حجرات را وليد داخل مسجد كرد نه قبر شريف

[الدر المنثور في التأويل بالمأثور - السيوطي 9/ 245، بترقيم الشاملة آليا]

وأخرج ابن سعد والبخاري في الأدب وابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسن رضي الله عنه قال: كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه فأتناول سقفها بيدي.

وأخرج البخاري في الأدب وابن أبي الدنيا والبيهقي عن داود بن قيس قال: رأيت الحجرات من جريد النخل مغشى من خارج بمسوح الشعر، وأظن عرض البيت من باب الحجرة إلى باب البيت نحوا من ستة أو سبعة أذرع واحزر البيت الداخل عشرة أذرع، وأظن سمكه بين الثمان والسبع.

وأخرج ابن سعد عن عطاء الخراساني قال: أدركت حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ يأمر بإدخال حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم، فسمعت سعيد بن المسيب رضي الله عنه يقول يومئذ: والله لوددت أنهم تركوها على حالها ينشأ ناس من أهل المدينة ويقدم القادم من أهل الأفق فيرى ما اكتفى به رسول الله في حياته، فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر فيها، وقال يومئذ أبو أمامة بن سهل بن حنيف: ليتها تركت فلم تهدم حتى يقصر الناس عن البناء ويرون ما رضي الله لنبيه ومفاتيح خزائن الدنيا بيده.

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم، ج 13، ص: 292

و أخرجوا عن الحسن أنه قال: كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في خلافة عثمان بن عفان فأتناول سقفها بيدي، و قد أدخلت في عهد الوليد بن عبد الملك بأمره في مسجد الرسول عليه الصلاة و السلام و بكى الناس لذلك، و قال سعيد بن المسيب يومئذ: و اللّه لوددت أنهم تركوها على حالها لينشو أناس من أهل المدينة و يقدم القادم من أهل الآفاق فيرى ما اكتفى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر و التفاخر فيها، و قال نحو ذلك أبو أمامة بن سهل بن حنيف، و في ذكر الْحُجُراتِ كناية عن خلوته عليه الصلاة و السلام بنسائه لأنها معدة لها، و لم يقل: حجرات نسائك و لا حجراتك توقيرا له صلّى اللّه عليه و سلّم و تحاشيا عما يوحشه عليه الصلاة و السلام