يحيى بن سلامة بن الحسين أبو الفضل الحصكفي(459 - 551 هـ = 1067 - 1156 م)

يحيى بن سلامة بن الحسين أبو الفضل الحصكفي(459 - 551 هـ = 1067 - 1156 م)


الأعلام للزركلي (8/ 148)
الحَصْكَفي
(459 - 551 هـ = 1067 - 1156 م)
يحيى بن سلامة بن الحسين، أبو الفضل، معين الدين، الخطيب الحصكفي الطنزي: أديب، من الكتاب الشعراء. ولد بطنزة (في ديار بكر) ونشأ بحصن كيفا، وتأدب على الخطيب أبي زكريا التبريزي في بغداد، وتفقه على مذهب الشافعيّ. وسكن ميافارقين فتولى الخطابة وصار إليه أمر الفتوى وتوفي فيها. وهو صاحب الأبيات المشهورة التي أولها:
" أشكو إلى الله من نارين: واحدة ... في وجنتيه، وأخرى منه في كبدي "
ومن رقيق شعره أبيات أوردها السبكي في " الطبقات الوسطى - خ " أولها:
" على الجفون رحلوا، وفي الحشا ... تقيلوا، وماء عيني وردوا! "
وله " ديوان رسائل - خ " و " ديوان شعر " و " عمدة الاقتصاد " في النحو، و " قصيدة - خ " تشتمل على الكلمات التي تقرأ بالضاد، وما عداها يقرأ بالظاء، وهي مشروحة بشرح وجيز، أولها:
" خذ من الضاد ما تداوله النا ... ـس وما لا يكون عنه اعتياض " (1) .
__________
(1) إرشاد 7: 281 ووفيات 2: 237 والمنتظم 10: 183 وفيه: مولده بعد 460 ووفاته سنة 553 وفي الإعلام لابن قاضي شهبة: وفاته سنة 551 وقيل 553 وترجم له السبكي، في الطبقات الكبرى 4: 322 فأورد قطعتين من شعره، ثم في الطبقات الوسطى - خ. فزاد قطعتين أخريين، إحداهما عشرة أبيات ينتهي كل منها بلفظ " الهلال " على اختلاف معانيه. واللباب 2: 90 والفهرس التمهيدي 279 و 733: 1Brock S ودار الكتب 2: 25 و 3: 160.



المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (18/ 128)
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة
......
4227- يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد، أبو الفضل الحصكفي
[2] :
ولد بطنزة بعد الستين واربعمائة وهي بلدة من الجزيرة من ديار بكر ونشأ بحصن كيفا وانتقل الى ميافارقين وهو إمام فاضل في علوم شتى وكان يفتي ويقول الشعر اللطيف والرسائل المعجبة المليحة الصناعة وكان ينسب إلى الغلو في التشيع. ورد بغداد وقرأ شيئا من مقاماته وشعره على أبي زكريا التبريزي فكتب التبريزي على كتابه قرأ 62/ ب علي ما يدخل/ الأذن بلا إذن.
كتب إلى أبي محمد الحسن بن سلامة يعزيه عن أبيه أبي نصر:
لما نعى الناعي أبا نصر ... سدت على مطالع الصبر
وجرت دموع العين ساجمة ... منهلة كتتابع القطر
ولزمت قلبا كاد يلفظه ... صدري لفرقة ذلك الصدر
ولى فأضحى العصر في عطل ... منه وكان قلادة العصر
حفروا له قبرا وما علموا ... ما خلفوا في ذلك القبر
ما أفردوا في الترب وانصرفوا ... إلا فريد الناس والدهر
تطويه حفرته فينشره ... في كل وقت طيب النشر
يبديه لي حبا تذكره ... حتى أخاطبه وما أدري
تبا لدار كلها غصص ... تأتي الوصال بنية الهجر
تنسى مرارتها حلاوتها ... وتكر بعد العرف بالنكر
وله:
جد ففي جدك الكمال ... والهزل مثل اسمه هزال
فما تنال المراد حتى ... يكون معكوس ما تنال
ومن أشعاره الرقيقة:
أقوت مغانيهم فأقوى الجلد ... ربعان كل بعد سكن فدفد
أسأل عن قلبي وعن أحبابه ... ومنهم كل مقر بجحد
وهل تجيب أعظم بالية ... وأرسم خالية من ينشد
ليس بها إلا بقايا مهجة ... وذاك إلا حجر أو وتد
كأنني بين الطلول واقف ... أندبهن الأشعث المقلد
[صاح الغراب فكما تحملوا ... مشى بها كأنه مقيد
يحجل في آثارهم بعدهم ... بادي السمات أبقع وأسود
لبئس ما اعتاضت وكانت قبلها ... يرتع فيها ظبيات خرد] [1]
/ ليت المطايا للنوى ما خلقت ... ولا حدا من الحداة أحد 63/ أ
رغاؤها وحدوهم ما اجتمعا ... للصب إلا ونحاه الكمد
تقاسموا يوم الوداع كبدي ... فليس لي منذ تولوا كبد
على الجفون رحلوا وفي الحشا ... تقيلوا ودمع عيني وردوا
فأدمعي مسفوحة وكبدي ... مقروحة وعلتي ما تبرد [2]
وصبوتي دائمة ومقلتي ... دامية ونومها مشرد
تيمني منهم غزال أغيد ... يا حبذا ذاك الغزال الأغيد
حسامه مجرد وصرحه [3] ... ممرد وخده مورد
وصدغه فوق احمرار خده ... مبلبل معقرب مجعد
[كأنما نكهته وريقه ... مسك وخمر والثنايا برد] [4]
يقعده عند القيام ردفه ... وفي الحشا منه المقيم المقعد
[له قوام لقضيب بانة ... يهتز قصدا ليس فيه أود] [1]
أيقنت لما أن حدا الحادي بهم ... ولم أمت أن فؤادي جلمد
كنت على القرب كئيبا مغرما ... صبا فما ظنك بي إذ بعدوا
هم الحياة أعرقوا أم أشأموا ... أم أيمنوا أم أتهموا أم أنجدوا
ليهنهم طيب الكرى فإنه ... حظهم وحظ عيني السهد
نعم تولوا بالفؤاد والكرى ... فأين صبري بعدهم والجلد
لولا الضنا جحدت وجدي بهم ... لكن نحولي بالغرام يشهد
ليس على المتلف غرم عندهم ... ولا على القاتل عمدا قود
هل أنصفوا إذ حكموا أم أسعفوا [2] ... من تيموا أم عطفوا فاقتصدوا
بل اصطفوا إذ حكوا واتلفوا [3] ... من هيموا وأخلفوا ما وعدوا
63/ ب/ وسائل عن حب أهل البيت هل ... أقر أعلانا به أم أجحد
هيهات ممزوج بلحمي ودمي ... حبهم وهو الهدى والرشد
حيدرة والحسنان بعده ... ثم علي وابنه محمد
جعفر الصادق وابن جعفر ... موسى ويتلوه علي السيد
أعنى الرضا ثم ابنه محمد ... ثم علي وابنه المسدد
الحسن التالي ويتلو تلوه [4] ... محمد بن الحسن المفتقد
فإنهم أئمتي وسادتي ... وإن لحاني معشر وفندوا [5]
أئمة أكرم بهم أئمة ... أسماؤهم مسرودة تطرد
هم حجج الله على عباده ... وهم إليه منهج ومقصد
هم في النهار صوم لربهم ... وفي الدياجي ركع وسجد
قوم أتى في هل أتى مدحهم ... ما شك في ذلك إلا ملحد
قوم لهم فضل ومجد باذخ ... يعرفه المشرك ثم الملحد
