بسم الله الرحمن الرحیم

حديث لا يهاج



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (23/ 111)
وقوله: (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) أما الفرّاء فعلى قراءة ذلك بالحاء (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) وكذا هو في مصاحف أهل الأمصار. وروي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقرأ (وطَلْعٍ مَنْضُودٍ) بالعين.
حدثنا عبد الله بن محمد الزهريّ قال: ثنا سفيان، قال: ثنا زكريا، عن الحسن بن سعد، عن أبيه رضي الله عنه، قرأها (وطَلْعٍ مَْنُضودٍ) .
حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: ثنى أبي، قال: ثنا مجاهد، عن الحسن بن سعد، عن قيس بن سعد، قال: قرأ رجل عند عليّ (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) فقال عليّ: ما شأن الطلح، إنما هو: (وطَلْعٍ مَنْضُودٍ) ، ثم قرأ (طَلْعُهَا هَضِيمٌ) فقلنا أولا نحوّلهُا، فقال: إن القرآن لا يهاج اليوم، ولا يحوّل. وأما الطلح فإن المعمر بن المثنى كان يقول: هو عند العرب شجر



تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (9/ 207)
أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق (المتوفى: 427هـ)
وأخبرني ابن فنجويه، حدّثنا ابن حيان، حدّثنا ابن مروان، حدّثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن عيسى، حدّثنا علي بن علي قال: زعم أبو حمزة الثمالي عن الحسن مولى الحسن بن علي أن عليا قرأ: وطلع منضود.
وأنبأني عقيل، أنبأنا المعافي محمد بن جرير، حدّثنا سعيد بن يحيى، حدّثنا أبي، حدّثنا مجالد عن الحسن بن سعد عن قيس بن سعد قال: قرأ رجل عند علي رضي الله عنه وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ فقال علي: «وما شأن الطلح؟ إنما هو طلع منضود» «1» ثم قرأ «طَلْعٌ [نَضِيدٌ] منضود» .
فقلت: إنها في المصحف بالحاء فلا تحوّلها؟ فقال: «إن القرآن لا يهاج [اليوم] ولا يحوّل» «2» .



تفسير البغوي - إحياء التراث (5/ 8)
محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى : 510هـ)
وروى مجالد عن الحسن بن سعد قال: قرأ رجل عند علي رضي الله عنه: وطلح منضود (29) ، فقال: وما شأن الطلح إنما هو «طلع منضود» ثم قرأ طلعها هضيم [الشعراء: 148] ، قلت: يا أمير المؤمنين إنها في المصحف بالحاء أفلا تحولها؟ فقال: إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول.



تفسير البغوي - طيبة (8/ 12)
وروى [مجالد] (1) عن الحسن بن سعد قال: قرأ رجل عند علي رضي الله عنه: "وطلح منضود" فقال: وما شأن الطلح؟ إنما هو: طلع منضود، ثم قرأ: "طلعها هضيم" قلت: يا أمير المؤمنين إنها في المصحف بالحاء أفلا تحولها؟ فقال: إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول. (2)
__________
(2) أخرجه الطبري: 27 / 180 - 181، وابن الأنباري في "المصاحف " كنز العمال: 2 / 519، وعزاه ابن كثير: 4 / 289 لابن أبي حاتم =مختصرا. وهي رواية غير صحيحة كما نبه على ذلك الطيبي: وكيف يقر أمير المؤمنين كرم الله وجهه تحريفا في كتاب الله تعالى المتداول بين الناس؟ أو كيف يظن بأن نقلة القرآن الكريم ورواته وكتابه من قبل تعمدوا ذلك أو غفلوا عنه؟ هذا، والله تعالى قد تكفل بحفظه. سبحانك هذا بهتان عظيم. انظر: روح المعاني للآلوسي: 27 / 141.



تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (5/ 244)
أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي (المتوفى: 542هـ)
وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجعفر بن محمد وغيره: «طلع منضود» ، فقيل لعلي إنما هو:
طَلْحٍ. فقال: ما للطلح وللجنة؟ فقيل له أنصلحها في المصحف فقال: إن المصحف اليوم لا يهاج ولا يغير. وقال علي بن أبي طالب وابن عباس: الطلح: الموز، وقاله مجاهد وعطاء. وقال الحسن: ليس بالموز، ولكنه شجر ظله بارد رطب.



