مجموع مؤلفات عقائد الرافضة والرد عليها (123/ 19)
و أن حسان بن ثابت أنشد أبيات من الشعر في هذه المناسبة(1)
__________
(1) يذكر العلامة الأميني في الجزء الثاني من كتابه الغدير (الطبعة الثالثة، ص 34) القصيدة التي قيل أن حسان أنشدها ذلك اليوم أمام الرسول (ص) و قال فيها:
... يناديهم يوم الغدير نبيهم ... بخم و أسمِع بالرسول مناديا
... فقال: فمن مولاكم و نبيكم ... فقالوا، و لم يبدوا هناك التعاميا
... : إلهك مولانا و أنت نبينا ... و لم تلق منا في الولاية عاصيا
... فقال له : قم يا علي ، فإنني ... رضيتك من بعدي إماما وهاديا
... فمن كنت مولاه فهذا وليه ... فكونوا له أتباع صدق مواليا
... هناك دعا : اللهم وال وليه ... و كن للذي عادى عليا معاديا
فينبغي أن نعلم أن لا أثر لهذه القصيدة في الديوان المعروف و المطبوع لحسان بن ثابت، و أن هذه الأبيات وضعت و صيغت في القرن الهجري الرابع فما بعد، ذلك أن أول من روى هذه الأبيات ـ كما صرح بذلك العلامة الأميني ـ هو الحافظ: "أبو عبد الله المرزباني محمد بن عمران الخراساني" المتوفى سنة 378 هجرية، أي بعد حوالي ثلاثمائة عام من رحلة النبي (ص)!! و عليه فهناك ـ في اصطلاح علم الرواية ـ انقطاع واضح و كبير في سند هذا النقل، أي رغم توفر الدواعي لنقله و اشتهاره، مضت قرابة ثلاثة قرون دون أن يكون لأحد من المسلمين خبر عنه!، و من البديهي أنه لو قيلت مثل هذه الأبيات في يوم الغدير، لا سيما في ذلك العصر ، لتناقلتها الألسن بسرعة و لحفظت و انتشرت، في حين أنه حتى في آثار أهل البيت ـ عليهم السلام ـ و في أقدم كتب الشيعة الروائية و الكلامية، لا يوجد أدنى إشارة أو أثر لهذه الأبيات مع أنه من المفترض أن يستشهد بها نفس أمير المؤمنين و أولاده و شيعته و يحتجون بها مرارا و تكرارا على مخالفيهم و رقبائهم.
... هذا علاوة على أن سند هذا الخبر ، من ناحية رجاله، متهاو ساقط من الاعتبار لأن أحد رواته "يحيى بن عبد الحميد"، قال فيه أحمد بن حنبل: ((كان يكذب جهارا !)) (أنظر ميزان الاعتدال في نقد الرجال للحافظ الذهبي، دار المعرفة، بيروت ج 4، ص 392). و راو آخر من رواته: "قيس بن الربيع" قيل فيه: ((لا يكاد يعرف عداده في التابعين، له حديث أنكر عليه..)) (ميزان الاعتدال، 3/393). و الراوي الثالث من رواته: "أبو هارون العبدي" و اسمه الأصلي " عمارة بن جوين" قال عنه أحمد بن حنبل: ((ليس بشيء)) و قال ابن معين: (( ضعيف لا يصدق في حديثه!)) و كذلك وصفه النسائي بأنه :((متروك الحديث!)) و قال عنه الجوزجاني: (( أبو هارون كذاب مفتر)) و قال شعبة: ((لإن أُقَدَّم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أحدث عن أبي هارون)) (ميزان الاعتدال، ج3 / ص 173).
... أما بالنسبة لكتاب "سليم بن قيس الهلالي" فقد روى عن حسان بن ثابت أبياتا مختلفة مطلعها:
... ... ألم تعلموا أن النبي محمدا ... لدى دوح خمٍّ حين قام مناديا
... (كتاب سليم بن قيس، منشورات دار الفنون، مكتبة الإيمان، بيروت، ص 229)
و من العجيب أن العلامة الأميني لم يشر إلى أن الأبيات التي نسبها "سليم بن قيس" في كتابه لحسان بن ثابت غير الأبيات التي أوردها هو في الجزء الثاني من كتابه "الغدير"!
