زهیر و سلمان



الكامل في التاريخ (3/ 151)
وكان زهير بن القين البجلي قد حج، وكان عثمانيا، فلما عاد جمعهما الطريق، وكان يساير الحسين من مكة إلا أنه لا ينزل معه، فاستدعاه يوما الحسين فشق عليه ذلك ثم أجابه على كره، فلما عاد من عنده نقل ثقله إلى ثقل الحسين ثم قال لأصحابه: من أحب منكم أن يتبعني وإلا فإنه آخر العهد، وسأحدثكم حديثا، غزونا بلنجر ففتح علينا وأصبنا غنائم ففرحنا وكان معنا سلمان الفارسي فقال لنا: إذا أدركتم سيد شباب أهل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم، فأما أنا فأستودعكم الله! ثم طلق زوجته وقال لها: الحقي بأهلك فإني لا أحب أن يصيبك في سببي إلا خير.
ولزم الحسين حتى قتل معه.


الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ؛ ج‏2 ؛ ص72 [الحوار بين الإمام الحسين ع و زهير بن القين و وصوله خبر استشهاد مسلم بن عقيل‏] و حدث جماعة من فزارة و من بجيلة قالوا: كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة فكنا نساير الحسين ع فلم يكن شي‏ء أبغض إلينا من أن ننازله في منزل فإذا سار الحسين ع و نزل منزلا لم نجد بدا من أن ننازله فنزل الحسين ع في جانب و نزلنا في جانب فبينا نحن جلوس نتغذى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين ع حتى سلم ثم دخل فقال يا ______________________________ (1) كذا في النسخ و له وجه، و الأولى «لا يهابون» كما في الطبري. (2) واقصة: موضع في طريق مكة الى العراق «معجم البلدان 5: 354». (3) في «ش» و «م»: و لا نخرج، و ما أثبتناه من هامشهما. الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏2، ص: 73 زهير بن القين إن أبا عبد الله الحسين بعثني إليك لتأتيه فطرح كل إنسان منا ما في يده حتى كأن على رءوسنا الطير فقالت له امرأته سبحان الله أ يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت فأتاه زهير بن القين فما لبث أن جاء مستبشرا قد أشرق وجهه فأمر بفسطاطه و ثقله و رحله و متاعه فقوض و حمل إلى الحسين ع ثم قال لامرأته أنت طالق الحقي بأهلك فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير ثم قال لأصحابه من أحب منكم أن يتبعني و إلا فهو آخر العهد- إني سأحدثكم حديثا إنا غزونا البحر «1» ففتح الله علينا و أصبنا غنائم فقال لنا سلمان الفارسي رضي الله عنه أ فرحتم بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنائم قلنا نعم فقال إذا أدركتم شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم مما أصبتم اليوم من الغنائم فأما أنا فأستودعكم الله قالوا ثم و الله ما زال في القوم مع الحسين ع حتى قتل رحمة الله عليه. «2» و روى عبد الله بن سليمان و المنذر بن المشمعل الأسديان قالا: لما قضينا حجنا لم تكن لنا همة إلا اللحاق بالحسين ع في الطريق لننظر ما يكون من أمره فأقبلنا ترقل‏ «3» بنا ______________________________ (1) كذا في النسخ، و في وقعة الطف لابي مخنف و تاريخ الطبري: (بلنجر): و هي مدينة ببلاد الروم. انظر «معجم ما استعجم 1: 376». (2) وقعة الطف لابي مخنف: 161، تاريخ الطبري 5: 396، الكامل في التاريخ 4: 42، و مختصرا في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي 1: 225، عن أحمد بن اعثم. ________________________________________ مفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، 2جلد، كنگره شيخ مفيد - قم، چاپ: اول، 1413 ق. وقعة الطف ؛ ؛ ص161 [منزل قبل زرود و هي الخزيمية] «3» فأقبل الحسين [عليه السلام‏] حتى كان بالماء فوق زرود «4» [و هي الخزيمية]. [لحوق زهير بن القين بالإمام الحسين عليه السلام‏] عن رجل من بني فزارة، قال: كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة نساير الحسين [عليه