النفس) يعني التوقف فيما يتفرد به. وهذه الزيادة من تفرداته.
فإن قال قائل: نعيم قد صرح بالتحديث وهو ثقة. قلنا: ومع هذا فهو يأتي بمناكير ينفرد بها. وقد خالفه من هو اوثق منه. وهي لفظة مخالفة ليس لعوف فقط. بل لعقيدة الإسلام وصريح كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وأنتم تقدمون قول علي قول قول غيره. ونحن طبقنا تفضيلكم لعلي في هذا الشأن.
قال الحافظ ابن عساكر «كان نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها وسمعت يحيى بن معين يسأل عنه فقال ليس في الحديث بشيء ولكنه كان صاحب سنة» (تاريخ دمشق62/161).
على انه يحتمل أن يكون من ابن شوذب، لأن عوفا أعرف منه بابن سيرين ومن نعيم بن حماد لأنه على الرغم من أنه حافظ كبير إلا أنه يخطئ كما بينه ابن عدي في الكامل وغيره من الحفاظ فمع سعة روايته لم يكن حفظه كأقرانه ورفاقه في الطلب من الحفاظ كيحيى بن معين وغيره
وقد تعقب السيوطي هذه الرواية: فقال:« قلت: في هذا ما فيه... والأوجه عندي تأويل اللفظين على ما أول عليه حديث «بل أجر خمسين منكم» لشدة الفتن في زمان المهدي و تمالئ الروم بأسرها عليه ومحاصرة الدجال له، وليس المراد بهذا التفضيل، والراجع إلى زيادة الثواب والرفعة عند الله، فالأحاديث الصحيحة والإجماع على أن أبا بكر وعمر أفضل الخلق بعد النبيين والمرسلين» (كتاب العرف الوردي في أخبار المهدي).
قلت: وهذا توجيه جميل من السيوطي لكلام ابن سيرين.
فالمقصود أن المهدي سيكون عادلا في خلافته فلا تجد فرقا أو فضلا بينه وبين الشيخين في العدل، وهذا لا إشكال فيه، وليس معناه أنه يساوي أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفضل.
والراجح أن قول ابن سيرين محمول على العدالة وثقل مهمته. وإذا كان المؤمن العادي المتمسك بسنة النبي عند فساد أمته له أجر خمسين من أصحاب النبي فالمهدي أولى بهذا من من المؤمن العادي.