الحائر





الكافي (ط - دار الحديث)، ج‌9، ص: 309‌مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ حَتّىٰ تَصِيرَ إِلىٰ بَابِ الْحَيْرِ «1»، ثُمَّ تَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّٰهِ وَ ابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلَائِكَةَ اللّٰهِ وَ زُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللّٰهِ.ثُمَّ اخْطُ عَشْرَ خُطُوَاتٍ «2»، ثُمَّ قِفْ وَ كَبِّرْ «3» ثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً، ثُمَّ امْشِ إِلَيْهِ حَتّىٰ تَأْتِيَهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَاسْتَقْبِلْ وَجْهَكَ بِوَجْهِهِ «4»، وَ تَجْعَلُ الْقِبْلَةَ بَيْنَ كَتِفَيْكَ، ثُمَّ قُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّٰهِ وَ ابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا قَتِيلَ اللّٰهِ «5» وَ ابْنَ قَتِيلِهِ «6»، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللّٰهِ وَ ابْنَ ثَارِهِ «7»، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَتْرَ اللّٰهِ الْمَوْتُورَ «8» فِي السَّمَاوَاتِ‌
(1). في «بخ» وحاشية «بف» والفقيه والتهذيب، ح 131 وكامل الزيارات، ص 197: «الحائر». وفي هامش الوافي‌عن المحقّق الشعراني رحمه الله: «المستفاد من هذا الحديث أنّ الحائر كان أعظم من الحرم الحالي، أعني تحت القبّة والرواق الواقع على أطرافه، وذلك لأنّ الفاصلة بين الباب وما يقف فيه الزائر حول القبر الشريف كان أكثر من عشر خطوات، ولا يبعد أن يستفاد منه أنّ باب الحائر كان في الضلع الجنوبي من جدار الحائر، وإلّا لوجب التصريح بأنّك تدور، أو تطوف، أو تحول حتّى تأتيه من قبل وجهه عليه السلام، ولكن اكتفى بقوله: امش حتّى تأتيه».




و يستحب الإتمام في أربعة مواطن في السفر، في نفس المسجد الحرام، و في نفس مسجد المدينة، و في مسجد الكوفة، و الحائر على متضمنة السلام، و المراد بالحائر ما دار سور المشهد، و المسجد عليه، دون ما دار سور البلد عليه، لأنّ ذلك هو الحائر حقيقة، لأنّ الحائر في لسان العرب، الموضع المطمئن الذي يحار الماء فيه، و قد ذكر ذلك شيخنا المفيد في الإرشاد، في مقتل الحسين عليه السلام، لمّا ذكر من قتل معه من أهله، فقال: و الحائر محيط بهم، إلا العباس رحمة اللّٰه عليه، فإنّه قتل على المسناة «3» فتحقق ما قلناه، و الاحتياط أيضا طريقته تقتضي ما بيّناه، لأنّه مجمع عليه، و ما عداه غير مجمع عليه.و ذهب بع




كتاب المزار (للشيخ المفيد)، ص: 140‌61 باب فضل الحائر و حرمته و حده‌
و حده خمسة فراسخ من أربع جنبات قبره ع و من دونه مواطن بعضها أشرف من بعض لدنوها من محله ع من المكان و قربها منه‌1 حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ دَاوُدَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ حَرِيمُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع خَمْسُ فَرَاسِخَ مِنْ أَرْبَعِ جَوَانِبِ الْقَبْرِ‌2 حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَ جَمَاعَةُ مَشَايِخِي عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ الْيَقْطِينِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيِّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ حُرْمَةُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع فَرْسَخٌ فِي فَرْسَخٍ مِنْ أَرْبَعَةِ جَوَانِبِ الْقَبْرِ‌كتاب المزار (للشيخ المفيد)، ص: 141‌3 حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنَّ لِمَوْضِعِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع حُرْمَةً مَعْرُوفَةً مَنْ عَرَفَهَا وَ اسْتَجَارَ بِهَا أُجِيرَ قُلْتُ فَصِفْ لِي مَوْضِعَهَا جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ امْسَحْ مِنْ مَوْضِعِ قَبْرِهِ الْيَوْمَ خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ ذِرَاعاً مِنْ نَاحِيَةِ رِجْلَيْهِ وَ خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ ذِرَاعاً مِنْ خَلْفِهِ وَ خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ ذِرَاعاً مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ وَ خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ ذِرَاعاً مِنْ نَاحِيَةِ رَأْسِهِ وَ مَوْضِعُ قَبْرِهِ مُنْذُ يَوْمَ دُفِنَ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَ مِنْهُ مِعْرَاجٌ يُعْرَجُ مِنْهُ بِأَعْمَالِ زُوَّارِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَلَيْسَ مَلَكٌ وَ لَا نَبِيٌّ فِي السَّمَاوَاتِ وَ لَا فِي الْأَرْضِ إِلَّا وَ هُمْ يَسْأَلُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع فَفَوْجٌ يَنْزِلُ وَ فَوْجٌ يَعْرُجُ‌4 وَ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَبْرُ الْحُسَيْنِ ع عِشْرُونَ ذِرَا




تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (8/ 355)
وذكر عَلِيّ بْن مُحَمَّدٍ عن عَبْد اللَّهِ، قَالَ: أخبرني القاسم بْن يحيى، قَالَ: بعث الرشيد إلى ابن أبي داود والذين يخدمون قبر الحسين بْن علي في الحير، قَالَ: فأتى بهم، فنظر إليه الحسن بْن راشد، وقال: ما لك؟
قَالَ: بعث إلي هذا الرجل- يعني الرشيد- فأحضرني، ولست آمنه على نفسي، قَالَ له: فإذا دخلت عليه فسألك، فقل له: الحسن بْن راشد وضعني في ذلك الموضع فلما دخل عليه قَالَ هذا القول، قَالَ: ما أخلق أن يكون هذا من تخليط الحسن! أحضروه، قَالَ: فلما حضر قَالَ: ما حملك على أن صيرت هذا الرجل في الحير؟ قَالَ: رحم الله من صيره في الحير، أمرتني أم موسى أن أصيره فيه، وأن أجري عليه في كل شهر ثلاثين درهما فقال: ردوه إلى الحير، وأجروا عليه ما أجرته أم موسى- وأم موسى هي أم المهدي ابنة يزيد بْن منصور.




الأعلام للزركلي (8/ 30)
الحَائِري
(1109 - 1166 هـ = 1697 - 1753 م)
نصر الله بن الحسين الموسوي الحائري، أبو الفتح: فاضل إمامي. كان مدرسا في " الحائر " (3) مغرى بجمع الكتب.
__________
(1) الضوء اللامع 10: 198 و 206: 2 , Brock S وهدية العارفين 2: 493 وأخطأ في تسمية أبيه ومذهبه. وحسن المحاضرة 1: 276 والصادقية: الرابع من الزيتونة 4: 38، 403.
(2) الذريعة 4: 462 - 463 و 825: 2 Brock S
(3) الحائر: هو قبر الحسين الشهيد، سمّي الحائر، لانه لما خربه المتوكل وأرسل عليه الماء، حار عنه الماء ولم يعل عليه، فسمّي الحائر من ذلك الحين - المشرف.




معجم البلدان (2/ 208)
الحايرُ:
بعد الألف ياء مكسورة، وراء، وهو في الأصل حوض يصبّ إليه مسيل الماء من الأمطار، سمي بذلك لأن الماء يتحير فيه يرجع من أقصاه إلى أدناه، وقال الأصمعي: يقال للموضع المطمئن الوسط المرتفع الحروف حائر وجمعه حوران، وأكثر الناس يسمون الحائر الحير كما يقولون لعائشة عيشة.
والحائر: قبر الحسين بن عليّ، رضي الله عنه، وقال أبو القاسم عليّ بن حمزة البصري رادّا على ثعلب في الفصيح: قيل الحائر لهذا الذي يسميه العامة حير وجمعه حيران وحوران، قال أبو القاسم: هو الحائر إلا أنه لا جمع له لأنه اسم لموضع قبر الحسين ابن عليّ، رضي الله عنه، فأما الحيران فجمع حائر، وهو مستنقع ماء يتحير فيه فيجيء ويذهب، وأما حوران وحيران فجمع حوار، قال جرير:
بلّغ رسائل عنّا خفى محملها ... على قلائص، لم يحملن حيرانا
قال: أراد الذي تسمّيه العامّة حير الإوزّ فجمعه حيران، وأما حوران وحيران كما قال، إلا أنه يلزمه أن يقول حير الإوزّ فإنهم يقولون الحير بلا إضافة إذا عنوا كربلاء. والحائر أيضا: حائر ملهم باليمامة، وملهم مذكور في موضعه، قال الأعشى:
فركن مهراس إلى مارد، ... فقاع منفوحة فالحائر




مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع (1/ 373)
(الحاير)
بعد الألف ياء مكسورة، وراء: الحير «6» والحاير: موضع قبر الحسين رضى الله عنه؛ لأنه فى موضع مطمئنّ الوسط مرتفع الحروف. والحائر أيضا: حائر ملهم باليمامة «7» .
وحائر الحجّاج: بالبصرة معروف يابس لا ماء فيه.