... و كتاب "سليم بن قيس" قال عنه العلامة الحلي: ((و الوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه و التوقف في الفاسد من كتابه)) و نقل عن ابن عقيل قوله: ((و الكتاب موضوع لا مرية فيه )) (انظر خلاصة الأقوال في معرفة الرجال للعلامة الحلي، منشورات رضي، قم، ص 83). و كذلك قال ابن داوو الحلي: ((سليم بن قيس الهلالي ينسب إليه الكتاب المشهور و هو موضوع بدليل أنه قال إن محمد بن أبي بكر وعط أباه عند موته و قال فيه إن الأئمة ثلاثة عشر مع زيد و أسانيده مختلفة. لم يرو عنه إلا أبان بن أبي عياش و في الكتاب مناكير مشهورة و ما أظنه إلا موضوعا.)) (الرجال ، لابن داوود الحلي، المطبعة الحيدرية، النجف، ص 249).
... و قال المرجع الكبير السيد أبو القاسم الخوئي زعيم الحوزة العلمية في النجف عن هذا الكتاب: (( و الكتاب موضوع لا مرية فيه، و على ذلك علامات فيه تدل على ما ذكرناه، منها ما ذكر أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت، و منها أن الأئمة ثلاثة عشر، و غير ذلك. قال المفيد: هذا الكتاب غير موثوق به، و قد حصل فيه تخليط و تدليس..)). (انظر معجم رجال الحديث، طبع قم، الجزء الثامن/ ص 219) (x).
كتابخانه ابن طاووس واحوال وآثار او (2/ 39)
كتاب سرقات الشعر( يا :الشعراء( )يا :مرقات / مرقاة الشعر )ابو عبيدالله محمد
كتابخانه ابن طاووس واحوال وآثار او (2/ 40)
عنوان كتاب در طرائف" 1 كتاب مرقاة الشعر "و در طرائف" 2 كتابسرقات الشعر"
كتاب الأربعين- الشيخ الماحوزي (1/ 151)
قلت: وقد نقل هذه الأبيات لحسان بن ثابت أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني في كتاب سرقات الشعر (3)، وهو من عظمائهم، وقد ينقل بعدها بيتان آخران، وهما: ومن كنت مولاه فهذا وليه * وكن للذي عادا عليا معاديا فخص بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوزير المؤاخيا
---
(1) في الطرائف: ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا. (2) الطرائف ص 146 - 147 عن ابن مروديه. (3) في الطرائف: مرقاة الشعر. (4) المناقب لابن المغازلي ص 19 برقم: 24.
حسان بن ثابت وشعره في الغدير (3/ 1)
حسان بن ثابت
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا
فقال: فمن مولاكم ونبيكم؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
: إلهك مولانا وأنت نبينا * ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له: قم يا علي؟ فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أتباع صدق مواليا
هناك دعا اللهم؟ وال وليه * وكن للذي عادا عليا معاديا
* (ما يتبع الشعر) *
هذا أول ما عرف من الشعر القصصي في رواية هذا النبأ العظيم، وقد ألقاء في ذاك المحتشد الرهيب، الحافل بمائة ألف أو يزيدون، وفيهم البلغاء، ومداره الخطابة، و صاغة القريض، ومشيخة قريش العارفون بلحن القول، ومعارض الكلام، بمسمع من أفصح من نطق بالضاد (النبي الأعظم) وقد أقره النبي صلى الله عليه وآله على ما فهمه من مغزى كلامه، وقرظه بقوله: لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك (1) وأقدم كتاب سيق إلى رواية هذا الشعر هو كتاب سليم بن قيس الهلالي التابعي الصدوق الثبت المعول عليه عند علماء الفريقين (كما مر في ج 1 ص 195) فرواه بلفظ يقرب مما يأتي عن كتاب " علم اليقين " للمحقق الفيض الكاشاني، وتبعه على روايته لفيف من علماء الاسلام لا يستهان بعدتهم فرواه من الحفاظ:
1 - الحافظ أبو عبد الله المرزباني محمد بن عمران الخراساني المتوفى 378 (2) أخرج في (مرقاة الشعر) عن محمد بن الحسين عن حفص عن محمد بن هارون عن قاسم بن الحسن
____________
(1) هذا من أعلام النبوة ومن مغيبات رسول الله، فقد علم أنه سوف ينحرف عن إمام الهدى صلوات الله عليه في أخريات أيامه، فعلق دعائه على ظرف استمراره في نصرتهم.
(2) لنا في مذهب الرجل نظر.
--- ... الصفحة 2 ... ---
عن يحيى بن عبد الحميد عن قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: لما كان من غدير خم أمر رسول الله مناديا فنادى الصلاة جامعة فأخذ بيد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم؟ وال من والاه، وعاد من عاداه. فقال حسان بن ثابت: يا رسول الله أقول في علي شعرا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله إفعل، فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم الأبيات 2 - الحافظ الخركوشي أبو سعد المتوفى 406 (المترجم 1 ص 108) أخرجه في كتابه (شرف المصطفى).