قوم لهم في كل أرض مشهد ... لا بل لهم في كل قلب مشهد
قوم منى والمشعران لهم [1] ... والمروتان لهم والمسجد
قوم لهم مكة والأبطح و ... الخيف وجمع والبقيع الغرقد
ما صدق الناس ولا تصدقوا ... ما نسكوا وأفطروا وعيدوا
لولا رسول الله وهو جدهم ... وا حبذا الوالد ثم الولد
ومصرع الطف ولا أذكره ... ففي الحشا منه لهيب موقد
يرى الفرات ابن البتول طاميا ... يلقى الردى وابن الدعي يرد
حسبك يا هذا وحسب من بغى ... عليهم يوم المعاد الصمد
يا أهل بيت المصطفى يا عدتي ... ومن على حبهم أعتمد
/ أنتم إلى الله غدا وسيلتي ... وكيف أخشى وبكم اعتضد 64/ أ
وليكم في الخلد حي خالد ... والضد في نار لظى يخلد [2]
ولست أهواكم ببغض غيركم ... إني إذا أشقى بكم لا أسعد
فلا يظن رافضي أنني ... وافقته أو خارجي مفسد
محمد والخلفاء بعده ... أفضل خلق الله فيما أجد
هم أسسوا قواعد الدين لنا ... وهم بنوا أركانه وشيدوا
ومن يخن أحمد في أصحابه ... فخصمه يوم المعاد أحمد
هذا اعتقادي فالزموه تفلحوا ... هذا طريقي فاسلكوه تهتدوا [3]
والشافعي مذهبي مذهبه ... لأنه في قوله مؤيد
أتبعه في الأصل والفرع معا ... فليتبعني الطالب المسترشد
إني بإذن الله ناج سابق ... إذا ونى الظالم والمقتصد
وله أيضا:
حنت فأذكت لوعتي حنينا ... أشكو من البين وتشكو البينا
قد عاث في اشخاصها طول السري ... بقدر ما عاث الفراق فينا
فخلها تمشي الهوينا طالما ... أضحت تباري الريح في البرينا
وكيف لا نأوي لها وهي التي ... بها قطعنا السهل والحزونا
ها قد وجدنا البر بحرا زاخرا ... فهل وجدنا غيرها سفينا
إن كن لا يفصحن بالشكوى لنا ... فهن بالإرزام يشتكينا
قد أقرحت بما تئن كبدي ... إن الحزين يرحم الحزينا
مذ عذبت لها دموعي لم تبت ... هيما عطاشا وترى المعينا
64/ ب/ وقد تياسرت بهن جائرا [1] ... عن الحمى [2] فاعدل بها يمينا
تحن أطلالا عفا آياتها ... تعاقب الأيام والسنينا
يقول صحبي أترى آثارهم ... نعم ولكن لا نرى القطينا
لو لم تجد ربوعهم كوجدنا ... للبين لم تبل كما بلينا
ما قدر الحي على سفك دمي ... لو لم تكن أسيافهم عيونا
أكلما لاح لعيني بارق [3] ... بكت فأبدت سرى المصونا
لا تأخذوا قلبي بذنب مقلتي ... وعاقبوا الخائن لا الأمينا
ما استترت بالورق الورقاء كي ... تصدق لما علت الغصونا
قد وكلت بكل باك شجوه ... تعينه إذ عدم المعينا
هذا بكاها والقرين حاضر ... فكيف من قد فارق القرينا
أقسمت ما الروض إذا ما بعثت ... أرجاؤه الخيري والنسرينا
وأدركت ثماره وعذبت ... أنهاره وأبدت المكنونا
وقابلته الشمس لما أشرقت ... وانقطعت افنانه [4] فنونا
أذكى ولا أحلى ولا أشهى ولا ... أبهى ولا أوفي بعيني لينا
من نشرها وثغرها ووجهها ... وقدها فاستمع اليقينا
يا خائفا على أسباب العدى ... أما عرفت حصني الحصينا
إني جعلت في الخطوب موئلي ... محمدا والأنزع البطينا
أحببت ياسين وطاسين ومن ... يلوم في ياسين أو طاسينا
سر النجاة والمناجاة لمن ... أوى إلى الفلك وطور سينا
وظن بي الأعداء إذ مدحتهم ... ما لم أكن بمثله قمينا
يا ويحهم وما الذي يريبهم [1] ... مني حتى رجموا الظنونا
وكم مديح قدروا في رافد [2] ... فلم يجنوا ذلك الجنونا
وإنما أطلب رفدا باقيا ... يوم يكون غيري المغبونا
يا تائهين في أضاليل الهوى ... وعن سبيل الرشد ناكبينا
تجاهكم دار السلام فابتغوا ... في نهجها جبريلها الأمينا
لجوامعي الباب وقولوا حطة ... تغفر لنا الذنوب أجمعينا
ذروا العنا فإن أصحاب العبا [3] ... هم النبا إن شئتم التبيينا
ديني الولاء لست أبغي غيره ... دينا وحسبي بالولاء دينا
هما طريقان فأما شأمة ... أو فاليمين [فاسلكوا] [4] اليمينا
سجنكم سجين إن لم تتبعوا ... علينا دليل عليينا
وله أيضا:
إذا قل مالي لم تجدني ضارعا ... كثير الأسى مغرى بعض الأنامل
ولا بطرا إن جدد الله نعمة ... ولو أن ما آوى جميع الأنام لي
توفي الحصكفي في ربيع الأول من هذه السنة بميافارقين.




