ابن حزم و تضعيف حديث غدير


منهاج السنة النبوية (7/ 320)
وقال ابن حزم (2) : الذي صح من فضائل علي فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: " «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» " (3) ، وقوله (4) : " «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» " (5) وهذه صفة واجبة لكل مسلم ومؤمن وفاضل (6) ، وعهده صلى الله عليه وسلم (7) أن عليا " «لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق» " (8) ، وقد صح مثل هذا في الأنصار أنهم (9) " «لا يبغضهم من يؤمن بالله، واليوم الآخر» " (10) .
قال (11) : " وأما " «من كنت مولاه فعلي مولاه» فلا يصح من طريق (12)
الثقات أصلا، وأما سائر الأحاديث التي يتعلق بها الروافض (1) فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم (2) بالأخبار ونقلها (3) ".
فإن قيل: لم يذكر ابن حزم ما في الصحيحين من قوله: «أنت مني، وأنا منك» " (4) ، وحديث المباهلة (5) ، والكساء (6) .
قيل: مقصود ابن حزم: الذي في الصحيح من الحديث الذي لا يذكر فيه إلا علي، وأما تلك ففيها ذكر غيره فإنه قال (7) لجعفر: «أشبهت خلقي وخلقي» " (8) ، «وقال لزيد: " أنت أخونا ومولانا» " (9) ، وحديث المباهلة، والكساء فيهما (10) ذكر علي، وفاطمة، وحسن، وحسين - رضي الله عنهم - فلا يرد هذا على ابن حزم.