تاج العروس (11/ 109)
(و) الحائر: (ع) بالعراق (فيه مشهد) الإمام المظلوم الشهيد أبي عبد الله (الحسين) بن علي بن أبي طالب. رضي الله عنهم؛ سمي} لتحير الماء فيه. (ومنه نصر الله بن محمد) الكوفي، سمع أبا الحسن بن غيرة. (و) الإمام النسابة (عبد الحميد بن) الشيخ النسابة جلال الدين (فخار) بن معد بن الشريف النسابة شمس الدين فخار بن أحمد بن محمد أبي الغنائم بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد الحسيني الموسوي، ( {الحائريان) وولد الأخير هاذا علم الدين علي ابن عبد الحميد الرضي المرتضى النسابة إمام النسب في العراق، كان مقيما بالمشهد. ومات بهراة خراسان، وهو عمدتنا في فن النسب، وأسانيدنا متصلة إليه. قال الحافظ ابن حجر: والثاني من مشيخة أبي العلاء الفرضي. قال: وممن ينتسب إلى الحائر الشريف أبو الغنائم محمد بن أبي الفتح العلوي} - الحائري، ذكره منصور.




تاج العروس (11/ 117)
(و) الحائر: (كربلاء) ، سميت بأحد هاذه الأشياء، (} كالحيراء) ، هاكذا في النسخ بالمد. والذي في الصحاح وغيره: الحير، أي بفتح فسكون، بكربلاء، أي سمي لكونه حمى. (و) الحائر: (: ع، بها) ، أي بكربلاء، وهو الموضع الذي فيه مشهد الإمام الحسين رضي الله عنه، وقد تقدم في حور ذالك.
إسفار الفصيح (2/ 905)
(وهو الحائر) بالألف أيضا: (للذي تسميه العامة الحير) 4، وهو مجتمع الماء، وهو المكان الواسع الذي تسيل إليه الأمطار، وربما ذهب الماء منه ويبس، ويبقى اسم الحائر عليه، كما بقي على حائر الحجاج بالبصرة1، وبهذا سمي الموضع الذي بناحية الكوفة الذي دفن فيه الحسين بن علي - رضوان الله عليهما ورحمته وبركاته - الحائر2. والعامة تسميه الحير. وقال العجاج3:
سقاه ريا حائر روي
(وجمعه حوران وحيران)
الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (3/ 210)
{إنه ظن أن لن يحور} [الإنشقاق: 4] أي: لن يرجع، فكأنهم الراجعون إلى الله تعالى، يقال: حار يحور حورا أي: رجع، وحار يحور حورا إذا تردد في مكان، ومنه: حار الماء في الغدير، وحار في أمره وتحير فيه وأصله: تحيور، فقلبت الواو ياء فوزنه تفيعل لا تفعل، إذ لو كان تفعل لقيل: تحور نحو: تجوز،
اللباب في علوم الكتاب (5/ 261)
وقيل: اشتقاقه من حار يَحُور - أي: رَجَع. قال تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ} [الانشقاق: 14] . أي لن يرجع، فكأنهم الراجعون إلى الله تعالى حار يحور حَوَراً - أي: رجع - وحار يحور حَوَراً - إذا تردَّد في مكانه ومنه: حار الماء في القدر، وحار في أمره، وتحيَّر فيه
تاريخ دمشق لابن عساكر (66/ 47)
فذكر له أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقف على ماء يحير (1) في عين تبوك
_________
(1) حار الماء وتحير: تردد
أساس البلاغة (1/ 225)
ح ي ر
حار الرجل في أمره فهو حائر وحيران، وامرأة حيرى، وهم وهن حيارى، وحيرته فتحير. وحار بصره.
ومن المجاز: حار الماء في المكان وتحيّر واستحار إذا اجتمع ووقف، كأنه لا يدري كيف يجري.
تاج العروس (11/ 116)
(و) من المجاز: حار (الماء) في المكان: وقف و (تردد) كأنه لا يدري كيف يجري، {كتحير} واستحار.
( {والحائر: مجتمع الماء) ،} يتحير الماء فيه يرجع أقصاه إلى أدناه، أنشد ثعلب:
في ربب الطين بماء حائر
وقد {حار} وتحير، إذا اجتمع ودار. قال: والحاجر نحو منه، وجمعه حجران. وقال العجاج:
سقاه ريا {حائر روي
(و) } الحائر: (حوض يسيب إليه مسيل ماء) من (الأمطار) يسمى هاذا الاسم بالماء.
(و) قيل الحائر: (المكان المطمئن) يجتمع فيه الماء {فيتحير لا يخرج منه. قال:
صعدة نابتة في} حائر
أينما الريح تميلها تمل
وقال أبو حنيفة: من مطمئنات الأرض الحائر، وهو المكان المطمئن الوسط المرتفع الحروف. (و) من ذالك سموا (البستان) {بالحائر، (} كالحير) ، بطرح الألف، كما عليه أكثر الناس وعامتهم، كما يقولون لعائشة. عيشة يستحسنون التخفيف (وطرح الألف) . قيل: هو خطأ، وأنكره أبو حنيفة أيضا، وقال: ولا يقال حير، إلا أن أبا عبيد قال في تفسير قول رؤبة:
الكافي (ط - دار الحديث)، ج‌3، ص: 111‌الْحَائِرِ «1» الَّذِي كُنَّا فِيهِ نُزُولًا، فَجِئْتُ- وَ أَنَا بِحَالٍ- فَرَمَيْتُ بِنَفْسِي، فَبَيْنَا «2» أَنَا كَذٰلِكَ إِذَا «3» أَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللّٰهِ عليه السلام قَدْ أَقْبَلَ، قَالَ: فَقَالَ: «قَدْ أَتَيْنَاكَ»، أَوْ قَالَ: «جِئْنَاكَ «4»»، فَاسْتَوَيْتُ جَالِساً، وَجَلَسَ «5» عَلىٰ صَدْرِ فِرَاشِي، فَسَأَلَنِي عَمَّا «6» بَعَثَنِي لَهُ «7»، فَأَخْبَرْتُهُ، فَحَمِدَ اللّٰهَ.ثُمَّ جَرىٰ ذِكْرُ قَوْمٍ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّا نَبْرَأُ «8» مِنْهُمْ؛ إِنَّهُمْ لَايَقُولُونَ مَا نَقُولُ «9»، قَالَ «10»: فَقَالَ: «يَتَوَلَّوْنَا «11» وَلَا يَقُولُونَ مَا تَقُولُونَ، تَبْرَؤُونَ «12» مِنْهُمْ؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَهُوَ ذَا عِنْدَنَا مَا لَيْسَ عِنْدَكُمْ، فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَبْرَأَ مِنْكُمْ؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا «13»، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ «14»: «وَ «15» هُوَ ذَا عِنْدَ اللّٰهِ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا، أَ فَتَرَاهُ اطَّرَحَنَا «16»؟» قَالَ: قُلْتُ: لَاوَاللّٰهِ‌
(1). «الحائر»: المكان المطمئنّ الوسط المرتفع الحروف، ومجتمع الماء، وحوض يُسَيَّبُ إليه مسيل ماء الأمطار، والبستان. والمراد هنا البستان، على ما يظهر من الوافي. راجع: لسان العرب، ج 4، ص 223؛ القاموس المحيط، ج 1، ص 541 (حير).
البداية والنهاية ط إحياء التراث (12/ 6)
ثم دخلت سنة سبع وأربعمائة في ربيع الأول منها، احترق مشهد الحسين بن علي [بكربلاء] وأروقته، وكان سبب ذلك أن القومة أشعلوا شمعتين كبيرتين فمالتا في الليل على التازير، ونفذت النار منه إلى غيره حتى كان ما كان.
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (15/ 120)
ثم دخلت سنة سبع وأربعمائة
[احتراق مشهد الحسين عليه السلام]
فمن الحوادث فيها [1] :
أنه في شهر ربيع الأول احترق مشهد الحسين عليه السلام والأروقة، وكان السبب في ذلك أن العوام اشعلوا شمعتين كبيرتين فسقطتا في جوف الليل على التأزير فأحرقتاه وتعدت النار.
وفى عشر بقين من هذا الشهر: احترق نهر طابق ودار الركن اليماني من البيت الحرام، وسقوط حائط بين يدى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ووقوع القبة الكبيرة على الصخرة ببيت المقدس وأن حريقا وقع في بعض الجامع بسامراء.
[اتصال الفتنة بين الشيعة والسنة]
وفى هذا الشهر [2] : اتصلت الفتنة بين الشيعة والسنة بواسط، ونهبت محال الشيعة والزيدية بواسط، واحترقت وهرب وجوه الشيعة والعلويين، فقصدوا علي بن مزيد واستنصروه.
[خلع على أبي الحسن بن الفضل الرامهرمزي خلع الوزارة من قبل سلطان الدولة]
وفي ربيع الآخر: خلع على أبي الحسن بن الفضل الرامهرمزي [3] خلع الوزارة من قبل سلطان الدولة، وهو الذي بنى سور الحائر بمشهد الحسين.
الكامل في التاريخ (7/ 640)
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة، في ربيع الأول، احترقت قبة مشهد الحسين والأروقة، وكان سببه أنهم أشعلوا شمعتين كبيرتين، فسقطتا في الليل على التأزير، فاحترق، وتعدت النار، وفيه أيضا احترق نهر طابق ودار القطن، وكثير من باب البصرة واحترق جامع سر من رأى.
وفيها تشعث الركن اليماني من البيت الحرام وسقط حائط بين يدي حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ووقعت القبة الكبيرة على الصخرة بالبيت المقدس.
وفيها كانت فتنة كبيرة بين السنة والشيعة بواسط، فانتصر السنة وهرب وجوه الشيعة والعلويين إلى علي بن مزيد فاستنصروه.
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (13/ 283)
قال المحسن: ويدل على هذا أن أبا طاهر القرمطي دخل الكوفة دفعات، فما دخل إلى قبر علي عليه السلام واجتاز بالحائر فما زار الحسين.
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (15/ 120)
[خلع على أبي الحسن بن الفضل الرامهرمزي خلع الوزارة من قبل سلطان الدولة]
وفي ربيع الآخر: خلع على أبي الحسن بن الفضل الرامهرمزي [3] خلع الوزارة من قبل سلطان الدولة، وهو الذي بنى سور الحائر بمشهد الحسين.
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (15/ 160)
وزر لسلطان الدولة، وبني سور الحائر من مشهد الحسين عليه السلام في سنة ثلاث وأربعمائة، وقتل في شعبان هذه السنة عن ثلاث وخمسين سنة.
تاريخ الإسلام ت تدمري (28/ 26)
وفيها خلع علي أبي الحسن بن الفضل الرامهرمزي خلع الوزارة من قبل سلطان الدولة. وهو الذي بنى سور الحائر بمشهد الحسين [1] .
تاريخ الإسلام ت تدمري (29/ 319)
[زيارة جلال الدولة المشاهد]
وخرج الملك جلال الدولة لزيارة المشهدين بالحير والكوفة، ومعه أولاده والوزير كمال الملك، وجماعة من الأتراك فبدأ بالحائر [2] . ومشي حافيا من العلمي. ثم زار مشهد الكوفة فمشي حافيا من الخندق، وقدر ذلك فرسخ [3] .
__________
[1] المنتظم 8/ 104، 105، (الطبعة الجديدة لدار الكتب العلمية ببيروت) 15/ 273، 274، الكامل في التاريخ 9/ 471، وانظر: تاريخ ابن خلدون 3/ 450، والبداية والنهاية 12/ 47.
[2] في الأصل: «فيهم أبا الخير» ، وهذا وهم، والتصحيح من: المنتظم 8/ 105 (الطبعة الجديدة) 15/ 274.
و «الحائر» هو قبر الحسين بن علي رضي الله عنه. (معجم البلدان 2/ 208) .
[3] المنتظم 8/ 105 (15/ 274) ، نهاية الأرب 26/ 259.
تاريخ الإسلام ت تدمري (44/ 465)
[حرف النون]
639- نصر الله بن محمد [1] بن الحسين.
أبو منصور الكوفي، الحائري، الزيدي، المعروف بابن مدلل [2] .
ولد في حدود سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
وسمع بالكوفة من: أبي الحسن محمد بن غبرة، وابن ناقة، والحسين بن محمد الدواتي. وببغداد من أبي الفتح ابن البطي.
وحدث بالكوفة.
وهو زيدي النحلة.
والحائري: نسبة إلى الموضع الذي فيه مشهد الحسين عليه السلام.
البداية والنهاية ط إحياء التراث (12/ 20)
وفيها توفي من الأعيان ... الحسن بن الفضل بن سهلان أبو محمد الرامهرمزي، وزير سلطان الدولة، وهو الذي بنى سور الحائر عند مشهد الحسين، قتل في شعبان منها (1) .
البداية والنهاية ط إحياء التراث (12/ 100)
ثم ركب إلى زيارة المشهد بالكوفة، وعزم على عبور نهر جعفر ليسوق الحائر لوفاء نذر كان عليه، وأمر بأن تنقل جثة ابن مسلمة إلى ما يقارب الحريم الظاهري، وأن تنصب على دجلة.
البداية والنهاية ط إحياء التراث (12/ 187)
وفيها أغارت خفاجة على بلاد سيف الدولة صدقة بن مزيد بن منصور بن دبيس وقصدوا مشهد الحسين بالحائر، وتظاهروا فيه بالمنكرات والفساد، فكبسهم فيه الأمير صدقة المذكور، فقتل منهم خلقا كثيرا عند الضريح.
ومن العجائب أن أحدهم ألقى نفسه وفرسه من فوق السور فسلم وسلمت فرسه.
النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (4/ 259)
وفيها توفّى الحسن «1» بن الفضل بن سهلان أبو محمد وزير سلطان الدولة، وهو الذي بنى [سور «2» ] الحائر بمشهد الحسين بكربلاء، وكان من كبار الشيعة، كان رافضيّا خبيثا، قبض عليه وصودر وسمل وحبس حتى مات.
تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (15/ 355)
1360- نصر الله بن محمد بن الحسين الحائري أبو منصور الكوفي يعرف بابن مدلل:
والحائر هو مشهد الحسين. شيخ صالح. سمع من أبي الحسن بن غبرة وأبي العباس ابن ناقة. أخبرنا نصر الله، أخبرنا ابن البطي. فذكر حديثا. ولد سنة
الفرج بعد الشدة للتنوخي (4/ 186)
قضى ليلة مع الأسد في حجرة مغلقة الباب
بلغني عن قاضي القضاة المعروف بأبي السائب، ولم أسمع ذلك منه، قال: وافيت من همذان أريد العراق، وأنا فقير، وزرت قبر الحسين رضي الله عنه.
فلما انصرفت أريد قصر ابن هبيرة، قيل لي: إن الأرض مسبعة، وأشير علي أن ألحق بقرية فيها حصن سميت لي، فآوى إليها قبل المساء.
وكنت ماشيا، فأسرعت في المشي، إلى أن وافيت القرية، فوجدت باب الحصن مغلقا.
فدققت الباب، فلم يفتح لي، وتوسلت للقائمين بحراسته، بمن انصرفت من زيارته.
فقالوا: قد أتانا منذ أيام من ذكر مثل ما ذكرت، فأدخلناه، وآويناه، فدل علينا اللصوص، وفتح لهم باب الحصن ليلا، وأدخلهم، فسلبونا، ولكن الحق بذلك المسجد، وكن فيه، لئلا تمسي فيأتيك السبع.
فصرت إلى المسجد، فدخلت بيتا كان فيه، وجلست.
فلم يكن بأسرع من أن جاء رجل على حمار، منصرفا من الحائر، فدخل المسجد، وشد حماره في غلق الباب، ودخل إلي.
وكان معه كراز فيه ماء، وخرج، فأخرج منه سراجا فأصلحه، ثم أخرج قداحة، فقدح، وأوقد، وأخرج خبزه، وأخرجت خبزي، واجتمعنا على الأكل.
فما شعرنا إلا والسبع قد حصل في المسجد فلما رآه الحمار، دخل إلى البيت الذي كنا فيه، فدخل السبع وراءه، فخرج الحمار وجذب باب البيت بالرسن، فأغلقه علينا وعلى السبع، وصرنا محبوسين فيه، فحصلنا في أخبث محصل.
وقدرنا أن السبع ليس يعرض لنا، بسبب السراج، وأنه إذا طفئ، أكلنا، أو أخذنا.
وما طال الأمر أن فني ما كان في السراج من الدهن، وطفئ، وحصلنا في الظلمة، والسبع معنا، فما كان عندنا من حاله شيء إلا إذا تنفس، فإنا كنا نسمع نفسه.
وراث الحمار من فزعه، فملأ المسجد روثا، ومضى الليل ونحن على حالنا، وقد كدنا نتلف فزعا.
ثم سمعنا صوت الأذان من داخل الحصن، وبدا ضوء الصبح، فرأيناه من شقوق الباب.
وجاء المؤذن من الحصن، فدخل المسجد، فلما رأى روث الحمار، لعن وشتم، وحل رسن الحمار من الغلق، فمر يطير، من الفزع، في الصحراء، لعلمه بما قد أفلت منه.
وفتح المؤذن باب البيت ينظر من فيه، فوثب السبع إليه، فدقه، وحمله إلى الأجمة، وقمنا نحن، وانصرفنا سالمين.
نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة (2/ 322)
169 عيافة أعرابي
حدّثنا أبو الحسين بن عيّاش، قال:
أخبرني صديق لي أنّه خرج إلى الحائر «1» [على ساكنيه السلام] «2» ليزور.
فاجتاز في طريقه بموضع قريب من الأعراب،

