نامه‌هاي حضرت






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Monday - 19/5/2025 - 10:11

نامه امام به معاویه ملعون

رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 47
97- قال الكشي: و روي أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية و هو
__________________________________________________
 (1)- في النسخة: لطلبك.
 (2)- مسح الله مابه: اي ازاله و عافاه.
 (3)- اى دنت و لحقت.
 (4)- عار فرسه: انفلت و ذهب.
 (5)- الحية السوداء العظيمة و السالخ صفة لها لانسلاخ جلدها في كل عام.
                        

رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 48
عامله على المدينة: أما بعد. فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق و وجوه أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي، و ذكر أنه لا يأمن وثوبه، و قد بحثت عن ذلك فبلغني أنه لا يريد «1» الخلاف يومه هذا، و لست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده، فاكتب إلي برأيك في هذا! و السلام.
فكتب إليه معاوية: أما بعد- فقد بلغني كتابك و فهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين، فإياك أن تعرض للحسين في شي‏ء و اترك حسينا ما تركك، فإنا لا نريد أن تعرض له في شي‏ء ما وفى ببيعتنا و لم ينز على «2» سلطاننا، فاكمن عنه «3» ما لم يبد لك صفحته! و السلام.
98- و كتب معاوية إلى الحسين بن علي (ع) أما بعد- فقد انتهت إلي أمور عنك: إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها و لعمر الله إن من أعطى الله عهده و ميثاقه لجدير بالوفاء، و إن كان الذي بلغني باطلا فإنك أنت أعزل «4» الناس لذلك و عظ نفسك فاذكر و لعهد الله «5» أوف! فإنك متى تنكرني أنكرك «6» و متى تكدني أكدك، فاتق شقك «7» عصا هذه الأمة و أن يردهم الله على يديك في فتنة، فقد عرفت الناس و بلوتهم «8»، فانظر لنفسك و دينك‏
__________________________________________________
 (1)- في ج و الترتيب: يريد.
 (2)- لم ينازعنا سلطاننا- خ. نزى ينزو: وثب.
 (3)- فاكمن عليه- خ. و الكمون: الاختفاء.
 (4)- اعدل،. اعذل- خ.
 (5)- و بعهد الله- خ.
 (6)- في النسخ الخطية: فانك متى انكرك تنكرنى و متى اكدك تكدنى.
 (7)- شق- خ.
 (8)- و قلوبهم- خ.
                        

رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 49
و لأمة محمد (ص) و لا يستخفنك السفهاء و الذين لا يعلمون.
99- فلما وصل الكتاب إلى الحسين (ع) كتب إليه: أما بعد- فقد بلغني كتابك، تذكر أنه قد بلغك عني أمور أنت لي عنها راغب «1» و أنا بغيرها عندك جدير: فإن الحسنات لا يهدي لها و لا يسدد «2» إليها إلا الله، و أما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني: فإنه إنما رقاه إليك الملاقون المشاءون بالنميم، و ما أريد لك حربا و لا عليك خلافا، و ايم الله إني لخائف لله في ترك ذلك و ما أظن الله راضيا بترك ذلك و لا عاذرا بدون الإعذار فيه إليك و في أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة و أولياء الشياطين، أ لست القاتل حجر بن عدي أخا كندة و المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم و يستعظمون البدع و لا يخافون في الله لومة لائم ثم قتلتهم ظلما و عدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة و المواثيق المؤكدة لا تأخذهم «3» بحدث كان بينك و بينهم و لا بإحنة «4» تجدها في نفسك، أ و لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (ص) العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه و اصفرت لونه بعد ما آمنته و أعطيته من عهود الله و مواثيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربك و استخفافا بذلك العهد، أ و
__________________________________________________
 (1)- اى و مضمون كتابك انك معرض عنها و انا راغب إليها و بغيرها جدير. و في الإحتجاج: و زعمت انى راغب فيها و انا بغيرها عنك جدير.
 (2)- سد ده: ارشده الى الصواب.
 (3)- و لا تأخذهم- خ.
 (4)- بالكسر فالسكون الحقد.
                        

رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 50
لست المدعي زياد ابن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف فزعمت أنه ابن أبيك و قد قال رسول الله (ص) الولد للفراش و للعاهر «1» الحجر، فتركت سنة رسول الله (ص) تعمدا و تبعت هواك بغير هدى من الله، ثم سلطته على العراقين يقطع أيدي المسلمين و أرجلهم و يسمل «2» أعينهم و يصلبهم على جذوع النخل كأنك لست من هذه الأمة و ليسوا منك، أ و لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية أنهم كانوا على دين علي (ع) فكتبت إليه أن اقتل كل من كان على دين علي! فقتلهم و مثل بهم بأمرك، و دين علي (ع) و الله الذي كان يضرب عليه أباك و يضربك، و به جلست مجلسك الذي جلست، و لو لا ذلك لكان شرفك و شرف أبيك الرحلتين «3»، و قلت فيما قلت انظر لنفسك و لدينك و لأمة محمد و اتق شق عصا هذه الأمة و أن تردهم إلى فتنة: و إني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها و لا أعظم نظرا لنفسي و لديني و لأمة محمد (ص) و علينا «4» أفضل من أن أجاهدك، فإن فعلت فإنه قربة إلى الله و إن تركته فإني أستغفر الله لديني و أسأله توفيقه لإرشاد أمري، و قلت فيما قلت إني إن أنكرتك تنكرني و إن أكدك تكدني: فكدني ما بدا لك فإني أرجو أن لا يضرني كيدك في و أن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك، على أنك قد ركبت‏
__________________________________________________
 (1)- عهر إليها: أتاها للفجور و عمل المنكرة.
 (2)- سمل عينه: قلعها.
 (3)- اشارة الى قوله تعالى رحلة الشتاء و الصيف.
 (4)- و لنا- خ.
                        

رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 51
بجهلك و تحرضت «1» على نقض عهدك، و لعمري ما وفيت بشرط و لقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح و الأيمان و العهود و المواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا و قتلوا، و لم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا و تعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا، فأبشر يا معاوية بالقصاص و استيقن بالحساب و اعلم أن لله تعالى كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها، و ليس الله بناس لأخذك بالظنة «2» و قتلك أوليائه على التهم و نفيك أوليائه من دورهم إلى دار الغربة، و أخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر و يلعب بالكلاب «3»، لا أعلمك إلا و قد خسرت نفسك و تبرت دينك و غششت رعيتك و أخربت أمانتك و سمعت مقالة السفيه الجاهل و أخفت الورع التقي لأجلهم «4»- و السلام.
فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه ضب ما أشعر «5» به.
فقال يزيد يا أمير المؤمنين أجبه جوابا تصغر إليه نفسه و تذكر فيه أباه بشر فعله! قال، و دخل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أ ما
__________________________________________________
 (1)- و تحرصت- خ.
 (2)- بالكسر فالتشديد: بمعنى التهمة و هي بالضم جمعها التهم بالضم فالفتح.
 (3)- و في الإحتجاج: بالكعاب و هو فصوص النرد.
 (4)- في الإحتجاج: الحليم.
 (5)- شعر يشعر به من باب نصر: علم او احس به. و الضب: الحقد الخفى.
                        

رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 52
رأيت ما كتب به الحسين قال و ما هو قال، فاقرأه الكتاب، فقال و ما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه و إنما قال ذلك في هوى معاوية، فقال يزيد كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأيي فضحك معاوية فقال أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبد الله فقد أصاب يزيد.
فقال معاوية أخطأتما أ رأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه، و مثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل و ما لا يعرف، و متى ما عبت رجلا بما لا يعرفه الناس لم يحفل «1» بصاحبه و لا يراه الناس شيئا كذبوه، و ما عسيت أن أعيب حسينا، و و الله ما أرى للعيب فيه موضعا و قد رأيت أن أكتب إليه أتوعده و أتهدده ثم رأيت ألا أفعل و لا أمحله «2»..

 

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏44، ص: 212
9- كش، رجال الكشي روي أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية و هو عامله على المدينة أما بعد فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق و وجوه أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي و ذكر أنه لا يأمن وثوبه و قد بحثت عن ذلك فبلغني أنه لا يريد الخلاف يومه هذا و لست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده فاكتب إلي برأيك في هذا و السلام فكتب إليه معاوية أما بعد فقد بلغني و فهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين فإياك أن تعرض للحسين في شي‏ء و اترك حسينا ما تركك فإنا لا نريد أن نعرض له في شي‏ء ما وفى بيعتنا و لم ينازعنا سلطاننا فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته و السلام و كتب معاوية إلى الحسين بن علي ع أما بعد فقد انتهت إلي أمور عنك إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها و لعمر الله إن من أعطى الله عهده و ميثاقه لجدير بالوفاء فإن كان الذي بلغني باطلا فإنك أنت أعزل الناس لذلك و عظ نفسك فاذكر و بعهد الله أوف فإنك متى ما تنكرني أنكرك و متى ما تكدني أكدك فاتق شق عصا هذه الأمة و أن يردهم الله على يديك في فتنة فقد عرفت الناس و بلوتهم فانظر لنفسك و لدينك و لأمة محمد- و لا يستخفنك السفهاء و الذين لا يعلمون فلما وصل الكتاب إلى الحسين صلوات الله عليه كتب إليه أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أنه قد بلغك عني أمور أنت لي عنها راغب و أنا بغيرها عندك جدير فإن الحسنات لا يهدي لها و لا يسدد إليها إلا الله و أما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني فإنه إنما رقاه إليك الملاقون المشاءون بالنميم و ما أريد لك حربا و لا عليك خلافا و ايم الله إني لخائف لله في ترك ذلك و ما أظن الله راضيا بترك ذلك و لا عاذرا بدون الإعذار فيه إليك و في أولئك القاسطين الملحدين حزب الظلمة و أولياء الشياطين أ لست القاتل حجرا أخا كندة و المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم-
                        

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏44، ص: 213
و يستعظمون البدع و لا يخافون في الله لومة لائم ثم قتلتهم ظلما و عدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة و المواثيق المؤكدة و لا تأخذهم بحدث كان بينك و بينهم و لا بإحنة تجدها في نفسك أ و لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله ص العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه و صفرت لونه بعد ما أمنته و أعطيته من عهود الله و مواثيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل ثم قتلته جرأة على ربك و استخفافا بذلك العهد أ و لست المدعي زياد ابن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف فزعمت أنه ابن أبيك و قد قال رسول الله ص الولد للفراش و للعاهر الحجر فتركت سنة رسول الله تعمدا و تبعت هواك بغير هدى من الله ثم سلطته على العراقين يقطع أيدي المسلمين و أرجلهم و يسمل أعينهم و يصلبهم على جذوع النخل كأنك لست من هذه الأمة و ليسوا منك أ و لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية أنهم كانوا على دين علي صلوات الله عليه فكتبت إليه أن اقتل كل من كان على دين علي فقتلهم و مثل بهم بأمرك و دين علي ع و الله الذي كان يضرب عليه أباك و يضربك و به جلست مجلسك الذي جلست و لو لا ذلك لكان شرفك و شرف أبيك الرحلتين «1» و قلت فيما قلت انظر لنفسك و لدينك و لأمة محمد و اتق شق عصا هذه الأمة و أن تردهم إلى فتنة و إني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها و لا أعلم نظرا لنفسي و لديني و لأمة محمد ص علينا أفضل من أن أجاهدك فإن فعلت فإنه قربة إلى الله و إن تركته فإني أستغفر الله لذنبي و أسأله توفيقه لإرشاد أمري و قلت فيما قلت إني إن أنكرتك تنكرني و إن أكدك تكدني فكدني ما بدا لك فإني أرجو أن لا يضرني كيدك في و أن لا يكون على أحد أضر منه‏
__________________________________________________
 (1) يعني ما في قوله تعالى «لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء و الصيف» 1- 7 106: 1- 2.
                        

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏44، ص: 214
على نفسك لأنك قد ركبت جهلك و تحرصت على نقض عهدك و لعمري ما وفيت بشرط و لقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح و الأيمان و العهود و المواثيق فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا و قتلوا و لم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا و تعظيمهم حقنا فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا فأبشر يا معاوية بالقصاص و استيقن بالحساب و اعلم أن لله تعالى كتابا- لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها و ليس الله بناس لأخذك بالظنة و قتلك أولياءه على التهم و نفيك أولياءه من دورهم إلى دار الغربة و أخذك الناس ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر و يلعب بالكلاب لا أعلمك إلا و قد خسرت نفسك و بترت دينك و غششت رعيتك و أخزيت أمانتك و سمعت مقالة السفيه الجاهل و أخفت الورع التقي لأجلهم و السلام فلما قرأ معاوية الكتاب قال لقد كان في نفسه ضب ما أشعر به فقال يزيد يا أمير المؤمنين أجبه جوابا يصغر إليه نفسه و تذكر فيه أباه بشر فعله قال و دخل عبد الله بن عمرو بن العاص فقال له معاوية أ ما رأيت ما كتب به الحسين قال و ما هو قال فأقرأه الكتاب فقال و ما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه و إنما قال ذلك في هوى معاوية فقال يزيد كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأيي فضحك معاوية فقال أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك قال عبد الله فقد أصاب يزيد فقال معاوية أخطأتما أ رأيتما لو أني ذهبت لعيب علي «1» محقا ما عسيت أن أقول فيه و مثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل و ما لا يعرف و متى ما عبت رجلا بما لا يعرفه الناس لم يحفل بصاحبه و لا يراه الناس شيئا و كذبوه و ما عسيت أن أعيب حسينا و و الله ما أرى للعيب فيه موضعا و قد رأيت أن أكتب إليه أتوعده و أتهدده ثم رأيت أن لا أفعل و لا أمحكه.
__________________________________________________
 (1) في الاحتجاج ص 153 أردت أن أعيب عليا.
                       

                        

عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد، ج‏17-الحسين‏ع، ص: 90
6- رجال الكشي: روي أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية و هو عامله على المدينة:
أما بعد، فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق و وجوه أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي عليهما السلام، و ذكر أنه لا يأمن و ثوبه، و قد بحثت عن ذلك فبلغني أنه لا يريد الخلافة «2» يومه هذا، و لست آمن من أن يكون هذا أيضا «3» لما بعده فاكتب إلي برأيك في هذا و السلام.
فكتب إليه معاوية: أما بعد، فقد بلغني و فهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين عليه السلام فإياك أن تعرض للحسين عليه السلام في شي‏ء و اترك حسينا ما تركك، فإنا لا نريد أن نعرض له في شي‏ء ما وفى ببيعتنا، و لم ينازعنا سلطاننا، فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته و السلام.
و كتب معاوية إلى الحسين بن علي عليهما السلام: أما بعد، فقد انتهت إلي امور عنك إن كانت «4» حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، و لعمر الله إن من أعطى الله عهده و ميثاقه لجدير بالوفاء، و إن كان الذي بلغني (عنك) باطلا فإنك أنت أعزل الناس لذلك، وعظ
__________________________________________________
 (1)- 6/ 19 ح 7 و البحار: 44/ 211 ح 8.
 (2)- في المصدر و البحار: الخلاف.
 (3)- في الأصل: لمن.
 (4)- في الأصل: كان.
                        

عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد، ج‏17-الحسين‏ع، ص: 91
نفسك فاذكر و بعهد الله أوف! فإنك متى «ما تنكرني انكرك «1»» و متى، تكدني أكدك فاتق شق عصا هذه الامة و أن يردهم الله على يديك في فتنة، فقد عرفت الناس و بلوتهم، فانظر لنفسك، و لدينك و لامة محمد صلى الله عليه و آله و لا يستخفنك السفهاء و الذين لا يعلمون.
فلما وصل الكتاب إلى الحسين عليه السلام كتب إليه: أما بعد فقد بلغني كتابك، تذكر أنه قد بلغك عني امور أنت لي عنها راغب، و أنا بغيرها عندك جدير، فإن الحسنات لا يهدي [لها] و لا يسدد إليها إلا الله.
و أما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني فإنه إنما رقاه إليك الملاقون المشاءون بالنميم و ما اريد لك حربا و لا عليك خلافا، و أيم الله إني لخائف لله في ترك ذلك و ما أظن الله راضيا بترك ذلك، و لا عاذرا بدون الاعذار فيه إليك، و إلى اولئك «2» القاسطين الملحدين حزب الظلمة و أولياء الشياطين.
أ لست القاتل حجرا أخا كندة و المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم و يستعظمون البدع و لا يخافون في الله لومة لائم؟ ثم قتلتهم ظلما و عدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة و المواثيق المؤكدة، و لا تأخذهم بحدث «3» كان بينك و بينهم، و لا بإحنة تجدها في نفسك.
أ و لست قاتل عمرو بن الحمق (الخزاعي) صاحب رسول الله صلى الله عليه و آله العبد الصالح الذي أبلته العبادة، فنحل جسمة، و صفرت لونه بعد ما آمنته و أعطيته من عهود الله و مواثيقه ما لو اعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربك و استخفافا بذلك العهد.
أ و لست المدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف فزعمت أنه ابن أبيك، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و آله: «الولد للفراش و للعاهر الحجر» فتركت سنة رسول الله صلى الله عليه و آله تعمدا و تبعت هواك بغير هدى من الله، ثم سلطته على العراقين: يقطع أيدي المسلمين و
__________________________________________________
 (1)- في الأصل: ما انكرك تنكرني، و في المصدر: تنكرني أنكرك.
 (2)- في المصدر و البحار: و في أوليائك.
 (3)- في الأصل: بحديث.
                        

عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد، ج‏17-الحسين‏ع، ص: 92
أرجلهم و يسمل أعينهم و يصلبهم على جذوع النخل، كأنك لست من هذه الامة، و ليسوا منك.
أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية إنهم كانوا على دين علي عليه السلام؟ فكتبت إليه أن اقتل كل من كان على دين علي! فقتلهم و مثل بهم بأمرك، و دين علي- و الله- الذي كان يضرب عليه أباك و يضربك، و به جلست مجلسك الذي جلست، و لو لا ذلك لكان شرفك و شرف أبيك الرحلتين «1».
و قلت فيما قلت: «انظر لنفسك و لدينك و لامة محمد صلى الله عليه و آله، و اتق شق عصا هذه الامة و أن تردهم إلى فتنة» و إني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الامة من ولايتك عليها، و لا أعلم نظرا لنفسي و لديني و لامة محمد صلى الله عليه و آله و علينا أفضل من [أن‏] اجاهدك، فإن فعلت فإنه قربة إلى الله، و إن تركته فإني أستغفر الله لذنبي «2» و أسأله توفيقه لإرشاد أمري.
و قلت فيما قلت: «إني إن أنكرتك تنكرني و إن أكدك تكدني»، فكدني ما بدا لك فإني أرجو أن لا يضرني كيدك في و أن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك، لأنك قد ركبت جهلك «3»، و تحرصت على نقض عهدك، و لعمري ما وفيت بشرط، و لقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصالح و الأيمان و العهود و المواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا و قتلوا، و لم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا و تسليمهم «4» حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.
فابشر يا معاوية بالقصاص و استيقن بالحساب، و اعلم أن لله تعالى كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها، و ليس الله بناس لأخذك بالظنة، و قتلك أولياءه على التهم و نقلك «5» أولياءه من دورهم إلى دار الغربة، و أخذك الناس «6» ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر و يلعب بالكلاب، لا اعلمك إلا و قد خسرت نفسك و تبرت «7» دينك و غششت رعيتك و أخربت «8» أمانتك و سمعت مقالة السفيه الجاهل و أخفت الورع التقي‏
__________________________________________________
 (1)- إشارة إلى قوله تعالى: «رحلة الشتاء و الصيف».
 (2)- في المصدر: لديني.
 (3)- في المصدر: على أنك قد ركبت بجهلك.
 (4)- في المصدر و البحار: و تعظيمهم.
 (5)- في المصدر و البحار: و نفيك.
 (6)- في المصدر: و أخذ للناس.
 (7)- في البحار: و بترت، و تبرت بمعنى: أهلكت.
 (8)- في البحار: و أخزيت.
                        

عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد، ج‏17-الحسين‏ع، ص: 93
الحليم لأجلهم و السلام.
فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه ضب ما أشعر به، فقال يزيد: يا أمير المؤمنين أجبه جوابا يصغر إليه نفسه و تذكر فيه أباه بشر فعله، قال: و دخل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أ رأيت «1» ما كتب به الحسين عليه السلام؟ قال: و ما هو؟ [قال:] فأقرأه الكتاب، فقال: و ما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه، و إنما قال ذلك في هوى معاوية، فقال يزيد: كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأيي، فضحك معاوية، فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك.
قال عبد الله: فقد أصاب يزيد، فقال معاوية: أخطأتما أ رأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه، و مثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل و ما لا يعرف، و متى ما عبت رجلا بما لا يعرفه الناس لم يحفل «2» بصاحبه، و لا يراه الناس شيئا و كذبوه، و ما عسيت أن أعيب حسينا، و و الله ما أرى للعيب فيه موضعا و قد رأيت أن أكتب إليه أتوعده و أتهدده ثم رأيت أن لا أفعل و لا أمحكه «3».

