السلام‏]، فلم يكن شي‏ء أبغض إلينا من أن نسايره‏ ______________________________ (1) مضت ترجمته في أسناد الكتاب. (2) لم تنتهك حرمة الاسلام و لا رسول الله و لا العرب و لا قريش بفعل الامام عليه السلام بل بفعل أعداء الاسلام، و لقد أخطأ ابن مطيع إذ قال: و لئن قتلوك لا يهابون بعدك أحدا أبدا، بل تجرأ عليهم من لم يكن يتجرأ قبل ذلك من أهل مكة و المدينة و الكوفة بما فيهم نفس ابن مطيع إذ ولى الكوفة من قبل ابن الزبير، بل إن لم يكن يخرج الحسين عليه السلام لم يكن يجرأ على بني أمية أحد فكانوا يفعلون ما يشاؤون من هدم الاسلام. (3) تقع قبل زرود من مكة، و بعدها للذاهب من الكوفة، كما في معجم البلدان. و قيل: بينها و بين الثعلبية اثنان و ثلاثون ميلا و هو من منازل الحجاج بعد الثعلبية من الكوفة. (4) 5: 394: قال ابو مخنف: حدثني محمد بن قيس، و لعله ابن قيس بن مسهر. وقعة الطف، ص: 162 في منزل، فاذا سار الحسين تخلف زهير بن القين، و اذا نزل الحسين تقدم زهير، حتى نزلنا في منزل لم نجد بدا من أن ننازله فيه، فنزل الحسين [عليه السلام‏] في جانب، و نزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين حتى سلم ثم دخل فقال: يا زهير بن القين؛ إن أبا عبد الله الحسين بن علي بعثني إليك لتأتيه. فطرح كل انسان ما في يده حتى كأن على رءوسنا الطير! «1» قالت دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين: فقلت له: أ يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه! سبحان الله! لو أتيته فسمعت كلامه، ثم انصرفت. فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه. ثم قال لأصحابه: من أحب منكم أن يتبعني؛ و إلا فانه آخر العهد! إني سأحدثكم حديثا: غزونا بلنجر «2» ففتح الله علينا و أصبنا غنائم، فقال سلمان الباهلي: «3» أ بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنائم؟ فقلنا: نعم، فقال لنا:» اذا أدركتم شباب آل محمد [صلى الله عليه و آله‏] فكونوا أشد فرحا بقتالكم‏ ______________________________ (1) قال أبو مخنف: فحدثني السدي، عن رجل من بني فزارة قال (السدي): لما كان زمن الحجاج بن يوسف، كنا مختبئين في دار زهير بن القين البجلي، و كان أهل الشام لا يدخلونها، فقلت للفزاري: حدثني عنكم حين أقبلتم مع الحسين بن على؟ قال: 5: 396 و الارشاد: 221 و الخوارزمي: 325. (2) مدينة الخزر عند باب الأبواب فتحت سنة (33) على يد سلمان بن ربيعة الباهلي على عهد عثمان بن عفان، كما في معجم البلدان. (3) و في الطبري: 4: 305: إن سلمان الفارسي و أبو هريرة كانا معهم، و نص ابن الأثير في الكامل: 4: 17 أن الذي حدثهم هو سلمان الفارسي و ليس الباهلي في حين أن ابن الأثير انما أراد بكتابه «الكامل في التاريخ» أن يكمل تاريخ الطبري فهو في أكثر أخباره ناقل عنه. و نص على أنه الفارسي أيضا الشيخ المفيد في: الارشاد، و الفتال في: روضة الواعظين: 153، و ابن نما في: مثير الأحزان: 23، و الخوارزمي في المقتل: 1: 225، و البكري في: المعجم مما استعجم: 1: 376. و يؤيد هذا نص الطبري على وجود سلمان الفارسي في هذه الغزوة. و لكن الظاهر ان سلمان الفارسي كان واليا على المدائن بعد فتحها سنة: 17 ه، حتى توفي بها بدون أن يخرج منها الى غزو، و أنه توفى قبل هذا على عهد عمر. وقعة الطف، ص: 163 معهم منكم بما أصبتم من الغنائم» فأما أنا فاني أستودعكم الله! ثم قال لامرأته: أنت طالق، الحقي بأهلك، فاني لا أحب أن يصيبك من سببي إلا خير «1» و «2» و سرح الحسين [عليه السلام‏] عبد الله بن بقطر الحميري‏ «3» من بعض الطريق الى مسلم بن عقيل‏ «4» فتلقاه خيل الحصين بن تميم بالقادسية فسرح به الى عبيد الله بن زياد، فقال: اصعد فوق القصر فالعن الكذاب ابن الكذاب، ثم انزل حتى أرى فيك رأيي! فصعد، فلما