البداية والنهاية ط الفكر (12/ 237)
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة
.....
يحيى بن سلامة
ابن الحسين أبو الفضل الشافعي، الحصكفي نسبة إلى حصن كيفا، كان إماما في علوم كثيرة من الفقه والآداب، ناظما ناثرا، غير أنه كان ينسب إلى الغلو في التشيع، وقد أورد له ابن الجوزي قطعة من نظمه، فمن ذلك قوله في جملة قصيدة له:
تقاسموا يوم الوداع كبدي ... فليس لي منذ تولوا كبد
على الجفون رحلوا وفي الحشا ... نزلوا وماء عيني وردوا
وأدمعى مسفوحة وكبدي ... مقروحة وعلتي ما قد بدوا
وصبوتي دائمة ومقلتي ... دامية ونومها مشرد
تيمني منهم غزال أغيد ... يا حبذا ذاك الغزال الأغيد
حسامه مجرد وصرحه ... ممرد وخده مورد
وصدغه فوق احمرار خده ... مبلبل معقرب مجعد
كأنما نكهته وريقه ... مسك وخمر والثنايا برد
يقعده عند القيام ردفه ... وفي الحشا منه المقيم المقعد
له قوام كقضيب بانة ... يهتز قصدا ليس فيه أود
وهي طويلة جدا، ثم خرج من هذا التغزل إلى مدح أهل البيت والأئمة الاثني عشر رحمهم الله
وسائلي عن حب أهل البيت ... هل أقر إعلانا به أم أجحد؟
هيهات ممزوج بلحمي ودمي ... حبهم وهو الهدى والرشد
حيدرة والحسنان بعده ... ثم علي وابنه محمد
وجعفر الصادق وابن جعفر ... موسى ويتلوه علي السيد
أعني الرضى ثم ابنه محمد ... ثم علي وابنه المسدد
والحسن الثاني ويتلو تلوه ... محمد بن الحسن المفتقد
فإنهم أئمتي وسادتي ... وإن لحاني معشر وفندوا
أئمة أكرم بهم أئمة ... أسماؤهم مسرودة تطرد
هم حجج الله على عباده ... وهم إليه منهج ومقصد
قوم لهم فضل ومجد باذخ ... يعرفه المشرك والموحد
قوم لهم في كل أرض مشهد ... لا بل لهم في كل قلب مشهد
قوم منى والمشعران لهم ... والمروتان لهم والمسجد
قوم لهم مكة والأبطح والخيف ... وجمع والبقيع الغرقد
ثم ذكر بلطف مقتل الحسين بألطف عبارة إلى أن قال:
يا أهل بيت المصطفى يا ... عدتي ومن على حبهم أعتمد
أنتم إلى الله غدا وسيلتي ... وكيف أخشى وبكم أعتضد
وليكم في الخلد حي خالد ... والضد في نار لظى مخلد
ولست أهواكم ببغض غيركم ... إني إذا أشقى بكم لا أسعد
فلا يظن رافضي أنني ... وافقته أو خارجي مفسد
محمد والخلفاء بعده ... أفضل خلق الله فيما أجد
هم أسسوا قواعد الدين لنا ... وهم بنوا أركانه وشيدوا
ومن يخن أحمد في أصحابه ... فخصمه يوم المعاد أحمد
هذا اعتقادي فالزموه تفلحوا ... هذا طريقي فاسلكوه تهتدوا
والشافعي مذهبي مذهبه ... لأنه في قوله مؤيد
اتبعته في الأصل والفرع معا ... فليتبعني الطالب المرشد
إني باذن الله تاج سابق ... إذا ونى الظالم ثم المفسد
ومن شعره أيضا:
إذا قل مالي لم تجدني جازعا ... كثير الأسى معرى بعض الأنامل
ولا بطرا إن جدد الله نعمة ... ولو أن ما أوتى جميع الناس لي



سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (2/ 408)
قال وهي طويلة جدا ثم خرج من التغزل إلى مدح أهل البيت وذكر الأئمة الاثني عشر رحمهم الله تعالى فقال
(يا سائلي عن حب أهل البيت هل ... أقر إيمانا به أم أجحد)




جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) (2/ 406)
ووقفت على قصيدة طويلة نحو المئة بيت في مديح أهل البيت (عليهم السلام) للشيخ العلاء يحيى بن سلامة الحصكفي (1) ذكرها ابن الجوزي في تاريخه المعروف بالمنتظم فاخترت منها هذا القدر:




ينابيع المودة لذوي القربى (3/ 312)
ولقد قال الامام محمد بن ادريس الشافعي في شعره: لو فتشوا قلبي لالفوا به * سطرين قد خطا بلا كاتب
العدل والتوحيد في جانب * وحب أهل البيت في جانب وقال أيضا على ما نقل عنه ابن حجر في صواعقه المحرقة (1): يا راكبا نحو المحصب من منى * اهتف بساكن خيفها والناهض سحرا إذا فاض الحجيج الى منى * فيضا كمنحل الفرات الفائض وأخبرهم أني من النفر الذي * لولاء أهل البيت ليس بناقض إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي وقال بعض الشافعية في قصيدته الدالية المشهورة إلى أن قال: وسائلي عن حب أهل البيت هل * أسر إعلانا بهم أم أجحد والله مخلوط بلحمي ودمي * حبهم هم الهدى والرشد حيدرة والحسنان بعده * ثم علي وابنه محمد وجعفر الصادق وابن جعفر * موسى ويتلوه علي السند أعني الرضا ثم ابنه محمد * ثم علي وابنه المسدد والحسن التالي ويتلو تلوه * محمد بن الحسن الممجد فانهم ائمتي وسادتي * وإن لحاني معشر وفندوا أئمة أكرم بهم أئمة * أسماؤهم مسرودة تطرد هم حجج الله على عباده * وهم إليه منهج ومقصد هم النهار صوم لربهم * وفي الدياجي ركع وسجد قوم لهم مكة والابطح وال‍ * - خيف وجمع والبقيع الغرقد قوم منى والمشعران لهم * والمروتان لهم والمسجد قوم لهم في كل أرض مشهد * لا بل لهم في كل قلب مشهد 



مناقب آل ابي طالب (2/ 45)
وقال الحصفكي : قوم أتى في هل أتى مدحتهم * ما شك في ذلك إلاملحد قوم لهم في كل
ارض مشهد * لابل لهم في كل قلب مشهد 



المحسن السبط مولود أم سقط - محمد مهدي الموسوي الخرسان (ص: 591)
وقد جمع ذكرهم ببراعة فائقة أبو الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي ( ت553 هـ ) في بيت شعر من قصيدته الخالدة (1) فقال :
قوم لهم في كل أرض مشهد ... لا بل لهم في كل قلب مشهد



منتخب الاثر في الإمام الثاني عشر (14/ 1)
17 ـ بعض الشافعية كما في ينابيع المودَّة (ص 474) قال وقال بعض الشافعية في قصيدته الدالية المشهورة (الى ان قال). هذه القصيدة ليحيى بن سلامه الحصلفي الشيعي وليست لبعض الشافعية.
وسائلي عن حب اهل البيت ***** هل اسر اعلاناً بهم ام جحد



