مقابله ابن تيميه

منهاج السنة النبوية - ابن تيمية (11 / 64) :

الوجه الخامس أن هذا اللفظ وهو قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله كذب باتفاق أهل المعروفة بالحديث

وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فلهم فيه قولان وسنذكره فان شاء الله في موضعه

الوجه السادس أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مجاب وهذا الدعاء ليس بمجاب فعلم انه ليس من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فإنه من المعلوم انه لما تولى كان الصحابة وسائر المسلمين ثلاثة أصناف صنف قاتلوا معه وصنف قاتلوه وصنف قعدوا عن هذا وهذا واكثر السابقين الأولين كانوا من القعود وقد قيل أن بعض السابقين الألين قاتلوه وذكر ابن حزم أن عمار بن ياسر قتله أبو الغادية وأن أبا الغادية

منهاج السنة النبوية [جزء 7 - صفحة 56]

هذا من السابقين ممن بايع تحت الشجرة وأولئك جميعهم قد ثبت في الصحيحين انه لا يدخل النار منهم أحد

ففي صحيح مسلم وغيره عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال

لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة

وفي الصحيح أن غلام حاطب بن ابي بلتعة قال يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال كذبت انه شهد بدرا والحديبية

وحاطب هذا هو الذي كاتب المشركين بخبر النبي صلى الله عليه وسلم وبسبب ذلك نزل يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة الأية وكان مسيئا إلى مماليكه ولهذا قال مملوكه هذا القول وكذبه النبي صلى الله عليه وسلم وقال انه شهد بدرا والحديبية وفي الصحيح لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة وهؤلاء فيهم ممن قاتل عليا كطلحة والزبير وأن كان قاتل عمار فيهم فهو ابلغ من غيره

منهاج السنة النبوية - ابن تيمية (11 / 65) :

وكان الذين بايعوه تحت الشجرة نحو ألف وأربعمائة وهم الذين فتح الله عليهم خيبر كما وعدهم الله بذلك في سورة الفتح وقسمها بينهم

منهاج السنة النبوية [جزء 7 - صفحة 57]

النبي صلى الله عليه وسلم على ثمانية عشر سهما لأنه كان فيهم مائتا فارس فقسم للفارس ثلاثة اسهم سهما له وسهمين لفرسه فصار لأهل الخيل ستمائة سهم ولغيرهم ألف ومائتا سهم هذا هو الذي ثبت في الأحاديث الصحيحة وعليه اكثر أهل العلم كمالك والشافعي وأحمد وغيرهم وقد ذهب طائفة إلى أنه أسهم للفارس سهمين وأن الخيل كانت ثلاثمائة كما يقول ذلك من يقول من أصحاب أبي حنيفة وأما على فلا ريب أنه قاتل معه طائفة من السابقين لأولين كسهل بن حنيف وعمار بن ياسر لكن الذين لم يقاتلوا معه كانوا افضل فان سعد بن أبي وقاص لم يقاتل معه ولم يكن قد بقي من الصحابة بعد علي افضل منه وكذلك محمد بن مسلمة من الأنصار وقد جاء في الحديث

أن الفتنة لا تضره

فاعتزل وهذا مما استدل به على أن القتال كان قتال فتنة بتأويل لم يكن من الجهاد الواجب ولا المستحب

^^^^^^^^^

منهاج السنة النبوية - ابن تيمية (12 / 39) :

منهاج السنة النبوية [جزء 7 - صفحة 319]

فعلم انه لم يكن في غدير خم أمر يشرع نزل إذ ذاك لا في حق علي ولا غيره لا إمامته ولا غيرها

لكن حديث الموالاة قد رواه الترمذي وأحمد والترمذي في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من كنت مولاه فعلى مولاه وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه الخ فلا ريب انه كذب

ونقل الأثرم في سننه عن احمد أن العباس سأله عن حسين الأشقر وأنه حدث بحديثين أحدهما قوله لعلي انك ستعرض على البراءة مني فلا تبرا والآخر اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فأنكره أبو عبيد الله جدا لم يشك أن هذين كذب

وكذلك قوله أنت أولى بكل مؤمن ومؤمنة كذب أيضا

وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه

منهاج السنة النبوية [جزء 7 - صفحة 320]

وضعفوه ونقل عن احمد بن حنبل انه حسنه كما حسنه الترمذي وقد صنف أبو العباس بن عقدة مصنفا في جميع طرقه

وقال ابن حزم الذي صح من فضائل علي فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي وقوله لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وهذه صفة واجبة لكل مسلم مؤمن وفاضل وعهده صلى الله عليه وسلم أن عليا لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وقد صح مثل هذا في الأنصار انهم لا يبغضهم من يؤمن بالله واليوم الآخر

قال وأما من كنت مولاه فعلى مولاه فلا يصح من طريق

منهاج السنة النبوية [جزء 7 - صفحة 321]

الثقات أصلا وأما سائر الأحاديث التي يتعلق بها الروافض فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلها

فان قيل لم يذكر ابن حزم ما في الصحيحين من قوله أنت مني وأنا منك وحديث المباهلة والكساء