****************
ارسال شده توسط:
سید حسین
Saturday - 24/5/2025 - 13:26

نامه سید الشهدا سلام الله علیه به معاویه

وَ قُلْتَ فِيمَا قُلْتَ انْظُرْ لِنَفْسِكَ وَ لِدِينِكَ وَ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَ اتَّقِ شَقَّ عَصَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ أَنْ تَرُدَّهُمْ إِلَى فِتْنَةٍ وَ إِنِّي لَا أَعْلَمُ فِتْنَةً أَعْظَمَ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ وَلَايَتِكَ عَلَيْهَا وَ لَا أَعْلَمُ نَظَراً لِنَفْسِي وَ لِدِينِي وَ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ ص عَلَيْنَا أَفْضَلَ مِنْ أَنْ أُجَاهِدَكَ فَإِنْ فَعَلْتُ فَإِنَّهُ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ وَ إِنْ تَرَكْتُهُ فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِذَنْبِي وَ أَسْأَلُهُ تَوْفِيقَهُ لِإِرْشَادِ أَمْرِي‏

اگر به وظیفه عمل کردند استغفار از گناه برای چیست؟

  1. تحلیل روایت با نسخه کشی:

باید توجه شود که نسخه کشی لدینی است که در اینجا این تقیه به عنوان گناه آورده نشده است که در این صورت می توان با آن روایت های التقیة دینی و دین آبائی بینشان جمع کرد و استغفار را این طور معنی کرد برای عمل به دین خویش و این صبری که انجام می دهم از خدا طلب استغفار و بالا رفتن رتبه می کنم و اگر هم ترک صبر کنم و بر تو جهاد کنم مرتکب خطایی نشده ام که این عبارت به نظر نشان دهنده این مطلب باشد که تقیه از تقیه های واجب نبوده است بلکه به خاطر مصالحی (این مصالح شاید این باشد که حرکت حضرت در زمان یزید با توجه به حماقت و ظهور پلیدی بیشتر او مثمر ثمر تر می بود برای فارق حق و باطل بودن و الا با توجه به امر به سب امیرالمومنین و کشتن شیعیان آن حضرت معاویه پیمان صلح را شکسته بود.) تقیه اولی تر بوده است و این روایت شبیه به این روایت می شود که:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أُخِذَا، فَقِيلَ لَهُمَا: ابْرَءَا مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ، فَبَرِئَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا، وَ أَبَى الْآخَرُ، فَخُلِّيَ سَبِيلُ الَّذِي بَرِئَ، وَ قُتِلَ الْآخَرُ؟ فَقَالَ: «أَمَّا الَّذِي بَرِئَ فَرَجُلٌ فَقِيهٌ فِي دِينِهِ، وَ أَمَّا الَّذِي لَمْ يَبْرَأْ فَرَجُلٌ تَعَجَّلَ إِلَى الْجَنَّةِ».کافی/ج3/ ص559

که در این روایت هم می شود این طور گفت که عدم تبری از وجود مبارک امیرالمومنین سلام الله علیه موجب به خطر افتادن جامعه شیعی یا جان و عرض دیگر مومنین نیست بلکه فقط بحث جان خود شخص هست که در این صورت هم اولی تقیه است لکن اگر به خاطر شدت محبت به حضرت کسی در این مقام تقیه نکند، باز مرتکب خطا و گناهی نشده و قطعا اهل بهشت خواهد بود.

  1.  تحلیل روایت با نسخه بحار و احتجاج: (استغفر الله لذنبی)

جواب اول که در کلاس نیز مطرح شد این است که گفته شود ذنب از منظر دیگران است که چنین عملی را گناه می دیدند که مثلا رای به ثبوت تقیه ندارند یا تحلیل درستی از مقام امامت ندارند که امام هر چه انجام می دهند به دستور خاص الهی و مطابق حق است.

اما جواب دوم که در کلاس به آن اشاره شد این است که با توجه به این که تقیه از اوامر ظرف اضطرار و احکام ثانوی است آن را ذیل این آیه مورد بررسی قرار بدهیم که:

البقرة : 173 إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزيرِ وَ ما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحيم

که طبق آیه شریفه کسی که به خاطر اضطرار مرتکب یکی از این افعال بشود مرتکب اثم نشده لکن نیاز به غفران الهی دارد پس در چنین حالتی طلب استغفار محل اشکال نمی باشد اما چرا نیاز به غفران دارد؟

باید به معنای غفران توجه کرد چیزی بیش از بخشش برای گناهان است.مرحوح علامه مصطفوی در التحقیق درباره آن می فرمایند:

التحقيق فى كلمات القرآن الكريم ؛ ج‏7 ؛ ص293

أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو محو الأثر، و تستعمل في الذنوب و المعاصي، و مفهوم المحو أعمّ.

و أمّا مفاهيم الستر و الصفح و الإصلاح و غيرها: فمن لوازم محو الأثر، فانّه يوجب ستر الخطاء الواقع و الصفح عنه و الإصلاح.[1]

که به نظر روایت حضرت امیر سلام الله علیه در نهج البلاغه هم اشاره به این اعمیت غفران از بخشش گناه اشاره داشته باشد چرا که بعد از بیان تمام مراتب ششگانه ندم و عزم به عدم تکرار و جبران های مختلف، می فرمایند عند ذلک تقول استغفرالله که با توجه به این که طبق روایت دیگر همان مراحل قبل موجب بخشش است این استغفار بعد از این ها نشان از این دارد که غفران مرحله ای بعد از بخشش است که محو جمیع آثار ناپسند باشد.

با توجه به این مطلب در اوامر اضطراری هم هر چند عمل به وظیفه شده است و هیچ گناهی صورت نگرفته اما با توجه به وجود آثار وضعی و آثار سلوکی نفسی در افعال برای رفع جمیع آثار ناپسند فعل اضطراری نیاز به استغفار هست باید توجه شود که در مقام حتی ترک اولی نیست لکن اثر فعل چنین است.

اما درباره اینکه چرا چنین فعلی را امام سلام الله علیه ذنب دانسته اند می تواند گفت ذنب معنای اعمی دارد که مطلق هر آنچه موجب ثقل و هبوط شود را در بر بگیرد و اینجا اشاره به چنین معنایی است(حسن جبل /معجم الاشتقاقی ص727 چنین معنایی را گفته است) یا از عبارت حسنات الابرار سيّئات المقرّبين‏ بهره برد و اینطور گفت که امام سلام الله علیه چنین آثاری را هر چند گناه یا ترک اولی نیست اما به منزله ذنب برای وجود مطهرشان می دانند.

بابت اطاله کلام عذرخواهم و از این باب می نویسم که عرضه مطلب بشود و از خطا ها و اشتباهات مطلع بشوم.التماس دعا

 

 

[1] مصطفوى، حسن، التحقيق فى كلمات القرآن الكريم - بيروت-قاهره-لندن، چاپ: سوم، 1430 ه.ق.






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 25/5/2025 - 6:12

الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج‏2، ص: 296
احتجاجه ع على معاوية توبيخا له على قتل من قتله من شيعة أمير المؤمنين و ترحمه عليهم‏
عن صالح بن كيسان «1» قال: لما قتل معاوية حجر بن عدي و أصحابه حج ذلك العام فلقي الحسين بن علي ع فقال يا أبا عبد الله هل بلغك ما صنعنا بحجر و أصحابه و أشياعه و شيعة أبيك؟-
__________________________________________________
 (1) صالح بن كيسان المدني: عده الشيخ من أصحاب علي بن الحسين عليه السلام ص 93 من رجاله.
                        

الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج‏2، ص: 297
فقال ع و ما صنعت بهم-؟
قال قتلناهم و كفناهم و صلينا عليهم فضحك الحسين ع ثم قال خصمك القوم يا معاوية لكننا لو قتلنا شيعتك ما كفناهم- و لا صلينا عليهم و لا قبرناهم و لقد بلغني وقيعتك في علي و قيامك ببغضنا و اعتراضك بني هاشم بالعيوب فإذا فعلت ذلك فارجع إلى نفسك ثم سلها الحق عليها و لها فإن لم تجدها أعظم عيبا فما أصغر عيبك فيك و قد ظلمناك يا معاوية فلا توترن غير قوسك و لا ترمين غير غرضك و لا ترمنا بالعداوة من مكان قريب فإنك و الله لقد أطعت فينا رجلا ما قدم إسلامه و لا حدث نفاقه و لا نظر لك فانظر لنفسك أو دع يعني عمرو بن العاص.
و قال ع في جواب كتاب كتب إليه معاوية على طريق الاحتجاج أما بعد فقد بلغني كتابك أنه بلغك عني أمور إن بي عنها غنى و زعمت أني راغب فيها و أنا بغيرها عنك جدير أما ما رقي إليك عني فإنه رقاه إليك الملاقون المشاءون بالنمائم المفرقون بين الجمع كذب الساعون الواشون ما أردت حربك و لا خلافا عليك و ايم الله إني لأخاف الله عز ذكره في ترك ذلك و ما أظن الله تبارك و تعالى براض عني بتركه و لا عاذري بدون الاعتذار إليه فيك و في أولئك القاسطين الملبين حزب الظالمين بل أولياء الشيطان الرجيم أ لست قاتل حجر بن عدي أخي كندة و أصحابه الصالحين المطيعين العابدين كانوا ينكرون الظلم و يستعظمون المنكر و البدع- و يؤثرون حكم الكتاب و لا يخافون في الله لومة لائم فقتلتهم ظلما و عدوانا بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة و المواثيق المؤكدة لا تأخذهم بحدث كان بينك و بينهم و لا بإحنة تجدها في صدرك عليهم أ و لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله العبد الصالح الذي أبلته العبادة فصفرت لونه و نحلت جسمه بعد أن آمنته و أعطيته من عهود الله عز و جل و ميثاقه ما لو أعطيته العصم ففهمته لنزلت إليك من شعف الجبال «1» ثم قتلته جرأة على الله عز و جل و استخفافا بذلك العهد أ و لست المدعي زياد بن سمية- المولود على فراش عبيد عبد ثقيف فزعمت أنه ابن أبيك و قد قال رسول الله الولد للفراش و للعاهر الحجر فتركت سنة رسول الله و اتبعت هواك بغير هدى من الله ثم سلطته على أهل العراق فقطع أيدي المسلمين و أرجلهم و سمل أعينهم و صلبهم على جذوع النخل كأنك لست من هذه الأمة و ليسوا منك أ و لست صاحب الحضرميين الذين كتب إليك فيهم ابن سمية أنهم على دين علي و رأيه فكتبت إليه اقتل كل من كان على دين علي ع و رأيه فقتلهم و مثل بهم بأمرك و دين علي و الله و ابن علي الذي كان يضرب عليه أباك و هو أجلسك بمجلسك الذي أنت فيه و لو لا ذلك لكان أفضل شرفك و شرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليكم فوضعهما عنكم و قلت فيما تقول انظر نفسك و لدينك و لأمة محمد ص و اتق شق عصا هذه الأمة و أن تردهم في‏
__________________________________________________
 (1) أي رءوس الجبال.
                        

الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج‏2، ص: 298
فتنة فلا أعرف فتنة أعظم من ولايتك عليها و لا أعلم نظرا لنفسي و ولدي و أمة جدي أفضل من جهادك فإن فعلته فهو قربة إلى الله عز و جل و إن تركته فأستغفر الله لذنبي و أسأله توفيقي لإرشاد أموري و قلت فيما تقول إن أنكرك تنكرني و إن أكدك تكدني و هل رأيك إلا كيد الصالحين منذ خلقت فكدني ما بدا لك إن شئت- فإني أرجو أن لا يضرني كيدك و أن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك على أنك تكيد فتوقظ عدوك و توبق نفسك كفعلك بهؤلاء الذين قتلتهم و مثلت بهم بعد الصلح و الأيمان و العهد و الميثاق فقتلتهم من غير أن يكونوا قتلوا إلا لذكرهم فضلنا و تعظيمهم حقنا بما به شرفت و عرفت مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا أبشر يا معاوية بقصاص و استعد للحساب و اعلم أن لله عز و جل كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها و ليس الله تبارك و تعالى بناس أخذك بالظنة و قتلك أولياءه بالتهمة و نفيك إياهم من دار الهجرة إلى الغربة و الوحشة و أخذك الناس ببيعة ابنك غلام من الغلمان يشرب الشراب و يلعب بالكعاب لا أعلمك إلا قد خسرت نفسك- و شريت دينك و غششت رعيتك و أخزيت أمانتك و سمعت مقالة السفيه الجاهل و أخفت التقي الورع الحليم قال فلما قرأ معاوية كتاب الحسين ع قال لقد كان في نفسه غضب على ما كنت أشعر به.
فقال ابنه يزيد و عبد بن أبي عمير بن جعفر أجبه جوابا شديدا تصغر إليه نفسه و تذكر أباه بأسوإ فعله و آثاره.
فقال كلا أ رأيتما لو أني أردت أن أعيب عليا محقا ما عسيت أن أقول إن مثلي لا يحسن به أن يعيب بالباطل و ما لا يعرف الناس و متى عبت رجلا بما لا يعرف لم يحفل به صاحبه و لم يره شيئا و ما عسيت أن أعيب حسينا و ما أرى للعيب فيه موضعا- إلا أني قد أردت أن أكتب إليه و أتوعده و أهدده و أجهله ثم رأيت أن لا أفعل.
قال فما كتب إليه بشي‏ء يسوؤه و لا قطع عنه شيئا كان يصله به كان يبعث إليه في كل سنة ألف ألف درهم سوى عروض و هدايا من كل ضرب.

 

 

الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم، ص: 533
و من كتاب كتبه الحسين بن علي عليهما السلام الى معاوية: أما بعد، فقد بلغني عنك امور و أن بي عنها غناء، و زعمت أني راغب فيها و أنا بغيرها عنك جدير. أما ما رقى إليك عني فإنه إنما رقاه إليك الكاذبون و الملاقون المشاءون بالنمائم، المفرقون بين الجمع، كذب الساعون الواشون، ما أردت حربك و لا خلافا عليك و أيم الله إني لأخاف الله عز و جل في ترك ذلك، و ما أظن الله تبارك و تعالى براض عني بتركه، و لا عاذري بدون الإعذار إليه فيك و في أوليائك القاسطين المجلبين حزب الظالمين و أولياء الشياطين أ لست قاتل حجر بن عدي أخي كندة و أصحابه المطيعين الصالحين العابدين، و لقد كانوا ينكرون الظلم، و يستعظمون المنكر و البدع، و يؤثرون حكم الكتاب، و لا يخافون في الله لومة لائم، فقتلتهم ظلما و عدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة و المواثيق المؤكدة أن لا تأخذهم بحدث كان بينك و بينهم و لا بإحنة تجدها في صدرك عليهم؟ أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه و آله العبد الصالح الذي أبلته العبادة فصفرت لونه و أنحلت جسمه بعد أن آمنته و أعطيته من عهود الله عز و جل و مواثيقه ما لو أعطيته العصم و فهمته نزلت إليك من شعف الجبال، ثم قتلته جرأة على الله تعالى و استخفافا بذلك العهد؟ أو لست المدعي زياد بن سمية المولود
__________________________________________________
 (1) معاني الأخبار: ص 401 ذيل ح 62.
                        

الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم، ص: 534
على فراش عبد ثقيف و زعمت أنه ابن أبيك، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و آله:
 «الولد للفراش و للعاهر الحجر» فتركت سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و اتبعت هواك بغير هدى من الله، ثم سلطته على أهل العراق يقطع أيدي المسلمين و أرجلهم و يسمل أعينهم و يصلبهم في جذوع النخل، كأنك لست من هذه الامة و ليسوا منك؟
أ و لست صاحب الحضرمية الذي كتب إليك فيهم ابن سمية أنهم على دين علي و رأيه. فكتبت إليه أن اقتل من كان على دين علي و رأيه، فقتلهم؟ و دين علي و الله و أولاد علي الذي ضرب عليه أبوك، و هو الذي أجلسك هذا المجلس الذي أنت فيه، لو لا ذاك لكان أفضل شرفك و شرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليكم فوضعها عنكم. و قلت فيما تقول: «انظر لنفسك و لذريتك و لامة محمد صلى الله عليه و آله و اتق شق عصا هذه الامة و أن تردهم في فتنة». [فلا أعرف فتنة] أعظم من ولايتك عليهم. و لا أعلم نظرا لنفسي و ولدي و أمة محمد صلى الله عليه و آله أفضل من جهادك، فإن فعلته فهو قربة الى الله تعالى، و إن تركته فأستغفر الله لذنبي و ترك توفيقي و إرشاد اموري. و قلت فيما تقول: «إن أمكر بك تمكر بي، و إن أكدك تكدني» و هل رأيك إلا كيد الصالحين منذ خلقت؟! فكدني ما بدا لك إن شئت، فإني لأرجو أن لا يضرني كيدك و أن لا يكون أضر منه لأحد كضرره على نفسك، على أنك تكيد فتوقظ عدوك و توبق نفسك، كفعلك بهؤلاء القوم الذين قتلتهم و مثلت بهم بعد الصلح و الأيمان و العهد و الميثاق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قد قتلوا إلا لذكرهم فضلنا و تعظيم حقنا و لما به شرقت و غربت و مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يقتلوا أو ماتوا قبل أن يذكروا. ابشر يا معاوية بالقصاص، و استعد للحساب، و اعلم ان لله عز و جل كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها، و ليس الله تعالى بناس أخذك بالظنة، و قتلك أولياءه بالتهمة، و نقلك إياهم من دار الهجرة الى دار الغربة، و أخذك الناس ببيعة ابنك غلام من الغلمان يشرب الشراب و يلعب بالكعاب. لا أعلمك إلا قد خسرت نفسك، و بعت دينك، و غششت رعيتك، و أكلت‏
                        

الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم، ص: 535
أمانتك، و سمعت مقالة السفيه الجاهل، و أخفت التقي الورع الحليم «1».






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 25/5/2025 - 7:16

معجم رجال الحدیث و تفصیل طبقات الرواة، جلد: ۱۹، صفحه: ۲۱۲-۲۱۵

12467 - معاوية بن أبي سفيان:
عده الشيخ في رجاله من أصحاب رسول الله ص (6).
و قال الكشي في ذيل ترجمة عمرو بن الحمق (13):
«روى أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية ، و هو عامله على المدينة : (أما بعد فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق و وجوه أهل الحجاز ، يختلفون إلى الحسين بن علي ، و ذكر أنه لا يأمن وثوبه، و قد بحثت عن ذلك، فبلغني أنه يريد الخلاف يومه هذا، و لست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده، فاكتب إلي برأيك في هذا و السلام). فكتب إليه معاوية : (أما بعد فقد بلغني كتابك، و فهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين ، فإياك أن تعرض للحسين في شيء و اترك حسينا ما تركك، فإنا لا نريد أن نعرض له في شيء ما وفى ببيعتنا و لم ينازعنا سلطاننا، فاكمن عليه ما لم يبد لك صفحته، و السلام).
و كتب معاوية إلى الحسين بن علي ع : (أما بعد فقد انتهت إلي أمور عنك، إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، و لعمر الله إن من أعطى الله عهده و ميثاقه لجدير بالوفاء، إن كان الذي بلغني باطلا فإنك أنت أعدل الناس لذلك، و عظ نفسك و اذكر و بعهد الله أوف، فإنك متى تنكرني أنكرك، و متى تكدني أكدك، فاتق شق عصا هذه الأمة، و أن يردهم الله على يديك في فتنة، فقد عرفت الناس و بلوتهم، فانظر لنفسك و لدينك و لأمة محمد (ص) ، و لا يستخفك السفهاء و الذين لا يعلمون). فلما وصل الكتاب إلى الحسين ع كتب إليه: (أما بعد فقد بلغني كتابك، تذكر أنه قد بلغت عني أمور أنت لي عنها راغب، و أنا بغيرها عندك جدير، فإن الحسنات لا يهدي لها و لا يسدد إليها إلا الله. و أما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني فإنه إنما رقاه إليك الملاقون المشاءون بالنميم، و ما أريد لك حربا و ل ا عليك خلافا، و ايم الله إني لخائف الله في ترك ذلك، و ما أظن الله راضيا بترك ذلك، و لا عاذرا بدون الإعذار فيه إليك، و في أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة و أولياء الشياطين، أ لست القاتل حجر بن عدي أخا كندة ، و المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم، و يستعظمون البدع، و لا يخافون في الله لومة لائم، ثم قتلتهم ظلما و عدوانا، من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة و المواثيق المؤكدة، لا تأخذهم بحدث كان بينك و بينهم، و لا بإحنة تجدها في نفسك‌؟ أ و لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله ص العبد الصالح الذي أبلته العبادة، فنحل جسمه، و اصفر لونه، بعد ما أمنته و أعطيته من عهود الله و مواثيقه، ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل‌؟ ثم قتلته جرأة على ربك و استخفافا بذلك العهد، أ و لست المدعي زياد ابن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف ، فزعمت أنه ابن أبيك، و قد قال رسول الله ص :
(الولد للفراش و للعاهر الحجر)، فتركت سنة رسول الله ص تعمدا، و تبعت هواك بغير هدى من الله، ثم سلطته على العراقين يقطع أيدي المسلمين و أرجلهم، و يسمل أعينهم و يصلبهم على جذوع النخل، كأنك لست من هذه الأمة و ليسوا منك، أ و لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية أنهم كانوا على دين علي ص فكتبت إليه: (أن اقتل كل من كان على دين علي )، فقتلهم و مثل بهم بأمرك، و دين علي ع و الله الذي كان يضرب عليه أباك و يضربك، و به جلست مجلسك الذي جلست، و لو لا ذلك لكان شرفك و شرف أبيك الرحلتين، و قلت فيما قلت (انظر لنفسك و لدينك و لأمة محمد ، و اتق شق عصا هذه الأمة و أن تردهم إلى فتنة)، و إني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها، و لا أعظم نظرا لنفسي و لديني، و لأمة محمد ص علينا أفضل من أن أجاهدك، فإن فعلت فإنه قربة إلى الله، و إن تركته فإني أستغفر الله لذنبي و أسأله توفيقه لإرشاد أمري.
و قلت فيما قلت: (إني إن أنكرتك تنكرني، و إن أكدك تكدني) فكدني ما بدا لك، فإني أرجو أن لا يضرني كيدك في، و أن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك علي، إنك قد ركبت بجهلك، و تحرصت على نقض عهدك، و لعمري ما وفيت بشرط، و لقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر، الذين قتلتهم بعد الصلح و الأيمان، و العهود و المواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا أو قتلوا، و لم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا و تعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا، أو ماتوا قبل أن يدركوا، فابشر يا معاوية بالقصاص و استيقن بالحساب، و اعلم أن لله تعالى كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها، و ليس الله بناس لأخذك بالظنة، و قتلك أولياءه على التهم، و نفيك أولياءه من دورهم إلى دار الغربة، و أخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر، و يلعب بالكلاب، لا أعلمك إلا و قد خسرت نفسك و تبرت دينك، و غششت رعيتك و أخربت أمانتك، و سمعت مقالة السفيه الجاهل، و أخفت الورع التقي لأجلهم، و السلام).
فلما قرأ معاوية الكتاب قال: لقد كان في نفسه صب ما أشعر به. فقال يزيد : يا أمير المؤمنين أجبه جوابا تصغر إليه نفسه، و تذكر فيه أباه بشر فعله، قال: و دخل عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال له معاوية : أ ما رأيت ما كتب به الحسين ؟ قال: و ما هو؟ قال: فأقرأه الكتاب، فقال: و ما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه - و إنما قال ذلك في هوى معاوية -، فقال يزيد : كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأيي‌؟ فضحك معاوية فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبد الله : فقد أصاب يزيد . فقال معاوية أخطأتما أ رأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه، و مثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل و ما لا يعرف، و متى ما عبت رجلا بما لا يعرفه الناس لم يحفل بصاحبه، و لا يراه الناس شيئا و كذبوه، و ما عسيت أن أعيب حسينا ، و و الله ما أرى للعيب فيه موضعا، و قد رأيت أن أكتب إليه أتوعده و أتهدده، ثم رأيت أن لا أفعل و لا أمحله».