الكنى والالقاب (67/ 14)
(الحصكفى)
الخطيب معين الدين ابوالفضل يحيى بن سلام بن الحسين بن محمد الشيعي الامامي الحصكفي نسبة إلى حصن كيفا من مدائن ديار بكر قال في (ضا) نقلا عن أنساب السمعاني.
وكان خطيبا بميافارقين، وهو واحد افاضل الدنيا، وكان في فن الشعر بارعا جواد الطبع رقيق القول، وكان نظمه ونثره وخطبته في الآفاق مشهورا ورزق عمرا طويلا، وكان غاليا في التشيع كما يظهره من شعره، قال السمعاني: واني وصلت إلى خدمته في سنة 550 (ثن)، وأجازني بخطه الشريف جميع مسموعاته، وكانت ولادته في حدود سنة 460 (تس)، ووفاته بميافارقين في سنة 551 (ثنا) وعن ابن كثير الشامي في تاريخه ان الخطيب الحصكفى هذا كان إمام زمانه في كثير من العلوم كالفقه والادب والنظم والنثر ولكن كان غاليا في التشيع.
وعن ابن الاثير في الكامل انه قال: وله شعر حسن ورسائل جيدة، (قلت) ومن جملة اشعاره برواية ابن الجوزي كما في مجالس المؤمنين ما يقول فيه من بعد التغزل المتعارف أعماله على ابواب القصائد:
وسائلي عن حب اهل البيت هل * أقر إعلانا به أم اجحد
هيهات ممزوج بلحمي ودمي * هوى أئمة الهدى والرشد
حيدرة والحسنان بعده * ثم علي بعهد محمد
[182]
وجعفر الصادق وابن جعفر * موسى ويتلوه علي السيد
أعنى الرضا ثم ابنه محمد * ثم علي ابنه المسدد
والحسن الثانى ويتلو تلوه * م ح م د بن الحسن المفتقد
فانهم أئمتي وسادتي * وان لحاهم معشر وفندوا
أئمة اكرم بهم أئمة * أسمائهم مسرودة تطرد
هم حجج الله على عباده * وهم اليه منهج ومقصد
قوم لهم فضل ومجد باذخ * يعرفه المشرك والموحد
قوم لهم في كل أرض مشهد * لا بل لهم في كل قلب مشهد
قوم منى والمشعران لهم * والمروتان لهم والمسجد
قوم لهم مكة والابطح والخي‍ * ف وجمع البقيع الغرقد
وقد يطلق الحصكفى على علاء الدين محمد بن علي بن محمد الحصكفى الدمشقي العالم المحدث النحوي، كان يدرس ويفتي بدمشق، وله شرح على المنار للنسفي، وشرح على ملتقى الابحر في الفروع الحنفية لابراهيم الحلبي، المتوفى سنة 956 وغير ذلك، توفى سنة 1088 (غفح).
(الحطيئة)



إنتصار الحق (20/ 56)
دكتور عصام العماد
ومن يتأمل في كتابه «تذكرة الخواص», سوف يعرف أنه في هذا الكتاب يثبت إمامة الأئمة الاثني عشر, ويثبت غيبة الإمام الثاني عشر, ومن خلال بعض مقتطفاتنا منه سوف يتبين صدق ما ذكرناه, فبعد أن 
....
وقال في موضع آخر: «وقد جمع الأئمة ـ أي الأئمة الاثني عشر ـ أبو الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي في قصيدته المشهورة التي أنشدنيها جماعة من مشايخنا ببغداد:
أم اتهموا أم أيمنوا أم أنجدوا ... هم الحياة اعرقوا أم اشأموا
حظهم وحظ عيني السهد ... ليهنهم طيب الكرى فإنه





شرح إحقاق الحق وإزهاق الباطل (ص: 1)
الشاعر المحب أبو الفضل بن سلامة الحصكفي الدياربكري المتولد بعد
ستين وأربعمائة والمتوفى في ربيع الأول من سنة 553 ه يمدح أهل بيت
الرسول صلى الله عليه وآله ويقول :
اقوت مغانيهم فأقوى الجلد * ريعان كل بعد سكن فدفد
أسأل عن قلبي وعن أحبابه * ومنهم كل مقر يجحد
وهل تجيب أعظم بالية * وأرسم خالية من ينشد
ليس بها إلا بقايا مهجة * وذاك إلا حجر أو وتد
كأنني بين الطلول واقف * اندبهن الأشعث المقلد
صاح الغراب فكما تحملوا * مشى بها كأنه مقيد
يحجل في آثارهم بعدهم * بادي السمات أبقع وأسود
 صفحه قصيدة شعرية 6 