البداية والنهاية ط إحياء التراث (12/ 59)
وفيها زار الملك أبو طاهر مشهد الحسين، ومشى حافيا في بعض تلك الأزوار.




البداية والنهاية ط إحياء التراث (12/ 6)
ثم دخلت سنة سبع وأربعمائة في ربيع الأول منها، احترق مشهد الحسين بن علي [بكربلاء] وأروقته، وكان سبب ذلك أن القومة أشعلوا شمعتين كبيرتين فمالتا في الليل على التازير، ونفذت النار منه إلى غيره حتى كان ما كان.
وفي هذا الشهر أيضا احترقت دار القطن ببغداد وأماكن كثيرة بباب البصرة، واحترق جامع سامرا.
وفيها ورد الخبر بتشعيث الركن اليماني من المسجد الحرام، وسقوط جدار بين يدي قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وأنه سقطت القبة الكبيرة على صخرة بيت المقدس، وهذا من أغرب الاتفاقات وأعجبها.
وفي هذه السنة قتلت الشيعة الذين ببلاد إفريقية ونهبت أموالهم، ولم يترك منهم إلا من لا يعرف، وفيها كان ابتداء دولة العلويين ببلاد الأندلس، وليها علي بن حمود بن أبي العيس (2) العلوي، فدخل قرطبة في المحرم منها، وقتل سليمان بن الحكم الأموي، وقتل أباه أيضا، وكان شيخا صالحا، وبايعه الناس وتلقب بالمتوكل على الله، ثم قتل في الحمام في ثامن ذي القعدة منها (3) عن ثمان




البداية والنهاية ط إحياء التراث (12/ 20)
وفيها توفي من الأعيان ... الحسن بن الفضل بن سهلان أبو محمد الرامهرمزي، وزير سلطان الدولة، وهو الذي بنى سور الحائر عند مشهد الحسين، قتل في شعبان منها (1) .







