بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج44، ص: 330
- و قال محمد بن أبي طالب روى محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الرسائل «1» عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أيوب بن نوح عن صفوان عن مروان بن إسماعيل عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله ع قال: ذكرنا خروج الحسين ع و تخلف ابن الحنفية فقال أبو عبد الله ع يا حمزة إني سأخبرك بحديث لا تسأل عنه بعد مجلسك هذا إن الحسين لما فصل «2» متوجها دعا بقرطاس و كتب فيه بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم أما بعد فإنه من لحق بي منكم استشهد و من تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح و السلام قال و قال شيخنا المفيد بإسناده إلى أبي عبد الله ع قال لما سار أبو عبد الله من المدينة لقيه أفواج من الملائكة المسومة في أيديهم الحراب على نجب من نجب الجنة فسلموا عليه و قالوا يا حجة الله على خلقه بعد جده و أبيه و أخيه إن الله سبحانه أمد جدك بنا في مواطن كثيرة و إن الله أمدك بنا فقال لهم الموعد حفرتي و بقعتي التي أستشهد فيها و هي كربلاء فإذا وردتها فأتوني فقالوا يا حجة الله مرنا نسمع و نطع فهل تخشى من عدو يلقاك فنكون معك فقال لا سبيل لهم علي و لا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي.
و أتته أفواج مسلمي الجن فقالوا يا سيدنا نحن شيعتك و أنصارك فمرنا بأمرك و ما تشاء فلو أمرتنا بقتل كل عدو لك و أنت بمكانك لكفيناك ذلك فجزاهم الحسين خيرا و قال لهم أ و ما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي رسول الله أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيدة «1» و قال سبحانه لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم «2» و إذا أقمت بمكاني فبما ذا يبتلى هذا الخلق المتعوس و بما ذا يختبرون و من ذا يكون ساكن حفرتي بكربلاء و قد اختارها الله يوم دحا الأرض و جعلها معقلا لشيعتنا و يكون لهم أمانا في الدنيا و الآخرة و لكن تحضرون يوم السبت و هو يوم عاشوراء الذي في آخره أقتل و لا يبقى بعدي مطلوب من أهلي و نسبي و إخوتي و أهل بيتي و يسار برأسي إلى يزيد لعنه الله.
فقالت الجن نحن و الله يا حبيب الله و ابن حبيبه لو لا أن أمرك طاعة و أنه لا يجوز لنا مخالفتك قتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك فقال صلوات الله عليه لهم نحن و الله أقدر عليهم منكم و لكن ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة انتهى ما نقلناه من كتاب محمد بن أبي طالب.
اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 66
إلى بني هاشم أما بعد فإنه من لحق بي منكم استشهد و من تخلف عني لم يبلغ الفتح و السلام
و ذكر المفيد محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه في كتاب مولد النبي ص و مولد الأوصياء ص بإسناده إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع قال لما سار أبو عبد الله الحسين بن علي ص من مكة ليدخل المدينة لقيه أفواج من الملائكة المسومين و المردفين في أيديهم الحراب على نجب من نجب الجنة فسلموا عليه و قالوا يا حجة الله على خلقه بعد جده و أبيه و أخيه إن الله عز و جل أمد جدك رسول الله ص بنا في مواطن كثيرة و إن الله أمدك بنا فقال لهم الموعد حفرتي و بقعتي التي أستشهد فيها و هي كربلاء فإذا وردتها فأتوني فقالوا يا
اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 67
حجة الله إن الله أمرنا أن نسمع لك و نطيع فهل تخشى من عدو يلقاك فنكون معك فقال لا سبيل لهم علي و لا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي.
و أتته أفواج من مؤمني الجن فقالوا له يا مولانا نحن شيعتك و أنصارك فمرنا بما تشاء فلو أمرتنا بقتل كل عدو لك و أنت بمكانك لكفيناك ذلك فجزاهم خيرا و قال لهم أ ما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي رسول الله ص في قوله قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم فإذا أقمت في مكاني فبما يمتحن هذا الخلق المتعوس و بما ذا يختبرون و من ذا يكون ساكن حفرتي و قد اختارها الله تعالى يوم دحى
اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 68
الأرض و جعلها معقلا لشيعتنا و محبينا تقبل أعمالهم و صلواتهم و يجاب دعاؤهم و تسكن شيعتنا فتكون لهم أمانا في الدنيا و في الآخرة و لكن تحضرون يوم السبت و هو يوم عاشوراء و في غير هذه الرواية يوم الجمعة الذي في آخره أقتل و لا يبقى بعدي مطلوب من أهلي و نسبي و إخواني و أهل بيتي و يسار رأسي إلى يزيد بن معاوية لعنهما الله فقالت الجن نحن و الله يا حبيب الله و ابن حبيبه لو لا أن أمرك طاعة و أنه لا يجوز لنا
اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 69
مخالفتك لخالفناك و قتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك فقال لهم ع و نحن و الله أقدر عليهم منكم و لكن ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة ثم سار حتى مر بالتنعيم فلقي هناك عيرا تحمل هدية قد بعث بها بحير بن ريسان الحميري عامل اليمن إلى يزيد بن معاوية فأخذ ع الهدية لأن حكم أمور المسلمين إليه و قال لأصحاب الجمال