بيتوته و زيارت قبر علما و ابن تيميه




تاريخ الإسلام ت تدمري (42/ 298)
ابوالفرج ابن جوزي:
قال: ونزل في حفرته والمؤذن يقول: الله أكبر. وحزن الناس وبكوا عليه بكاء كثيرا وباتوا عند قبره طول شهر رمضان يختمون الختمات بالقناديل والشمع.
ورآه في تلك الليلة المحدث أحمد بن سلمان الحربي الملقب بالسكر على منبر من ياقوت مرصع بالجوهر، والملائكة جلوس بين يديه والحق تعالى حاضر، يسمع كلامه.
وأصبحنا عملنا عزاءه، وتكلمت يومئذ، وحضر خلق عظيم. وقام [عبد] القادر العلوي وأنشد هذه القصيدة:
الدهر عن طمع يغر [1] ويخدع ... وزخارف الدنيا الدنية تطمع
.........
يا أحمدا خذ أحمد الثاني الذي ... ما زال عنك مدافعا لا يرجع
أقسمت لو كشف الغطاء لرأيتم ... وفد الملائك حوله يتسرعوا [4]
ومحمد [5] يبكي عليه وآله ... خير البرية والبطين الأنزع
في أبيات.
ومن العجائب أنا كنا يومئذ بعد انقضاء العزاء عند القبر، وإذا بخالي محيي الدين يوسف قد صعد من الشط، وخلفه تابوت، فقلنا: ترى من مات في الدار؟ وإذا بها خاتون والدة محيي الدين، وعهدي بها ليلة الجمعة في عافية، وهي قائمة، فكان بين موتهما يوم وليلة. وعد الناس ذلك من كراماته، لأنه كان مغرى بحبها.
وخلف من الوليد عليا، وهو الذي أخذ مصنفات والده وباعها بيع العبيد، ومن يزيد. ولما أحدر والده إلى واسط تحيل على كتبه بالليل، وأخذ منها ما أراد، وباعها ولا بثمن المداد. وكان أبوه قد هجره منذ سنين، فلما امتحن صار إلبا عليه. ومات أبوه ولم يشهد موته.
وخلف محيي الدين يوسف، وكان قد ولد سنة ثمانين وخمسمائة، وسمع الكثير، وتفقه، وناظر، ووعظ تحت تربة والدة الخليفة، وقامت بأمره