تفسير القرطبي (17/ 208)
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)
قوله تعالى: (وطلح منضود) الطلح شجر الموز واحده طلحة. قاله أكثر المفسرين علي وابن عباس وغيرهم. وقال الحسن: ليس هو موز ولكنه شجر له ظل بارد رطب. وقال الفراء وأبو عبيدة: شجر عظام له شوك، قال بعض الحداة «2» وهو الجعدي:
بشرها دليلها وقالا ... غدا ترين الطلح والأحبالا «3»
فالطلح كل شجر عظيم كثير الشوك. الزجاج: يجوز أن يكون في الجنة وقد أزيل شوكه. وقال الزجاج أيضا: كشجر أم غيلان [له «4»] نور طيب جدا فخوطبوا ووعدوا بما يحبون مثله، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا. وقال السدي: طلح الجنة يشبه طلح الدنيا لكن له ثمر أحلى من العسل. وقرأ علي بن أبي طالب رضي عنه الله: (وطلع منضود) بالعين وتلا هذه الآية (ونخل طلعها هضيم) «5» وهو خلاف المصحف. في رواية أنه قرئ بين يديه (وطلح منضود) فقال: ما شأن الطلح؟ إنما هو (وطلح منضود) ثم قال: (لها طلع نضيد) فقيل له: أفلا نحولها؟ فقال: لا ينبغي أن يهاج القرآن ولا يحول. فقد اختار هذه القراءة ولم ير إثباتها في المصحف لمخالفة ما رسمه مجمع عليه. قاله القشيري. وأسنده أبو بكر الأنباري قال: حدثني أبي قال حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عيسى بن يونس عن مجالد عن الحسن بن سعد عن قيس بن عباد قال: قرأت عند علي أو قرئت عند علي- شك مجالد- (وطلح منضود) فقال علي رضي الله عنه: ما بال الطلح؟ أما تقرأ (وطلح) ثم قال: (لها طلع نضيد) فقال له: يا أمير المؤمنين أنحكها من المصحف؟ فقال: [لا «1» [لا يهاج القرآن اليوم. قال أبو بكر: ومعنى هذا أنه رجع إلى ما في المصحف وعلم أنه هو الصواب، وأبطل الذي كان فرط من قوله.



تفسير الثعالبي = الجواهر الحسان في تفسير القرآن (5/ 364)
أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي (المتوفى: 875هـ)
وقرأ علي- رضي الله عنه- وغيره: «وطلع» «5» فقيل لعلي: إنما هو: «وطلح» فقال: ما للطلح والجنة؟! قيل له: أنصلحها في المصحف؟ فقال: إن المصحف اليوم لا يهاج ولا يغير.
وقال علي أيضا وابن عباس «1» : الطلح الموز،
__________
(1) أخرجه الطبري (11/ 636) عن ابن عباس برقم: (33350) ، وعن علي رضي الله عنه برقم:
(33355) ، وذكره ابن عطية (5/ 244) ، وابن كثير في «تفسيره» (4/ 288) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (6/ 222) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم.



الدر المنثور في التفسير بالمأثور (8/ 13)
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {وطلح منضود} قال: هو الموز
وأخرج الفريابي وهناد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جريروابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه {وطلح منضود} قال: الموز
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وقتادة مثله وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قرأ / وطلع منضود /
وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قيس بن عباد قال: قرأت على علي {وطلح منضود} فقال: علي ما بال الطلح أما تقرأ [وطلع] ثم قال: [وطلع نضيد] فقيل له: يا أمير المؤمنين أنحكها من المصاحف فقال: لا يهاج القرآن اليوم



فتح القدير للشوكاني (5/ 187)
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب أنه قرأ: وطلع منضود وأخرج ابن جرير، وابن الأنباري في المصاحف، عن قيس بن عباد قال: قرأت على علي بن أبي طالب وطلح منضود فقال علي: ما بال الطلح، أما تقرأ: وطلع؟ ثم قال: «وطلع نضيد» فقيل له: يا أمير المؤمنين أنحكها في المصحف؟ قال: لا يهاج القرآن اليوم.



تفسير الألوسي = روح المعاني (14/ 140)
وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه، وجعفر بن محمد وعبد الله رضي الله تعالى عنهم «وطلع» بالعين بدل وَطَلْحٍ بالحاء
، وأخرج ابن الأنباري في المصاحف وابن جرير عن قيس بن عباد قال: قرأت على علي كرم الله تعالى وجهه وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ فقال: ما بال الطلح؟ أما تقرأ وطلع، ثم قرأ قوله تعالى: لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ [ق: 10] فقيل له: يا أمير المؤمنين أنحكها من المصحف؟ فقال: لا يهاج القرآن اليوم وهي رواية غير صحيحة كما نبه على ذلك الطيبي، وكيف يقر أمير المؤمنين كرم الله تعالى وجهه تحريفا في كتاب الله تعالى المتداول بين الناس، أو كيف يظنّ بأن نقلة القرآن ورواته وكتابه من قبل تعمدوا ذلك أو غفلوا عنه؟ هذا والله تعالى قد تكفل بحفظه سبحانك هذا بهتان عظيم.



رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم (ص: 6)
أورد القرطبي في تفسيره: قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "وطلع منضود" بالعين وتلا هذه الآية: {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} ، وهو خلاف المصحف.
وفي رواية أنه قرئ بين يديه: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} فقال: وما شأن الطلح؟ إنما هو: "وطلع منضود"، ثم قال: {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} فقيل له: أفلا نحوّلها؟ 6 فقال: لا ينبغي أن يهاج القرآن ولا يحوّل7.
فقد اختار هذه القراءة، ولم ير إثباتها في المصحف؛ لمخالفة ما رسمه مجمع عليه.


صفحات في علوم القراءات (ص: 161)
ج- تناقض جولد تسيهر فيما ادعاه أولًا، وفيما انتهى إليه آخِرًا، فقد ختم حديثه عن القراءات بما هدم به من نتائج، وما تمسك به من نظريات، بنقله قول علي -رضي الله عنه- أنه قال عندما سئل عن تحويل آية من القرآن إلى معنى قصده: "إن القرآن لا يهاج1 اليوم ولا يحول".
وبقوله: "لا اعتراف بصح قراءة، ولا تدخل قراءة في دائرة التعبير القرآني المعجز المتحدي لكل محاولات التقليد إلا إذا أمكن أن تستند إلى حجج من الرواية موثوق بها".



الحاكم الجشمي ومنهجه في التفسير (ص: 359)
ابن سعد قال: قرأ رجل عند علي: (وطلح منضود) فقال علي: ما شأن الطلح؟ إنما هو: وطلع، ثم قرأ (طلعها هضيم) فقلت: إنها في المصحف بالحاء أفلا نحوّلها؟ فقال: (إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحوّل!) قال الحاكم: «وهذه أخبار آحاد لا يصح بمثلها إثبات القرآن. وكيف يقول علي هذا وجميع المصاحف على الحاء؟ ومصحف علي بالحاء! وعليه إجماع القراء في الآية. فنقطع أنه لا يصح عن الحسن وعن علي عليهما السلام. وعلى بعد يمكن أن يتأول أنه بين جوازه لو قرئ!!».



فتح الباري لابن حجر (6/ 323)
وأسند عن علي أنه كان يقولها والطلع بالعين قال فقيل له أفلا تغيرها قال إن القرآن لا يهاج اليوم فظهر بذلك فساد الاعتراض وأن الذي وقع في الأصل هو الصواب والله أعلم



عمدة القاري شرح صحيح البخاري (15/ 150)
وقال النسفي في (تفسيره) : طلح شجر موز، وعن السدي: شجر يشبه طلح الدنيا ولكن له ثمر أحلى من العسل، وقال النسفي أيضا: حكي أن رجلا قرأ عند علي، رضي الله تعالى عنه: {وطلح منضود} (الواقعة: 82 13) . فقال علي: وما شأن الطلح؟ إنما هو: طلع منضود، ثم قرأ , {طلعها هضيم} (الشعراء: 841) . فقيل: إنها في المصحف بالحاء أفلا نحولها؟ فقال: إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول



كنز العمال (2/ 519)
4646- عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى: {وطلح منضود} قال: "هو الموز". "عب والفريابي وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه".
4647- عن علي أنه قرأ: {وطلح منضود} . "عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم} .
4648- عن قيس بن عباد قال: قرأت على علي {وطلح منضود} فقال علي: "ما بال الطلح؟ أما تقرأ وطلع، قال: وطلع نضيد، فقيل له يا أمير المؤمنين أنحكها من المصحف؟ فقال: لا يهاج القرآن اليوم".
"ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف".



جامع الأحاديث (31/ 247، بترقيم الشاملة آليا)
34163- عن قيس بن عباد قال: قرأت على على {وطلح منضود} فقال على: ما بال الطلح أما تقرأ وطلع، قال: وطلع نضيد، فقيل له يا أمير المؤمنين أنحكها من المصحف فقال: لا يهاج القرآن اليوم (ابن جرير، وابن الأنبارى فى المصاحف) [كنز العمال 4648]
أخرجه ابن جرير (27/181) .


إمتاع الأسماع (4/ 325)
وما لعبد اللَّه بن مسعود مما دخل فيه على بن أبي طالب، فذكر من طريق الحسن ابن عرفة قال: حدثنا عيسى بن يونس عن مجالد عن الحسن بن سعد عن قيس بن عبد، قال: قرأت عند عليّ أو قرئت عند على شك مجالد: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ [ (1) ] ، فقال علي رضي اللَّه عنه: ما قال الطلح، أما يقرأ وطلع؟ ثم قال: وطلع نضيد، فقيل له:
يا أمير المؤمنين أتحكها من المصحف؟ فقال: لا، لا يهاج القرآن اليوم.
قال: ومعنى هذا: أنه رجع إلى ما في المصحف، وعلم أنه هو الصواب، وأبطل الّذي كان فرط من قوله، فما يلحق عبد اللَّه بن مسعود نقص برجوعه عما كان يقرأ به إلى قراءة عثمان كما رجع إليها عليّ، وعثمان مشهود له بحفظ جميع القرآن وإتقانه.



