اجماع بر زيارت

الشريعة للآجري (5/ 2368)

والدليل على صحة هذا القول: أنه ما أحد من أهل العلم قديما ولا حديثا ممن رسم لنفسه كتابا نسبه إليه من فقهاء المسلمين , فرسم كتاب المناسك , إلا وهو يأمر كل من قدم المدينة ممن يريد حجا أو عمرة أو لا يريد حجا ولا عمرة , وأراد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والمقام بالمدينة لفضلها إلا وكل العلماء قد أمروه ورسموه في كتبهم وعلموه كيف يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يسلم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما علماء الحجاز قديما وحديثا , وعلماء أهل العراق قديما وحديثا , وعلماء أهل الشام قديما وحديثا , وعلماء أهل مصر قديما وحديثا , وعلماء خراسان قديما وحديثا , وعلماء أهل اليمن قديما وحديثا







الشريعة للآجري (5/ 2374)

1853 - حدثنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي , أخو كرخويه , قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا ابن عوف قال: سأل رجل نافعا: هل كان ابن عمر يسلم على القبر؟ . قال: نعم , لقد رأيته مائة مرة أو أكثر من مائة مرة كان يمر فيقوم عنده فيقول: السلام على [ص:2375] النبي صلى الله عليه وسلم , السلام على أبي بكر , السلام على أبي قال محمد بن الحسين رحمه الله: فإن قال قائل: فإنا قد رأينا بالمدينة أقواما إذا نظروا إلى من يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ينكرون عليه ويكلمونه بما يكره , فلم صار هذا هكذا , وعن من أخذوا هذا؟ قيل له: ليس الذي يفعل هذا ممن له علم ومعرفة , هؤلاء نشأوا مع طبقة غير محمودة يسبون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فليس يعول على مثل هؤلاء فإن قال قائل: فإن فيهم أقواما من أهل الشرف يعينونهم على هذا الأمر القبيح في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟ قيل له: معاذ الله , قد أجل الله الكريم أهل الشرف من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذريته الطيبة من أن ينكروا دفن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم , هم أزكى وأطهر وأعلم الناس بفضل أبي بكر وعمر وبصحة دفنهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما ينبغي لأحد أن ينحل هذا الخلق القبيح إليهم , هم عندنا أعلى قدرا وأصوب رأيا مما ينحل إليهم فإن كان قد أظهر إنسان منهم مثلما تقول , فلعله أن يكون سمع من بعض من يقع في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويذكرهما بما لا يحسن , فظن أن القول كما قال , وليس كل من رفعه الله الكريم بالشرف بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم عني بالعلم , فعلم ما له مما عليه