اعتراف ابن تیمیه به قضاء حوائج توسط رسول الله ص و غیر ایشان



سعيد بن المسيّب(13 - 94 هـ = 634 - 713 م)


اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 254)
تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728هـ)
ولا يدخل في هذا الباب: ما يروى من أن قوما سمعوا رد السلام من قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أو قبور غيره من الصالحين. وأن سعيد بن المسيب كان يسمع الأذان من القبر ليالي الحرة (2) . ونحو ذلك. فهذا كله حق ليس مما نحن فيه، والأمر أجل من ذلك وأعظم.
وكذلك أيضا ما يروى: " أن رجلا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فشكا إليه الجدب عام الرمادة (3) فرآه وهو يأمره أن يأتي عمر، فيأمره أن يخرج يستسقي بالناس " (4) فإن هذا ليس من هذا الباب. ومثل هذا يقع كثيرا لمن هو دون النبي صلى الله عليه وسلم، وأعرف من هذا وقائع.
وكذلك سؤال بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم، أو لغيره من أمته حاجة فتقضى له، فإن هذا قد وقع كثيرا، وليس هو مما نحن فيه.
وعليك أن تعلم: أن إجابة النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره لهؤلاء السائلين، ليس مما يدل على استحباب السؤال، فإنه هو " القائل صلى الله عليه وسلم: «إن أحدهم ليسألني المسألة فأعطيه إياها، فيخرج بها يتأبطها نارا "،
_________
(1) في (ب) : قال: كثرة ما حدث من المنكرات.
(2) أي: ليالي وقعة الحرة التي حدثت سنة (63هـ) بين أهل المدينة وجيش يزيد بن معاوية بقيادة مسلم بن عقبة، فهزم أهل المدينة واستباحها.
انظر: البداية والنهاية (8 / 217 - 224) .
(3) في (ب) : الرباذة. والصحيح: الرمادة، وسمي عام الرمادة؛ لأن الأرض اسودت من الجدب حتى صار لونها كالرماد. وهو عام (18 هـ) في عهد عمر بن الخطاب.
انظر: البداية والنهاية (8 / 90) .
(4) أورد القصة ابن كثير في البداية والنهاية (7 / 91، 92) ، عن الحافظ أبي بكر البيهقي بإسناده إلى أبي صالح عن مالك. وقال ابن كثير: " وهذا إسناد صحيح " (7 / 92) .




اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 255)
فقالوا: يا رسول الله، فلم تعطيهم؟ قال: " يأبون إلا أن يسألوني، ويأبى الله لي البخل» (1) .
وأكثر هؤلاء السائلين الملحين لما هم فيه من الحال، لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم، كما أن السائلين به في الحياة كانوا كذلك، وفيهم من أجيب وأمر بالخروج من المدينة.
فهذا القدر (2) إذا وقع يكون كرامة لصاحب القبر، أما أن يدل على حسن حال السائل، فلا فرق (3) بين هذا وهذا. فإن الخلق لم ينهوا عن الصلاة عند القبور (4) واتخاذها مساجد استهانة بأهلها، بل لما يخاف عليهم من الفتنة، وإنما تكون الفتنة إذا انعقد سببها، فلولا أنه قد يحصل عند القبور ما يخاف الافتتان به لما نهي الناس عن ذلك.
وكذلك ما يذكر من الكرامات، وخوارق العادات، التي توجد عند قبور الأنبياء والصالحين مثل نزول الأنوار والملائكة عندها وتوقي الشياطين والبهائم لها، واندفاع النار عنها وعمن جاورها، وشفاعة بعضهم في جيرانه من الموتى، واستحباب الاندفان عند بعضهم، وحصول الأنس والسكينة عندها، ونزول العذاب بمن استهانها - فجنس هذا حق، ليس مما نحن فيه.
وما في قبور الأنبياء والصالحين، من كرامة الله ورحمته، وما لها عند الله من الحرمة والكرامة فوق ما يتوهمه أكثر الخلق، لكن ليس هذا موضع تفصيل ذلك.
_________
(1) الحديث مر تخريجه انظر: فهرس الأحاديث.
(2) من هنا سقط من (أ) ورقة (صفحتان تقريبا) ، إلى قوله: وبعضها يجتمع عندها يوم عاشوراء.
(3) في (ب) : يفرق.
(4) في (ب) : القبر.



اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 256)
وكل هذا لا يقتضي استحباب الصلاة، أو قصد الدعاء أو النسك عندها، لما في قصد العبادات عندها من المفاسد التي علمها الشارع (1) كما تقدم. فذكرت هذه الأمور لأنها مما يتوهم معارضته لما قدمناه، وليس كذلك.