منهاج السنة النبوية - ابن تيمية (12 / 40) :

قيل مقصود ابن حزم الذي في الصحيح من الحديث الذي لا يذكر فيه إلا علي وأما تلك ففيها ذكر غيره فإنه قال لجعفر أشبهت خلقي وخلقي وقال لزيد أنت أخونا ومولانا وحديث المباهلة والكساء فيهما ذكر علي وفاطمة وحسن وحسين رضي الله عنهم فلا يرد هذا على ابن حزم

ونحن نجيب بالجواب المركب فنقول أن لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قاله فلا كلام وإن كان قاله فلم يرد به قطعا الخلافة بعده إذ ليس في اللفظ ما يدل عليه ومثل هذا الأمر العظيم يجب أن يبلغ بلاغا مبينا

منهاج السنة النبوية [جزء 7 - صفحة 322]

وليس في الكلام ما يدل دلالة بينة على أن المراد به الخلافة وذلك أن المولى كالمولى والله تعالى قال إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا وقال وإن تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير فبين أن الرسول ولي المؤمنين وأنهم مواليه أيضا كما بين أن الله ولي المؤمنين وأنهم أولياؤهم وأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض

فالموالاة ضد المعاداة وهي تثبت من الطرفين وإن كان أحد المتواليين اعظم قدرا وولايته إحسان وتفضل وولاية الآخر طاعة وعبادة كما أن الله يحب المؤمنين والمؤمنون يحبونه فإن الموالاة ضد المعاداة والمحاربة والمخادعة والكفار لا يحبون الله ورسوله ويحادون الله ورسوله ويعادونه

وقد قال تعالى لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء وهو يجازيهم على ذلك كما قال تعالى فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله

وهو ولي المؤمنين وهو مولاهم يخرجهم من الظلمات إلى النور وإذا كان كذلك فمعنى كون الله ولي المؤمنين ومولاهم وكون الرسول وليهم ومولاهم وكون علي مولاهم هي الموالاة التي هي ضد المعاداة

منهاج السنة النبوية [جزء 7 - صفحة 323]

منهاج السنة النبوية - ابن تيمية (12 / 41) :

والمؤمنون يتولون الله ورسوله الموالاة المضادة للمعاداة وهذا حكم ثابت لكل مؤمن فعلي رضي الله عنه من المؤمنين الذين يتولون المؤمنين ويتولونه

وفي هذا الحديث إثبات إيمان علي في الباطن والشهادة له بأنه يستحق المولاة باطنا وظاهرا وذلك يرد ما يقوله فيه أعداؤه من الخوارج والنواصب لكن ليس فيه انه ليس للمؤمنين مولى غيره فكيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم له موالي وهم صالحو المؤمنين فعلي أيضا له مولى بطريق الأولى والأحرى وهم المؤمنون الذين يتولونه

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم

أن اسلم وغفارا ومزينة وجهينة وقريشا والأنصار ليس لهم مولى دون الله ورسوله

وجعلهم موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جعل صالح المؤمنين مواليه والله ورسوله مولاهم

منهاج السنة النبوية [جزء 7 - صفحة 324]

وفي الجملة فرق بين الولي والمولى ونحو ذلك وبين الوالي فباب الولاية التي هي ضد العداوة شيء وباب الولاية التي هي الإمارة شيء

والحديث إنما هو في الأولى دون الثانية والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل من كنت واليه فعلي واليه وإنما اللفظ من كنت مولاه فعلي مولاه

وأما كون المولى بمعنى الوالي فهذا باطل فان الولاية تثبت من الطرفين فان المؤمنين أولياء الله وهو مولاهم

منهاج السنة النبوية - ابن تيمية (12 / 42) :

وأما كونه أولى بهم من أنفسهم فلا يثبت إلا من طرفه صلى الله عليه وسلم وكونه أولى بكل مؤمن من نفسه من خصائص نبوته ولو قدر انه نص على خليفة من بعده لم يكن ذلك موجبا أن يكون أولى بكل مؤمن من نفسه كما انه لا يكون أزواجه أمهاتهم ولو أريد هذا المعنى لقال من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه وهذا لم يقله ولم ينقله أحد ومعناه باطل قطعا لان كون النبي صلى الله عليه وسلم أولى بكل مؤمن من نفسه أمر ثابت في حياته ومماته وخلافة علي لو قدر وجودها لم تكن إلا بعد موته لم تكن في حياته فلا يجوز أن يكون علي خليفة في زمنه فلا يكون حينئذ أولى بكل مؤمن من نفسه بل ولا يكون مولى أحد من المؤمنين إذا أريد به الخلافة

منهاج السنة النبوية [جزء 7 - صفحة 325]

وهذا مما يدل على انه لم يرد الخلافة فإن كونه ولي كل مؤمن وصف ثابت له في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لم يتأخر حكمه إلى الموت وأما الخلافة فلا يصير خليفة إلا بعد الموت فعلم أن هذا ليس هذا