 

 


 






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 25/5/2025 - 7:17

  

الإمامة و السياسة، جلد: ۱، صفحه: ۲۰۱

 ما كتب به إلى الحسين
و كتب إلى الحسين: أما بعد، فقد انتهت إليّ منك أمور، لم أكن أظنك بها رغبة عنها، و إن أحقّ الناس بالوفاء لمن أعطى بيعة من كان مثلك، في خطرك و شرفك و منزلتك التي أنزلك اللّٰه بها، فلا تنازع إلى قطيعتك، و اتّق اللّٰه و لا تردنّ هذه الأمة في فتنة، و انظر لنفسك و دينك و أمة محمد، و لا يستخفنّك الذين لا يوقنون.

  

الإمامة و السياسة، جلد: ۱، صفحه: ۲۰۲-۲۰۳

و
كتب إليه الحسين رضي اللّٰه عنه: أما بعد، فقد جاءني كتابك تذكر فيه أنه انتهت إليك عني أمور، لم تكن تظنني بها، رغبة بي عنها، و إن الحسنات لا يهدي لها، و لا يسدد إليها إلا اللّٰه تعالى، و أما ما ذكرت أنه رقي إليك عني، فإنما رقّاه الملاقون، المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الجمع، و كذب الغاوون المارقون، ما أردت حربا و لا خلافا، و إني لأخشى للّٰه في ترك ذلك، منك و من
حزبك، القاسطين المحلّين، حزب الظالم، و أعوان الشيطان الرجيم. أ لست قاتل حجر ، و أصحابه العابدين المخبتين، الذين كانوا يستفظعون البدع، و يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر، فقتلتهم ظلما و عدوانا، من بعد ما أعطيتهم المواثيق الغليظة، و العهود المؤكدة، جراءة على اللّٰه و استخفافا بعهده، أو لست بقاتل عمرو بن الحمق، الّذي أخلقت و أبلت وجهه العبادة، فقتلته من بعد ما أعطيته من العهود ما لو فهمته العصم نزلت من شعف الجبال، أ و لست المدعي زيادا في الإسلام ، فزعمت أنه ابن أبي سفيان، و قد قضى رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلّم، أن الولد للفراش و للعاهر الحجر، ثم سلطته على أهل الإسلام، يقتلهم و يقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف و يصلبهم على جذوع النخل، سبحان اللّٰه يا معاوية! لكأنك لست من هذه الأمة، و ليسوا منك. أو لست قاتل الحضرميّ الّذي كتب إليك فيه زياد أنه على دين علي كرم اللّٰه وجهه، و دين علي هو دين ابن عمه صلّى اللّٰه عليه و سلّم، الّذي أجلسك مجلسك الّذي أنت فيه، و لو لا ذلك كان أفضل شرفك و شرف آبائك تجشم الرحلتين: رحلة الشتاء و الصيف، فوضعها اللّٰه عنكم بنا، منّة عليكم، و قلت فيما قلت: لا ترد هذه الأمة في فتنة، و إني لا أعلم لها فتنة أعظم من إمارتك عليها، و قلت فيما قلت: انظر لنفسك و لدينك و لأمة محمد، و إني و اللّٰه ما أعرف أفضل من جهادك، فإن أفعل فإنه قربة إلى ربي، و إن لم أفعله فأستغفر اللّٰه لديني، و أسأله التوفيق لما يحب و يرضى، و قلت فيما قلت: متى تكدني أكدك، فكدني يا معاوية فيما بدا لك، فلعمري لقديما يكاد الصالحون، و إني لأرجو أن لا تضر إلا نفسك، و لا تمحق إلا عملك، فكدني ما بدا لك، و اتّق اللّٰه يا معاوية، و اعلم أن للّٰه كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها. و اعلم أن اللّٰه ليس  بناس لك قتلك بالظنة، و أخذك بالتهمة، و إمارتك صبيا يشرب الشراب، و يلعب بالكلاب، ما أراك إلا و قد أوبقت نفسك، و أهلكت دينك، و أضعت الرعية و السلام.


  

  