الإجابة الجلية على الأسئلة الكويتية (ص: 13)
المؤلف: حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري (المتوفى: 1413هـ)
الرابع: زعمهم أن سعيد بن المسيب كان يسمع الأذان من القبر النبوي في أيام الحرة، وقولهم من ذا الذي كان يؤذن من داخل قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
والجواب أن يقال: أما ما ذكر عن سعيد بن المسيب أنه كان يسمع الأذان من قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في أيام الحرة فهو غير ثابت عنه، وقد رواه ابن سعد في الطبقات بإسنادين ضعيفين جداً، أما أحدهما ففيه عبد الحميد بن سليمان الخزاعي قال ابن معين في رواية عنه: ليس بشيء وقال في رواية أخرى: ليس بثقة. وكذا قال أبو داود والنسائي أنه ليس بثقة. وقال النسائي في موضع آخر: إنه ضعيف. وضعفه أيضا ابن المديني وصالح بن محمد والدارقطني والذهبي، وأما الإسناد الثاني ففيه الواقدي وهو متروك، وما كان بهذه المثابة فإنه لا يعتد به وعلى تقدير ثبوته فليس فيه ما يدل على جواز الاستنجاد بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ولا على جواز اللجوء إلى قبره والدعاء عنده ولا عند قبور الصالحين لأن الاستنجاد بالنبي - صلى الله عليه وسلم - واللجوء إلى قبره أو إلى قبور الصالحين شرك أكبر. وأما الدعاء عند قبره - صلى الله عليه وسلم - وعند قبور الصالحين فهو من أعظم الوسائل إلى الشرك، والوسائل لها حكم الغايات والمقاصد وما كان كذلك فإنه لا يجوز فعله.
وأما قولهم: من ذا الذي كان يؤذن من داخل قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فجوابه أن يقال: إن إسناد الخبر في سماع الأذان من القبر النبوي ضعيف جداً وقد تقدم بيان ذلك، وما لم يثبت بإسناد صحيح فإنه لا يعتد به، ولم يذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أذن في حياته ولا مرة واحدة، فكيف يتوهم أنه كان يؤذن في قبره بعد مماته وانقطاع التكاليف عنه، على تقدير ثبوت ما ذكر عن سعيد بن المسيب فإنه محمول على أن الأذان كان من بعض الملائكة الذين كانوا يحضرون عند القبر الشريف ويبلغون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمته السلام فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام» رواه الإمام أحمد والنسائي والدرامي بأسانيد صحيحة على شرط مسلم. ورواه أيضا ابن حبان في صحيحه، وبالجملة فليس في سماع الأذان من القبر النبوي ما يتعلق به أهل الغلو في القبور والإشراك بأصحابها.











شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (ص: 207)
المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)
37 - وأخرج الحاكم في تاريخ نيسابور والبيهقي وإبن عساكر في تاريخ دمشق بسند فيه من يجهل عن سعيد بن المسيب قال دخلنا مقابر المدينة مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فنادى يا أهل القبور السلام عليكم ورحمة الله تخبرونا بأخباركم أم تريدون أن نخبركم قال فسمعنا صوتا من داخل القبر يقول وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين خبرنا عما كان بعدنا فقال علي أما أزواجكم فقد تزوجن وأما أموالكم فقد إقتسمت وأولادكم فقد حشروا في زمرة اليتامى والبناء الذي شيدتم فقد سكنه أعداؤكم فهذه أخبار ما عندنا فما أخبار ما عندكم فأجابه ميت قد تخرقت الأكفان وإنتثرت الشعور وتقطعت الجلود وسالت الأحداق على الخدود وسالت المناخر بالقيح والصديد وما قدمناه وجدناه وما خلفناه خسرناه ونحن مرتهنون بالأعمال




شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (ص: 207)
39 - وأخرج إبن جرير في تهذيب الآثار وإبن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت والبيهقي في الدلائل عن العطاف بن خالد قال حدثتني خالتي قالت ركبت يوما إلى قبور الشهداء وكانت لا تزال تأتيهم قالت فنزلت عند قبر حمزة رضي الله عنه فصليت عنده وما في الوادي داع ولا مجيب فلما فرغت من صلاتي قلت السلام عليكم فسمعت رد السلام علي يخرج من تحت الأرض أعرفه كما أعرف أن الله خلقني وكما أعرف الليل والنهار فاقشعرت كل شعرة مني
40 - وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل أيضا من طريق العطاف بن خالد المخزومي قال حدثني عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبور الشهداء بأحد فقال اللهم إن عبدك ونبيك يشهد أن هؤلاء شهداء وأن من زارهم أو سلم عليهم إلى يوم القيامة ردوا عليه قال العطاف وحدثتني خالتي أنها زارت قبور الشهداء قالت وليس معي إلا غلامان يحفظان علي الدابة فسلمت عليهم فسمعت رد السلام وقالوا والله إنا نعرفكم كما يعرف بعضنا بعضا قالت فاقشعررت وقلت يا غلام أدنني بغلي فركبت
41 - وأخرج البيهقي عن الواقدي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور الشهداء بأحد في كل حول وإذا بلغ الشعب رفع صوته فيقول {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} ثم أبو بكر رضي الله عنه كل حول يفعل مثل ذلك ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان رضي الله عنهما وكانت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم تأتيهم وتدعو وكان سعد بن أبي وقاص يسلم عليهم ثم يقبل على أصحابه فيقول لقد رأيتني وغابت الشمس بقبور الشهداء ومعي أخت لي فقلت لها تعالي نسلم على قبر حمزة فقالت نعم فوقفنا على قبره فقلنا السلام عليك يا عم رسول الله فسمعنا كلاما رد علينا وعليكم السلام ورحمة الله قالت وما قربنا أحد من الناس
42 - وقال البيهقي أيضا أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا علي حمزة بن محمد العلوي سمعت هاشم بن محمد العمري يقول أخذني أبي بالمدينة إلى زيارة قبور الشهداء في يوم جمعة بين طلوع الفجر والشمس فكنت أمشي خلفه فلما إنتهى إلى المقابر رفع صوته فقال {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} قال فأجيب وعليك السلام يا أبا عبد الله فالتفت إلى أبي وقال أنت المجيب يا بني فقلت لا فأخذ بيدي فجعلني عن يمينه ثم أعاد السلام عليهم ثم جعل كلما سلم عليهم يرد عليه حتى فعل ذلك ثلاث مرات فخر أبي ساجدا شكرا لله تعالى
43 - وأخرج إبن أبي الدنيا عن عبد الواحد بن زيد قال كنا في غزاة فلقينا العدو فلما تفرقنا فقدنا رجلا من أصحابنا فطلبناه فوجدناه في أجمة مقتولا حواليه جوار يضربن على رأسه بالدفوف فلما رأيننا تفرقن في الغيضة فلم نرهن
44 - وأخرج إبن سعد عن سعيد بن المسيب أنه كان يلازم المسجد أيام الحرة والناس يقتتلون قال فكنت إذا حانت الصلاة أسمع أذانا يخرج من قبل القبر يعني القبر النبوي
45 - وقال الزبير بن بكار في أخبار المدينة حدثني محمد بن عبد العزيز بن محمد وغيره عن بكر بن محمد أنه لما كان أيام الحرة ترك الأذان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام وخرج الناس إلى الحرة وجلس سعيد بن المسيب في المسجد قال فاستوحشت ودنوت من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما حضرت الظهر سمعت الأذان في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فصليت ركعتين ثم سمعت الإقامة فصليت الظهر ثم جلست حتى صليت العصر سمعت الأذان في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سمعت الإقامة ثم لم أزل أسمع الأذان والإقامة في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مضت الثلاثة وقفل القوم ودخلوا المسجد وعاد المؤذنون فأذنوا فتسمعت الأذان في قبره فلم أسمعه
46 - وأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة من وجه آخر عن سعيد بن المسيب قال لقد رأيتني ليالي الحرة وما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الأذان من القبر ثم أتقدم فأقيم وأصلي وإن أهل الشام يدخلون زمرا زمرا فيقولون أنظروا إلى هذا الشيخ المجنون
47 - وأخرج اللالكائي في السنة عن يحيى بن معين قال قال لي حفار أعجب ما رأيت من هذه المقابر أني سمعت من قبر أنينا كأنين المريض وسمعت من قبر والمؤذن يؤذن وهو يجيبه من القبر
48 - وأخرج عن الحارث بن أسد المحاسبي قال كنت في الجبانة فسمعت من قبر مرتين أوه من عذاب الله
49 - وأخرج إبن عساكر في تاريخه بسنده من طريق الأعمش عن المنهال بن عمرو قال أنا والله رأيت رأس الحسين رضي الله عنه حين حمل وأنا بدمشق وبين يدي الرأس رجل يقرأ سورة الكهف حتى بلغ قوله تعالى {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا} قال فأنطق الله الرأس بلسان ذرب فقال أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي
50 - وفي تاريخ الحافظ الذهبي أن أحمد بن نصر الخزاعي أحد أئمة الحديث دعاه الواثق إلى القول بخلق القرآن فأبى فضرب عنقه وصلب رأسه ببغداد ووكل بالرأس من يحفظه ويصرفه عن القبلة برمح فذكر الموكل به أنه رآه بالليل يستدير إلى القبلة بوجهه فيقرأ سورة يس بلسان طلق قال الذهبي رويت هذه الحكاية من غير وجه ومن طرقها ما أخرجه الخطيب عن إبراهيم بن إسماعيل بن خلف قال كان أحمد بن نصر خالي فلما قتل في المحنة وصلب أخبرت أن الرأس يقرأ القرآن فمضيت فبت قريبا منه فلما هدأت العيون سمعت الرأس يقرأ {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} فاقشعر جلدي







