حدیث جاء رجل الی قبر النبی (ص)
مصنف ابن أبي شيبة (6/ 356)
32002 - حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن مالك الدار، قال: وكان خازن عمر على الطعام، قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرجل في المنام فقيل له: " ائت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنكم مستقيمون وقل له: عليك الكيس، عليك الكيس "، فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه
مسند الفاروق لابن كثير (1/ 222)
قال الحافظ ابو بكر البيهقى حدثنا ابو نصر بن قتادة وابو بكر الفارسى قلا اخبرنا ابو عمرو بن مطر حدثنا ابراهيم بن على الذهلى حدثنا يحيى بن يحيى اخبرنا ابو معاوية عن الاعمش عن ابى صالح عن مالك الدار قال اصاب الناس قحط فى زمان عمر رضى الله عنه فجاء رجل الى قبر النبى فقال يارسول الله استسق الله لأمتك فانهم قد هلكوا فاتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام فقال انت عمر فأقرته منى السلام وأخبره أنكم مسقون وقل له عليك بالكيس الكيس فأتى الرجل فأخبره عمر وقال يارب لا آلو ما عجزت عنه هذا اسناد جيد قوى خير نيل مصر
فتح الباري لابن حجر (2/ 495)
وروى بن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الداري وكان خازن عمر قال أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له ائت عمر الحديث وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة وظهر بهذا كله مناسبة الترجمة لأصل هذه القصة أيضا والله الموفق
شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره (ص: 99)
فيرى ذكر شيخنا عابد السندي في رسالته والحديث يدل على جواز التوسل والاستشفاع بذاته المكرم في حياته وأما بعد مماته فقد روى الطبراني في الكبير عن عثمان بن حنيف ...... وقد كتب شيخنا المذكور رسالة مستقلة فيها التفصيل من أراد فليراجع إليها وذكر فيها حديث البيهقي وابن أبي شيبة عن مالك الدار قال أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب فجاء رجل الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق الله لامتك فإنهم قد هلكوا فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه فقال ائت عمر فاقرأه السلام وأخبره والقصة مذكورة في الاستيعاب لابن عبد البر والمسئلة المذكورة قد شغفت فيها الناس في زماننا وفيها تفصيل حسن ولكن لا يليق بهذا المقام والحديث ما قل وكفى خير مما كثر والهى انجاح الحا متعلقة ص 99
كنز العمال (8/ 431)
23535- عن مالك الدار قال: "أصاب الناس قحط في زمان عمر ابن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق الله تعالى لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: ائت عمر فأقرأه السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك الكيس الكيس فأتاه الرجل فأخبره فبكى،" ثم قال: "يا رب لا آلو ما عجزت عنه". (ق في الدلائل) .
جامع الأحاديث (25/ 388، بترقيم الشاملة آليا)
28209- عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط فى زمان عمر ابن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى المنام فقال: ائت عمر فأقرأه السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك الكيس الكيس فأتاه الرجل فأخبره فبكى، ثم قال: يا رب لا آلو ما عجزت عنه (البيهقى فى الدلائل) [كنز العمال 23535]
دلائل النبوة للبيهقي مخرجا (7/ 47)
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، وأبو بكر الفارسي قالا: أخبرنا أبو عمرو بن مطر، أخبرنا أبو بكر بن علي الذهلي، أخبرنا يحيى، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن مالك قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب؛ فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله , استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا؛ فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام؛ فقال ائت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنكم مسقون. وقل له: عليك الكيس الكيس. فأتى الرجل عمر، فأخبره، فبكى عمر ثم قال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه
المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (3/ 374)
وروى ابن أبى شيبة بإسناد صحيح من رواية أبى صالح السمان، عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط فى زمن عمر بن الخطاب، فجاء رجل إلى قبر النبى- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرجل فى المنام فقيل له: أئت عمر.
البداية والنهاية ط إحياء التراث (7/ 105)
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا: حدثنا أبو عمر بن مطر، حدثنا إبراهيم (1) بن علي الذهلي، حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح عن مالك قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا.
فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: إيت عمر فأقره (2) مني السلام واخبرهم أنهم مسقون، وقل له عليك بالكيس الكيس.
فأتى الرجل فأخبر عمر فقال: يا رب ما آلوا إلا ما عجزت عنه (3) .
وهذا إسناد صحيح.
خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى (1/ 417)
ومنه ما رواه البيهقي وابن أبى شيبة بسند صحيح عن مالك الدار وكان خازن عمر رضي الله عنه قال أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أستسق لأمتك فإنه قد هلكوا فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال ائتي عمر فاقرأه السلام وأخبره أنهم مسقون وقل له عليك الكيس الكيس فأتى الرجل عمر رضي الله عنه فأخبره فبكى عمر ثم قال يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه وبين سيف في الفتوح أن الذي رأى هذا المنام هلال بن الحرث أحد الصحابة رضي الله عنه
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (2/ 497)
الحديث الثامن والثلاثون عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي
فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا قال فأتاه رسول الله
في المنام فقال ائت عمر ومره أن يستسقي للناس فإنهم يسقون وقل له عليك الكيس الكيس فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر وقال يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه خرجه البغوي في الفضائل وأبو عمرو
التاريخ الكبير = تاريخ ابن أبي خيثمة - السفر الثالث (2/ 80)
1816) مالك الدار:
1817- سمعت مصعب بن عبد الله يقول: مالك الدار مولى عمر بن الخطاب، روى عن أبي بكر، وعمر بن الخطاب وقد انتسب [ق/122/أ] ولده في جبلان، روى عن مالك الدار: أبو صالح ذكوان.
1818- حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح عن مالك الدار، قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك، فأتاه النبي عليه السلام في المنام فقال له: "ائت عمر فأقرئه السلام (3- وقل له: إنكم مسنتون فعليك بالكيس الكيس"، قال: فبكى عمر بن الخطاب وقال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه.
1819- حدثنا الأثرم، عن أبي عبيدة، قال: قال مالك الدار مولى عمر بن الخطاب ولاه عمر كيلة عيال عمر، فلما قام عثمان ولى مالك الدار دار القس فسمى مالك الدار.
الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي (1/ 314)
: أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب , فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله , استسق الله لأمتك فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: " ائت عمر , فأقرئه السلام , وقل له: إنكم مسقون , فعليك بالكيس الكيس ". قال: فبكى عمر , وقال: يا رب , ما آلو إلا ما عجزت عنه [ص:316] يقال: إن أبا صالح سمع مالك الدار هذا الحديث , والباقون أرسلوه
الاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/ 1149)
وروى أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن مالك الدار قال:
أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. قال: فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال: إيت عمر فمره أن يستسقي للناس، فإنهم سيسقون، وقل له: عليك الكيس الكيس [1] . فأتى الرجل عمر فأخبره، فبكى عمر، وقال: يا رب، ما آلو إلا ما عجزت عنه، يا رب، ما آلو إلا ما عجزت عنه
تاريخ دمشق لابن عساكر (44/ 345)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر البيهقي (5) أنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا أنا أبو عمرو بن مطر نا إبراهيم بن علي الذهلي نا يحيى بن يحيى أنا معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار قال
أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله استسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام وقال ائت عمر فاقرئه السلام وأخبره أنكم مسقون وقل له عليك الكيس الكيس فأتى الرجل فأخبر عمر (6) فبكى عمر ثم قال يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه
تاريخ دمشق لابن عساكر (56/ 489)
7180 - مالك بن عياض المعروف بمالك الدار المدني (4) مولى عمر بن الخطاب ويقال الجبلاني (5) سمع أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وروى عنه أبو صالح السمان وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع وابناه عون بن مالك وعبد الله بن مالك وقدم مع عمر بن الخطاب الشام وشهد معه فتح بيت المقدس وخطبته بالجابية أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أحد ابن عبيد بن الفضل إجازة أنا محمد بن الحسين بن محمد نا ابن أبي (6) خيثمة نا أبي نا محمد بن خازم أبو معاوية الضرير نا الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار قال (7) أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استسق لأمتك فأتاه النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقال ائت عمر فأقرئه السلام وقل له إنكم مسقون فعليك بالكيس (8) قال فبكى عمر وقال يا رب ما آلوا إلا ما عجزت عنه
الرياض النضرة في مناقب العشرة (2/ 320)
ذكر إحالته -صلى الله عليه وسلم- من سأله في منامه الدعاء عليه:
عن أنس بن مالك قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر, فجاء رجل إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله استسقِ لأمتك فإنهم قد هلكوا، قال: فأتاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام وقال: "ائت عمر فمره أن يستسقي للناس فإنهم سيسقون، وقل له: عليك الكيس الكيس" فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر وقال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه، خرجه البغوي في الفضائل وأبو عمر.
