الم


إعراب القرآن و بيانه، ج‏1، ص: 22
تعالى: «أفلا يتدبرون القرآن»؟ و على هذا الرأي نرجح أن معناها التحدي و الارهاص بأن هذا القرآن مؤلف من نفس الحروف التي ينظم بها العرب أشعارهم، و يؤلفون خطبهم و أسجاعهم و هم مع ذلك عاجزون عن الإتيان بمثله أو محاكاته و هذا تفسير يتمشى مع إعجاز القرآن الذي تميز به، و تقول دائرة المعارف الاسلامية في بحثها عن القرآن ما خلاصته: إن العلماء تعبوا كثيرا في فهم المقصود من هذه الحروف و قد وردت هذه الحروف في تسع و عشرين سورة كلها من العهد المكّيّ إلا ابتداء سورتي البقرة و آل عمران فقد وردا في العهد المدني و جملة الحروف التي تكررت في هذه الابتداءات أربعة عشر حرفا.
و قد اعجبنا بحث كتبه الدكتور زكي مبارك في كتابه «النثر الفني» فأحببنا أن نقتبس منه ما يروق قال صاحب النثر الفني ما خلاصته: كنت أتحدث عن فواتح السور مع المسيو بلا نشو فعرض علي تأويلا جديرا بالاعتبار، جديرا بالدرس و التحقيق و فحواه:
ان الحروف: الم. الر. حم. طسم هي الحروف:..
التي توجد في بعض المواطن من:- فهي ليست إلا إشارات و بيانات موسيقية يشار الى الحانها بحرف أو حرفين أو ثلاثة فهي رموز صوتية فليس من المستبعد أن تكون فواتح السور إشارات صوتية لتوجيه الترتيل، و لعل ما أورده الدكتور زكي مبارك يتصل اتصالا قريبا أو بعيدا بما أوردناه من معنى التحدي و قرع العصا للمكابرين الذين سبروا أغوار القرآن و أدركوا بفطرتهم البلاغية ما يتميز به من بيان،




تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (1/ 140)
وعن علي بن موسى الرضا عن جعفر الصادق، وقد سئل عن قوله: الم فقال: في الألف ست صفات من صفات الله: الابتداء لأنّ الله تعالى ابتدأ جميع الخلق، و (الألف) .
ابتداء الحروف، والاستواء: فهو عادل غير جائر، و (الألف) مستو في ذاته، والانفراد: والله فرد والألف فرد، واتصال الخلق بالله، والله لا يتصل بالخلق، فهم يحتاجون إليه وله غنى عنهم.
وكذلك الألف لا يتصل بحرف، فالحروف متصلة: وهو منقطع عن غيره، والله باين بجميع صفاته من خلقه، ومعناه من الألفة، فكما أنّ الله سبب إلفة الخلق، فكذلك الألف عليه تألفت الحروف وهو سبب إلفتها.