أشرف على الناس قال: أيها الناس؛ إني رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه [و آله‏] و سلم لتنصروه و توازروه على ابن مرجانة ابن سمية الدعي! فأمر به عبيد الله [ابن زياد] فالقي من فوق القصر الى الأرض فكسرت عظامه، و [كان‏] به رمق، فأتاه عبد الملك بن عمير اللخمي‏ «5» فذبحه!. ______________________________ (1) قال ابو مخنف: فحدثتني دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين قالت: 5: 396 و في الارشاد: 221 (2) و سيعلم من خطبة زهير بكربلاء أنه كان ناقما من قبل على استلحاق معاوية زيادا و قتله حجر بن عدي. ________________________________________ ابو مخنف كوفى، لوط بن يحيى، وقعة الطفّ، 1جلد، جامعه مدرسين - ايران ؛ قم، چاپ: سوم، 1417 ق. روضة الواعظين و بصيرة المتعظين (ط - القديمة) ؛ ج‏1 ؛ ص178 و حدث جماعة من فزارة و بجيلة قالوا كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة و كنا نساير الحسين ع فلم يكن شي‏ء أبغض إلينا من أن ننازله فإذا نزل الحسين ع في جانب نزلنا في جانب فبينا نحن جلوس نتغذى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين ع حتى سلم ثم دخل فقال يا زهير بن القين البجلي إن أبا عبد الله بعثني إليك لتأتينه [لتأتيه‏] فطرح كل إنسان منا ما في يده حتى كأن على رءوسنا الطير فقالت امرأته سبحان الله أ يبعث إليك ابن رسول الله ثم لم تأته لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت فأتاه زهير بن القين فما لبث أن جاء مستبشرا قد أشرق وجهه فأمر فسطاطه فقوض و حمل إلى الحسين ع ثم قال لامرأته أنت طالق الحقي بأهلك فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير ثم قال لأصحابه من أحب منكم أن يتبعني و إلا فهو آخر العهد إني سأحدثكم حديثا غزونا البحر ففتح الله علينا و أصبنا غنائم فقال لنا سلمان الفارسي رضي الله عنه أ فرحتم بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنائم فقلنا نعم فقال إذا أدركتم شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم مما أصبتم اليوم من الغنائم فأما أنا فأستودعكم الله قالوا ثم و الله ما زال في القوم مع الحسين حتى قتل رحمة الله عليه ________________________________________ فتال نيشابورى، محمد بن احمد، روضة الواعظين و بصيرة المتعظين (ط - القديمة)، 2جلد، انتشارات رضى - ايران ؛ قم، چاپ: اول، 1375 ش. الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ؛ ؛ ص547 و قال بعض فزارة: نزلنا مع زهير بن القين منزلا لم نجد بدا عن مقاربة الحسين بن علي عليهما السلام، فبينا نحن نتغدى إذ أقبل رسول الحسين عليه السلام حتى سلم و قال: يا زهير بن القين إن أبا عبد الله بعثني إليك لتأتيه. فطرح كل إنسان منا ما في يده حتى كأنما على رءوسنا الطير فقالت له امرأته: سبحان الله يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه، لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت فأتاه زهير بن القين فما لبث أن جاء مستبشرا قد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه و ثقله فقوض و حمل الى الحسين عليه السلام، ثم قال لامرأته: أنت طالق، الحقي بأهلك فإني لا احب أن يصيبك بسببي إلا خير. ثم قال لأصحابه: من أحب منكم أن يتبعني و إلا فهو آخر العهد، إني سأحدثكم حديثا: غزونا البحر ففتح الله علينا و أصبنا غنائم، فقال لنا سلمان الفارسي رحمة الله عليه: أ فرحتم بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنائم؟ ______________________________ (1) قريب منه ما في تاريخ الطبري: ج 4 ص 288. (2) بحار الأنوار: ج 44 ص 368 باب 37 من تاريخ الحسين عليه السلام. و فيه بدل «فرم الأمة»: قوم الأمة. (3) في الأصل: ليذيق. و هو سهو، راجع القاموس (فرم). الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم، ص: 548 قلنا: نعم. فقال: إذا أدركتم شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم مما أصبتم اليوم من الغنائم. فأما أنا فأستودعكم الله. ثم لم يزل مع الحسين عليه السلام حتى قتل رحمة الله عليه‏ «1». ________________________________________ شامي، يوسف بن حاتم، الدر النظيم فى مناقب الأئمة اللهاميم، 1جلد، جامعه مدرسين - قم، چاپ: اول، 1420 ق. مثير الأحزان ؛ ؛ ص46 . دعوة الحسين زهير بن القين و قبوله‏ قال جماعة من فزارة و بجيلة كنا مع زهير بن القين نساير الحسين ع ناحية فنزلنا منزلا لا نجد بدا من أن ننازله فيه فبينما نحن نتغدى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين ع حتى سلم و قال يا زهير بن القين إن أبا عبد الله بعثني إليك لتأتيه فطرح كل إنسان ما في يده حتى كأنما على رءوسنا الطير. فقالت له زوجته ديلم بنت عمرو سبحان الله يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه فلو أتيته و سمعت من كلامه. فمضى إليه و ما لبث أن جاء مستبشرا قد أشرق وجهه فأمر بفسطاطه فقوض و ثقله و متاعه فحول إلى الحسين ع. و قال لامرأته أنت طالق فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خيرا و قد عزمت على صحبة الحسين لأفديه بروحي و أقيه بنفسي ثم أعطاها مالها و سلمها إلى من يوصلها إلى أهلها. «2» فقامت إليه و بكت و ودعته و قالت خار «3» الله لك أسألك أن تذكرني في‏ ______________________________ (1) عنه البحار: 44/ 368 و عن اللهوف: 29. (2) في النسخة الحجرية خ ل: (بعض بنى عمها ليوصلها). (3) أي: جعل لك فيه خيرا. مثير الأحزان، ص: 47 القيامة عند جد الحسين ع‏ «1» ذكر زهير بن القين قصة سلمان‏ ثم قال لأصحابه من أحب منكم أن يصحبني و إلا فهو آخر العهد به إني سأحدثكم حديثا غزونا بالبحر «2» ففتح الله علينا و أصبنا غنائم فقال لنا سلمان رضي الله عنه فرحتم بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنائم قلنا نعم فقال إذا أدركتم قتال شباب آل محمد فكانوا أشد فرحا بقتالكم معهم مما أصبتم اليوم من الغنائم و أما أنا فإني أستودعكم الله ثم مشى إلى الحسين ع فسار «3» معه. رسالة الحر مع ألف فارس إلى ________________________________________ ابن نما حلى، جعفر بن محمد، مثير الأحزان، 1جلد، مدرسه امام مهدى - ايران ؛ قم، چاپ: سوم، 1406 ق. تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام) ؛ ج‏2 ؛ ص236 قال: ثم سار صلوات الله عليه و حدث جماعة من فزارة و بجيلة قالوا: كنا ______________________________ (1) من الملهوف. (2) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 1/ 226، الملهوف على قتلى الطفوف: 131- 132. (3) الفرم: خرقة الحيض. تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، ج‏2، ص: 237 مع زهير بن القين لما أقبلنا من مكة، فكنا نساير الحسين عليه السلام حتى لحقناه، و كان إذا أراد النزول اعتزلناه فنزلنا ناحية «1». فلما كان في بعض الأيام نزل في مكان لم نجد بدا من أن ننازله فيه، فبينا نحن نتغدى من زاد «2» لنا إذ أقبل رسول الحسين عليه السلام حتى سلم. ثم قال: يا زهير بن القين، إن أبا عبد الله عليه السلام بعثني إليك لتأتيه، فطرح كل منا ما في يده حتى كأنما على رءوسنا الطير. فقالت له امرأته‏ «3»- و هي ديلم بنت عمرو-: سبحان الله، أ يبعث إليك ابن رسول الله صلى الله عليه و آله ثم لا تأتيه؟! فلو أتيته فسمعت من كلامه. فمضى إليه زهير، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه فقوض و بثقله‏ «4» و متاعه فحول إلى الحسين عليه السلام. و قال لامرأته: أنت طالق، فإني لا احب أن