- (1 / 370)
332 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله الصفار، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا نصر بن علي، ثنا ابن داود، عن فضيل بن مرزوق، قال: قال زيد بن علي بن الحسين بن علي أما أنا فلو كنت مكان أبي بكر لحكمت بمثل ما حكم به أبو بكر في فدك، وأما حديث الموالاة فليس فيه - إن صح إسناده - نص على ولاية علي بعده، فقد ذكرنا من طرقه في كتاب الفضائل ما دل على مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وهو أنه لما بعثه إلى اليمن كثرت الشكاة عنه وأظهروا بغضه فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر اختصاصه به ومحبته إياه ويحثهم بذلك على محبته وموالاته وترك معاداته فقال: «من كنت وليه فعلي وليه» وفي بعض الروايات: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. والمراد به ولاء الإسلام ومودته، وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضا ولا يعادي بعضهم بعضا وهو في معنى ما ثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي «أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق» . وفي حديث بريدة شكا عليا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتبغض عليا؟ فقلت: نعم، فقال: لا تبغضه وأحببه وازدد له حبا، قال بريدة: فما كان من الناس أحد أحب ألي من علي بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
الاعتقاد للبيهقي - (1 / 371)
333 - أخبرنا أبو عبد الله السلمي، ثنا محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي، ثنا العباس بن يوسف الشكلي قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي رحمه الله يقول في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: من كنت مولاه فعلي مولاه، يعني بذلك ولاء الإسلام وذلك قول الله عز وجل (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم (1)) وأما قول عمر بن الخطاب لعلي: أصبحت مولى كل مؤمن، يقول: ولي كل مسلم
الاعتقاد للبيهقي - (1 / 372)
334 - أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن علي، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال: ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون، أنا فضيل بن مرزوق، قال: سمعت الحسن بن الحسن، وسأله، رجل، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه» ، قال لي: بلى والله لو يعني بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمارة والسلطان لأفصح لهم بذلك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أنصح للمسلمين، فقال: «يا أيها الناس، هذا ولي أمركم والقائم عليكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا والله لئن كان الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وجعله القائم به للمسلمين من بعده ثم ترك علي ما أمر الله ورسوله لكان علي أول من ترك أمر الله ورسوله» ورواه شبابة بن سوار، عن الفضيل بن مرزوق قال: سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن وهو يقول لرجل ممن يتولاهم، فذكر قصة ثم قال: ولو كان الأمر كما يقولون أن الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وللقيام به على الناس بعد رسول الله صلى الله عيه وسلم إن كان علي لأعظم الناس خطية وجرما في ذلك؛ إذ ترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أمره أو يعذر فيه إلى الناس قال: فقال الرافضي: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال أما والله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان يعني بذلك الإمرة والسلطان والقيام على الناس بعده لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت، ولقال لهم: إن هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا فما كان من وراء هذا شيء فإن أنصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا شبابة بن سوار، أنا الفضيل بن مرزوق، فذكره وأما حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم خلف عليا في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله، أتخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي» . وفي رواية: «معي» ، فإنه لا يعني به استخلافه بعد وفاته وإنما يعني به استخلافه على المدينة عند خروجه إلى غزوة تبوك كما استخلف موسى هارون عند خروجه إلى الطور، وكيف يكون المراد به الخلافة بعد موته وقد مات هارون قبل موسى، ثم الجواب عن هذا وعن جميع ما روي في معناه ما روينا عن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب من تنزيه علي رضي الله عنه عن كتمان ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك قاله أخوه عبد الله بن الحسن فإنا روينا عنه أنه قال: من هذا الذي يزعم أن عليا كان مقهورا وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بأمور لم ينفذها فكفى ازدراء على علي ومنقصة بأن يزعم قوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بأمر فلم ينفذه أخبرنا أحمد بن الحسن، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنا شبابة، أنا حفص بن قيس، عن عبد الله بن الحسن، فذكره، وقد اعترف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف أحدا بعد وفاته في أحاديث قد ذكرناها في مرض النبي صلى الله عليه وسلم في آخر كتاب (دلائل النبوة) وفي كتاب الفضائل ونحن نذكر هاهنا
الاعتقاد للبيهقي - (1 / 373)
335 - منها ما أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو جعفر الرزاز، ثنا عبد الرحمن بن مرزوق، ثنا شبابة بن سوار، ثنا شعيب بن ميمون، ثنا حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن شقيق بن سلمة قال: قيل لعلي: استخلف علينا، فقال: ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستخلف، ولكن إن يرد الله بالناس خيرا جمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم على خيرهم
الاعتقاد للبيهقي - (1 / 374)
336 - وأخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري، أنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن شوذب الواسطي بها، ثنا شعيب بن أيوب، ثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن عمرو بن سفيان، قال: لما ظهر علي رضي الله عنه على الناس يوم الجمل قال: أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئا حتى رأينا من الرأي أن نستخلف أبا بكر فأقام واستقام حتى مضى لسبيله ثم إن أبا بكر رأى من الرأي أن يستخلف عمر فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه، ثم إن أقواما طلبوا هذه الدنيا فكانت أمور يقضي الله فيها ما يشاء
الاعتقاد للبيهقي - (1 / 375)
337 - ورواه الضحاك بن مخلد أبو عاصم، عن سفيان، عن الأسود بن قيس بن عمرو بن سفيان، عن أبيه أن عليا خطب فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهد إلينا عهدا في الإمارة نأخذ به ولكنه رأي رأيناه استخلف أبو بكر فأقام واستقام ثم استخلف عمر فأقام حتى ضرب الدين بجرانه (1) . أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا الضحاك بن مخلد، ثنا سفيان فذكره
الاعتقاد للبيهقي - (1 / 376)
338 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا المحاربي، ثنا محمد بن طلحة، عن أبي عبيدة، عن الحكم بن جحل، قال: خطبنا علي بالبصرة فقال: ألا لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر لا أوتى بأحد فضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري
الاعتقاد للبيهقي - (1 / 377)
339 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أحمد بن علي المقرئ، في التاريخ، ثنا أبو عيسى الترمذي، ثنا الحسن بن عرفة، حدثني محمد بن الفضيل، عن سالم بن أبي حفصة، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي وجعفر بن محمد، عن أبي بكر، وعمر، فقالا لي: يا سالم تولاهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى، قال سالم: وقال لي جعفر بن محمد: يا سالم أيسب الرجل جده؟ أبو بكر جدي لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما قال أبو عيسى: وكانت أم جعفر بن محمد أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، أخبرني بذلك بعض ولد أبي بكر الصديق