3 - الحافظ ابن مردويه الاصبهاني المتوفى 410 (المترجم 1 ص 108) أخرجه بإسناده عن أبي سعيد الخدري حديث الغدير كما مر ج 1 ص 231 وفيه: فقال حسان ابن ثابت: يا رسول الله؟ أتأذن لي أن أقول أبياتا؟ فقال: قل على بركة الله فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم الأبيات ورواه عن ابن عباس بلفظ مر ج 1 ص 217.
4 - الحافظ أبو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 (المترجم 1 ص 109) أخرجه في كتابه - ما نزل من القرآن في علي - بالسند والمتن الذين أسلفناهما ج 1 ص 232 وفيه: فقال حسان: إئذن لي يا رسول الله؟ أن أقول في علي أبياتا تسمعهن. فقال:
قل على بركة الله. فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش؟ أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية. إلخ...
5 - الحافظ أبو سعيد السجستاني المتوفى 477 (المترجم 1 ص 112) أخرجه في - كتاب الولاية - بسند ولفظ مر 1 ج 1 ص 233.
6 - أخطب الخطباء الخوارزمي المالكي المتوفى 568، تأتي ترجمته في شعراء القرن السادس، رواه في - مقتل الإمام السبط الشهيد - و " المناقب " ص 80 بسند ولفظ ذكر في ج 1 ص 234.
7 - الحافظ أبو الفتح النطنزي (المترجم 1 ص 115) رواه في - الخصايص العلوية على ساير البرية - عن الحسن بن أحمد المهري، عن أحمد بن عبد الله بن أحمد،
--- ... الصفحة 3 ... ---
عن محمد بن أحمد بن علي، عن ابن أبي شيبة محمد بن عثمان، عن الحماني عن ابن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري بلفظ أبي نعيم الاصبهاني، وذكر من الأبيات أربعة من أولها.
8 - أبو المظفر سبط الحافظ ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 (المترجم 1 ص 120) رواه في - تذكرة خواص الأمة - ص 20.
9 - صدر الحفاظ الكنجي الشافعي المتوفى 658 (المذكور ج 1 ص 120) ذكره في " كفاية الطالب " ص 17 بلفظ أبي نعيم المذكور.
10 - شيخ الاسلام صدر الدين الحموي المتوفى 722 (المترجم ج 1 ص 123) رواه في - فرايد السمطين - في الباب الثاني عشر عن الشيخ تاج الدين أبي طالب علي ابن الحب بن عثمان الخازن، عن برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرزي، عن أخطب خوارزم بسنده ولفظه المذكورين.
م 11 - الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي شمس الدين الحنفي المتوفى بضع و 750 " المترجم ا: 125 " أخرجه في كتابه: نظم درر السمطين].
12 - الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى 911 (المترجم 1 ص 133) ذكره في رسالته - الازدهار فيما عقده الشعراء من الأشعار - نقلا عن تذكرة الشيخ تاج الدين ابن مكتوم الحنفي المتوفى 749.
* (ورواه من أعلام الإمامية) *
1 - أبو عبد الله محمد بن أحمد المفجع المتوفى 227، (1) رواه في شرح قصيدته المعروفة بالأشباه عن عبد الله بن محمد بن عايشة القرشي عن المبارك عن عبد الله ابن أبي سلمان عن عطا عن جابر بن عبد الله: إن رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بغدير خم، ونصب بدوحات، وكان يوم حار وإن أحدنا ليستظل بثوبه، ويبل خرقة فيضعها على رأسه من شدة الحر فقام عليه السلام فقال: أيها الناس؟ ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي أمهاتهم؟ قلنا: بلى يا رسول الله؟ فأخذ بيد علي
____________
(1) أحد شعراء الغدير في القرن الرابع يأتي هناك شعره وترجمته.
--- ... الصفحة 4 ... ---
الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف (33/ 8)
ومن ذلك روايه الشيخ أبي عبد الله محمد بن عمران المرزبانى لهذا الحديث ايضا بالفاظه في اواخر الجزء الرابع من كتاب مرقاه الشعر الى آخر الابيات التي انشدها حسان بن ثابت ( 2 ) .
معجم ابن الأعرابي (1/ 101)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أكره أن ينتصروا ممن ظلمهم، وأنت يا حسان لم تزل مؤيدا بروح القدس ما كافحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»