البداية والنهاية ط إحياء التراث (12/ 187)
وفيها أغارت خفاجة على بلاد سيف الدولة صدقة بن مزيد بن منصور بن دبيس وقصدوا مشهد الحسين بالحائر، وتظاهروا فيه بالمنكرات والفساد، فكبسهم فيه الأمير صدقة المذكور، فقتل منهم خلقا كثيرا عند الضريح.
ومن العجائب أن أحدهم ألقى نفسه وفرسه من فوق السور فسلم وسلمت فرسه.






الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (3/ 210)
المؤلف: أبو العباس، شهاب الدين، أحمد بن يوسف بن عبد الدائم المعروف بالسمين الحلبي (المتوفى: 756هـ)
يقال: حار يَحُور حَوْراً أي: رَجَعَ، وحار يحور حَوْراً إذا تَرَدَّد في مكانٍ، ومنه: حارَ الماءُ في الغَدير،



اللباب في علوم الكتاب (5/ 261)
المؤلف: أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى: 775هـ)
أي لن يرجع، فكأنهم الراجعون إلى الله تعالى حار يحور حَوَراً - أي: رجع - وحار يحور حَوَراً - إذا تردَّد في مكانه ومنه: حار الماء في القدر، وحار في أمره، وتحيَّر فيه، وأصله تَحَيْوَرَ، فقُلِبَت الواوُ ياءً، فوزنه تَفَيْعَل، لا تفعَّل؛ إذْ لو كان تفعّل لقيل: تحوَّر نحو تجوَّز ومنه قيل للعود الذي تُشَدُّ عليه البكرة: مِحْوَر؛ لتردُّدِهِ،




تاريخ دمشق لابن عساكر (66/ 47)
البوك فذكر له أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقف على ماء يحير (1) في عين تبوك فقال أنتما عليها تبوكانها منذ اليوم (2) يريد تثورانها فحد أبو بكر بن حزم أبا ....
------------
(1) حار الماء وتحير: تردد






أساس البلاغة (1/ 225)
ح ي ر
حار الرجل في أمره فهو حائر وحيران، وامرأة حيرى، وهم وهن حيارى، وحيرته فتحير. وحار بصره.
ومن المجاز: حار الماء في المكان وتحيّر واستحار إذا اجتمع ووقف، كأنه لا يدري كيف يجري. وجفنة مستحيرة: ممتلئة. وأتانا بمرقة مستحيرة: كثيرة الإهالة. واستقينا من الحائر والحيران، وهو شبه حوض يتحيّر فيه ماء المطر. واستحار شباب المرأة إذا تم وامتلأ. قال أبو ذؤيب:
ثلاثة أحوال فلما تجرمت ... علينا بهون واستحار شبابها





بحار الأنوار - العلامة المجلسي - كامل (86/ 89، بترقيم الشاملة آليا)
وأما حد الحائر فقال ابن إدريس: المراد به مادارسور المشهد والمسجد عليه دون ما دار سور البلد عليه، لان ذلك هو الحائر حقيقة، لان الحائر في لسان العرب الموضع المطمئن الذي يحار فيه الماء، وقد ذكر ذلك شيخنا المفيد في الارشاد لما ذكر من قتل مع الحسين من أهله: والحائر يحيط بهم إلا العباس رحمة الله عليه، فانه قتل على المسناة، واحتج عليه بالاحتياط لانه المجمع عليه، وذكر الشهيدان في هذا الموضع حار الماء لما أمر المتوكل باطلاقه على قبر الحسين عليه السلام ليعفيه فكان لا يبلغه انتهى. وأقول: ذهب بعضهم إلى أن الحائر مجموع الصحن المقدس، وبعضهم إلى أن القبة السامية، وبعضهم إلى أنه الروضة المقدسة، وما أحاط به من العمارات القديمة من الرواق والمقتل والخزانة وغيرها، والاظهر عندي أنه مجموع الصحن القديم لا ما تجدد منه في الدولة العلية الصفوية، شيد الله أركانهم. والذي ظهر لي من القرائن وسمعت من مشايخ تلك البلاد الشريفة أنه لم يتغير الصحن من جهة القبلة ولا من اليمين ولامن الشمال بل إنما زيد من خلاف جهة القبلة، وكل ما انخفص من الصحن وما دخل فيه من العمارات فهو الصحن القديم، (بحار الأنوار / جزء 86 / صفحة [90]) وما ارتفع منه فهو خارج عنه، ولعلهم إنما تركوه كذلك ليمتاز القديم عن الجديد والتعليل المنقول عن ابن إدريس ره منطبق على هذا، وفي شموله لحجرات الصحن من الجهات الثلاثة إشكال. ويدل على أن سعة الحائر أكثر من الروضة المقدسة والعمارات المتصلة بها من الجهات الثلاثة ما رواه ابن قولويه (1) بسند حسن عن الحسن بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا دخلت الحير، وفي بعض النسخ الحائر، فقل: وذكر الدعاء ثم تمشي قليلا وتكبر سبع تكبيرات، ثم تقوم بحيال القبر، وتقول إلى أن قال: ثم تمشي قليلا وتقول إلى قوله: (وترفع يديك وتضهما على القبر). وعن ثوير بن أبي فاخته (2) عن أبي عبد الله عليه السلام في وصف زيارته حتى تصير إلى باب الحائر أو الحير ثم قل إلى أن قال، ثم أخط عشر خطا ثم قف فكبر ثلاثين تكبيرة ثم امش حتى تأتيه من قبل وجهه. وعن أبي حمزة الثمالي (3) بسند معتبر عن أبي عبد الله عليه السلام في وصف زيارة الحسين عليه السلام ثم ادخل الحير أو الحائر وقل إلى قوله: ثم امش قليلا وقل إلى قوله: ثم امش وقصر خطاك حتى تستقبل القبر، ثم تدنو قليلا من القبر وتقول إلى آخر الخبر. فهذه الاخبار وغيرها مما سيأتي في كتاب المزار (4) إن شاء الله تعالى تدل على نوع سعة في الحائر






بحار الأنوار - العلامة المجلسي - كامل (98/ 117، بترقيم الشاملة آليا)
بحار الأنوار / جزء 98 / صفحة [117]
تذنيب: اعلم أنه اختلف كلام الأصحاب - رحمهم الله - في حد الحائر فقيل: إنه ما أحاطت به جدران الصحن فيدخل فيه الصحن من جميع الجوانب والعمارات المتصلة بالقبة المنورة والمسجد الذي خلفها، وقيل: إنه القبة الشريفة حسب، وقيل: هي مع ما اتصل بها من العمارات كالمسجد والمقتل والخزانة وغيرها، والأول أظهر لاشتهاره بهذا الوصف بين أهل المشهد آخذين عن أسلافهم، ولظاهر كلمات أكثر الأصحاب. قال ابن إدريس في السرائر: (1) المراد بالحائر ما دار سور المشهد والمسجد عليه قال: لأن ذلك هو الحائر حقيقة لأن الحائر في لسان العرب الموضع المطمئن الذي يحار فيه الماء. وذكر الشهيد في الذكرى (2) أن في هذا الموضع حار الماء لما أمر المتوكل باطلاقه على قبر الحسين عليه السلام ليعفيه فكان لا يبلغه. وذكر السيد الفاضل امير شرف الدين على المجاور بالمشهد الغروي قدس الله روحه وكان من مشايخنا: اني سمعت من كبار الشائبين من البلدة المشرفة أن الحائر هو السعة التي عليها الحصار الرفيع من القبلة واليمين واليسار وأما الخلف فما ندري ما حده وقالوا: هذا الذي سمعنا من جماعة من قبلنا انتهى، وفي شموله لحجرات الصحن إشكال ولا يبعد أن يكون ما انخفض من هذا الصحن الشريف يكون داخلا في الحائر دون ما ارتفع منها، وعليه أيضا " شواهد من كلمات الأصحاب والله يعلم.
_________________________
(1) السرائر ص 78. (2) الذكرى في اول صلاة السفر.