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 25/5/2025 - 7:20

ناسخ التواريخ، جلد: ۱، صفحه: ۱۶۳-۱۶۶

و روى الكشي: أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية و هو عامله على المدينة: أما بعد، فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق و وجوه أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي، و ذكر أنه لا يأمن و ثوبه، و قد بحثت عن ذلك فبلغني أنّه لا يريد الخلاف يومه هذا، و لست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده، فاكتب إليّ برأيك في هذا و السلام.
فكتب إليه معاوية: أما بعد فقد بلغني كتابك و فهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين، فإياك أن تعرض للحسين في شيء و اترك حسينا ما تركك، فإنا لا نريد أن تعرض له في شيء ما وفى ببيعتنا و لم ينز على سلطاننا، فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته و السلام.
و كتب معاوية إلى الحسين بن علي عليه السّلام: أما بعد، فقد إنتهت إلي أمور عنك إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها و لعمر اللّه إن من أعطى اللّه عهده و ميثاقه لجدير بالوفاء، و إن كان الذي بلغني باطلا فإنك أنت أعزل الناس لذلك وعظ نفسك فاذكر و لعهد اللّه أوف فإنك متى تنكرني أنكرك و متى تكدني أكدك، فاتق شقك عصا هذه الأمة و أن يردهم اللّه على يديك في فتنة، فقد عرفت الناس و بلوتهم، فانظر لنفسك و دينك و لأمة محمد صلّى اللّه عليه و آله و لا يستخفنك السفهاء و الذين لا يعلمون.
فلمّا وصل الكتاب إلى الحسين عليه السّلام كتب إليه: أما بعد، فقد بلغني كتابك، تذكر أنّه قد بلغك عنّي أمور أنت لي عنها راغب و أنا بغيرها عندك جدير، فإنّ الحسنات لا يهدي لها و لا يسدد إليها إلاّ اللّه، و أما ما ذكرت أنّه انتهى إليك عنّي فإنّه إنّما رقاه إليك الملاقون المشاءون بالنميم، و ما أريد لك حربا و لا عليك خلافا، و أيم اللّه إنّي لخائف للّه في ترك ذلك، و ما أظن اللّه راضيا بترك ذلك و لا عاذرا بدون الإعذار فيه إليك و في أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة و أولياء الشياطين.
ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة، و المصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم و يستعظمون البدع، و لا يخافون في اللّه لومة لاثم، ثم قتلتهم ظلما و عدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة و المواثيق المؤكدة، لا تأخذهم بحدث كان بينك و بينهم، و لا بإحنة تجدها في نفسك‌؟
أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله العبد الصالح، الذي أبلته العبادة فنحل جسمه و صفرت لونه، بعد ما آمنته و أعطيته من عهود اللّه و مواثيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربّك، و استخفافا بذلك العهد؟
أو لست المدعي زياد ابن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف، فزعمت أنّه ابن أبيك، و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: الولد للفراش و للعاهر الحجر، فتركت سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله تعمدا، و تبعت هواك بغير هدى من اللّه، ثم سلّطته على العراقين يقطع أيدي المسلمين و أرجلهم و يسمل أعينهم و يصلبهم على جذوع النخل، كأنّك لست من هذه الأمة و ليسوا منك‌؟
أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية أنّهم كانوا على دين علي عليه السّلام، فكتبت إليه أن أقتل كلّ من كان على دين علي، فقتلهم و مثّل بهم بأمرك، و دين علي عليه السّلام و اللّه الذي كان يضرب عليه أباك و يضربك، و به جلست مجلسك الذي جلست، و لو لا ذلك لكان شرفك و شرف أبيك الرحلتين.
و قلت فيما قلت: انظر لنفسك و لدينك و لأمة محمد و اتق شقّ عصا هذه الأمة، و أن تردهم إلى فتنة، و إنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها، و لا أعظم نظرا لنفسي و لديني و لأمة محمد صلّى اللّه عليه و آله و علينا أفضل من أن أجاهدك، فإن فعلت فإنّه قربة إلى اللّه، و إن تركته فإنّي أستغفر اللّه لديني، و أسأله توفيقه لإرشاد أمري.
و قلت فيما قلت: إنّي إن أنكرتك تنكرني، و إن أكدك تكدني، فكدني ما بدا لك، فإنّي أرجو أن لا يضرّني كيدك في، و أن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك، على أنّك قد ركبت بجهلك و تحرضت على نقض عهدك، و لعمري ما وفيت بشرط، و لقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح و الأيمان و العهود و المواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا و قتلوا، و لم تفعل ذلك بهم إلاّ لذكرهم فضلنا و تعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا، فأبشر يا معاوية بالقصاص و استيقن بالحساب.
و اعلم أن للّه تعالى كتابا لاٰ يُغٰادِرُ صَغِيرَةً وَ لاٰ كَبِيرَةً إِلاّٰ أَحْصٰاهٰا ، و ليس اللّه بناس لأخذك بالظنة و قتلك أوليائه على التهم و نفيك أوليائه من دورهم إلى دار الغربة، و أخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر و يلعب بالكلاب، لا أعلمك إلاّ و قد خسرت نفسك و تبرت دينك و غششت رعيتك و أخربت أمانتك و سمعت مقالة السفيه الجاهل و أخفت الورع التقى لأجلهم و السلام.
فلمّا قرأ معاوية الكتاب، اظلمت الدنيا في عينيه و قال: لقد كان في نفسه ضب ما أشعر به.
فقال يزيد: يا أمير المؤمنين أجبه جوابا تصغر إليه نفسه و تذكر فيه أباه بشر فعله، و دخل عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فقال له: معاوية أما رأيت ما كتب به الحسين، قال: و ما هو؟ قال: فاقرأه الكتاب، فقال: و ما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه و إنّما قال ذلك في هوى معاوية، فقال يزيد: كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأيي، فضحك معاوية فقال: أما يزيد فقد أشار عليّ بمثل رأيك، قال عبد اللّه: فقد أصاب يزيد. فقال معاوية: أخطأتما أرأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه، و مثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل و ما لا يعرف، و متى ما عبت رجلا بما لا يعرفه الناس لم يحفل بصاحبه و لا يراه الناس شيئا كذبوه، و ما عسيت أن أعيب حسينا، و و اللّه ما أرى للعيب فيه موضعا و قد رأيت أن أكتب إليه أتوعده و أتهدده، ثم رأيت ألا أفعل و لا أمحله .
فلم يتعرض له بما يسوءه و فرض له ألف ألف درهم من بيت المال و كان يصله دائما.

 

جمهرة رسائل العرب في عصور العربیة الزاهرة، جلد: ۲، صفحه: ۵۸-۶۴

70 - رد الحسين على معاوية
و كتب إليه الحسين رضى اللّه عنه:
«أما بعد: فقد جاءنى كتابك تذكر فيه أنه انتهت إليك عنى أمور لم تكن تظنّنى بها رغبة بى عنها، و إن الحسنات لا يهدى لها و لا يسدّد إليها إلا اللّه تعالى، و أما ما ذكرت أنه رقّى إليك عنى، فإنما رقّاه الملاّقون ، المشّاءون بالنّميمة المفرّقون بين الجمع، و كذب الغاوون المارقون، ما أردت حربا و لا خلافا، و إنى
لأخشى اللّه فى ترك ذلك منك و من حزبك القاسطين ، المحلّين ، حزب الظالم، و أعوان الشيطان الرجيم، ألست قاتل حجر و أصحابه العابدين المخبتين ، الذين كانوا يستفظعون البدع، و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر، فقتلتهم ظلما
و عدوانا من بعد ما أعطيتهم المواثيق الغليظة، و العهود المؤكّدة ، جراءة على اللّه و استخفافا بعهده، أو لست بقاتل عمرو بن الحمق الذى أخلقت و أبلت وجهه العبادة، فقتلته من بعد ما أعطيته من العهود ما لو فهمته العصم نزلت من سقف الجبال‌؟ أو لست المدّعى زيادا فى الإسلام، فزعمت أنه ابن أبى سفيان، و قد قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن الولد للفراش و للعاهر الحجر، ثم سلّطته على أهل
الإسلام: يقتلهم، و يقطّع أيديهم و أرجلهم من خلاف، و يصلّبهم على جذوع النخل ، سبحان اللّه يا معاوية! لكأنك لست من هذه الأمة، و ليسوا منك، أ و لست قاتل الحضرمىّ‌ الذى كتب إليك فيه زياد أنه على دين علىّ كرم اللّه وجهه، و دين علىّ هو دين ابن عمه صلى اللّه عليه و سلم الذى أجلسك مجلسك الذى أنت فيه، و لو لا ذلك كان أفضل شرفك و شرف آبائك تجشّم الرّحلتين: رحلة الشتاء و الصّيف ، فوضعها اللّه عنكم بنا، منّة عليكم، و قلت فيما قلت: لا تردّنّ هذه الأمة فى فتنة، و إنى لا أعلم لها فتنة أعظم من إمارتك عليها، و قلت فيما قلت: انظر لنفسك و لدينك و لأمة محمد، و إنى و اللّه ما أعرف أفضل من جهادك، فإن أفعل فإنه قربة إلى ربى، و إن لم أفعله فأستغفر اللّه لدينى، و أسأله التوفيق لما يحبّ و يرضى، و قلت فيما قلت:
متى تكدنى أكدك ، فكدنى يا معاوية ما بدا لك، فلعمرى لقديما يكاد الصالحون، و إنى لأرجو أن لا تضرّ إلا نفسك، و لا تمحق إلا عملك، فكدنى ما بدا لك، و اتق اللّه يا معاوية. و اعلم أن للّه كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها، و اعلم أن اللّه ليس بناس لك قتلك بالظّنّة، و أخذك بالتّهمة، و إمارتك صبيّا يشرب الشراب، و يلعب بالكلاب ، ما أراك إلا قد