العین
الخَضْدُ: نزع الشوك عن الشجر. و قال الله جل و عز فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ[1]، أي: نزع شوكة. و خَضَدْتُ العودَ فَانْخَضَدَ، أي: انكسر من غير بينونة. و البعيرُ يَخْضِدُ عنقَ البعير، إذا قاتله. و الخَضَادُ: من شجر الجنبة، و هو مثل النصي، و لورقه حروف كحروف الحلفاء يجز باليد كما تجز الحلفاء. و خَضَدَ يَخْضِدُ خَضْداً إذا أكل شيئا رطبا، نحو القثاء و غيرها.[1] ( 1) سورة الواقعة 28.
خضدتُ العودَ أخضِده خَضْدا، إذا ثنيته و لم تكسره، و العود خضيد و مخضود. و انخضد العودُ انخضادا، و كل رطب اقتضبته فقد خضدته، و كذلك معناه في التنزيل إن شاء اللّه تعالى. و الخَضَد: كل ما قُطع من العيدان رطبا. قال الشاعر (بسيط)[1]:
يَمُدُّه كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ | فيه رُكامٌ من اليَنْبُوت و الخَضَدِ | |
و قال المفسِّرون في قوله جل ثناؤه: فِي سِدْرٍ
جمهرة اللغة، ج1، ص: 579
مَخْضُودٍ[2]، أي لا شوك عليه، و اللّه أعلم بذلك.
[1] ( 6) هو النابغة الذبياني؛ انظر: ديوانه 27، و المخصَّص 11/ 167 و 15/ 54، و المقاييس( خضد) 2/ 194، و اللسان( نبت، خضد).
[2] ( 1) الواقعة: 28.
خضد
خَضَدْتُ العُودَ فانْخَضَد، أى ثَنَيْتُهُ فانْثَنَى من غيرِ كَسرٍ.
و الخَضْدُ: الأكل الشديد. قال امرؤ القيس:
و يَخْضِدُ فى الآرىّ حتّى كَأَنَّمَا | به عَرَّةٌ أو طائِفٌ غير مُعْقِبِ | |
و قيل لأعرابىٍّ، و كان معجَبا بالقِثّاء:
ما يُعْجِبُك منه؟ قال: خَضْدُهُ و بَرْدُهُ.
و الخَضْدُ: القَطْع. و كلُّ رَطْبٍ قضبتَه فقد خَضَدْتَهُ؛ و كذلك التخضيد. قال الشاعر[1]:
* أو خِرْوَعٍ لم يُخَضَّدِ[2]* |
الصحاح، ج2، ص: 469
و خَضَدْتُ الشجَر: قطعتُ شوكه، فهو خَضِيدٌ و مَخْضُودٌ.
و الخَضَدُ: كلُّ ما قُطِع من عُود رطْب.
قال الشاعر:
أَوْجَرْتُ حُفْرَتَهُ حِرْصاً فمالَ به | كما انْثَنَى خَضَدٌ من ناعِمِ الضَالِ | |
و الخَضَادُ: شَجَرٌ رِخْوٌ بلا شَوكٍ.
[1] ( 1) هو طرفة بن العبد.
[2] ( 2) البيت بتمامه:
كأَنَّ البُرِينَ و الدَماليجَ عُلِّقَتْ | على عُشَرٍ أو خِروَعٍ لم يُخَضَّدِ | |
و التحقيق:
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة هو رفع التصلّب و الخشونة على سبيل الانعطاف و التثنّي و الانحناء، و هذا المعنى يصدق على تثنّى العود، و استرخاء الشجر و رفع خشونة الشوك و تصلّبه، و ما تكسّر و تراكم من العيدان، و كسر العود إذا لم تبنه.
التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج3، ص: 83
فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ- 56/ 28.
يراد اللينة و الانعطاف و النضارة و الانحناء في العيدان و تثنّيها بحيث توجب نظارة خاصّة و حسنا و بهاء و جمالا، و مع ذلك فيسهل التناول من الثمر، و لا يزاحم المتناول بالخشونة.
راجع مادّة سدر.
و لا يخفى أنّ هذه المادّة قريبة لفظا و مفهوما من مادّة الخصم بمعنى القطع، و الخضر بمعنى النضارة، و الخضع بمعنى التواضع، و الخضل بمعنى الابتلال و الندى.
و تقرب مفهوما من مادّة الانعطاط و التثنّي و الانعطاف.
«المعجم الاشتقاقي المؤصل» (1/ 568):
«وفي (خضد) تعبر الدال عن حبس، ويعبر التركيب عن الثئام (= احتباس) الظاهر وتماسكه مع رخاوة الباطن كما في خَضد الغصن.»
• (خضد):
{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} [الواقعة: 27، 28]
"الخَضَدُ -محركة: ما تراكم وتكسر من البَردِيّ وسائر العِيدان الرَطبة، ووَجَعٌ يصيب الإنسانَ في أعضائه لا يبلغُ أن يكونَ كَسرًا/ تكسر البَدَن وتوجعه مع كسل. وقد خَضَد الغصنَ (ضرب) فانخضد: كسَره فلم يُبِنْه أي ثناه فانثنى من غير كَسر. والخَضَد -محركة وكسحاب: شَجَر رِخْو بلا شَوك ".
° المعنى المحوري لينُ باطن الشيء الغليظ السَوِيّ الظاهر. أي عدمُ صلابته كما في خَضْد الغُصن، وكالخَضَد الموصوف، وكما يشعر به صاحب الوجع المذكور، وكالشجر الموصوف. ومنها "انخَضَدَت الثمارُ الرَطْبة: إذا حُمِلت من موضع إلى موضع فشُدِخَت. وقد فسرت عبارة: "تأتيهم ثمارهم لم تُخضد "أي بطراءتها لم يصبها ذبول ولا انعصار. وخَضِدَت الثمرة (كتعب): غَبَّتْ أيامًا فضمُرت وانزوت " (التغضن تثنٍّ ظاهري). ومن هذا أيضًا "خضد الإنسانُ (ضرب): أكل شيئًا رطبًا نحو القِثّاء والجزَر وما أشبهها (الأكل هنا معالجة ذلك الرخو الكثيف). وسئل أعراب عما يعجبه من القِثاء فقال: خَضدُه -بالفتح- يقصد غَضاضته ورطوبته في الأكل) (ولسهولة أكل مثل هذا الغض قالوا) الخضد: الأكل الشديد ".
وقوله تعالى: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} فُسِّرَ بأنه الذي لا شوك فيه [أبو عبيدة 2/ 250] ذلك أن السدر المعروف في الدنيا (والمقصود هنا العُبْرى وثمره النَبِق الجيد الحلو الطيب الرائحة -لا الضالُ) له سُلَّاءٌ، فناسب أن يَعرف الناس أن سِدرَ الجنة خال من الشوك [انظر قر 17/ 207].
° معنى الفصل المعجمي (خض): رخاوة الأثناء مع خثورتها كما يتمثل في الخَضْخاض: النفط -في (خضض)، وفي ما يخاض أي يُخْلط من السويق -في (خوض)، وفي ليونة باطن الشيء الذي يخْضَد فلا يكر أي لا ينفضل بل ينثني فحسب -في (خضد)، وفي غضاضة النبات الأخضر الريان -في (خضر)، وفي العنق الذي يتطامن وشأنه أن يكون منتصبًا مما بوهم إنّه رخو الأثناء، -في (خضع).