مستدرك سفينة البحار (2/ 477، بترقيم الشاملة آليا)
باب الحائر وفضله وفضل كربلاء والإقامة بها(2). يأتي ما يتعلّق بذلك في «كربل». وتقدّم في «ترب»: ما يتعلّق بالتربة الشريفة.
قال المجلسي: إختلف كلام الأصحاب في حدّ الحائر. فقيل: إنّه ما أحاطت به جدران الصحن، فيدخل فيه الصحن من جميع الجوانب والعمارات المتّصلة بالقبّة المنوّرة والمسجد الّذي خلفها. وقيل: إنّه القبّة الشريفة حسب. وقيل: هي مع ما اتّصل بها من العمارات كالمسجد والمقتل والخزانة وغيرها.
والأوّل أظهر لاشتهاره بهذا الوصف بين أهل المشهد آخذين عن أسلافهم، ولظاهر كلمات أكثر الأصحاب.
قال ابن إدريس في السرائر: والمراد بالحائر ما دار سور المشهد والمسجد عليه. قال: لأنّ ذلك هو الحائر حقيقة; لأنّ الحائر في لسان العرب الموضع المطمئنّ الّذي يحار فيه الماء.
وذكر الشهيد في الذكرى أنّ في هذا الموضع حار الماء لمّا أمر المتوكّل باطلاقه على قبر الحسين(عليه السلام) ليعفيه، فكان لا يبلغه. ثمّ ذكر المجلسي كلام اُستاذه السيّد الشولستاني، ثمّ قال: وفي شموله لحجرات الصحن إشكال والله يعلم(3).
وقال في البحار ما ملخّصه: أنّ الأظهر أنّ الحائر مجموع الصحن القديم دون ما تجدّد منه في الدولة الصفويّة. وهو تمام جهة القبلة من الصحن وحجراته وما انخفض فيه من الجهات الثلاث دون حجراتها. إنتهى. فراجع للكلمات ونقل الاختلافات في ذلك(4).
تاريخ عمارة الحائر الحسيني في كربلاء على ما رأيته في بعض المكاتيب
مستدرك سفينة البحار - الجزء الثاني -
واستنسخته في كربلاء: أوّله بناء بني أسد لمّا دفنوا الشهداء مع مولانا الإمام السجّاد(عليه السلام). بنوا على قبورهم الشريفة رسوماً لكي يعرف الزائرون مواضع الزيارة.
ثمّ إنّ المختار بن أبي عبيدة الثقفي شيّد المشهد، وأسّس قرية صغيرة حوله وبقي معموراً. وكان للحائر الحسيني بابان شرقي وغربي يزوره المؤمنون.
هكذا إلى أيّام خلافة هارون الرشيد، وهو هدم البناء حتّى أمر بقطع السدرة الّتي كانت في وسط المشهد الشريف.
ولمّا تولى المأمون الخلافة أمر بإعادة البناء وبقي معموراً إلى زمان المتوكّل.
وفي سنة 237 جرى من المتوكّل ما جرى على حائر الحسين(عليه السلام) وأرسل ديزج اليهودي فأمر بهدم البناء الشريف، ومنع من زيارته; كما هو المشهور.
ولمّا تولّى ابنه المنتصر سار على منهج المأمون، فأمر بإعادة البناء، وأقام عليه ميلاً لإرشاد الزائرين.
وفي سنة 273 تداعت بناية المنتصر، فقام بتجديدها محمّد بن زيد القائم بطبرستان.
وفي سنة 369 بناها عمران بن شاهين مع أحد الأروقة في المشهد المقدّس.
وفي سنة 370 زار عضد الدولة البويهي المشهد الحسيني فأمر بتعمير عامّ في كافة أنحاء المشهد وما حوله.
وفي سنة 407 ـ 408 وقعت النار حول الضريح من شمعتين فانهدم. فقام بإعادتها مع السور الحسن بن الفضل وزير الدولة البويهية.
وفي سنة 467 في عهد السلطان اُويس أمر بتجديد البناء وأكملها ابنه السلطان حسين. وفي سنة 479 زار ملك شاه فأمر بترميم سور المشهد.
وفي سنة 914 لمّا فتح إسماعيل الصفوي بغداد ذهب إلى زيارة مشهد الحسين وأمر بتذهيب حواشي الضريح، وأهدى اثني عشر قنديلاً من الذهب، وهذا أوّل إدخال الذهب على العمارة المقدّسة.
وفي سنة 932 أهدى السلطان إسماعيل الصفويّ الثاني شبكة بديعة الصنع
مستدرك سفينة البحار - الجزء الثاني -
من الفضّة لتوضع على القبر الشريف.
وفي سنة 983 في عهد علي باشا والي بغداد جدّد بناء القبّة السامية.
وفي سنة1048 شيّد السلطان مراد الرابع العثماني للقبّة وجصصّها من الخارج.
وفي سنة 1135 أمرت زوجة نادرشاه بتعمير عامّ فيه وأنفقت له أموالاً كثيرة.
وفي سنة 1227 تضعضعت بناية المشهد فكتب أهل كربلاء إلى السلطان فتح علي شاه، فأمر بتجديدها وتبديل صفائح الذهب وعمل الترسيم، وأهدى شبكة من الفضّة لتوضع على قبر الحسين(عليه السلام) وأمر ببناء قبّتي الحسين والعبّاس(عليهما السلام)وتذهيبهما. ويتولّى الإنفاق الصدر الأعظم إبراهيم خان الشيرازي. وكان ذلك في سنة 1250.
وفي سنة 1287 جاء السلطان ناصر الدين شاه القاجار إلى العراق بدعوة رسميّة من الحكومة العثمانيّة فزار، وأمر بتجديد الأبنية في المشهد الحسيني، و تبديل صفائح الذهب، وتذهيب القبّة الطاهرة السامية، واستملك دوراً فأضافها إلى الصحن الشريف من الجهة الغربيّة.




جواهر الكلام (14/ 339)
والحائر على متضمنه السلام، والمراد بالحائر ما دار سور المشهد والمسجد عليه دون ما دار سور [ 340 ] البلد عليه، لان ذلك هو الحائر حقيقة، لان الحائر في لسان العرب الموضع المطمئن الذي يحار فيه الماء، قد ذكر ذلك شيخنا المفيد في إرشاده في مقتل الحسين (عليه السلام) لما ذكر من قتل معه من أهله، فقال: والحائر محيط بهم إلا العباس (عليه السلام) فانه على المسناة) إلى آخره، وعن الذكرى أنه في هذا الموضع حار الماء لما أمر المتوكل باطلاقه على قبر الحسين (عليه السلام) ليعفيه، فكان لا يبلغه. وكيف كان فما عن المرتضي وابن الجنيد من طرد الحكم في سائر قبور الائمة الهداة (عليهم السلام) لم نقف له على نص خاص، ولعلهما أخذاه من معلومية شرف قبورهم، وأنها مساوية للمسجدين أو تزيد مع فهم كون العلة في الحكم هنا شرف المكان، كما يؤمي إليه بعض النصوص (1) السابقة، مضافا إلى المحكي (2) عن فقه الرضا (عليه السلام) (إذا بلغت موضع قصدك من الحج والزيارة والمشاهد وغير ذلك مما بتنبه لك فقد سقط عنك السفر ووجب عليك الاتمام). لكن الخروج بذلك عن مقتضى العمومات المعتضدة بالشهرة العظيمة القريبة من الاجماع مشكل، سيما مع تضمنه الحكم بوجوب التمام الذي قد عرفت شذوذه وضعفه، أللهم إلا أن يحمل الوجوب فيه على مطلق الثبوت،






موسوعة عاشوراء - الشيخ جواد محدثي (ص: 161)
أمّا المناسبة التاريخية التي دعت إلى إطلاق هذا الاسم على صحن الشهداء فهي أنّ المتوكّل العباسي لما أمر بهدم القبر ومحو آثاره وتفريق جموع الشيعة من حوله لأنه كانت بمثابة مصدر إلهام يشكل خطراً عليهم، أجروا الماء على موضع القبر إلاّ أنّ الماء حينما بلغ ذلك الموضع توقف وتجمع وبقي حائراً في مكانه وتراكم حول القبر حتى صار كالجدار، فيما بقيت باحة القبر جافة (الإعلام للزركلي30:8 (الهامش)، بحار الأنوار 50: 225، سفينة البحار 1: 358)، ولما كان موضع تجمع الماء يسمى حائراً، فقد اتخذت باحة القبر هذا الاسم أيضاً. وجاء في النصوص التاريخية ما يلي: "في هذا الموضع حار الماء لما أمر المتوكّل بإطلاقه على قبر الحسين ليُعفيه، فكان لا يبلغه" (بحار الأنوار 86: 89).
وجاء في روايات أخرى أنهم لما أرادوا حرث الأرض بواسطة الثيران، حرثوا كلّ المنطقة المحيطة بالقبر، إلا أن الثيران حينما كانت تبلغ القبر تقف ولا تتقدم(إثبات الهداة 5: 183).