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم في حياته وبعد مماته إلى يوم القيامة وإذا استخلف أحدا على بعض الأمور في حياته أو قدر انه استخلف أحدا على بعض الأمور في حياته أو قدر انه استخلف أحدا بعد موته وصار له خليفة بنص أو إجماع فهو أولى بتلك الخلافة وبكل المؤمنين من أنفسهم فلا يكون قط غيره أولى بكل مؤمن من نفسه لا سيما في حياته

وأما كون علي وغيره مولى كل مؤمن فهو وصف ثابت لعلي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد مماته وبعد ممات علي فعلي اليوم مولى كل مؤمن وليس اليوم متوليا على الناس وكذلك سائر المؤمنين بعضهم أولياء بعض أحياء وامواتا

^^^^^^^^^

مجموع الفتاوى - ابن تيمية (4 / 417) :

وأما قوله: " {من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه} . . . إلخ " فهذا ليس في شيء من الأمهات؛ إلا في الترمذي وليس فيه إلا: " {من كنت مولاه فعلي مولاه} وأما الزيادة فليست في الحديث. وسئل عنها الإمام أحمد فقال: زيادة كوفية ولا ريب أنها كذب لوجوه: مجموع الفتاوى - ابن تيمية (4 / 418) :

أحدها: أن الحق لا يدور مع معين إلا النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لو كان كذلك لوجب اتباعه في كل ما قال ومعلوم أن عليا ينازعه الصحابة وأتباعه في مسائل وجد فيها النص يوافق من نازعه: كالمتوفى عنها زوجها وهي حامل. وقوله: " {اللهم انصر من نصره} . . إلخ " خلاف الواقع؛ قاتل معه أقوام يوم " صفين " فما انتصروا وأقوام لم يقاتلوا فما خذلوا: " كسعد " الذي فتح العراق لم يقاتل معه وكذلك أصحاب معاوية وبني أمية الذين قاتلوه فتحوا كثيرا من بلاد الكفار ونصرهم الله. وكذلك قوله: " {اللهم وال من والاه وعاد من عاداه} مخالف لأصل الإسلام؛ فإن القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم وبغي بعضهم على بعض وقوله: " {من كنت مولاه فعلي مولاه} فمن أهل الحديث من طعن فيه كالبخاري وغيره؛ ومنهم من حسنه فإن كان قاله فلم يرد به ولاية مختصا بها؛ بل ولاية مشتركة وهي ولاية الإيمان التي للمؤمنين والموالاة ضد المعاداة ولا ريب أنه يجب موالاة المؤمنين على سواهم ففيه رد على النواصب. وحديث " {التصدق بالخاتم في الصلاة} كذب باتفاق أهل المعرفة وذلك مبين بوجوه كثيرة مبسوطة في غير هذا الموضع. وأما قوله: يوم غدير خم: أذكركم الله في أهل بيتي فليس من الخصائص







مجموع الفتاوى (4/ 436) وأما (علي فأبغضه وسبه أو كفره الخوارج وكثير من بني أمية وشيعتهم الذين قاتلوه وسبوه. فالخوارج تكفر عثمان وعليا وسائر أهل الجماعة. وأما " شيعة علي " الذين شايعوه بعد التحكيم و " شيعة معاوية " التي شايعته بعد التحكيم فكان بينهما من التقابل وتلا عن بعضهم وتكافر بعضهم ما كان ولم تكن الشيعة التي كانت مع علي يظهر منها تنقص لأبي بكر وعمر ولا فيها من يقدم عليا على أبي بكر وعمر ولا كان سب عثمان شائعا فيها وإنما كان يتكلم به بعضهم فيرد عليه آخر. وكذلك تفضيل علي عليه لم يكن مشهورا فيها بخلاف سب علي فإنه كان شائعا في أتباع معاوية؛ ولهذا كان علي وأصحابه أولى بالحق وأقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه كما في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " {تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين فتقتلهم أولى الطائفتين بالحق} . وروي في الصحيح أيضا: " {أدنى الطائفتين إلى الحق} . وكان سب علي ولعنه من البغي الذي استحقت به الطائفة أن يقال لها: الطائفة الباغية؛ كما رواه البخاري في صحيحه عن خالد الحذاء {عن عكرمة قال: قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد واسمعا من حديثه فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى به ثم أنشأ يحدثنا حتى إذا أتى علي ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب عنه ويقول: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن} . ورواه مسلم عن أبي سعيد أيضا قال: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار - حين جعل يحفر الخندق - جعل يمسح رأسه ويقول: بؤس ابن سمية تقتله فئة باغية} . ورواه مسلم أيضا عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " {تقتل عمارا الفئة الباغية} . وهذا أيضا يدل على صحة إمامة علي ووجوب طاعته وأن الداعي إلى طاعته داع إلى الجنة والداعي إلى مقاتلته داع إلى النار - وإن كان متأولا - وهو....


مجموع الفتاوى (4/ 436)
وأما (علي فأبغضه وسبه ... قال: " {تقتل عمارا الفئة الباغية} . وهذا أيضا يدل على صحة إمامة علي ووجوب طاعته وأن الداعي إلى طاعته داع إلى الجنة والداعي إلى مقاتلته داع إلى النار - وإن كان متأولا - وهو....