عبارات مناظره در سایت شبکة الدفاع
نعوذ باللّه تعالی من الشرك و من هذا الذنب الکبیر و الظلم العظیم و من الموبقات التی تذکرنا الآیات المبارکات التی سردتها لنا ایها الاخ الکریم.
لکنی اثنا عشری أختلف معك فی معنی (دون) الذی ذکرته فی کلامك هذا:
وعلي دون الله أم فوقه قال تعالى : {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ(ياعلي, ياحسين)مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ* إِنْتَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ(عند خروجهم من مراقدهم)يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْوَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} هنا في الآية أطلق على دعاء غيرره شرك( فاطر - 13، 14 )
و لتبیین موضع الاختلاف معك أذکر لك آیتین، و أتمنّي من جنابك أن تجمع لي بینهما:
مثل الذین اتخذوا من دون الله اولیاء کمثل العنکبوت اتخذت بیتا و ان اوهن البیوت لبیت العنکبوت لو کانوا یعلمون
انما ولیکم الله و رسوله و الذین امنوا الذین یقیمون الصلاة و یؤتون الزکاة و هم راکعون.
هل رسول الله و الذین آمنوا هم الله أم دون الله؟ و هل مثل الذین اتخذوا رسول الله و الذین آمنوا اولیاء کمثل العنکبوت؟ (نعوذ بالله تعالی)
و شکرا لك جزیلا
أخی العزیز، قرأت کلامك جیدا فلم أجد فیه جواب سؤالی:
هل الرسول و الذین آمنوا هم الله ام دون الله؟
ان کانوا دون الله فکیف نفسّر قوله تعالی مثل الذین اتخذوا من دون الله اولیاء کمثل العنکبوت؟
لعلّني ما استطعت أن أوضح سؤالي، إن مقصودي بحث تفسیري قرآني یحاول توضیح رفع التناقض الذی یتراءی من آیتین من القرآن.
أخي العزیز، ما الفرق عندك بین هاتین الآیتین:
مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون (41)
والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون (197)
هل کلمة (دون) فیهما لمعنیین مختلفین؟ دو ن الله دون الله، فلا یفرق فیه بین الآیتین، و هو سبحانه و تعالی یذمّ اتخاذ دونه اولیاء علی حدّ ذمّه أن تدعوا دونه، و تؤکده آیة اخری:
قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم مندونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا
و السؤال هو وجود التناقض الظاهري بین هذه الآیات و الآیة الاخري التی تامرنا باتخاذ النبي (ص) و الذین آمنوا اولیاء!!
انما ولیکم الله و رسوله و الذین آمنوا
أخي أستدعي من جنابك أن ترفع هذا التناقض بتوضیح تفسیري یقنع الاذهان.
أخي المکرم العزیز، لیس في قلبي شك و لا وسواس، بل سألت سؤالا بسیطا تفسیریا، و هو ما معنی (دون الله) في قوله تعالی مثل الذین اتخذوا من دون الله اولیاء کمثل العنکبوت؟ هل تشمل اتخاذ رسول الله ولیا أم لا؟ و لما ذا لا تشمل؟
و اما معنی الآیة بنحو لا یبقی فیها شائبة التناقض فأوضحه بمثال:
یقول عالم واعظ لمستمعیه: ایها الناس من اتخذ مرجعا لنفسه و کتابا یرجع الیه دون القرآن فهو فی النار، فغدا یسمع هذا العالم أن احدا من مستمعیه راح الی بیته و أحرق کل کتبه من التفاسیر و کتب الادعیة و الادب و اللغة و ما الی ذلك!!! ما ذا یقول هذا العالم له؟ هل یقول له أحسنت؟!! أم یقول له ما فهمت مقصودي من قولي: دون القرآن؟
إن القرآن الکریم نفسه یبین مراده من (من دون الله) فی آیة بیت العنکبوت بکلمة رائعة في آیة اخری (و هی کلمةحزب) فيما بعد آیة الولایة(۵۵)، یقول سبحانه(فی آیه۵۶):
و من یتولی الله و رسوله و الذین آمنوا فان حزب اللههم الغالبون
نسأل من القرآن الکریم: هل حزب الله هم الله أم دون الله؟ نحن نعلم انهم لیسوا هم الله، فکیف نتولی حزب الله و القرآن یقول مثل الذین اتخذوا من دون الله اولیاء کمثل العنکبوت اتخذت بیتا؟!
فالجواب واضح، نقول إن أردت من حزب الله أشخاصهم و وجوداتهم فهم لا ریب انهم غیر الله و دون الله، و إن اردت من حزب الله سمتهم و واجهة أمرهم و سبیل شأنهم و اتجاههم فهم لله و بالله و في الله و من الله و الی الله، ای لیس فیهم الا صبغة الله، یقول سبحانه: و من أحسن من الله صبغة.