لبئس ما اعتاضت وكانت قبلها * يرتع فيها ظبيات خرد
ليت المطايا للنوى ما خلقت * ولا حدا من الحداة أحد
رغاؤها وحدوهم ما اجتمعا * للصب إلا ونحاه الكمد
تقاسموا يوم الوداع كبدي * فليس لي منذ تولوا كبد
على الجفون رحلوا وفي الحشا * تقيلوا ودمع عيني وردوا
فأدمعي مسفوحة وكبدي * مقروحة وعلتي ما تبرد
وصبوتي دائمة ومقلتي * دامية ونومها مشرد
تيمني منهم غزال اغيد * يا حبذا ذاك الغزال الأغيد
حسامه مجرد وصرحه * ممرد وخده مورد
وصدغه فوق احمرار خده * مبلبل معقرب مجعد
كأنما نكهته وريقه * مسك وخمر والثنايا برد
يقعده عند القيام ردفه * وفي الحشا منه المقيم المقعد
له قوام لقضيب بانة * يهتز قصدا ليس فيه أود
أيقنت لما أن حدا الحادي بهم * ولم أمت أن فوادي جلمد
كنت على القرب كئيبا مغرما * صبا فما ظنك بي إذ بعدوا
هم الحياة أعرقوا أم اشأموا * أم أيمنوا أم اتهموا أم أنجدوا
ليهنهم طيب الكرى فإنه * حظهم وحظ عيني السهد
نعم تولوا بالفؤاد والكرى * فأين صبري بعدهم والجلد
لولا الضنا جحدت وجدي بهم * لكن نحولي بالغرام يشهد
ليس على المتلف غرم عندهم * ولا على القاتل عمدا قود
هل أنصفوا إذ حكموا أم أسعفوا * من تيموا أم عطفوا فاقتصدوا
 صفحه قصيدة شعرية 7 

بل اصطفوا إذ حكموا وأتلفوا * من هيموا وأخلفوا ما وعدوا
وسائل عن حب أهل البيت هل * أقر إعلانا به أم أجحد
هيهات ممزوج بلحمي ودمي * حبهم وهو الهدى والرشد
حيدرة والحسنان بعده * ثم علي وابنه محمد
جعفر الصادق وابن جعفر * موسى ويتلوه علي السيد
أعني الرضا ثم ابنه محمد * ثم علي وابنه المسدد
الحسن التالي ويتلو تلوه * محمد بن الحسن المفتقد
فإنهم أئمتي وسادتي * وإن لحاني معشر وفندوا
أئمة أكرم بهم أئمة * أسماؤهم مسرودة تطرد
هم حجج الله على عباده * وهم إليه منهج ومقصد
هم في النهار صوم لربهم * وفي الدياجي ركع وسجد
قوم أتى في هل أتى مدحهم * ما شك في ذلك إلا ملحد
قوم لهم فضل ومجد باذخ * يعرفه المشرك ثم الملحد
قوم لهم في كل أرض مشهد * لا بل لهم في كل قلب مشهد
قوم منى والمشعران لهم * والمروتان لهم والمسجد
قوم لهم مكة والأبطح وال * - خيف وجمع والبقيع الغرقد
ما صدق الناس ولا تصدقوا * ما نسكوا وأفطروا وعيدوا
لولا رسول الله وهو جدهم * واحبذا الوالد ثم الولد
ومصرع الطف ولا أذكره * ففي الحشا منه لهيب موقد
يرى الفرات ابن البتول طاميا * يلقى الردى وابن الدعي يرد
حسبك يا هذا وحسب من بغى * عليهم يوم المعاد الصمد
 صفحه قصيدة شعرية 8 

يا أهل بيت المصطفى يا عدتي * ومن على حبهم أعتمد
أنتم إلى الله غدا وسيلتي * وكيف أخشى وبكم اعتضد
وليكم في الخلد حي خالد * والضد في نار لظى يخلد
ولست أهواكم ببغض غيركم * إني إذا أشقى بكم لا أسعد
فلا يظن رافضي أنني * وافقته أو خارجي مفسد
محمد والخلفاء بعده * أفضل خلق الله فيما أجد
هم أسسوا قواعد الدين لنا * وهم بنوا أركانه وشيدوا
ومن يخن أحمد في أصحابه * فخصمه يوم المعاد أحمد
هذا اعتقادي فالزموه تفلحوا * هذا طريقي فاسلكوه تهتدوا
والشافعي مذهبي مذهبه * لأنه في قوله مؤيد
اتبعه في الأصل والفرع معا * فليتبعني الطالب المسترشد
إني بإذن الله ناج سابق * إذا ونى الظالم والمقتصد
وله أيضا :
حنت فأذكت لوعتي حنينا * أشكو من البين وتشكو البينا
قد عاث في إشخاصها طول السرى * بقدر ما عاث الفراق فينا
فخلها تمشي الهوينا طالما * أضحت تباري الريح في البرينا
وكيف لا نأوي لها وهي التي * بها قطعنا السهل والحزونا
ها قد وجدنا البر بحرا زاخرا * فهل وجدنا غيرها سفينا
إن كن لا يفصحن بالشكوى لنا * فهن بالارزام يشتكينا
 صفحه قصيدة شعرية 9 