الإصابة في تمييز الصحابة (6/ 216)
8375- مالك بن عياض «1»
: مولى عمر، هو الذي يقال له مالك الدار.
له إدراك، وسمع من أبي بكر الصديق، وروى عن الشيخين، ومعاذ، وأبي عبيدة.
روى عنه أبو صالح السمان، وابناه: عون، وعبد الله ابنا مالك.
وأخرج البخاري في التاريخ من طريق أبي صالح ذكوان، عن مالك الدار- أن عمر قال في قحوط المطر: يا رب، لا آلو إلا ما عجزت عنه.
وأخرجه ابن أبي خثيمة من هذا الوجه مطولا، قال أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، استسق الله لأمتك، فأتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، فقال له: «ائت عمر، فقل له: إنكم مستسقون «2» ، فعليك الكفين» ، قال: فبكى عمر، وقال: يا رب، ما آلو إلا ما عجزت عنه.
وروينا في فوائد داود بن عمرو الضبي: جمع البغوي من طريق عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي، عن مالك الدار، قال: دعاني عمر بن الخطاب يوما فإذا عنده صرة من ذهب فيها أربعمائة دينار، فقال: اذهب بهذه إلى أبي عبيدة ... فذكر قصته.
وذكر ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين في أهل المدينة، قال: روى عن أبي بكر، وعمر، وكان معروفا.
وقال أبو عبيدة: ولاه عمر كيلة عيال عمر، فلما قدم عثمان ولاه القسم، فسمى مالك الدار.
وقال إسماعيل القاضي، عن علي بن المديني: كان مالك الدار خازنا لعمر.
روضة المحدثين (1/ 440، بترقيم الشاملة آليا)
440 - عن مالك الدارى _ وكان خازن عمر _ قال: أصاب الناس قحط فى زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرجل فى المنام فقيل له: أأئت عمر.
** شب
(فتح الباري 494/2)
** إسناده صحيح
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (1/ 99)
ونحوذلك أنه: ذكر (ص 25) قصة مجيء بلال بن الحارث المزني الصحابى لما قحط الناس في عهد عمر إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنادته إياه:
يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا.
فهذه أيضا قصة غير ثابتة وأو هم المؤلف صحتها محرفا لكلام بعض الأئمة، مقلدا في ذلك بعض ذوي الأهواء قبله، وتفصيل ذلك في الرسالة المومىء إليها
التوسل أنواعه وأحكامه (ص: 117)
أثران ضعيفان:
1- أثر الاستسقاء بالرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته:
وبعد أن فرغنا من إيراد الأحاديث الضعيفة في التوسل، وتحقيق القول فيها يحسن بنا أن نورد أثراً، كثيراً ما يورده المجيزون لهذا التوسل المبتدع، لنبين حاله من صحة او ضعف، وهل له علاقة بما نحن فيه أم لا؟ فأقول: قال الحافظ في "الفتح -2/397" ما نصه:
وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار - وكان خازن عمر - قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! استسق لأمتك، فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجلُ في المنام، فقيل له: ائت عمر.. الحديث. وقد روى سيف في "الفتوح" أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة.
