"أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم"، وهو التابوت الذي كانت بنو إسرائيل إذا لقوا عدوا لهم قدموه أمامهم، وزحفوا معه، فلا يقوم لهم معه عدو، ولا يظهر عليهم أحد ناوأهم، حتى ضيعوا أمر الله، (7) وكثر اختلافهم على أنبيائهم، فسلبهم الله إياه مرة بعد مرة، يرده إليهم في كل ذلك، حتى سلبهم آخرها مرة فلم يرده عليهم، (8) ولن يرد إليهم آخر الأبد. (9)
بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (2/ 290)
بصيرة فى التابوت
وهو شِبْه صُندوق يُنْحت من خشب. وأَصله تَابُوَة كتَرْقُوة، سكِّنت الواو، فانقلب هاءُ التأْنيث تاءً. والتَّبُوت كزبُور: لغة فى التَّابوت.
وقد ورد فى القرآن على وجهين:
الأَوّل: بمعنى الصُّندوق الَّذى وضَعَت أُمُّ موسى ولدهَا فيه، ورمته فى البحر: {أَنِ اقذفيه فِي التابوت فاقذفيه فِي اليم} .
الثَّانى: بمعنى الصّندوق الَّذى ورثه الأَنبياءُ من آدم عليه السّلام: {أَن يَأْتِيَكُمُ التابوت فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ} .
وأَمّا التابوت الَّذى يجعل فيه الميّت فمستعار من هذا. وقيل: التَّابوت عبارة عن القلب، والسّكينةُ عمّا فيه من العلم. ويسمّى القلب سَفَط العلم، وبيت الحِكْمة، وتابوته، ووِعاءَه، وصُندوقه.