كرامات الأولياء للالكائي - من شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (9/ 183)
المؤلف: أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي (المتوفى: 418هـ)
سياق ما روي في كرامات سعيد بن المسيب رحمة الله عليه
120 - حدثنا أحمد بن عبيد قال: أنا أحمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن زهير قال: ثنا محمد بن سليمان لوين قال: ثنا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، عن سعيد بن المسيب قال: لقد رأيتني في ليالي الحرة وما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد غيري، وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الأذان من القبر، ثم أقيم فأصلي، وإن أهل الشام ليدخلون المسجد زمرا، فيقولون: انظروا إلى هذا الشيخ المجنون
121 - أنا أحمد، أنا محمد قال: نا أحمد بن زهير قال: نا يحيى بن أيوب قال: نا عبد الله بن كثير قال: قدم بعض أمراء المدينة واليا عليها، قال: فأتاه علي بن الحسين، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وذكر نفرا من قريش، فقال: أيكم سعيد بن المسيب؟ قال: فقال له علي بن حسين: إن سعيدا ليلزم مسجده، ويجفو الأمراء، فقال: تأتيني أنت، يعني علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله يعني ابن عمر بن الخطاب، وسمى أولئك الذين أتوه من قريش، ولم يأتني؟ والله لأضربن عنقه، ثم والله لأضربن عنقه، ثم والله لأضربن عنقه، قال: فقال علي بن الحسين: فضاق بنا المجلس حتى قمنا، فأتيت سعيد بن المسيب، فجلست إليه، وذكرت له ما قال، وقلت: تخرج إلى العمرة؟ فقال: ما حضرتني في ذلك نية، وإن أحب الأعمال إلي ما نويت، قال: فقلت فتصير إلى منزل بعض إخوانك؟ قال: فما أصنع بهذا المنادي الذي ينادي كل يوم خمس مرات [ص:185]، والله لا يناديني إلا أتيته، قلت: فتحول عن مجلسك إلى هذا المسجد، فإنك إذا طلبت إنما تطلب في مجلسك، قال: ولم أدع مجلسا عودني الله فيه من الخير ما عودني؟ قال: قلت: أي أخي، أما تخاف؟ قال: أما إذ ذكرت يا أخي فإن الله تعالى ليعلم أني لا أخاف شيئا غيره، ولكن أول ما أقول وأوسطه وآخره حمدا لله، وثناء عليه، وصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن ينسيه ذكري، قال: فمكث ذلك الأمير على المدينة ما شاء الله لم يذكره، قال: فبينا هو ذات يوم على منزل من المدينة وغلام له يوضئه، إذ قال للغلام: أمسك واسوأتاه من علي بن الحسين، والقاسم بن محمد، وسالم، إني حلفت أن أقتل سعيد بن المسيب، والله ما ذكرته في ساعة من ليل ولا نهار حتى ساعتي هذه، فقال له غلامه: أي مولاي، فما أراد الله بك خير مما أردت بنفسك



دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص: 567)
510 - حدثنا محمد بن عبد العزيز بن سهل الخشاب النيسابوري قال: ثنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي ثنا محمد بن سليمان لوين قال: ثنا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، عن سعيد بن المسيب قال: لقد رأيتني ليالي الحرة وما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الأذان من القبر ثم أتقدم فأقيم وأصلي وإن أهل الشام ليدخلون المسجد زمرا فيقولون: انظروا إلى الشيخ المجنون



التاريخ الكبير = تاريخ ابن أبي خيثمة - السفر الثالث (2/ 119)
المؤلف: أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة (المتوفى: 279هـ)
2011- حدثنا محمد بن سليمان لوين، قال: حدثنا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، عن سعيد بن المسيب، قال: لقد رأيتني ليالي الحرة وما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد غيري، ما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الآذان من القبر ث أقيم فأصلي، وإن أهل الشام ليدخلون المسجد زمرا فيقولون: أنظروا إلى هذا الشيخ المجنون






أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 (95/ 117)
هل الكرامات التي ذكرها ابن تيمية في كتاب الفرقان صحيحة

ـ[عبدالله الليبى]•---------------------------------•[12 - 05 - 08, 01:47 ص]ـ
قال شيخ الاسلام رحمه الله في كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

ولما أرسل محمد بن مسلمة لقتل كعب بن الأشرف فوقع وانكسرت رجله فمسحها فبرئت وأطعم من شواء مائة وثلاثين رجلا كلا منهم حز له قطعة وجعل منها قطعتين