و من المعجب أن القرآن الکریم یوضح هذا الامر أکثر فأکثر فی الآیة التی تلیها(آیة۵۷):
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون(۵۵)
ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون(۵۶)
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفارأولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين(۵۷)
إن مفاد آیة ۵۷ بعینها آیة بیت العنکبوت، تنهانا عن أن نتخذ الذین اتخذوا دیننا هزوا اولیاء، لما ذا؟ لانهم فی غیر سبیل الله، لا لان وجوداتهم غیر وجود الله، بل لان اتجاههم و واجهة امرهم الی غیر الله سبحانه.
فالآیة تقول إن المراد من دون الله، هو دونیة و غیریة تکون اتجاهية ثقافیة لا وجودیة، و الا فنفس کلمة الجلالة (الله) لیس نفس ذات الله سبحانه بل اسمه، فاسم الله غیر الله وجودا، یتلفظ به کل عباده، لکنه مرءاة لذات الله، و من هذه الجهة لیس دون الله.
و الحاصل أنا نجد فی القرآن کلمات مفتاحیة توضح لنا الله من دون الله، ۱- القرآن کتاب الله لا یعدّ دون الله، ۲- أسماء الله لا تعدّ دون الله، و لله الاسماء الحسنی فادعوه بها، ۳- رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، ۴- حزب الله، ۵- الکعبة و المسجد الحرام و سایر المساجد، ۶- صبغة الله ۷- سبیل الله و صراط الله، ۸- شعائر الله، ۹- الوسائل الی الله، و ابتغوا الیه الوسیلة، ۱۰- عهد الله و میثاقه الذی واثق عباده به اذ قالوا سمعنا و أطعنا.
فهل نری بعد ذلك کله، أن الرجل الضریر (سنن ابن ماجه 1/ 441 - حكم الألباني صحيح) اذا قال: یا محمد انی قد توجهت بك الی ربي، هل تشمله قوله تعالی ان الذین تدعون من دون الله؟! و الذین یدعون من دونه؟! کلا!
و کذا هل نری الصحابي الجلیل من السابقین عثمان بن حنیف حینما یعلّم (بعد وفاة رسول الله ص) من کان له الی عثمان بن عفان حاجة، یعلّمه أن یدعو: (المعجم الصغير للطبراني 1/ 306) يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك عز وجل فيقضي لي حاجتي، فهل نراه تشمله: و الذین یدعون مندونه؟! کلا ثم کلا، لان قوله یا محمد یعني یا من أرسله الله، یا من هو من حزب الله، یا من یعادي أعداء الله الذین هم دون الله.
و کذلك نهی الله سبحانه عن اتخاذ غیر الآلهة اولیاء بمعنی عدم طلب النصر منهم:
تفسير الطبري (10/ 428)
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين (57)
لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم، يعني اليهود والنصارى الذين جاءتهم الرسل والأنبياء، وأنزلت عليهم الكتب من قبل بعث نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن قبل نزول كتابنا، أولياء، يقول: لا تتخذوهم، أيها المؤمنون، أنصارا أو إخوانا أو حلفاء، فإنهم لا يألونكم خبالا وإن أظهروا لكم مودة وصداقة.
و السؤال السابق هو هل تشمل قوله تعالی مثل الذین اتخذوا من دون الله اولیاء کمثل العنکبوت، من اتخذ دیننا هزوا و لعبا أم لا؟
و بعبارة اخری هل تفرق معنی کلمة (اولیاء) فی هاتین الآتین:
مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون (41)
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين (57)
لما ذا تشمل آیة العنکبوت ولایة المتخذین دیننا لعبا، و لا تشمل ولایة الرسول صلی الله علیم آله و سلم؟ و معنی الولایة فیهما واحد هو النصرة و المحبة و الاطاعة؟
لما ذا بنیت علی أن الولایة فی آیة العنکبوت لا تکون بمعنی الطاعه والمحبّه والنصره بل بمعنی أتخاذه معبوداً من دون الله؟! ألیس نفسك لوّنت عبارة الطبری: أَوْلِيَاء يَرْجُونَ نَصْرهَا؟! ألیس أخونا صرّح بأن معنی الولایة فی آیة العنکبوت هو المناصرة؟:
و کذلك الولایة فی آیة ۵۷ من المائدة لا تکون بمعنی اتخاذهم معبودا من دون الله، بل بمعنی النصرة و الاخوة کما مرّ فی کلام الطبری:
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين (57)
و الحال أن اتخاذهم اولیاء مثل بیت العنکبوت فی الضعف لا یغنیهم شیئا.
فالسؤال کان هو: ما الفرق بین ولایة الرسول (ص) لا تشمله آیة بیت العنکبوت، و بین ولایة من اتخذ دیننا هزوا تشمله آیة العنکبوت، و الحال أن الولایة فی کلیهما بمعنی النصرة و المحبة و الاطاعة؟ (و واضح أنه لا یحتمل هنا کون معنی الولایة هو اتخادهم آلهة)
و الجواب المقترح الذی ذکرته یوضح معنی (دون) أنه لیس وجودیا بل اتجاهیا ثقافیا.