مع الركب الحسيني من المدينة الي المدينه (الجزالرابع) (4/ 1)
وقال ابن منظور: (.. وحار الماء فهو حائر، وتحيّر: تردّد، وتحيّرالماء: اجتمع ودار، والحائر: مجتمع الماء... والحائر: كربلاء، سُمّيتباءحد هذه الا شياء..).(45)
وقد حار الماء عن قبر الا مام الحسين (ع ) لمّا اءجراه (الديزج ) الذيبعثه المتوكل ليطمس آثار معالم القبر المقدّس ‍ ويعفي اءثره سنة236 ه‍ . (46)
وقال الدكتور مصطفى جواد: (وقد ذكرنا اءن الحائر إ سم عربيّواءنّ العرب سكنوا هذه البلاد منذ عصور الجاهلية ، فلابدّ من اءنيكون معروفاً قبل استشهاد الحسين (ع )، لا نّ هذه التسمية هي والحَيْروالحيرة من اءصل واحد..).(47)
لكنّ الدكتور عبدالجواد الكليدار زعم اءنه : (لم يرد في التاءريخاءو الحديث ذكر لكربلاء بإ سم الحائر اءو الحَيْرقبل وقعة الطفّ اءو اءثناء هذه الوقعة اءو بعدها بزمن يسير، إ ذ إ نّالا حاديث النبوية المنبئة بقتل الحسين (ع ) باءرض العراق تضمّنتكُلَّ الا سماء عدا إ سم الحائر..).(48)
غير اءنّ الطبري في تاءريخه عن القاسم بن يحيىقال : (بعث الرشيد إ لى إ بن اءبي داود والذين يخدمون قبر الحسينبن عليّ في الحَيْر، قال فاءُتي بهم ، فنظر إ ليه الحسن بن راشدوقال : مالك !؟ قال : بعث إ ليَّ هذاالرجل يعني الرشيد فاءحضرني ولست آمنُه على نفسي .قال له : فإ ذا دخلتَ عليه فساءلكفقل له الحسن بن راشد وضعني في ذلك الموضع . فلمّادخل عليه قال هذا القول ، قال : ما اءخلق اءن يكون هذا من تخليطالحسن ، اءحضِروه !، قال فلمّا حضرقال ما حملك على اءن صيّرتَ هذا الرجل في الحَيْر!؟قال : رحم اللّه من صيّره في الحَير! اءمرتني اءمّ موسى اءن اءصيّرهفيه واءن اءُجري عليه في كلّ شهر ثلاثين درهماً.فقال : ردّوه إ لى الحَيْر، واءجروا عليه ما اءجرته اءمّ موسى . واءمّموسى هي اءمّ المهدي ..).(49)
ولعلّ اءوائل ماورد إ سم (الحائر) في النصوص الدينية ، ماجاء فيبعض الروايات عن الا مام الصادق (ع ) التي علّم بعض الا صحابفيها بعض طرق زيارة سيّد الشهداء(ع )، كما في رواية يوسف بنالكناسيّ عن اءبي عبداللّه (ع ): (قال : إ ذا اءتيت قبر الحسين فائتِالفرات واغتسل بحيال قبره وتوجّه إ ليه ، وعليك السكينة والوقارحتى تدخل الحائر من جانبه الشرقيَّ،وقل حين تدخله ...).(50)
وكما في رواية عن الحسن بن عطيّة ، عن اءبي عبداللّه (ع ):(قال : إ ذا دخلت الحائر فقل ...)،(51) وغيرها اءيضاً مما روي عنالصادق (ع ).(52)
وكان المراد بالحائر في تلك الا يام ماحواه سور المشهد الحسينيعلى مشرّفه السلام ،(53) وهذاالقول تؤ يّده اللغة والقرائن والروايات معاً، لا نّ الحائر لغة هوفناء الدار اءو ما يحيط بها من كل جانب ) وقالوا: لهذه الدار حائرواسع ..).(54)
ثم توسّع الا ستعمال حتّى صار المراد بالحائر كربلاء نفسها.
ويمكن اءن يُقال إ نَّ كربلاء كانت من مساكن العرب منذ الجاهلية ،وكانت تُسمّى (الحَيْر) بلا إ ضافة كما ذكر ياقوت الحموي لكنّ هذا الا سم ضعف استعماله وندر إ طلاقه بعدما غلب إ سم(الحائر) على كربلاء مكانه ، خصوصاً بعدما اُحيط به إ سم(الحائر) من حرمة وتقديس واءنيط به مناءعمال واءحكام في الرواية والفقه .(55)
فضل كربلاء وقداسة تربتها
اءعطيت اءرض كربلاء حسب النصوص الواردة من الشرف مالاتُعطَ اءيّ بقعة من بقاع الا رض حتّى مكّة المعظّمة منذ اءن خلق اللّهالارض .
ففي حديث على سبيل المثال لا الحصر عن الا مام السجاد(ع ) اءنهقال : (اتخذ اللّه اءرض كربلاء حرماً آمناً مباركاًقبل اءن يخلق اءرض الكعبة ويتخذها حرماً باءربعة وعشرين اءلفعام . وإ نه إ ذا زلزل اللّه تبارك وتعالى الا رض ‍ وسيّرها، رُفعتكما هي بتربتها نورانيّة صافية فجُعلت فيافضل روضة من رياض الجنّة ، واءفضل مسكن في الجنّة ، لايسكنها إ لاّالنبيّون والمرسلون اءو قال : اءولوا العزم منالرسل وإ نّها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب لاهل الا رض ، يُغشي نورها اءبصار اءهل الجنّة وهي تنادي (اءنا اءرضاللّه المقدسة ، الطيبة ، المباركة التي تضمنت سيّد الشهداء وسيدشباب اءهل الجنّة ).(56)
وهي التي في تربتها الشفاء كما قال الصادق (ع ): (في طين قبرالحسين (ع ) الشفاء من كلّ داء، وهو الدواء الاكبر).(57)







مع الركب الحسيني من المدينة الي المدينه (الجزالرابع) (25/ 1)
45- لسان العرب : 4:223.
46- راجع : تاءريخ كربلاء، د.عبدالجواد الكليدار: 60، الطبعةالثانية ، وعنه تاءريخ مرقد الحسين والعبّاس (ع ): 27.
47- موسوعة العتبات المقدّسة : 8:23.
48- تاءريخ كربلاء، عبدالجواد الكليدار: 65.
49- تاريخ الطبري : 6:536 537، و(نجد اءنّ الرشيد وإ نّ كانقد تغاضى عنهم واءقرَّ بالظاهر ما كانت قد اءقرّته اءمّ المهديّ منقبل ، ولكنه كان قد عزم في تلك اللحظة على اءمراءهول واءخطر من ذلك ، كما اءثبتته الحوادث فيما بعد، فدعاه فرطبغضه لا ل الرسول إ لى هدم كربلاء من الا ساس ، فاءمر توّاً فينفس السنة 193 وهي السنة الا خيرة من حياته بهدم الحائر والقبّةالمطهّرة ، والدور المجاورة ، واقتلاع السدرة ، وحرث الا رض ليمحيبذلك كلّ اءثر للقبر الشريف كما روى ذلك غير واحد من الرواةوالمؤ رّخين ، ورواه الشيخ اءبوجعفر محمّد بن الحسن الطوسي في(اءماليه ) بسنده عن يحيى بن المغيرة الرازي : كنت عند جرير بنعبدالحميد إ ذ جاءه رجل من اءهل العراق ، فساءله جرير عن خبر الناس، فقال : تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين (ع ) واءمر اءن تُقطعالسدرة فقطعت . فرفع جرير يدهوقال : اءللّه اءكبر! جاءنا في حديث عنرسول اللّه (ص ) انه قال : (لعن اللّه قاطع السدرة ، ثلاثاً)فلم نقف على معناه حتى الا ن ، لا نّ القصد بقطعها تغيير مصرعالحسين حتى لايقف الناس على قبره !). (راجع : تاءريخ كربلاء:34).
50- كامل الزيارات : 221، حديث رقم 3.










مقاتل الطالبيين (ص: 478)
فحدثني أحمد بن الجعد الوشاء، وقد شاهد ذلك، قال:
كان السبب في كرب قبر الحسين أن بعض المغنيات كانت تبعث بجواريها إليه قبل الخلافة يغنين له إذا شرب، فلما وليها بعث إلى تلك المغنية فعرف أنها غائبة، وكانت قد زارت قبر الحسين، وبلغها خبره، فأسرعت الرجوع، وبعثت إليه بجارية من جواريها كان يألفها، فقال لها: أين كنتم؟ قالت: خرجت مولاتي إلى الحج وأخرجتنا معها، وكان ذلك في شعبان. فقال: إلى أين حججتم في شعبان؟
قالت: إلى قبر الحسين، فاستطير غضبا، وأمر بمولاتها فحبست، واستصفى أملاكها، وبعث برجل من أصحابه يقال له: الديزج، وكان يهوديا فأسلم، إلى قبر الحسين، وأمره بكرب قبره «1» ومحوه وإخراب كل ما حوله، فمضى لذلك وخرب ما حوله، وهدم البناء وكرب ما حوله نحو مائتي جريب، فلما بلغ إلى قبره لم يتقدم إليه أحد، فأحضر قوما من اليهود فكربوه، وأجرى الماء حوله، ووكل به مسالح بين كل مسلحتين ميل، لا يزوره زائر إلّا أخذوه ووجهوا به إليه.




مقاتل الطالبيين (ص: 518)
ولم تقنعوا حتى استثارت قبورهم ... كلابكم منها بهيم وديزج «1»
الديزج: الذي كان نبش قبر الحسين في أيام المتوكل، ونبق فيه الماء، ومنع الناس الزيارة إلى أن قتل المتوكل.



