مکاشفه رجبیون در فتوحات

 
 
 
                        الفتوحات (4-ج)، جلد2، ص: 8
 [الرجبيون‏]
و منهم رضي الله عنهم الرجبيون و هم أربعون نفسا في كل زمان لا يزيدون و لا ينقصون و هم رجال حالهم القيام بعظمة الله و هم من الأفراد و هم أرباب القول الثقيل من قوله تعالى إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا و سموا رجبيون لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا في شهر رجب من أول استهلال هلاله إلى انفصاله ثم يفقدون ذلك الحال من أنفسهم فلا يجدونه إلى دخول رجب من السنة الآتية و قليل من يعرفهم من أهل هذا الطريق و هم متفرقون في البلاد و يعرف بعضهم بعضا منهم من يكون باليمن و بالشام و بديار بكر لقيت واحدا منهم بدنيسير من ديار بكر ما رأيت منهم غيره و كنت بالأشواق إلى رؤيتهم و منهم من يبقى عليه في سائر السنة أمر ما مما كان يكاشف به في حاله في رجب و منهم من لا يبقى عليه شي‏ء من ذلك و كان هذا الذي رأيته قد أبقى عليه كشف الروافض من أهل الشيعة سائر السنة فكان يراهم خنازير فيأتي الرجل المستور الذي لا يعرف منه هذا المذهب قط و هو في نفسه مؤمن به يدين به ربه فإذا مر عليه يراه في صورة خنزير فيستدعيه و يقول له تب إلى الله فإنك شيعي رافضي فيبقى الآخر متعجبا من ذلك فإن تاب و صدق في توبته رآه إنسانا و إن قال له بلسانه تبت و هو يضمر مذهبه لا يزال يراه خنزيرا فيقول له كذبت في قولك تبت و إذا صدق يقول له صدقت فيعرف ذلك الرجل صدقه في كشفه فيرجع عن مذهبه ذلك الرافضي و لقد جرى لهذا مثل هذا مع رجلين عاقلين من أهل العدالة من الشافعية ما عرف منهما قط التشيع و لم يكونوا من بيت التشيع أداهما إليه نظرهما و كانا متمكنين من عقولهما فلم يظهرا ذلك و أصرا عليه بينهما و بين الله فكانا يعتقدان السوء في أبي بكر و عمر و يتغالون في علي فلما مرا به و دخلا عليه أمر بإخراجهما من عنده فإن الله كشف له عن بواطنهما في صورة خنازير و هي العلامة التي جعل الله له في أهل هذا المذهب و كانا قد علما من نفوسهما أن أحدا من أهل الأرض ما اطلع على حالهما و كانا شاهدين عدلين مشهورين بالسنة فقالا له في ذلك فقال أراكما خنزيرين و هي علامة بيني و بين الله فيمن كان مذهبه هذا فأضمرا التوبة في نفوسهما فقال لهما إنكما الساعة قد رجعتما عن ذلك المذهب فإني أراكما إنسانين فتعجبا من ذلك و تابا إلى الله و هؤلاء الرجبيون أول يوم يكون في رجب يجدون كأنما أطبقت عليهم السماء فيجدون من الثقل بحيث لا يقدرون على أن يطرفوا و لا يتحرك فيهم جارحة و يضطجعون فلا يقدرون على حركة أصلا و لا قيام و لا قعود و لا حركة يد و لا رجل و لا جفن عين يبقى ذلك عليهم أول يوم ثم يخف في ثاني يوم قليلا و في ثالث يوم أقل و تقع لهم الكشوفات و التجليات و الاطلاع على المغيبات و لا يزال مضطجعا مسجى يتكلم بعد الثلاث أو اليومين و يتكلم معه و يقال له إلى أن يكمل الشهر فإذا فرغ الشهر و دخل شعبان قام كأنما نشط من عقال فإن كان صاحب صناعة أو تجارة اشتغل بشغله و سلب عنه جميع حاله كله إلا من شاء الله أن يبقى عليه من ذلك شي‏ء أبقاه الله عليه هذا حالهم و هو حال غريب مجهول السبب و الذي اجتمعت به منهم كان في شهر رجب و كان في هذه الحال‏
 
 
 
الفتوحات (4-ج)    جلد4    484    (وصية) .....  ص : 484
 (وصية)
و احذر يا أخي أن تكون من شرار الناس فيتقي الناس لسانك فإن من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء ألسنتهم و أنت أعرف بنفسك في ذلك‏
أقبل رجل على رسول الله ص فقال رسول الله ص فيه قبل أن يصل إليه و قد رآه مقبلا بئس ابن العشيرة فلما وصل إليه بش في وجهه و ضحك له فلما انصرف قالت له عائشة يا رسول الله قلت فيه ما قلت ثم بششت في وجهه فقال يا عائشة إن من شر الناس من أكرمه الناس اتقاء شره‏ فاحذر أن تكون ممن هذه صفتهم فتكون من شر الناس بشهادة رسول الله ص و إن كانت لك زوجة فإياك إذا أفضيت إليها و كان بينك و بينها ما كان إن تنشر سرها فإن ذلك من الكبائر عند الله فإنه‏ ثبت عن رسول الله ص أن من شر الناس عند الله يوم القيامة الذي يفضي إلى امرأته و تفضي إليه ثم ينشر سرها فذلك من الكبائر و إياك أن تسب أبا أحد أو أمه فيسب أباك و أمك فإن ذلك من العقوق و كذلك إذا جالست مشركا فلا تسب من اتخذه إلها مع الله و إذا جالست من تعرف أنه يقع في الصحابة من الروافض فلا تتعرض و لا تعرض بذكر أحد من الصحابة التي تعلم أن جليسك يقع فيهم بشي‏ء من الثناء عليهم فإن لجاجه بجعله يقع فيهم فتكون أنت قد عرضتهم بذكرك إياهم للوقوع فيهم يقول الله وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ من دُونِ الله فَيَسُبُّوا الله عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ و نهى رسول الله ص عن شتم الرجل والديه فقيل له يا رسول الله و كيف يشتم الرجل والديه فقال ص يسب أبا الرجل فيسب أباه و يسب أمه فيسب أمه‏ و إن من الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم بغير حق هذا هو الثابت عن رسول الله ص‏ و عليك بشهود العتمة و الصبح في جماعة فإنه من شهد العشاء في جماعة فكأنما قام نصف ليله و من شهد الصبح في جماعة فكأنما قام ليله و عليك بالشفقة على عباد الله مطلقا بل على كل حيوان فإنه في كل ذي كبد رطبة أجر عند الله تعالى‏