أرشيف ملتقى أهل التفسير (ص: 0)
وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " وطلع منضود" بالعين وتلا هذه الآية "ونخل طلعها هضيم" [الشعراء: 148] وهو خلاف المصحف.
في رواية أنه قرئ بين يديه "وطلح منضود" فقال: ما شأن الطلح؟ إنما هو "وطلع منضود" ثم قال: "لها طلع نضيد" [ق: 10] فقيل له: أفلا نحولها؟ فقال: لا ينبغي أن يهاج القرآن ولا يحول.
فقد اختار هذه القراءة ولم ير إثباتها في المصحف لمخالفة ما رسمه مجمع عليه.
قال القشيري. وأسنده أبو بكر الأنباري قال: حدثني أبي قال حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عيسى بن يونس عن مجالد عن الحسن بن سعد عن قيس بن عباد قال: قرأت عند علي أو قرئت عند علي - شك مجالد - "وطلح منضود" فقال علي رضي الله عنه: ما بال الطلح؟ أما تقرأ "وطلع" ثم قال: "لها طلع نضيد" [ق: 10] فقال له: يا أمير المؤمنين أنحكها من المصحف؟ فقال: لا. لا يهاج القرآن اليوم.
قال أبو بكر: ومعنى هذا أنه رجع إلى ما في المصحف وعلم أنه هو الصواب، وأبطل الذي كان فرط من قوله.



اللباب في علوم الكتاب (18/ 397)
أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى: 775هـ)
وقرأ علي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - وعبد الله، وجعفر بن محمد: «وطَلْعٍ» بالعين، لقوله تعالى: {طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [الشعراء: 148] .
ولما قرأ عليٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - قال: «وما شأن الطَّلْح» واستدل بقوله {لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ} [ق: 10] ، فقيل: أنحولها؟ فقال: لا ينبغي أن يُهَاج القرآن اليوم ولا يحوَّل.
فقد اختار هذه القراءة، ويروى عن ابن عباس مثله.
قال القرطبي: «فلم ير إثباتها في المصحف لمخالفة ما رسمه مجمع عليه، قاله القشيري وأسنده أبو بكر بن الأنباري بسنده إلى عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه» .



تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (29/ 404)
المسألة الثالثة: ما معنى المخضود؟ نقول فيه وجهان أحدهما: مأخوذ الشوك، فإن شوك السدر يستقصف ورقها، ولولاه لكان منتزه العرب، ذلك لأنها تظل لكثرة أوراقها ودخول بعضها في بعض وثانيهما: مخضود أي متعطف إلى أسفل، فإن رؤوس أغصان السدر في الدنيا تميل إلى فوق بخلاف أشجار الثمار، فإن رؤوسها تتدلى، وحينئذ معناه أنه يخالف سدر الدنيا، فإن لها ثمرا كثيرا.

تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (29/ 405)
المسألة الرابعة: ما الطلح؟ نقول: الظاهر أنه شجر الموز، وبه يتم ما ذكرنا من الفائدة
روي أن عليا عليه السلام سمع من يقرأ: وطلح منضود فقال: ما شأن الطلح؟ إنما هو (وطلع) ، واستدل بقوله تعالى: لها طلع نضيد [ق: 10] فقالوا: في المصاحف كذلك، فقال: لا تحول المصاحف،
فنقول: هذا دليل معجزة القرآن، وغرارة علم علي رضي الله عنه. أما المعجزة فلأن عليا كان من فصحاء العرب ولما سمع هذا حمله على الطلع واستمر عليه، وما كان قد اتفق حرفه لمبادرة ذهنه إلى معنى، ثم قال في نفسه: إن هذا الكلام في غاية الحسن، لأنه تعالى ذكر الشجر المقصود منه الورق للاستظلال به، والشجر المقصود منه الثمر للاستغلال به، فذكر النوعين، ثم إنه لما اطلع على حقيقة اللفظ علم أن الطلح في هذا الموضع أولى، وهو أفصح من الكلام الذي ظنه في غاية الفصاحة فقال: المصحف بين لي أنه خير مما كان في ظني فالمصحف لا يحول.
والذي يؤيد هذا أنه لو كان طلع لكان قوله تعالى: وفاكهة كثيرة [الواقعة: 32] تكرار أحرف من غير فائدة، وأما على الطلح فتظهر فائدة قوله تعالى: وفاكهة وسنبينها إن شاء الله تعالى.