قلت: والجواب من وجوه:
الأول: عدم التسليم بصحة هذه القصة، لأن مالك الدار غير معروف العدالة والضبط، وهذان شرطان أساسيان في كل سند صحيح كما تقرر في علم المصطلح، وقد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/1 - 213" ولم يذكر راوياً عنه غير أبي صالح هذا، ففيه إشعار بأنه مجهول، ويؤيده أن ابن أبي حاتم نفسه - مع سعة حفظه واطلاعه - لم يحك فيه توثيقاً فبقي على الجهالة، ولا ينافي هذا قول الحافظ: " ... بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان ... " لأننا نقول: إنه ليس نصاً في تصحيح جميع السند بل إلى أبي صالح فقط، ولولا ذلك لما ابتدأ هو الإسنادَ من عند أبي صالح، ولقال رأساً: "عن مالك الدار ... وإسناده صحيح"، ولكنه تعمد ذلك، ليلفت النظر إلى أن ها هنا شيئاً ينبغي النظر فيه، والعلماء إنما يفعلون ذلك لأسباب منها: أنهم قد لا يحضرهم ترجمة بعض الرواة، فلا يستجيزون لأنفسهم حذف السند كله، لما فيه من إيهام صحته لاسيما عند الاستدلال به، بل يوردون منه ما فيه موضع للنظر فيه، وهذا هو الذي صنعه الحافظ رحمه الله هنا، وكأنه يشير إلى تفرد أبي صالح السمان عن مالك الدار كما سبق نقله عن ابن أبي حاتم، وهو يحيل بذلك إلى وجوب التثبت من حال مالك هذا أو يشير إلى جهالته. والله أعلم.
وهذا علم دقيق لا يعرفه إلا من مارس هذه الصناعة، ويؤيد ما ذهبت اليه أن الحافظ المنذري أورد في "الترغيب-2/41-42" قصة أخرى من رواية مالك الدار عن عمر ثم قال: "رواه الطبراني في "الكبير"، ورواته إلى مالك الدار ثقات مشهورون، ومالك الدار لا أعرفه". وكذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد - 3/125".
وقد غفل عن هذا التحقيق صاحب كتاب "التوصل - ص241" فاغتر بظاهر كلام الحافظ، وصرح بأن الحديث صحيح، وتخلص منه بقوله: "فليس فيه سوى: جاء رجل.."، واعتمد على أن الرواية التي فيها تسمية الرجل ببلال بن الحارث فيها سيف، وقد عرفت حاله.
وهذا لا فائدة كبرى فيه، بل الأثر ضعيف من أصله لجهالة مالك الدار كما بيناه.
الثاني: أنها مخالفة لما ثبت في الشرع من استحباب إقامة صلاة الاستسقاء لاستنزال الغيث من السماء، كما ورد ذلك في أحاديث كثيرة، وأخذ به جماهير الأئمة، بل هي مخالفة لما أفادته الآية من الدعاء والاستغفار، وهي قوله تعالى في سورة نوح: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً..} وهذا ما فعله عمر بن الخطاب حين استسقى وتوسل بدعاء العباس كما سبق بيانه، وهكذا كانت عادة السلف الصالح كلما أصابهم القحط أن يصلوا ويدعوا، ولم ينقل عن أحد منهم مطلقاً أنه التجأ إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وطلب منه الدعاء للسقيا، ولو كان ذلك مشروعاً لفعلوه ولو مرة واحدة، فإذا لم يفعلوه دل ذلك على عدم مشروعية ما جاء في القصة.
الثالث: هب أن القصة صحيحة، فلا حجة فيها، لأن مدارها على رجل لم يسم، فهو مجهول أيضاً، وتسميته بلالاً في رواية سيف لا يساوي شيئاً، لأن سيفاً هذا - وهوابن عمر التميمي - متفق على ضعفه عند المحدثين، بل قال ابن حبان فيه: "يروي الموضوعات عن الأثبات، وقالوا: إنه كان يضع الحديث". فمن كان هذا شأنه لا تقبل روايته ولا كرامة، لا سيما عند المخالفة.