اثبات معصیت بودن و غیر معصوم بودن امام ع:



أبكار الأفكار في أصول الدين، ج‏5، ص: 203
نويسنده: سيف الدين آمدى‏
موضوع: كلام اشاعره‏
تاريخ وفات مؤلف: 623 ق‏
....
الإلزام الثالث: [و هو خاص بالإمام الحسين رضي اللّه عنه‏]
هو أن الحسين «1» بن عليّ- رضى الله عنهما- [كان‏] «2» أيضا عندهم إماما منصوصا عليه، و مع ذلك ألقى نفسه فى التهلكة مع ظنّ وقوعها؛ و ذلك معصية منهى عنها بقوله تعالى: وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ «3».
و بيان ذلك، أنه خرج بأهله، و عياله إلى الكوفة؛ لقتال أعدائه، مع كثرتهم و قوة شوكتهم، و ما رآه من صنيعهم بأبيه، و استظهارهم على أخيه، و قتلهم لمسلم بن عقيل «4»، لما أنفذه رائدا إليهم، و غدرهم به، و إشارة كل واحد عليه بعدم الخروج، حتى قال له ابن عمر «5» [بعد أن‏] «6» أبلى عذرا فى نصحه: «استودعتك اللّه من قتيل» «7»، إلى أن عرض ابن زياد عليه الأمان إن بايع يزيدا؛ فامتنع من ذلك مع ظهور أمارات القتل له، و الاستيلاء عليه، و هلاكه و هلاك من معه، حتى أدّى الأمر، إلى ما أدّى إليه من قتله، و هلاك من كان معه من المسلمين.
__________________________________________________
(1) الحسين بن على بن أبى الطالب- رضى الله عنه- الهاشمى، القرشى، أبو عبد الله السبط الشهيد ابن فاطمة الزهراء- رضى الله عنها- و فى الحديث الشريف «الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة»
ولد فى المدينة فى شعبان سنة أربع من الهجرة، و نشأ فى بيت النبوة.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-:- «هما ريحانتاى من الدنيا» (يعنى الحسن و الحسين- عليهما السلام). (رواه البخارى 3753).
و عن عبد الله قال: قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم- «هذان ابناى؛ فمن أحبهما؛ فقد أحبنى» يعنى الحسن و الحسين- عليهما السلام.
و استشهد الحسين- رضى الله عنه- يوم الجمعة- يوم عاشوراء فى محرم سنة إحدى و ستين.
[صفة الصفوة لابن الجوزى 1/ 291، 292. و الأعلام للزركلى 2/ 243].
(2) ساقط من (أ).
(3) سورة البقرة 2/ 195.
(4) مسلم بن عقيل بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم: تابعى من ذوى الرأى و الشجاعة، كان مقيما بمكة المكرمة، و انتدبه الإمام الحسين للتعرف على حال أهل الكوفة حين وردت عليه كتبهم؛ فرحل مسلم الى الكوفة، و أخذ البيعة من أهلها فشعر به عبيد الله بن زياد (أمير الكوفة) فقبض عليه و قتله سنة 60 ه (الكامل لابن الأثير 4/ 8- 15، و الأعلام للزركلى 7/ 222).
(5) عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوى، أبو عبد الرحمن، صحابى جليل، كان جريئا كوالده، نشأ فى الإسلام، و هاجر إلى المدينة مع أبيه، و شهد فتح مكة أفتى الناس فى الاسلام ستين سنة، عرض على رسول الله- صلى الله عليه و سلم- يوم بدر فرده، و يوم أحد فرده لصغر سنه، و عرض عليه يوم الخندق و هو ابن خمسة عشرة فأجازه، قال عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، مات ابن عمر، و هو مثل عمر فى الفضل، و كان عمر فى زمان له فيه نظراء، و عاش ابن عمر فى زمان ليس له فيه نظير، له فى كتب الحديث (2630 حديثا) توفى بمكة سنة 73 ه [صفة الصفوة 1/ 211- 219، و الأعلام 4/ 108].
(6) ساقط من أ
(7) فى أنساب الأشراف 3/ 163 «استودعك الله من مقتول».