بحار الأنوار - العلامة المجلسي - كامل (45/ 394، بترقيم الشاملة آليا)
2 - ما: ابن حشيش، عن أبي المفضل الشيباني، عن أحمد بن عبد الله الثقفي عن علي بن محمد بن سليمان، عن الحسين بن محمد بن مسلمة، عن إبراهيم الديزج قال: بعثني المتوكل إلى كربلا لتغيير قبر الحسين عليه السلام وكتب معي إلى جعفر ابن محمد بن عمار القاضي: اعلمك أني قد بعثت إبراهيم الديزج إلى كربلا لينبش قبر الحسين فإذا قرأت كتابي فقف على الامر حتى تعرف فعل أو لم يفعل. قال الديزج: فعرفني جعفر بن محمد بن عمار ما كتب به إليه، ففعلت ما أمرني به جعفر بن محمد بن عمار، ثم أتيته فقال لي: ما صنعت ؟ فقلت: قد فعلت ما أمرت به، فلم أر شيئا ولم أجد شيئا، فقال لي: أفلا عمقته ؟ قلت: قد فعلت فما رأيت فكتب إلى السلطان أن إبراهيم الديزج قد نبش فلم يجد شيئا وأمرته ---
بحار الأنوار / جزء 45 / صفحة [ 395]
فمخره بالماء، وكربه بالبقر، قال أبو علي العماري: فحدثني إبراهيم الديزج وسألته عن صورة الامر، فقال لي: أتيت في خاصة غلماني فقط وإني نبشت فوجدت بارية جديدة وعليها بدن الحسين بن علي، ووجدت منه رائحة المسك فتركت البارية على حالها وبدن الحسين على البارية، وأمرت بطرح التراب عليه وأطلقت عليه الماء وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه، فلم تطأه البقر، وكانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه، فحلفت لغلماني بالله وبالايمان المغلظة، لئن ذكر أحد هذا لاقتلنه. بيان: يقال: مخرت الارض أي أرسلت فيه الماء، ومخرت السفينة إذا جرت تشق الماء مع صوت. 3 - ما: عنه، عن أبي المفضل، عن محمد بن إبراهيم بن أبي السلاسل، عن أبي عبد الله الباقطاني قال: ضمني عبيدالله بن يحيى بن خاقان إلى هارون المعري وكان قائدا من قواد السلطان أكتب له، وكان بدنه كله أبيض شديد البياض، حتى يديه ورجليه كانا كذلك وكان وجهه أسود شديد السواد كأنه القير، وكان يتفقأ مع ذلك مدة منتنة، قال: فلما أنس بي سألته عن سواد وجهه فأبى أن يخبرني ثم إنه مرض مرضه الذي مات فيه، فقعدت فسألته فرأيته كأنه يحب أن يكتم عليه، فضمنت له الكتمان فحدثني قال: وجهني المتوكل أنا والديزج لنبش قبر الحسين، وإجراء الماء عليه، فلما عزمت على الخروج والمسير إلى الناحية رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام فقال: لا تخرج مع الديزج ولا تفعل ما امرتم به في قبر الحسين ! فلما أصبحنا جاؤوا يستحثوني في المسير فسرت معهم حتى وفينا كربلاء وفعلنا ما أمرنا به المتوكل فرأيت النبي في المنام فقال: ألم آمرك أن لا تخرج معهم ؟ ولا تفعل فعلهم ؟ فلم تقبل حتى فعلت ما فعلوا ؟ ثم لطمني وتفل في وجهي فصار وجهي مسودا كما ترى، وجسمي على حالته الاولى. بيان: تفقأ الدمل والقرح تشقق. 4 - ما: عنه، عن أبي المفضل، عن سعيد بن أحمد أبي القاسم الفقيه، عن الفضل ---
بحار الأنوار / جزء 45 / صفحة [ 396]
ابن محمد بن عبد الحميد، قال: دخلت على إبراهيم الديزج وكنت جاره أعوده في مرضه الذي مات فيه، فوجدته بحال سوء وإذا هو كالمدهوش، وعنده الطبيب فسألته عن حاله، وكانت بيني وبينه خلطة وانس توجب الثقة بي والانبساط إلي فكاتمني حاله، وأشار إلى الطبيب فشعر الطبيب باشارته ولم يعرف من حاله ما يصف له من الدواء ما يستعمله، فقام فخرج، وخلا الموضع، فسألته عن حاله فقال: اخبرك والله وأستغفر الله إن المتوكل أمرني بالخروج إلى نينوى إلى قبر الحسين عليه السلام فأمرنا أن نكر به ونطمس أثر القبر، فوافيت الناحية مساء ومعنا الفعلة والدر كاريون (1) معهم المساحي والمرود فتقدمت إلى غلماني وأصحابي أن يأخذوا الفعلة بخراب القبر، وحرث أرضه، فطرحت نفسي لما نالني من تعب السفر ونمت فذهب بي النوم، فإذا ضوضاء شديد، وأصوات عالية، وجعل الغلمان ينبهوني فقمت وأنا ذعر، فقلت للغلمان: ما شأنكم ؟ قالوا: أعجب شأن، قلت: وما ذاك ؟ قالوا: إن بموضع القبر قوما قد حالوا بيننا وبين القبر وهم يرموننا مع ذلك بالنشاب فقمت معهم لاتبين الامر، فوجدته كما وصفوا، وكان ذلك في أول الليل من ليالي البيض، فقلت: ارموهم فرموا فعادت سهامنا إلينا فما سقط سهم منا إلا في صاحبه الذي رمى به، فقتله. فاستوحشت لذلك وجزعت، وأخذتني الحمى والقشعريرة، ورحلت عن القبر لوقتي، ووطنت نفسي على أن يقتلني المتوكل لما لم أبلغ في القبر جميع ما تقدم إلي به، قال أبوبرزة: فقلت له: قد كفيت ما تحذر من المتوكل قد قتل بارحة الاولى، وأعان عليه في قتله المنتصر، فقال لي: قد سمعت بذلك، وقد نالني في جسمي ما لا أرجو معه البقاء، قال أبوبرزة: كان هذا في أول النهار، فما أمسى الديزج حتى مات. قال ابن حشيش: قال أبو المفضل إن المنتصر سمع أباه يشتم فاطمة فسأل * (الهامش) * (1) الروز كاريون خ ل. والمساحي: جمع مسحاة والمرود - هنا: محور البكرة من الحديد وهى خشبة مستديرة في وسطها محز يستقى عليها. ---
بحار الأنوار / جزء 45 / صفحة [ 397]
رجلا من الناس عن ذلك، فقال له: قد وجب عليه القتل إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر، قال: ما ابالي إذا أطعت الله بقتله أن لا يطول لي عمر، فقتله وعاش بعده سبعة أشهر. 5 - ما: عنه، عن أبي المفضل، عن علي بن عبد المنعم بن هارون الخديجي الكبير من شاطئ النيل قال: حدثني جدي القاسم بن أحمد بن معمر الاسدي الكوفي وكان له علم بالسيرة وأيام الناس، قال: بلغ المتوكل جعفر بن المعتصم أن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين عليه السلام، فيصير إلى قبره منهم خلق كثير، فأنفذ قائدا من قواده وضم إليه كنفا من الجند كثيرا ليشعث قبر الحسين عليه السلام ويمنع الناس من زيارته والاجتماع إلى قبره، فخرج القائد إلى الطف وعمل بما امر، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين، فثار أهل السواد به واجتمعوا عليه، وقالوا: لو قتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منا عن زيارته ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا، فكتب بالامر إلى الحضرة فورد كتاب المتوكل إلى القائد بالكف عنهم والمسير إلى الكوفة، مظهرا أن مسيره إليها في مصالح أهلها، والانكفاء إلى المصر. فمضى الامر على ذلك حتى كانت سنة سبع وأربعين فبلغ المتوكل أيضا مصير الناس من أهل السواد والكوفة إلى كربلا لزيارة قبر الحسين عليه السلام وأنه قد كثر جمعهم لذلك، وصار لهم سوق كبير فأنفذ قائدا في جمع كثير من الجند وأمر مناديا ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبره، ونبش القبر وحرث أرضه وانقطع الناس عن الزيارة، وعمل على تتبع آل أبي طالب والشيعة، فقتل ولم يتم له ما قدره. بيان: قوله كنفا من الجند أي جانبا كناية عن الجماعة منهم، وفي بعض النسخ بالثاء وهو بالفتح الجماعة، قوله ليشعب أي يشق وينش، وفي بعض النسخ المصححة ليشعث من قبره، يقال شعث منه تشعيثا نضح عنه وذب ودفع، وانكفأ رجع. 6 - ما: عنه، عن أبي المفضل، عن عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الازدي ---
بحار الأنوار / جزء 45 / صفحة [ 398]
قال: حدثني عبد الله بن رابية الطوري قال: حججت سنة سبع وأربعين ومائتين فلما صدرت من الحج صرت إلى العراق، فزرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على حال خيفة من السلطان، وزرته ثم توجهت إلى زيارة الحسين عليه السلام فإذا هو قد حرث أرضه، ومخر فيها الماء، وارسلت الثيران العوامل في الارض، فبعيني وبصري كنت رأيت الثيران تساق في الارض فتنساق لهم حتى إذا حازت مكان القبر حادت عنه يمينا وشمالا فتضرب بالعصا الضرب الشديد، فلا ينفع ذلك فيها ولا تطأ القبر بوجه ولاسبب فما أمكنتني الزيارة فتوجهت إلى بغداد وأنا أقول: تالله إن كانت امية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أبيه بمثلها * هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا * في قتله فتتبعوه رميما فلما قدمت بغداد سمعت الهايعة فقلت ما الخبر ؟ قالوا:، سقط الطائر بقتل جعفر المتوكل، فعجبت لذلك وقلت: إلهي ليلة بليلة. بيان: قال الفيروز آبادي: الهيعة والهايعة الصوت تفزع منه وتخافه من عدو. 7 - ما:، عنه، عن أبي المفضل، عن محمد بن علي بن هاشم الآبلي، عن الحسن ابن أحمد بن النعمان الجوزجاني، عن يحيى بن المغيرة الرازي قال: كنت عند جرير بن عبد الحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق فسأله جرير عن خبر الناس فقال: تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين عليه السلام وأمر أن تقطع السدرة التي فيه، فقطعت قال: فرفع جرير يديه وقال: الله أكبر جاءنا فيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: لعن الله قاطع السدرة ثلاثا فلم نقف على معناه حتى الآن لان القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين عليه السلام حتى لا يقف الناس على قبره. 8 - ما: عنه، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر بن محمد بن فرج الرحجي قال: حدثني أبي، عن عمه عمر بن فرج قال: أنفذني المتوكل في تخريب قبر الحسين عليه السلام فصرت إلى الناحية، فأمرت بالبقر فمر بها على القبور كلها، فلما ---
بحار الأنوار / جزء 45 / صفحة [ 399]
بلغت قبر الحسين عليه السلام لم تمر عليه، قال عمي عمر بن فرج: فأخذت العصا بيدي فما زلت أضربها حتى تكسرت العصا في يدي فوالله ما جازت على قبره ولا تخطته. قال لنا محمد بن جعفر: كان عمي عمربن فرج كثير الانحراف عن آل محمد صلى الله عليه وآله فأنا أبرء إلى الله منه، وكان جدي أخوه محمد بن فرج شديد المودة لهم رحمه الله ورضي عنه فأنا أتولاه لذلك وأفرح بولادته.














الأمالي للطوسي (1/ 371)
100 -653- أخبرنا ابن خشيش، عن محمد بن عبد الله، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمار الثقفي الكاتب، قال حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي، عن أبي علي الحسين بن محمد بن مسلمة بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار ابن ياسر، قال حدثني إبراهيم الديزج، قال بعثني المتوكل إلى كربلاء لتغيير قبر الحسين )عليه السلام(، و كتب معي إلى جعفر بن محمد بن عمار القاضي أعلمك أني قد بعثت إبراهيم الديزج إلى كربلاء لنبش قبر الحسين، فإذا قرأت كتابي فقف على الأمر حتى تعرف فعل أو لم يفعل. قال الديزج فعرفني جعفر بن محمد بن عمار ما كتب به إليه، ففعلت ما أمرني به جعفر بن محمد بن عمار ثم أتيته، فقال لي ما صنعت فقلت قد فعلت ما أمرت به، فلم أر شيئا و لم أجد شيئا. فقال لي أ فلا عمقته قلت قد فعلت و ما رأيت، فكتب إلى السلطان إن إبراهيم الديزج قد نبش فلم يجد شيئا و أمرته فمخره بالماء و كربه بالبقر. قال أبو علي العماري فحدثني إبراهيم الديزج، و سألته عن صورة الأمر، فقال لي أتيت في خاصة غلماني فقط، و إني نبشت فوجدت بارية جديدة و عليها بدن الحسين بن علي و وجدت منه رائحة المسك، فتركت البارية على حالتها و بدن الحسين على البارية، و أمرت بطرح التراب عليه، و أطلقت عليه الماء، و أمرت بالبقر لتمخره و تحرثه فلم تطأه البقر، و كانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه، فحلفت لغلماني بالله و بالأيمان المغلظة لئن ذكر أحد هذا لأقتلنه.
101 -654- أخبرنا ابن خشيش، عن محمد بن عبد الله، قال حدثني محمد ابن إبراهيم بن أبي السلاسل الأنباري الكاتب، قال حدثني أبو عبد الله الباقطاني، قال ضمني عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى هارون المعري، و كان قائدا من قواد السلطان، أكتب له، و كان بدنه كله أبيض شديد البياض حتى يديه و رجليه كانا كذلك، و كان وجهه أسود شديد السواد كأنه القير، و كان يتفقأ مع ذلك مدة منتنة. الأمالي للطوسي ص : 327قال فلما آنس بي سألته عن سواد وجهه فأبى أن يخبرني، ثم إنه مرض مرضه الذي مات فيه، فقعدت فسألته، فرأيته كأنه يحب أن يكتم عليه، فضمنت له الكتمان فحدثني، قال وجهني المتوكل أنا و الديزج لنبش قبر الحسين )عليه السلام( و إجراء الماء عليه، فلما عزمت على الخروج و المسير إلى الناحية رأيت رسول الله )صلى الله عليه و آله( في المنام، فقال لا تخرج مع الديزج و لا تفعل ما أمرتم به في قبر الحسين. فلما أصبحنا جاءوا يستحثونني في المسير، فسرت معهم حتى وافينا كربلاء، و فعلنا ما أمرنا به المتوكل، فرأيت النبي )صلى الله عليه و آله( في المنام فقال أ لم آمرك ألا تخرج معهم و لا تفعل فعلهم، فلم تقبل حتى فعلت ما فعلوا ثم لطمني و تفل في وجهي، فصار وجهي مسودا كما ترى، و جسمي على حالته الأولى.
102 -655- أخبرنا ابن خشيش، قال حدثنا محمد بن عبد الله، قال حدثنا سعيد بن أحمد بن العراد أبو القاسم الفقيه، قال حدثني أبو برزة الفضل بن محمد بن عبد الحميد، قال دخلت على إبراهيم الديزج، و كنت جاره، أعوده في مرضه الذي مات فيه، فوجدته بحال سوء، و إذا هو كالمدهوش و عنده الطبيب، فسألته عن حاله، و كانت بيني و بينه خلطة و أنس يوجب الثقة بي و الانبساط إلي، فكاتمني حاله، و أشار لي إلى الطبيب، فشعر الطبيب بإشارته، و لم يعرف من حاله ما يصف له من الدواء ما يستعمله، فقام فخرج و خلا الموضع، فسألته عن حاله فقال أخبرك و الله و أستغفر الله أن المتوكل أمرني بالخروج إلى نينوى إلى قبر الحسين )عليه السلام(، فأمرنا أن نكربه و نطمس أثر القبر، فوافيت الناحية مساء معنا الفعلة و الروزكاريون معهم المساحي و المرور، فتقدمت إلى غلماني و أصحابي أن يأخذوا الفعلة بخراب القبر و حرث أرضه، فطرحت نفسي لما نالني من تعب السفر و نمت، فذهب بي النوم فإذا ضوضاء شديدة و أصوات عالية، و جعل الغلمان ينبهونني، فقمت و أنا ذعر فقلت للغلمان ما شأنكم قالوا أعجب شأن. قلت و ما ذاك قالوا إن بموضع القبر قوما قد حالوا بيننا و بين القبر، و هم يرموننا مع ذلك بالنشاب، فقمت معهم لأتبين الأمر، فوجدته كما الأمالي للطوسي ص : 328وصفوا، و كان ذلك في أول الليل من ليالي البيض فقلت ارموهم، فرموا فعادت سهامنا إلينا، فما سقط سهم منها إلا في صاحبه الذي رمى به فقتله، فاستوحشت لذلك و جزعت و أخذتني الحمى و القشعريرة، و رحلت عن القبر لوقتي و وطنت نفسي على أن يقتلني المتوكل لما لم أبلغ في القبر جميع ما تقدم إلي به. قال أبو برزة فقلت له قد كفيت ما تحذر من المتوكل، قد قتل بارحة الأولى و أعان عليه في قتله المنتصر، فقال لي قد سمعت بذلك و قد نالني في جسمي ما لا أرجو معه البقاء. قال أبو برزة كان هذا في أول النهار، فما أمسى الديزج حتى مات. قال ابن خشيش قال أبو الفضل إن المنتصر سمع أباه يشتم فاطمة )عليها السلام(، فسأل رجلا من الناس عن ذلك، فقال له قد وجب عليه القتل، إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر. قال ما أبالي إذا أطعت الله بقتله أن لا يطول لي عمر، فقتله و عاش بعده سبعة أشهر.
103 -656- أخبرنا ابن خشيش، عن محمد بن عبد الله، قال حدثني علي بن عبد المنعم بن هارون الخديجي الكبير من شاطئ النيل، قال حدثني جدي القاسم ابن أحمد بن معمر الأسدي الكوفي، و كان له علم بالسيرة و أيام الناس، قال بلغ المتوكل جعفر بن المعتصم أن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين )عليه السلام(، فيصير إلى قبره منهم خلق كثير، فأنفذ قائدا من قواده، و ضم إليه كتفا من الجند كثيرا ليشعب قبر الحسين )عليه السلام(، و يمنع الناس من زيارته و الاجتماع إلى قبره. فخرج القائد إلى الطف، و عمل بما أمر، و ذلك في سنة سبع و ثلاثين و مائتين، فثار أهل السواد به و اجتمعوا عليه و قالوا لو قتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منا عن زيارته، و رأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا، فكتب بالأمر إلى الحضرة، فورد كتاب المتوكل إلى القائد بالكف عنهم و المسير إلى الكوفة مظهرا أن مسيره إليها في الأمالي للطوسي ص : 329مصالح أهلها و الانكفاء إلى المصر. فمضى الأمر على ذلك حتى كانت سنة سبع و أربعين، فبلغ المتوكل أيضا مصير الناس من أهل السواد و الكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين )عليه السلام(، و أنه قد كثر جمعهم كذلك، و صار لهم سوق كبير، فأنفذ قائدا في جمع كثير من الجند، و أمر مناديا ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبر الحسين، و نبش القبر و حرث أرضه، و انقطع الناس عن الزيارة، و عمل على تتبع آل أبي طالب )عليهم السلام( و الشيعة )رضي الله عنهم(، فقتل و لم يتم له ما قدر.
104 -657- أخبرنا ابن خشيش، قال حدثني أبو الفضل، قال حدثني عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح، قال حدثني عبد الله بن دانية الطوري، قال حججت سنة سبع و أربعين و مائتين، فلما صدرت من الحج صرت إلى العراق فزرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلام( على حال خيفة من السلطان، و زرته ثم توجهت إلى زيارة الحسين )عليه السلام(، فإذا هو قد حرثت أرضه و مخر فيها الماء، و أرسلت الثيران العوامل في الأرض، فبعيني و بصري كنت أرى الثيران تساق في الأرض فتنساق لهم حتى إذا حاذت مكان القبر حادت عنه يمينا و شمالا، فتضرب بالعصي الضرب الشديد فلا ينفع ذلك فيها، و لا تطأ القبر بوجه و لا سبب، فما أمكنني الزيارة، فتوجهت إلى بغداد، و أنا أقول في ذلك
تالله إن كانت أمية قد أتت قتل ابن بنت نبيها مظلومافلقد أتاك بنو أبيه بمثلها هذا لعمرك قبره مهدوماأسفوا على أن لا يكونوا شايعوا في قتله فتتبعوه رميما
فلما قدمت بغداد سمعت الهائعة، فقلت ما الخبر قالوا سقط الطائر بقتل جعفر المتوكل، فعجبت لذلك و قلت إلهي ليلة بليلة.