يصيبك بسببي إلا خير، و قد عزمت على صحبة الحسين عليه السلام لأفديه بروحي، و أقيه بنفسي، ثم أعطاها حقها «5» و سلمها إلى بعض بني عمها ليوصلها إلى أهلها. فقامت إليه [و ودعته‏] «6» و بكت، و قالت: كان‏ «7» الله لك، أسألك أن‏ ______________________________ (1) انظر: تاريخ الطبري: 5/ 393- 394، إرشاد المفيد: 223، ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ دمشق: 211 ح 268، إعلام الورى: 229، الكامل في التاريخ: 4/ 39، البداية و النهاية: 8/ 169، البحار: 44/ 186 ح 14. (2) في الملهوف: بطعام. (3) في الملهوف: زوجته. (4) كذا في الملهوف: و في الأصل: بفسطاطه و ثقله. (5) في الملهوف: مالها. (6) من الملهوف. (7) في الملهوف: خار. تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، ج‏2، ص: 238 تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام. ثم قال لأصحابه: من أراد «1» أن يصحبني، و إلا فهو آخر العهد [مني‏] «2» به. و هذا الحديث نقلته من كتاب إغاثة الملهوف لسيدنا علي بن موسى بن جعفر بن طاوس. «3» و رأيت حديثا أن زهير رضي الله عنه قال لأصحابه لما ودعهم: إني كنت غزوت بلنجر «4» مع سلمان الفارسي رضي الله عنه، فلما فتح الله علينا اشتد سرورنا، فقال سلمان: أ فرحتم بما أفاء الله عليكم؟ قلنا: نعم. فقال: إذا أدركتم شبان آل محمد فكونوا أشد فرحا لقتالكم معهم‏ «5» منكم بما أصبتم اليوم، و أنا أستودعكم الله تعالى، ثم ما زال مع الحسين عليه السلام حتى قتل رحمه الله‏ «6». [وصول الحسين عليه السلام إلى زرود] و قيل: إن الحسين عليه السلام لما وصل إلى زرود لقي رجلا على راحلة، فلما رآه الرجل عدل عن الطريق، و كان الح ________________________________________ حسينى موسوى، محمد بن أبي طالب، تسلية المُجالس و زينة المَجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، 2جلد، مؤسسة المعارف الإسلامية - ايران ؛ قم، چاپ: اول، 1418 ق. بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏44 ؛ ص372 و قال المفيد ثم قال لأصحابه من أحب منكم أن يتبعني و إلا فهو آخر العهد إني سأحدثكم حديثا إنا غزونا البحر ففتح الله علينا و أصبنا غنائم فقال لنا سلمان رحمه الله أ فرحتم بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنائم فقلنا نعم فقال إذا أدركتم سيد شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معه مما أصبتم اليوم من الغنائم فأما أنا فأستودعكم الله قالوا ثم و الله ما زال في القوم مع الحسين حتى قتل رحمه الله‏ «2». ________________________________________ مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوارالجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (ط - بيروت)، 111جلد، دار إحياء التراث العربي - بيروت، چاپ: دوم، 1403 ق. عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد ؛ ج‏17-الحسين‏ع ؛ ص222 و قال المفيد «ره»: ثم قال لأصحابه: من أحب منكم أن يتعبني و إلا فهو آخر العهد، إني سأحدثكم حديثا إنا غزونا البحر، ففتح الله علينا و أصبنا غنائم. فقال لنا سلمان «ره»: أ فرحتم بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنائم؟ فقلنا: نعم. [ف] قال: إذا أدركتم سيد شباب آل محمد صلى الله عليه و آله فكونوا أشد فرحا بقتالكم معه‏ «4» مما أصبتم اليوم من الغنائم، فأما أنا فأستودعكم الله. قالوا: ثم و الله ما زال في القوم مع الحسين عليه السلام حتى قتل رحمة الله عليه. «5» ________________________________________ بحرانى اصفهانى، عبد الله بن نور الله، عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد، 10جلد، مؤسسة الإمام المهدى عجّل الله تعالى فرجه الشريف - ايران ؛ قم، چاپ: اول، 1413 ق.