قد أقرحت بما تئن كبدي * إن الحزين يرحم الحزينا
مذ عذبت لها دموعي لم تبت * هيما عطاشا وترى المعينا
وقد تياسرت بهن جائرا * عن الحمى فاعدل بها يمينا
تحن أطلالا عفا آياتها * تعاقب الأيام والسنينا
يقول صحبي أترى آثارهم * نعم ولكن لا نرى القطينا
لو لم تجد ربوعهم كوجدنا * للبين لم تبل كما بلينا
ما قدر الحي على سفك دمي * لو لم تكن أسيافهم عيونا
أكلما لاح لعيني بارق * بكت فأبدت سري المصونا
لا تأخذوا قلبي بذنب مقلتي * وعاقبوا الخائن لا الأمينا
ما استترت بالورق الورقاء كي * تصدق لما علت الغصونا
قد وكلت بكل باك شجوه * تعينه إذ عدم المعينا
هذا بكاها والقرين حاضر * فكيف من قد فارق القرينا
أقسمت ما الروض إذا ما بعثت * أرجاؤه الخيري والنسرينا
وأدركت ثماره وعذبت * أنهاره وأبدت المكنونا
وقابلته الشمس لما أشرقت * وانقطعت أفنانه فنونا
أذكى ولا أحلى ولا أشهى ولا * أبهى ولا أوفى بعيني لينا
من نشرها وثغرها ووجهها * وقدها فاستمع اليقينا
يا خائفا علي أسباب العدى * أما عرفت حصني الحصينا
إني جعلت في الخطوب موئلي * محمدا والأنزع البطينا
أحببت ياسين وطاسين ومن * يلوم في ياسين أو طاسينا
سر النجاة والمناجاة لمن * أوى إلى الفلك وطور سينا
 صفحه قصيدة شعرية 10 

وظن بي الأعداء إذ مدحتهم * ما لم أكن بمثله قمينا
يا ويحهم وما الذي يريبهم * مني حتى رجموا الظنونا
وكم مديح قدروا في رافد * فلم يجنوا ذلك الجنونا
وإنما أطلب رفدا باقيا * يوم يكون غيري المغبونا
يا تائهين في أضاليل الهوى * وعن سبيل الرشد ناكبينا
تجاهكم دار السلام فابتغوا * في نهجها جبريلها الأمينا
لجوامعي الباب وقولوا حطة * تغفر لنا الذنوب أجمعينا
ذروا العنا فإن أصحاب العبا * هم النبأ إن شئتم التبيينا
ديني الولاء لست أبغي غيره * دينا وحسبي بالولاء دينا
هما طريقان فأما شأمة * أو فاليمين فاسلكوا اليمينا
سجنكم سجين إن لم تتبعوا * علينا دليل عليينا
ذكره العلامة ابن الجوزي في ( المنتظم ) ج 18 ص 128 .
الناشي
ولقد تبين فضلهم في هل أتى * فضل تذل به قلوب الحسد
وجزاؤهم بالصبر ما هو جنة * فيه الحرير لباسهم لم ينفد
يسقون فيها سلسبيل يديرها * ولدان حور بين حور خرد




شرح إحقاق الحق وإزهاق الباطل (ص: 3)
ومنها
كلام أبي الفضل يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الحصكفي
المتولد بطنزة بعد
الستين وأربعمائة والمتوفى سنة 553 بميافارقين
ذكره جماعة :
فمنهم العلامة المؤرخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى
سنة 597 في ( المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ) ( ج 18 ص 129 ط دار الكتب العلمية
بيروت ) قال :
ومن أشعاره الرقيقة :





أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة (28/ 14)
4 ـ يحيى بن سلامة بن حسين بن أبي محمد عبد الله الديار بكري الطنزي الحصكفي (ت: 553 هـ)(2).
ذكر ولادة الإمام المهدي في قصيدة طويلة جاء فيها: