الفضل بن شاذان بن الخليل(000 - 260 هـ = 000 - 873 م)

الفضل بن شاذان بن الخليل(000 -ح 260 هـ = 000 - 873 م)
سديد الدين أبو الفضل شاذان بن جبرائيل بن أبي طالب القمي‏(000 - 600 هـ = 000 - 1204 م)




فهرست كتب الشيعة و أصولهم و أسماء المصنفين و أصحاب الأصول (للطوسي) ( ط - الحديثة)، النص، ص: 361
...و ذكر ابن النديم أن له على مذهب العامة كتبا! منها: كتاب التفسير، كتاب القراآت «8»، كتاب «9» السنن في الفقه، و أن لإبنه العباس كتبا.
و أظن هذا الذي ذكره «10» الفضل بن شاذان الرازي الذي تروي العامة عنه.
__________________________________________________
(10) أي الذي ذكره النديم في الفهرست [ص 278]، هو الرازي، و هو كذلك، و هو الفضل بن شاذان بن عيسى أبو العباس الرازي المتوفى حدود سنة 290.
ترجم له الجزري في طبقات القراء 2/ 10، و ترجم لإبنه أبي القاسم العباس بن الفضل الرازي المتوفى سنة 310 في 1/ 352.



الأعلام للزركلي (5/ 149)
ابن شاذان
(000 - 260 هـ = 000 - 874 م)
الفضل بن شاذان بن الخليل، أَبُو مُحَمَّد الأَزْدي النيسابورىّ: عالم بالكلام، من فقهاء الإمامية.
له نحو 180 كتابا، منها " الرد علي ابن كرّام " و " الإيمان " و " محنة الإسلام " و " الرد على الدامغة الثنوية " و " الرد على الغلاة " و " التوحيد و " الرد على الباطنية والقرامطة " (2) .
__________
(2) الطوسي 124 والبهبهاني 260 والنجاشي 216 والذريعة 2: 510 والقمي 2: 378.



معجم المفسرين «من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر» (1/ 421)
المؤلف: عادل نويهض
ابن شاذان [... - 260 هـ / ... - 874 م]
الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيسابوري، أبو محمد:
فقيه إمامي، عالم بالكلام، مشارك في التفسير والقراءات والفرائض وغيرها. له نحو 180 كتابا، منها كتاب في "التفسير" (2).



معجم المؤلفين (8/ 69)
المؤلف: عمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشق (المتوفى: 1408هـ)
الفضل بن شاذان (..- 260 هـ) (1) (..- 874 م) الفضل بن شاذان بن الخليل الازدي، النيسابوري (أبو محمد) فقيه، متكلم، مشارك في التفسير والقراءات والفرائض وغيرها.
من تصانيفه الكثيرة: كتاب التفسير، كتاب القراءات، السنن في الفقه.
فضائل علي بن أبي طالب، وكتاب الايمان.
(ط) ابن النديم: الفهرست 1: 231، الطوسي: الفهرست 124، 125، النجاشي: كتاب الرجال 216، 217، ميرزا محمد: منهج المقال 260، 261، البغدادي: ايضاح المكنون 1: 23، 213، 400، 2: 184، 185، 197، 269، 277، 282، 284، 292، 303، 312، 313، 315، 321، 325، 334، 336، 342، 445، 474، 513، 675، البغدادي: هدية العارفين 1: 817، 818.





من لا يحضره الفقيه ج‏4 270 باب ميراث الأبوين مع ولد الولد ..... ص : 269
و قال الفضل بن شاذان رحمه الله خلاف قولنا في هذه المسألة و أخطأ قال إن ترك ابن ابنة و ابنة ابن و أبوين فللأبوين السدسان و ما بقي فلابنة الابن من ذلك الثلثان و لابن الابنة من ذلك الثلث تقوم ابنة الابن مقام أبيها و ابن الابنة مقام أمه و هذا مما زل به قدمه عن الطريق المستقيمة و هذا سبيل من يقيس.






روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه (ط - القديمة) ج‏11 262 باب ميراث الأبوين مع ولد الولد ..... ص : 261
__________________________________________________
سبيل من يقيس» أي لما ورد أن أولاد الأخوة يقومون مقام آبائهم، و كذا الأخوات و الأعمام و الخالات بما سيجي‏ء من الأخبار فالفضل قاس أولاد الأولاد بهم أو بقيامهم مقام آبائهم في مقاسمة الزوجين، و حاشا من الفضل أن يقيس كما ذكر المصنف في العلل و غيره- إنه ذكر علل الشرائع: فلما فرغ قال علي بن محمد بن قتيبة راويه: قلت للفضل بن شاذان: أخبرني عن هذه العلل التي ذكرتها عن الاستنباط و الاستخراج أو هي من نتائج العقل أو هي مما سمعته و رويته؟ فقال لي: ما كنت لأعلم مراد الله تعالى بما فرض و لا مراد رسوله صلى الله عليه و آله و سلم بما شرع و سن و لا أعلل ذلك من ذات نفسي، بل سمعتها من مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام المرة بعد المرة و الشي‏ء بعد الشي‏ء فجمعتها و كذا رواه الحاكم النيشابوري عنه أنه قال سمعت هذه العلل من مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام متفرقة فجمعتها و ألفتها، و كذلك كان دأب المتقدمين منا رضي الله عنهم.







عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج‏2، ص: 121
2 حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال قلت للفضل بن شاذان لما سمعت منه هذه العلل أخبرني عن هذه العلل التي ذكرتها عن الاستنباط و الاستخراج و هي من نتائج العقل أو هي مما سمعته و رويته فقال لي ما كنت لأعلم مراد الله تعالى بما فرض و لا مراد رسول الله ص بما شرع و سن و لا أعلل ذلك من ذات نفسي بل سمعتها من مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع المرة بعد المرة و الشي‏ء بعد الشي‏ء فجمعتها فقلت له فأحدث بها عنك عن الرضا ع قال نعم حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري رضي الله عنه عن عمه أبي عبد الله محمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان أنه قال سمعت هذه العلل من مولاي أبي الحسن بن موسى الرضا ع فجمعتها متفرقة و ألفتها.



علل الشرائع، ج‏1، ص: 274
...حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال قلت للفضل بن شاذان لما سمعت منه هذه العلل أخبرني عن هذه العلل التي ذكرتها عن الاستنباط و الاستخراج و هي من نتائج‏ العقل أو هي مما سمعته و رويته فقال لي ما كنت أعلم مراد الله بما فرض و لا مراد رسوله ص بما شرع و سن و لا أعلل ذلك من ذات نفسي بل سمعنا من مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع مرة بعد مرة و الشي‏ء بعد الشي‏ء فجمعتها فقلت فأحدث بها عنك عن الرضا ع فقال نعم‏






رجال العلامة الحلي، ص: 132
2 الفضل بن شاذان‏
بالشين المعجمة و الذال المعجمة و النون بن الخليل بالخاء المعجمة أبو محمد الأزدي النيسابوري كان أبوه من أصحاب يونس، و روى‏ عن أبي جعفر الثاني عليه السلام. و قيل: عن الرضا عليه السلام أيضا و كان ثقة جليلا فقيها متكلما له عظم شأن في هذه الطائفة. قيل: إنه صنف مائة و ثمانين كتابا و ترحم عليه أبو محمد عليه السلام مرتين، و روى ثلاثا ولاء. و نقل الكشي عن الأئمة عليهم السلام مدحه، ثم ذكر ما ينافيه، و قد أجبنا عنه في كتابنا الكبير. و هذا الشيخ أجل من أن يغمز عليه، فإنه رئيس طائفتنا، رضي الله عنه.







الوافي، ج‏25، ص: 790
بيان‏
" و لا وارث غيرهن" كأنه يعني به الأبوين و الأولاد الصلبية «1» جميعا
__________________________________________________
(1). قوله «يعني به الأبوين و الأولاد الصلبية» حاصل هذا البحث بطوله أنه إذا اجتمع الأب و الام مع أولاد الأولاد هل يختص الميراث بالأب و الأم كما هو مذهب الصدوق لأنهما أقرب إلى الميت من أولاد الأولاد أو يشترك فيه هم و الأبوان كما هو المشهور و هو مذهب الفضل بن شاذان نقله ابن بابويه و أخطأه و نسبه إلى القياس، و انما نسبه إليه لأن الفضل ذكر كثيرا من الفروع و ليس فيه نص، و الحق أنه استخرج أحكام هذه من العمومات و القواعد الكلية و لم يكن قياسا.
و بالجملة فالعمل على مختار الفضل بن شاذان لا على فتوى الصدوق رحمهما الله و ان وافقها المصنف هنا، و الأقرب يمنع الأبعد في سلسلة واحدة كالابن و ابن الابن و الاخوة و الأولاد و الاخوة لا الأبوان و الحفدة.
و اعلم ان ما ذكره الفضل بن شاذان في فروع الارث و نقله علماؤنا يدل على فضل كبير و علم كثير و فقاهة تامة في هذا الرجل قل أن يتفق مثل هذا المقام لرجل، فقد تتبع القواعد المنصوصة و الأصول المسلمة و استخرج كل فرع من الأصل الذي يجب الرجوع إليه و القاعدة التي يتمسك بها، و كلامه انموذج احتذى ساير فقهائنا على منواله و عرفوا ما ينبغي أن يقال و يفتي به في مسائل الإرث فهو معلم مرشد لغيره و لذلك أجراه و الشيخ الكليني رحمهما الله مجرى النصوص لشدة الاعتماد عليه، و لذلك وصفه أصحاب الرجال كالنجاشي و العلامة و الشيخ بما وصفوه من كونه فقيها متكلما من أفاضل هذه الطائفة و وجوهها و ترحم عليه أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام ثلاثا، و وجود مثله في الرواة رد على من يزعم أنه لم يكن في عصر الأئمة عليهم السلام مجتهد و ان الرواة في عصرهم بمنزلة نقلة فتوى المجتهدين في زماننا، و المتتبع يجد بخلافه ظاهرا في موارد كثيرة لأن دأبهم عليهم السلام كان إلقاء الأصول و كان تفريع الفروع وظيفة المجتهدين و تقليدهم و قبول فتاواهم تكليف العوام. «ش».







فهرست كتب الشيعة و أصولهم و أسماء المصنفين و أصحاب الأصول (للطوسي) ( ط - الحديثة)، النص، ص: 361
باب الفضل «1»
[564] الفضل [بن شاذان‏]
الفضل بن شاذان النيشابوري، متكلم، فقيه، جليل القدر.
له كتب و مصنفات. منها: كتاب الفرائض الكبير، كتاب الفرائض الصغير، كتاب الطلاق، كتاب المسائل الأربعة في الإمامة، كتاب الرد على ابن كرام «2»، كتاب المسائل و الجوابات، كتاب النقض على الإسكافي في الجسم، كتاب المتعتين: متعة النساء و متعة الحج، كتاب الوعيد، المسائل في العالم «3» و حدوثه، كتاب الأعراض و الجواهر، كتاب العلل، كتاب الإيمان، كتاب الرد على الدامغة (في النبوة) «4»، كتاب في إثبات الرجعة، كتاب الرد على الغلاة، كتاب تبيان أصل الضلالة، كتاب التوحيد من كتب الله تعالى المنزلة الأربعة، و هو كتاب الرد على يزيد بن بزيع الخارجي، كتاب الرد على أحمد بن يحيى، كتاب الرد على الأصم، كتاب الوعد و الوعيد، كتاب الحسنى، كتاب الرد على (يمان بن رباب) «5» الخارجي، كتاب النقض «6» على من يدعي الفلسفة، في التوحيد و الأعراض و الجواهر و الجزء «7»، كتاب الرد على المثلثة «1»، كتاب المسح على الخفين و الرد على المرجئة، كتاب الرد على الباطنية و القرامطة «2»، كتاب النقض على أبي عبيد «3» في الطلاق، كتاب جمع «4» فيه مسائل متفرقة للشافعي و أبي ثور و الإصفهاني و غيرهم، سماها تلميذه علي بن محمد بن قتيبة كتاب الديباج «5»، كتاب مسائل البلدان (و كتاب التنبيه في الجبر و التشبيه) «6»، و له غير ذلك مصنفات كثيرة لم تعرف «7» أسماءها.
و ذكر ابن النديم أن له على مذهب العامة كتبا! منها: كتاب التفسير، كتاب القراآت «8»، كتاب «9» السنن في الفقه، و أن لإبنه العباس كتبا.
و أظن هذا الذي ذكره «10» الفضل بن شاذان الرازي الذي تروي العامة عنه.
أخبرنا (برواياته و كتبه) «1» أبو عبد الله، عن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن الحسن «2»، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل.
و رواها محمد بن علي بن الحسين، عن حمزة بن محمد العلوي، عن أبي نصر قنبر بن علي «3» بن شاذان، عن أبيه، عن الفضل.
__________________________________________________
(10) أي الذي ذكره النديم في الفهرست [ص 278]، هو الرازي، و هو كذلك، و هو الفضل بن شاذان بن عيسى أبو العباس الرازي المتوفى حدود سنة 290.
ترجم له الجزري في طبقات القراء 2/ 10، و ترجم لإبنه أبي القاسم العباس بن الفضل الرازي المتوفى سنة 310 في 1/ 352.







رجال النجاشي، ص: 306
840 الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمد الأزدي النيشابوري (النيسابوري)
كان أبوه من أصحاب يونس، و روى عن أبي جعفر الثاني، و قيل [عن‏] الرضا أيضا عليهما السلام و كان ثقة، أحد أصحابنا الفقهاء و المتكلمين. و له جلالة في هذه الطائفة، و هو في قدره أشهر من أن نصفه. و ذكر الكنجي أنه صنف مائة و ثمانين كتابا وقع إلينا منها: كتاب النقض على الإسكافي في تقوية الجسم، كتاب العروس و هو كتاب العين، كتاب الوعيد، كتاب الرد على أهل التعطيل، كتاب الاستطاعة، كتاب مسائل في العلم، كتاب الأعراض و الجواهر، كتاب العلل، كتاب الإيمان، كتاب الرد على الثنوية، كتاب إثبات الرجعة، كتاب الرجعة حديث، كتاب الرد على الغالية المحمدية، كتاب تبيان أصل الضلالة، كتاب الرد على محمد بن كرام، كتاب التوحيد في كتب الله، كتاب الرد على أحمد بن الحسين، كتاب الرد على الأصم، كتاب في الوعد و الوعيد آخر، كتاب الرد على البيان (اليمان ظ) بن رئاب، كتاب الرد على الفلاسفة، كتاب محنة الإسلام، كتاب السنن، كتاب الأربع مسائل في الإمامة، كتاب الرد على المنانية، كتاب الفرائض الكبير، كتاب الفرائض الأوسط، كتاب الفرائض الصغير، كتاب المسح على الخفين، كتاب الرد على المرجئة، كتاب الرد على القرامطة، كتاب الطلاق، كتاب مسائل البلدان، كتاب الرد على البائسة، كتاب اللطيف، كتاب القائم عليه السلام، كتاب الملاحم، كتاب حذو النعل بالنعل، كتاب الإمامة كبير، كتاب فضل أمير المؤمنين عليه السلام، كتاب معرفة الهدى و الضلالة، كتاب التعري و الحاصل، كتاب الخصال في الإمامة، كتاب المعيار و الموازنة، كتاب الرد على الحشوية، كتاب النجاح في عمل شهر رمضان، كتاب الرد على الحسن البصري في التفضيل، كتاب النسبة بين الجبرية و الثنوية. أخبرنا أبو العباس بن نوح قال: حدثنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن إدريس بن أحمد قال: حدثنا علي بن أحمد بن قتيبة النيشابوري (النيسابوري) عنه‏ بكتبه.










رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 537
في أبي محمد الفضل بن شاذان رحمه الله‏
1023 سعد بن جناح الكشي، قال سمعت محمد بن إبراهيم الوراق السمرقندي، يقول، خرجت إلى الحج، فأردت أن أمر على رجل كان من أصحابنا معروف بالصدق و الصلاح و الورع و الخير، يقال له بورق البوسنجاني «2»، قرية من قرى هراة، و أزوره و أحدث عهدي، به قال، فأتيته،
__________________________________________________
(1)- يتفلس، يتعيش- خ. قلنسه: ستره و غطاه. و غلس في العمل:
عمله في الظلمة.
(2)- البوشنجانى- خ.



رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 538
فجرى ذكر الفضل بن شاذان رحمه الله، فقال بورق: كان الفضل به بطن «1» شديد العلة، و يختلف في الليلة مائة مرة إلى مائة و خمسين مرة، فقال له بورق خرجت حاجا فأتيت محمد بن عيسى العبيدي، و رأيته شيخا فاضلا في أنفه عوج و هو القنا «2»، و معه عدة رأيتهم مغتمين محزونين، فقلت لهم ما لكم قالوا إن أبا محمد (ع) قد حبس، قال بورق: فحججت و رجعت ثم أتيت محمد بن عيسى، و وجدته قد انجلى عنه ما كنت رأيت به، فقلت ما الخبر قال قد خلي عنه، قال بورق: فخرجت إلى سر من رأى و معي كتاب يوم و ليلة، فدخلت على أبي محمد (ع) و أريته ذلك الكتاب، فقلت له: جعلت فداك إن رأيت أن تنظر فيه! فلما نظر «3» فيه و تصفحه ورقة ورقة: و قال: هذا صحيح ينبغي أن يعمل به، فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلة، و يقولون إنها من دعوتك بموجدتك عليه، لما ذكروا عنه: أنه قال إن وصي إبراهيم خير من وصي محمد صلى الله عليه و آله، و لم يقل، جعلت فداك هكذا كذبوا عليه، فقال: نعم رحم الله الفضل، قال بورق: فرجعت فوجدت الفضل قد توفي «4» في الأيام التي، قال أبو محمد (ع) رحم الله الفضل.
1024 ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري: أن‏
__________________________________________________
(1)- بطن كعلم بطنا بالتحريك: عظم بطنه فهو بطن و بطين.
(2)- قنى الأنف قنا من باب علم: إذا ارتفع وسط قصبته و ضاق منخراه، فهو اقنى.
(3)- و في نسخة ب و ج و تصفحه ورقه ورقة و قال.
(4)- مات- خ.



رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 539
الفضل بن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور، بعد أن دعي به و استعلم كتبه و أمره أن يكتبها، قال، فكتب تحته: الإسلام الشهادتان «1» و ما يتلوهما، فذكر: أنه يحب أن يقف على قوله في السلف فقال أبو محمد:
أتولى أبا بكر و أتبرأ من عمر، فقال له: و لم تتبرأ من عمر فقال: لإخراجه العباس من الشورى، فتخلص منه بذلك.
1025 جعفر بن معروف، قال حدثني سهل بن بحر الفارسي، قال سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به، يقول: أنا خلف لمن مضى، أدركت محمد بن أبي عمير و صفوان بن يحيى و غيرهما، و حملت عنهم منذ خمسين سنة، و مضى هشام بن الحكم رحمه الله و كان يونس بن عبد الرحمن رحمه الله خلفه كان يرد على المخالفين، ثم مضى يونس بن عبد الرحمن و لم يخلف خلفا غير السكاك، فرد على المخالفين حتى مضى رحمه الله، و أنا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله.
1026 و قال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، و مما رقع «2» عبد الله بن حمدويه البيهقي، و كتبته عن رقعته: أن أهل نيسابور قد اختلفوا في‏
__________________________________________________
(1)- هكذا في المطبوعة، و في نسخة ب: فكتب محبة للإسلام الشهادتين.
و قريب منها في النسخ الأخر. و في الممقانى: نخبة الإسلام الشهادتان.
(2)- وقع- خ. و هذه الرواية موجودة في المطبوعة و نسخة ب هنا، و ليست في غيرها، و في بعض النسخ ذكرت ذيل ايوب بن نوح الآتى في 1083. و في نسخة ج و غيره ذكرت من دون تناسب بعد رواية ابى يحيى الموصلى في 1128.



رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 540
دينهم، و خالف بعضهم بعضا و يكفر بعضهم بعضا، و بها قوم يقولون إن النبي (ص) عرف جميع لغات أهل الأرض و لغات الطيور و جميع ما خلق الله، و كذلك لا بد أن يكون في كل زمان من يعرف ذلك، و يعلم ما يضمر الإنسان و يعلم ما يعمل أهل كل بلاد في بلادهم و منازلهم، و إذا لقي طفلين يعلم أيهما مؤمن و أيهما يكون منافقا، «1» و أنه يعرف أسماء جميع من يتولاه في الدنيا و أسماء آبائهم، و إذا رأى أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلمه، و يزعمون جعلت فداك أن الوحي لا ينقطع، و النبي (ص) لم يكن عنده كمال العلم و لا كان عند أحد من بعد، و إذا حدث الشي‏ء في أي زمان كان و لم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان: أوحى الله إليه و إليهم، فقال: كذبوا لعنهم الله و افتروا إثما عظيما.
و بها شيخ «2» يقال له الفضل بن شاذان، يخالفهم في هذه الأشياء و ينكر عليهم أكثرها، و قوله: شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، و أن الله عز و جل في السماء السابعة فوق العرش كما وصف نفسه عز و جل و أنه جسم، فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني، ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير، و أن من قوله: إن النبي (ص) قد أتى بكمال الدين، و قد بلغ عن الله عز و جل ما أمره به، و جاهد في سبيله و عبده حتى أتاه اليقين، و أنه (ص) أقام رجلا يقوم مقامه من بعده، فعلمه من العلم الذي‏
__________________________________________________
(1)- كافرا- خ.
(2)- الظاهر ان هذه الجملة الى قوله: فقال قد صدق، من كلام السائل و هو عبد الله بن حمدويه.



رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 541
أوحى الله إليه، يعرف ذلك الرجل الذي عنده من العلم الحلال و الحرام و تأويل الكتاب و فصل الخطاب، و كذلك في كل زمان لا بد من أن يكون واحد يعرف هذا، و هو ميراث من رسول الله (ص) يتوارثونه، و ليس يعلم أحد منهم شيئا من أمر الدين إلا بالعلم الذي ورثوه عن النبي (ص) و هو ينكر الوحي بعد رسول الله (ص).
فقال قد صدق في بعض و كذب في بعض. و في آخر الورقة: قد فهمنا رحمك الله كلما ذكرت، و يأبى الله عز و جل أن يرشد أحدكم و أن نرضى «1» عنكم و أنتم مخالفون معطلون، الذين لا يعرفون إماما و لا يتولون «2» وليا، كلما تلاقاكم الله عز و جل برحمته، و أذن لنا في دعائكم إلى الحق، و كتبنا إليكم بذلك، و أرسلنا إليكم رسولا: لم تصدقوه، فاتقوا الله عباد الله! و لا تلجوا «3» في الضلالة من بعد المعرفة! و اعلموا أن الحجة قد لزمت أعناقكم! فاقبلوا نعمته عليكم تدم لكم بذلك سعادة الدارين عن الله عز و جل إن شاء الله.
و هذا الفضل بن شاذان ما لنا و له! يفسد علينا موالينا، و يزين لهم الأباطيل، و كلما كتبنا إليهم كتابا اعترض علينا في ذلك، و أنا أتقدم إليه أن يكف عنا، و إلا و الله سألت الله أن يرميه بمرض لا يندمل جرحه منه في الدنيا و لا في الآخرة، أبلغ موالينا هداهم الله سلامي، و اقرأهم بهذه الرقعة، إن شاء الله.
__________________________________________________
(1)- يرضى- خ.
(2)- لا تعرفون اماما و لا تتولون- خ.
(3)- من الولوج بمعنى الدخول. و يمكن أن يكون من الالحاح بمعنى الإصرار و المواظبة.



رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 542
1027 محمد بن الحسين بن محمد الهروي، عن حامد بن محمد العلجردي البوسنجي «1»، عن الملقب بفورا «2»، من أهل البوزجان من نيسابور أن أبا محمد الفضل بن شاذان رحمه الله كان وجهه إلى العراق إلى حيث به أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما، فذكر أنه دخل على أبي محمد (ع)، فلما أراد أن يخرج: سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في رداء له، فتناوله أبو محمد (ع) و نظر فيه، و كان الكتاب من تصنيف الفضل، و ترحم عليه، و ذكر أنه قال: أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان و كونه بين أظهرهم.
1028 محمد بن الحسين، عن عدة أخبروه، أحدهم أبو سعيد ابن محمود الهروي، و ذكر أنه سمعه «3» أيضا أبو عبد الله الشاذاني النيسابوري، و ذكر له: أن أبا محمد (ع) ترحم عليه ثلاثا ولاء.
11 قال أحمد بن يعقوب أبو علي البيهقي، رحمه الله، أما ما سألت من ذكر التوقيع الذي خرج في الفضل بن شاذان، أن مولانا (ع) لعنه بسبب قوله بالجسم: فإني أخبرك أن ذلك باطل، و إنما كان مولانا (ع) أنفذ إلى نيسابور
__________________________________________________
(1)- كذلك في نسخة ب و د، و في المطبوعة و كتب الرجال: حامد بن محمد الأزدي البوشنجى.
(2)- كذلك في نسخة ب و المطبوعة. و في الممقانى: الملقب بخوراء.
(3)- و الظاهر ان المراد: و ذكر محمد بن الحسين ان أبا عبد الله الشاذاني سمع هذا الحديث من ابى سعيد ايضا، فذكر أبو سعيد ان أبا محمد ترحم على فضل.



رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 543
وكيلا من العراق، كان يسمى أيوب بن الناب، يقبض حقوقه، فنزل بنيسابور عند قوم من الشيعة ممن يذهب مذهب الارتفاع و الغلو و التفويض، كرهت أن أسميهم، فكتب هذا الوكيل: يشكو الفضل بن شاذان، بأنه يزعم أني لست من الأصل، و يمنع الناس من إخراج حقوقه، و كتب هؤلاء النفر أيضا إلى الأصل: الشكاية للفضل، و لم يكن ذكروا الجسم، و لا غيره، و ذلك التوقيع خرج من يد المعروف بالدهقان ببغداد في كتاب عبد الله بن حمدويه «1» البيهقي، و قد قرأته بخط مولانا عليه السلام، و التوقيع هذا: الفضل بن شاذان ما له و لموالي يؤذيهم و يكذبهم! و إني لأحلف بحق آبائي لئن لم ينته الفضل بن شاذان، عن هذا لأرمينه بمرماة لا يندمل جرحه منها في الدنيا و لا في الآخرة.
و كان هذا التوقيع بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين في سنة ستين، و مائتين، قال أبو علي: و الفضل بن شاذان كان برستاق بيهق فورد خبر الخوارج فهرب منهم فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتل و مات منه، و صليت عليه.
1029- و الفضل بن شاذان رحمه الله كان يروي عن جماعة، منهم:
محمد بن أبي عمير، و صفوان بن يحيى، و الحسن بن محبوب، و الحسن بن علي بن فضال، و محمد بن إسماعيل بن بزيع، و محمد بن الحسن الواسطي، و محمد بن سنان، و إسماعيل بن سهل، و عن أبيه شاذان بن الخليل، و أبي داود المسترق، و عمار بن المبارك، و عثمان بن عيسى، و فضالة بن أيوب، و علي‏
__________________________________________________
(1)- في نسخة ب و ج: عمرويه.



رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، النص، ص: 544
بن الحكم، و إبراهيم بن عاصم، و أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، و القاسم بن عروة، و ابن أبي نجران.
وقف بعض من يخالف ليونس و الفضل، و هشاما قبلهم، في أشياء، و استشعر في نفسه بغضهم و عداوتهم و شنأتهم، على هذه «1» الرقعة، فطابت نفسه و فتح عينيه، و قال ينكر طعننا على الفضل! و هذا إمامه قد أوعده و هدده، و كذب بعض وصف ما وصف «2»، و قد نور الصبح لذي عينين، فقلت له: أما الرقعة: فقد عاتب الجميع و عاتب الفضل خاصة و أدبه، ليرجع عما عسى قد أتاه من لا يكون معصوما. و أوعده: و لم يفعل شيئا من ذلك، بل ترحم عليه في حكاية بورق، و قد علمت أن أبا الحسن الثاني و أبا جعفر (عليهما السلام) ابنه بعده قد أقر «3» أحدهما و كلاهما صفوان بن يحيى و محمد بن سنان و غيرهما لم يرض «4» بعد عنهما و مدحهما. و أبو محمد الفضل رحمه الله من قوم لم يعرض له بمكروه بعد العتاب، على أنه قد ذكر أن هذه الرقعة و جميع ما كتب إلى إبراهيم بن عبدة: كان مخرجهما من العمري و ناحيته، و الله المستعان‏

، و قيل إن للفضل مائة و ستين مصنفا، ذكرنا بعضها في كتاب الفهرست «1».
__________________________________________________
(1)- متعلق بقوله وقف.
(2)- فان في جواب الرقعة السابقة في 1026: فقال قد صدق في بعض و كذب في بعض. و في بعض النسخ: بعض ما وصف.
(3)- قد امر- خ.
(4)- في المطبوعة و المنهج: مما لم يرض. و قد سبق في 962 روايات فيهما فراجعها.
__________________________________________________
(1)- الظاهر ان هذه الجملة من كلام الشيخ، و قد ذكرها في الفهرست.









معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال؛ ج‌14، ص: 316
...
بقي هنا أمور:

الأول: أن النجاشي ذكر أن الراوي لكتاب الفضل هو علي بن أحمد بن قتيبة، و الشيخ ذكر أنه علي بن محمد بن قتيبة، و كذلك في مشيخة التهذيب و الفقيه كما يأتي.

الثاني: أن الشيخ ذكر في المشيخة في طريقه إلى الفضل بن شاذان عدة طرق، في ثلاثة منها علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الفضل بن شاذان ص (50)



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌14، ص: 317‌
و (86) و (87)، و لكنه لم يوجد رواية عن إبراهيم بن هاشم عن الفضل بن شاذان غير ما رواه في التهذيب: الجزء 7، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، باب فضل التجارة و آدابها، الحديث 19. إلا أن محمد بن يعقوب روى هذه الرواية بعينها، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، بلا واسطة الفضل بن شاذان. و رواها عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير. الكافي: الجزء 5، باب آداب التجارة من كتاب المعيشة 54، الحديث 6.

الثالث: أن الصدوق ذكر في الفقيه طريقه إلى الفضل بن شاذان من العلل التي ذكرها عن الرضا ع، و هذا صريح في روايته عن الرضا ع. و قد ذكر في العيون: الجزء 2، بابا و هو الباب 34، فيه ذكر العلل التي رواها الفضل بن شاذان، عن الرضا ع، و في آخر هذا الباب سأل علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، الفضل بن شاذان، و قال: أخبرني عن هذه العلل التي ذكرتها عن الاستنباط و الاستخراج و هي من نتائج العقل أو هي مما سمعته و رويته؟ فقال لي: ما كنت لأعلم مراد الله تعالى بما فرضه، و لا مراد رسول الله ص بما شرع و سن، و لا أعلل ذلك من ذات نفسي، بل سمعتها من مولاي أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) المرة بعد المرة، و الشي‌ء بعد الشي‌ء فجمعتها، فقلت له: فأحدث بها عنك عن الرضا ع؟ قال: نعم. و فيه أيضا أنه ذكر أبو عبد الله محمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان، أنه قال: سمعت هذه العلل من مولاي أبي الحسن بن موسى الرضا ع فجمعتها متفرقة و ألفتها. و ذكر في الفقيه: الجزء 1، روايته عن الرضا ع في عدة موارد، منها:



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌14، ص: 318‌
باب الأذان و الإقامة، الحديث 915، و باب وصف الصلاة من فاتحتها إلى خاتمتها، الحديث 920 و 927، و باب علة التقصير في السفر، الحديث 1320، و باب صلاة العيدين، الحديث 1488، و باب صلاة الكسوف و الزلازل، الحديث 1513. هذا، و ظاهر النجاشي حيث خص والد الفضل بروايته عن الجواد ع، و على قول عن الرضا ع، عدم رواية الفضل، عن الرضا ع، و هو أيضا ظاهر الشيخ حيث إنه لم يعد الفضل من أصحاب الرضا ع، و لا من أصحاب الجواد ع، و لكن الظاهر أن ما ذكره الصدوق هو الصحيح، و ذلك لقرب عهده و طريقه إلى الفضل، و يؤكد ذلك أن والد الفضل روى عن أبي الحسن الأول ع، فلا بعد في رواية الفضل نفسه عن الرضا ع، فقد روى محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن شاذان، عن أبي الحسن موسى ع. الروضة: الحديث 138.

الأمر الرابع: أنا لم نجد في الكتب الأربعة رواية للفضل بن شاذان عن المعصوم يعني الرضا ع غير ما ذكرناه عن الصدوق، و أن جل رواياته عن حماد، و ابن أبي عمير، و صفوان، و روايته عن غيرهم نادرة، كما أن روايته عن حريز و رفاعة و هشام غير ثابتة على ما يأتي في الطبقات. و كيف كان فطريق الصدوق- قدس سره- إليه: عبد الواحد بن عبدوس النيسابوري العطار- رضي الله عنه-، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيسابوري، عن الرضا ع. و الطريق ضعيف بعبد الواحد، و علي بن محمد، كما أن كلا طريقي الشيخ ضعيف، الأول بعلي بن محمد، و الثاني بحمزة بن محمد، و من بعده. نعم إن طريق الشيخ إليه في المشيخة صحيح.



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌14، ص: 319‌
طبقته في الحديث‌
وقع بعنوان الفضل بن شاذان في أسناد كثير من الروايات تبلغ سبعمائة و خمسة و سبعين موردا. فقد روى عن الرضا ع، و عن أبي ثابت، و ابن أبي عمير (و رواياته عنه تبلغ ثلاثمائة و أربعة و أربعين موردا)، و حماد، و حماد بن عيسى (و رواياته عنه تبلغ مائة مورد)، و صفوان (و رواياته عنه تبلغ مائة و أحد عشر موردا)، و صفوان بن يحيى (و رواياته عنه تبلغ مائة و تسعة و ثمانين موردا)، و عبد الله بن جبلة، و عبد الله بن الوليد العدني صاحب سفيان، و محمد بن أبي عمير، و محمد بن سنان، و محمد بن يحيى، و يونس. و روى عنه علي بن محمد بن قتيبة، و علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، و محمد بن إسماعيل. روى بعنوان الفضل بن شاذان النيسابوري، عن الرضا ع. الفقيه: الجزء 1، باب علة التقصير في السفر، الحديث 1320، و باب صلاة العيدين، الحديث 1488. و روى عن صفوان بن يحيى، و روى عنه محمد بن إسماعيل. الكافي: الجزء 1، كتاب فضل العلم 2، باب صفة العلماء 5، الحديث 4.

اختلاف الكتب‌
روى الشيخ بسنده عن العباس بن المغيرة، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير. التهذيب: الجزء 3، باب الزيادات من الصلاة، الحديث 488، و هنا اختلاف مع إستبصاره تقدم في العباس بن المغيرة. و روى بسنده أيضا عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الفضل بن شاذان،



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌14، ص: 320‌
عن ابن أبي عمير. التهذيب: الجزء 7، باب فضل التجارة و آدابها، الحديث 19. كذا في الطبعة القديمة أيضا، و لكن في الكافي: الجزء 5، كتاب المعيشة 2، باب آداب التجارة 54، الحديث 6، علي بن إبراهيم، عن أبيه، و محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا عن ابن أبي عمير، و هو الصحيح بقرينة سائر الروايات. و روى أيضا بسنده عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، و علي بن إبراهيم، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر ع. التهذيب: الجزء 3، باب العمل في ليلة الجمعة و يومها، الحديث 77. كذا في الطبعة القديمة أيضا، و لكن في الكافي: الجزء 3، كتاب الصلاة 4، باب وجوب الجمعة 68، الحديث 6، محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، و علي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن حماد بن عيسى، عن حريز، و هو الصحيح الموافق للوافي و الوسائل. و روى أيضا بسنده عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا عن رفاعة بن موسى، عن أبي عبد الله ع. التهذيب: الجزء 8، باب لحوق الأولاد بالآباء، الحديث 616، و الإستبصار: الجزء 3، باب أن الرجل إذا اشترى جارية حبلى ..، الحديث 1298. و هنا اختلاف تقدم في رفاعة بن موسى. و روى أيضا بسنده عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي جعفر ع. التهذيب: الجزء 7، باب تفصيل أحكام النكاح، الحديث 1080، و الإستبصار: الجزء 3، باب تحليل المتعة، الحديث 508، إلا أن فيه: الفضل بن شاذان، عن ابن مسكان، عن أبي جعفر ع، و ما في التهذيب هو الصحيح الموافق للكافي: الجزء 5، كتاب النكاح 3، باب أبواب المتعة 94، الحديث 2، بقرينة سائر الروايات و الوافي و الوسائل.



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌14، ص: 321‌
و روى أيضا بسنده عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن هشام بن الحكم. التهذيب: الجزء 9، باب وصية الإنسان لعبده، الحديث 886. كذا في الطبعة القديمة أيضا، و لكن في الكافي: الجزء 7، كتاب الوصايا 1، باب أن المدبر من الثلث 16، الحديث 2، فضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، و هو الصحيح الموافق للفقيه: الجزء 4، باب نوادر الوصايا، الحديث 618، بقرينة سائر الروايات. ثم روى الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، عن ابن أبي عمير، جميعا عن معاوية بن عمار. الكافي: الجزء 4، كتاب الحج 3، باب صلاة الإحرام و عقده 80، الحديث 2. كذا في الطبعة القديمة و المرآة أيضا، و لكن الصحيح صفوان و ابن أبي عمير بقرينة كلمة جميعا، الموافق للتهذيب: الجزء 5، باب صفة الإحرام، الحديث 253، و الوافي و الوسائل أيضا. و روى أيضا عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن سفيان، عن ابن مسكان. الكافي: الجزء 6، كتاب الطلاق 2، باب المباراة 64، الحديث 5. كذا في هذه الطبعة، و لكن في الطبعة القديمة و المرآة و الوافي و الوسائل: صفوان بدل سفيان، و هو الصحيح بقرينة سائر الروايات.

9375- الفضل بن شاذان الرازي:
تروي عنه العامة، تقدم ذكره عن الشيخ في ترجمة الفضل بن شاذان بن الخليل، و أنهما شخصان.








لباب الأنساب والألقاب والأعقاب (ص: 47، بترقيم الشاملة آليا)
المؤلف: أبو الحسن ظهير الدين علي بن زيد البيهقي، الشهير بابن فندمه (المتوفى: 565هـ)
وسمع السيد الأجل أبو الحسين محمد أبا عبد الله محمد بن إبراهيم القوشجي، وإبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام وأقرانهم. وحدث عن علي بن قتيبة، وعلي بن قتيبة يروي عن الفضل بن شاذان، والفضل بن شاذان يروي عن علي بن موسى الرضا رضي الله عنهما.
توفي السيد الأجل أبو الحسين محمد بن أبي جعفر أحمد زبارة رحمه الله في جمادي الآخرة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وقال الحاكم أبو عبد الله: حدثني السيد أبو منصور ظفر بن السيد أبي الحسين محمد.
قال: أخبرني أبي، قال: أخبرنا علي بن قتيبة، قال: أخبرنا الفضل بن شاذان بن الخليل، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة وعلي بن زيد بن جذعان، عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص.
قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى غزوة تبوك، فاستخلفت علياً وقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
والعقب من النقيب والرئيس بنيشابور، وهو السيد الأجل أبو الحسين محمد بن أبي جعفر أحمد بن محمد زبارة: السيد الأجل أبو محمد يحيى، وأبو منصور ظفر، وأبو عبد الله الحسين.









مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 212‌
من فقهائنا 7 الفضل بن شاذان قدس سره‌
الشيخ صفاء الدين الخزرجي‌
القسم الثاني‌
البُعد الفقهي:
لا شكّ أنّ الفضل بن شاذان قدس سره يُعدّ أحد أبرز فقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام. و قد صنّف الفضل في علم الفقه- بحسب ما أورده الشيخ و النجاشي «1»- عشرة مصنّفات، إلّا أنّ الذي نحدسه أنّ عدد مؤلّفاته الفقهية يربو على ذلك؛ إذ أنّ ما أورداه في مجموع تعداد كتبه يقلّ عن نصف عددها البالغ مائة و ثمانين كتاباً.
و الظاهر وصول بعض كتبه الفقهية بأيدي فقهاء عصر الغيبة الصغرى كالشيخ الكليني و الشيخ الصدوق 0. حيث نقلا آراءه في باب الإرث في الكافي و من لا يحضره الفقيه و المقنع، كما أنّه قد نقل عنه في الفترة ما بعد الغيبة الصغرى كلّ من السيّد المرتضى في رسائله و الشيخ الطوسي في الخلاف. و قد كانت آراؤه في كتب هؤلاء الأعلام محلّاً للتأييد تارة و التفنيد اخرى، سيّما‌
______________________________
(1) الفهرست: 125. رجال النجاشي: 307.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 220‌
من قِبل الشيخ الصدوق الذي خطّأ الفضل في بعض مسائل الإرث، كمسألة توريث ابن الأخ للأب و الامّ مع وجود الأخ من الامّ، حيث ذهب الفضل إلى توريثه «1»، و مسألة من ترك ابن أخ لُامّ و ابن ابن ابن أخ لأب و امّ، حيث اختار الفضل أنّ لابن الأخ من الامّ السدس و ما بقي فلابن ابن ابن الأخ للأب و الامّ «2»، و كذا في مسألة اعتبار الجدّ بمنزلة الأخ أبداً يرث حيث يرث و يسقط حيث يسقط «3»، و غير ذلك من مسائل الإرث التي عارض فيها الشيخ الصدوق الفضل بن شاذان.
و قد تعرّض كلّ من تلا هذه الطبقة لآراء الفضل التي طرحها في باب الإرث.
و كنّا قد ألمحنا فيما مضى إلى أنّ العطاء الفقهي للفضل بن شاذان قد تركّز بشكل واضح على بعض أبواب الفقه التي كثر الخلاف في العديد من فروعها و مسائلها بين الفريقين كمسائل باب الإرث و الطلاق و الوضوء، حتى إنّ الأوّل منها قد استأثر باهتمام ملحوظ من بين سائر مؤلّفاته؛ حيث أفرد له ثلاثة كتب تتفاوت في مستوى البحث وسعته، و ذكرنا أنّ ذلك كان استجابة مناسبة لطبيعة بيئته و مناخها العلمي في نيسابور.
و فيما يلي نشير إلى بعض المرتكزات و النقاط فيما يخصّ فقهه و آراءه، بالرغم من فقدان كتبه التي يمكن أن تمدّنا فيما لو ظفرنا بها بالكثير في هذا المجال.
أوّلًا: اعتبار الكتاب و السنّة مصدرين أساسيّين في اجتهاداته و استنباطاته الفقهية،
و هذا ما يمكن ملاحظته بوضوح في رجوعه إلى هذين المصدرين في جملة من آرائه المنقولة، سيّما ما نقله عنه الشيخ الكليني قدس سره.
و قد يلوح من بعض العبارات اعتماده على الإجماع أيضاً كواحد من الأدلّة‌
______________________________
(1) من لا يحضره الفقيه 4: 275.
(2) المصدر السابق: 277.
(3) المصدر السابق: 286.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 221‌
المعتبرة، فقد نسب الشيخ المفيد قدس سره- على ما نقله عنه السيّد المرتضى قدس سره- للفضل عند ما سئل عن إمامة أمير المؤمنين عليه السلام فقال: الدليل على ذلك من كتاب اللّٰه عزّ و جلّ، و من سنّة نبيّه، و من إجماع المسلمين «1».
إلّا أنّه يحتمل أن يكون احتجاجه بالإجماع على سبيل الإلزام للخصم بما يرضخ له من الأدلّة.
و أمّا السنّة في رأيه فهي تشمل- بلا شكّ- سنّة الأئمّة الهادين عليهم السلام قولًا و فعلًا و تقريراً، و هذا ما ندركه منه بوضوح عند ما يقوم بمقارنة بيننا و بين الجمهور فيقول: «فعن هؤلاء (علمائهم) أخذوا أديانهم و أحكامهم، و بهم اقتدوا، و آثارهم اتّبعوا، فهم الأئمّة الراشدون عندهم. و أمّا نحن فإنّا نأتمّ بأئمّتنا من أهل بيت نبيّنا، و نقتدي بهم» «2».
ثانياً: من المرتكزات الأساسية في منهجية الفضل الفقهية رفضه للرأي و القياس،
معتبراً العمل على ضوئهما ركوناً لغير ما أنزل اللّٰه، و هذا ما نفهمه من مناقشاته و تعريضاته المتكرّرة في كتاب الإيضاح على القائلين بالرأي. بل يمكن أن يقال: إنّ المحور الأساس في كتاب الإيضاح هو الردّ على مسلك الاجتهاد و الرأي، حتى أنّ البعض قد عنون كتابه هذا بذلك فقال: كتاب الإيضاح في إبطال القول بالرأي و الاجتهاد «3». و فيما يلي بعض النصوص المنتقاة من كتاب الإيضاح و التي تعكس رأي الفضل في هذه المسألة:
أ- ذكر في بعض فصول هذا الكتاب: أنّ القرآن هو من عند اللّٰه، و الرأي في الحلال و الحرام صعب؛ لأنّ الحلال و الحرام هو من عند اللّٰه عزّ و جلّ لا من قول مَن يخطأ و يصيب «4».
ب- و قال في بعض احتجاجاته: فإن أقررتم أنّ اللّٰه بعث نبيّه صلى الله عليه و آله و سلم إلى‌
______________________________
(1) انظر: سفينة البحار 2: 368.
(2) الإيضاح (لابن شاذان): 93.
(3) مقدّمة الإيضاح (للمحدّث الارموي رحمه الله): 34، نقلًا عن رجال الميرزا محمّد الأخباري قدس سره، و عن سفينة النجاة (للفيض الكاشاني قدس سره): 102.
(4) الإيضاح: 108.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 222‌
خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من أمر دينهم و حلالهم و حرامهم و سائر أحكامهم، و أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم كان يعلمه فلا اختلاف بيننا و بينكم، و ذلك أنّه لا بدّ لكم إذا قلتم ذلك أن تلزموا الصواب أهله و الخطأ أهله، فيرجع الحكم إلى اللّٰه و إلى رسوله صلى الله عليه و آله و سلم و إلى أهل بيته و إلى أنّ دين اللّٰه تعالى قد كمل، فبطل الرأي و أهله «1».
ج‍- قوله في تقرير بعض معتقدات الإمامية: إقرارنا من تنزيل اللّٰه و إثبات الحجّة للّٰه و التبليغ لرسوله و حاجة الناس إلى الكتاب و السنّة و أنّه لا هداية لأحد إلى شي‌ء من الحقّ بغيرهما، و أنّ الناس بهما يهتدون و بتركهما يضلّون، و أنّه لا حلال إلّا حلال اللّٰه و لا حرام إلّا حرام اللّٰه، و أنّه ليس لأحد أن يحرّم أو يحلّل دون اللّٰه و رسوله؛ و ذلك قوله: (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ اتَّقُوا اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) «2». فأيّ تقدّم أشدّ من تقدّم من أحلّ ما لم يحلّه اللّٰه و رسوله أو حرّم ما لم يحرّمه اللّٰه و رسوله؟! أ ليس اللّٰه تعالى يقول: (قُلْ أَ رَأَيْتُمْ مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرٰاماً وَ حَلٰالًا قُلْ آللّٰهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّٰهِ تَفْتَرُونَ) «3»، و قال تعالى: (وَ لٰا تَقُولُوا لِمٰا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هٰذٰا حَلٰالٌ وَ هٰذٰا حَرٰامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللّٰهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّٰهِ الْكَذِبَ لٰا يُفْلِحُونَ* مَتٰاعٌ قَلِيلٌ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ) «4»؟! فأيّ شي‌ء تكون به الفرية على اللّٰه عزّ و جلّ أكثر من تحليل الدماء و الفروج و الأموال أو تحريمها بما زعمتم من أنّه ليس في كتاب اللّٰه و لا سنّة رسوله؟! و اعلموا أنّا لم نورد الاحتجاج عليكم إلّا بما أنتم مقرّون به أو بما القرآن به شاهد عليكم [و باللّٰه عزّ و جلّ التوفيق و إيّاه نسأل العصمة من كلّ هوى و رأي و فتنة مضلّة] «5».
و قد كرّرنا البحث عن هذه المسألة هنا، و قدّمنا شطراً من الحديث عنها فيما سبق؛ و ذلك لخطورتها سيّما فيما يتّصل بفقه القدماء، حيث قد سمعت عن مثل السيّد المرتضى و الشيخ الصدوق القول بأنّ الفضل من العاملين بالقياس.
______________________________
(1) المصدر السابق: 128.
(2) الحجرات: 1.
(3) يونس: 59.
(4) النحل: 116، 117.
(5) الايضاح: 127.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 223‌
ثالثاً: استخدم الفضل في مقام تحرير المسائل و طريقة عرضها اسلوبين:
الاسلوب الأوّل: تحرير المسائل و الفروع الفقهية بالطريقة المتداولة،
تارة مع ذكر الدليل من الكتاب و السنّة، و تارة مجرّدة عنه، و هو الغالب، و هذا ما يدركه الباحث بوضوح من خلال ما نقله عنه الشيخ الكليني و الشيخ الصدوق من آراء و نصوص من كتبه الفقهية.
الاسلوب الثاني: اسلوب الإلزام،
و قد استخدمه في المسائل الخلافية مع المذاهب الفقهية الاخرى، و هو اسلوب علمي دقيق طبّقه الفضل في مجالي الفقه و الكلام. و يعتمد هذا الاسلوب على الانطلاق مع الندّ من المسلّمات التي يعترف بها و يرضخ إليها، ثمّ النقض عليه بجملة من التهافتات و اللوازم غير الصحيحة التي تترتّب على قوله مع التزامه بتلك المسلّمات.
و قد نقل الشيخ الطوسي قدس سره جملة من تلك الإلزامات التي أوردها الفضل على فقهاء الجمهور في باب الإرث، قال الشيخ: أوردناها على وجهها؛ لأنّها واقعة موقعها «1».
و سوف نورد ما نقله الشيخ من هذه المسائل و نضمّه إلى جملة ما جمعناه من فقه الفضل في نهاية هذا البحث، و لكن نشير هنا إلى نموذج من نماذج تطبيق هذا الاسلوب في مسألة إرث ولد الولد و اعتراض الفضل على الجمهور القائلين بعدم توريثه مع التزامهم في مسائل اخرى بترتيب آثار بنوّته.
قال الفضل: من الدليل على خطأ القوم في ميراث ولد البنات أنّهم جعلوا ولد البنات ولد الرجل من صلبه في جميع الأحكام إلّا في الميراث، و أجمعوا‌
______________________________
(1) تهذيب الأحكام 9: 251.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 224‌
على ذلك فقالوا: (وَ حَلٰائِلُ أَبْنٰائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلٰابِكُمْ) «1»، فإذا كان ابن الابنة ابن الرجل لصلبه في هذا الموضع لِم لا يكون في الميراث ابنه؟! و كذلك قالوا: لو أنّ رجلًا طلّق امرأة له قبل أن يدخل بها لم تحلّ تلك المرأة لابن ابنة «2»؛ لقول اللّٰه عزّ و جلّ: (وَ لٰا تَنْكِحُوا مٰا نَكَحَ آبٰاؤُكُمْ مِنَ النِّسٰاءِ) «3»، فكيف صار الرجل هاهنا أبا ابن ابنته و لا يصير أباه في الميراث؟! و كذلك قالوا: يحرم على الرجل أن يتزوّج بامرأة كان تزوّجها ابن ابنته، و كذلك قالوا: لو شهد لأبي امّه بشهادة أو شهد لابن ابنته، بشهادة لم تجز شهادته. و أشباه هذه في أحكامهم كثيرة، فإذا جاءوا إلى باب الميراث قالوا: ليس ولد الابنة ولد الرجل و لا هو له بأب؛ اقتداءً منهم بالأسلاف، و الذين أرادوا إبطال الحسن و الحسين عليهما السلام بسبب امّهما، و اللّٰه المستعان، هذا مع ما قد نصّ اللّٰه في كتابه بقوله عزّ و جلّ: (كُلًّا هَدَيْنٰا وَ نُوحاً هَدَيْنٰا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ وَ أَيُّوبَ) «4» إلى قوله: (وَ عِيسىٰ وَ إِلْيٰاسَ كُلٌّ مِنَ الصّٰالِحِينَ) «5»، فجعل عيسى من ذرّيّة آدم و من ذرّية نوح و هو ابن بنت؛ لأنّه لا أب لعيسى، فكيف لا يكون ولد الابنة ولد الرجل؟! «6»‌
رابعاً: من خصائص فقه الفضل اطّلاعه الواسع على فقه المذاهب الاخرى و فتاوى فقهاء الجمهور،
كما يشير إلى هذا الأمر عناوين مؤلّفاته في مسائل الخلاف ككتابه الذي جمع فيه مسائل للشافعي و أبي ثور و الاصفهاني، و إلزاماته التي ذكرها الشيخ في التهذيب «7».
خامساً: و ثمّة ملاحظات يمكن تسجيلها على بعض آرائه التي قد يبدو عدم الانسجام فيها من حيث التخريج و التعليل،
و نشير في هذا الصدد إلى ما ذكره السيّد المرتضى قدس سره في مسألة ميراث ولد الولد حيث سجّل على الفضل تهافتاً في‌
______________________________
(1) النساء: 23.
(2) كذا في الكافي و الصحيح: ابنته.
(3) النساء: 22.
(4) الأنعام: 84.
(5) المصدر السابق: 85.
(6) فروع الكافي 7: 90.
(7) تهذيب الأحكام 9: 252.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 225‌
بعض فروع المسألة.
قال المرتضى رحمه الله: «و قد ناقض الفضل بن شاذان في مذهبه، و قال في كتابه في الفرائض- في رجل خلّف بنت ابن و ابن بنت-: إنّ لبنت الابن الثلثين نصيب أبيها و لابن البنت الثلث نصيب امّه.
ثمّ قال في هذا الكتاب- في بنت ابن و ابن ابن-: إنّ المال بينهما للذكر مثل حظّ الانثيين. و هذه مناقضة لما قرّره؛ لأنّ بنت الابن تتقرّب بأبيها و ابن الابن يتقرّب أيضاً بأبيه، فيجب أن يتساويا في النصيب، فكيف جعل هاهنا للذكر مثل حظّ الانثيين مع أنّ كلّ واحد يتقرّب بغيره؟! فله على مذهبه نصيب من يتقرّب به، و إلّا فعل مثل ذلك في بنت ابن و ابن بنت و جعل للذكر مثل حظّ الانثيين.
و من العجب أنّه قال في كتابه ما هذه حكاية لفظه: فإن ترك ابن بنت و ابنة ابن و أبوين فللأبوين السدسان، و ما بقي فلابنة الابن حقّ أبيها الثلثان، و لابن البنت حقّ امّه الثلث؛ لأنّ ولد الابنة ولد كما أنّ ولد الابن ولد.
و هذا التعليل ينقض الفتوى؛ لأنّه إذا كان ولد البنت ولداً، كما أنّ ولد الابن كذلك، فيجب أن يكون المال بينهما للذكر مثل حظّ الانثيين؛ لظاهر (يُوصِيكُمُ اللّٰهُ)، و كيف أعطى الانثى ضعف ما أعطى الذكر» «1».
سادساً: للفضل آراء يختصّ بها،
و هي تخالف المشهور عند الطائفة، نذكر من هذه الآراء ما يلي:
أ- إذا خلّف أخاً لُامّ و ابن أخ لأب و امّ فإنّ للأخ من الامّ السدس سهمه المسمّى له، و ما بقي فلابن الأخ للأب و الامّ.
و حجّة الفضل في ذلك: أنّ ابن الأخ للأب و الامّ يقوم مقام الأخ الذي يستحقّ‌
______________________________
(1) رسائل الشريف المرتضى 3: 264.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 226‌
المال كلّه بالكتاب، فهو بمنزلة الأخ للأب و الامّ، و له فضل قرابة بسبب الامّ.
و ذهب مشهور الفقهاء إلى أنّ المال كلّه للأخ من الامّ، و سقط ابن الأخ للأب و الامّ؛ لأنّ الأخ أقرب بدرجة، و تكثّر الأسباب إنّما يراعى مع قرب الدرج و تساويها، أمّا مع اختلافها فلا «1».
ب- لو انفردت البنت و البنتين بالتركة‌
كان الأمر كالابن في انتفاء الفرض، فالمال كلّه لها أو لهما بالقرابة لا بالفرض.
و ذهب إلى هذا الرأي الحسن بن أبي عقيل أيضاً.
و ادّعي الإجماع على أنّ نصف المال للبنت أو البنتين بالفرض و الباقي يردّ عليها «2».
ج‍- لو ترك جدّة لُامّ و خالًا، فالمال بينهما نصفان بمنزلة ابن الأخ و الجدّ.
و المشهور أنّ المال لجدّة الامّ و سقط الخال؛ لأنّ الجدّ و إن علا أوْلى من العمّ و الخال «3».
هذا، و للفضل موافقات مع المشهور يلتقي فيها و آراء سائر الفقهاء، كما في مسألة من ترك عمّاً و ابن أخ فالمال لابن الأخ «4».
سابعاً: تتميّز آراء الفضل بالاستقلالية و عدم التأثّر بفقه الآخرين و نظرياتهم.
من هنا نجد الفضل ينفرد بآراء تخصّه في قبال كبار الرواة و الفقهاء كيونس بن عبد الرحمن، بل إنّه يخطّئ يونس في جملة من المسائل و يناقش آراءه فيها.
و من تلك المسائل ما ذهب إليه في باب الإرث من أنّه لو ترك عمّاً و ابن أخ فقد قال يونس: المال بينهما نصفان، و ذكر الفضل: أنّ يونس غلط في هذا، و أنّ المال لابن الأخ «5».
______________________________
(1) المختلف 9: 67، ط- مكتب الإعلام الإسلامي.
(2) جواهر الكلام 39: 112.
(3) المختلف 9: 70.
(4) المصدر السابق.
(5) انظر: المقنع: 175.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 227‌
و من جملة تلك المسائل أيضاً: ما لو ترك عمّة و خالة و جدّة لأبيه، فذهب الفضل إلى أنّ المال للجدّة، قال: و جعل يونس المال بينهنّ.
قال الفضل: غلط (يونس) هاهنا في موضعين:
أحدهما: أنّه جعل للخالة و العمّة مع الجدّة امّ الأب نصيباً.
و الثاني: أنّه سوّى بين الجدّة و العمّة، و العمّة إنّما تتقرّب بالجدّة «1».
______________________________
(1) فروع الكافي 7: 119- 120.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 228‌
البُعد الكلامي:
و هو من الأبعاد البارزة في النشاط العلمي للفضل، بل إنّ لهذا البعد ظهوراً مبكّراً لديه، و هو بعد في أوائل أمره، ممّا لفت نظر شيخه الحسن بن عليّ بن فضال- و قد تقدّم ذلك في قضيّة تعرّفه عليه- حيث كان- كما يقول الفضل- يغري بينه و بين أبي محمّد الحجّال الذي كان من أجدل الناس و أكثرهم تمكّناً من الكلام و الجدل، و ذلك في أكثر البحوث حساسيّة و هو موضوع (المعرفة)، فهنا ثلاثة امور تستدعي الإمعان و التأمّل: صغر سنّ الفضل في حواره و مناقشاته مع الحجّال، و شخصيّة مجادله أبي محمّد الحجّال، و خطورة الموضوع الذي وقع محلّاً للبحث.
كما أنّه يكفي لإثبات اقتداره و غوره في هذا المجال ملاحظة مصنّفاته و كتبه، حيث اتّسمت بالطابع الكلامي في أكثر من مفردة من مفرداتها، و ربّما يبدو هذا تعبيراً طبيعياً عن المناخ العلمي الساخن الذي كانت تعيشه نيسابور حيث اختلاف المذاهب فيها و الفرق، ممّا يدعو إلى تركيز الجهد باتّجاه تثبيت الخطّ الفكري و العقائدي و الفقهي للمذهب من جهة، و نقد و دراسة العقائد الاخرى من جهة ثانية. و لذا فإنّ مؤلّفاته الفقهية هي الاخرى لم تكن بعيدة عن التأثّر بهذا الأمر؛ أي إنّها جاءت ناظرة لجملة من المسائل الخلافية الحسّاسة، كمسائل باب الإرث و الطلاق و الوضوء و غيرها، و هذا ما نستجليه بوضوح من خلال قراءة لعناوين ما كتب، حيث إنّه كتب في الفرائض و الإرث ثلاثة مستويات من البحث:
الفرائض الكبير، و الفرائض المتوسّط، و الفرائض الصغير.
و صنّف- مضافاً إلى كتاب الطلاق- كتاب النقض على أبي عبيد في الطلاق، و كتاب مسائل متفرّقة للشافعي و أبي ثور و الاصفهاني، ممّا يعكس اهتمامه و تركيزه على الهدف المذكور.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 229‌
و أمّا كتاباته في البحوث الكلاميّة فقد بحث مسائل التوحيد و الإمامة (و له فيها ثلاثة كتب) و الرجعة و الوعد و الوعيد و الايمان و الاستطاعة و غيرها من مباحث العقيدة و الكلام «1».
كما أنّ له عدّة مصنّفات نقدية لآراء و معتقدات المذاهب الإسلامية الاخرى على طريقة النقض و الردّ، منها: الردّ على الفلاسفة، الردّ على الثنوية، الردّ على أهل التعطيل، الردّ على الغالية المحمّدية، النقض على الإسكافي في الجسم، الردّ على أحمد بن الحسين، الردّ على المرجئة، الردّ على البائسة، الردّ على الحشوية، الردّ على الحسن البصري في التفضيل، و غيرها كثير «2».
و من تراثه الكلامي الواصل إلينا هو كتاب الإيضاح، ألّفه في الردّ على القول بالاجتهاد و الرأي و الاستنباطات الظنّية، و قد ناقش فيه عدّة مسائل مختلف فيها في التفسير و الفقه و الحديث و التاريخ، و سلك فيه طريق الاحتجاج و الإلزام و التحاكم إلى نفس ما رواه الجمهور في تلك المسائل لتكون الحجّة ألزم و أقوى، و هذا ما أشار إليه بقوله في بعض مواضع كتابه: «إنّ جميع ما رويناه في كتابنا هذا من رواياتهم، و ليس لأهل بيت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم و لا لأحد من علماء الشيعة هاهنا ذكر أو خبر يؤثر» «3».
إنّ المنهج الذي اتّبعه الفضل في كتابه هذا هو من أمتن المناهج و أكثرها فائدة و نفعاً، و قلّما يوجد في كتب الكلام من سلك هذا المنهج. و كلّ من وقف على كتابه هذا و أمعن النظر فيه يجد القدرة التامّة و الكفاءة العالية التي يتمتّع بها مؤلّفه في مقام المحاججة و إلزام الخصم و استدراجه، و اطّلاعه الوافر على ما رواه و قاله علماؤهم في كلّ مسألة يردّ فيها عليهم، فيلزمهم بذلك كلّه.
و من الامور الاخرى التي نلحظها في البعد الكلامي لدى الفضل هو تصدّيه لمواجهة خط الغلو، و ذلك من خلال تضعيفه لبعض رواته و شخصيّاته، مثل‌
______________________________
(1) انظر: رجال النجاشي: 306.
(2) المصدر السابق.
(3) الإيضاح: 92.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 230‌
تضعيفه لابن بابا القمّي و أبي الخطّاب و يونس بن ظبيان و أبي العباس الطبرناني و أبي سمينة، حتى أنّه قال فيه: كدت أقنت على أبي سمينة، فقال له القتيبي: و لِمَ استوجب القنوت من بين أمثاله (أي من الغلاة)؟ قال: لأنّي أعرف منه ما لا تعرفه «1».
و قال الفضل بن شاذان في بعض كتبه: الكذّابون المشهورون: أبو الخطّاب، و يونس بن ظبيان، و يزيد بن الصائغ، و محمّد بن سنان، و أبو سمينة أشهرهم «2».
و جميع هؤلاء- سوى يزيد الصائغ- قد نُصّ على غلوّهم «3».
و قد كان أبو سمينة- و هو محمّد بن علي بن إبراهيم بن موسى القرشي- ضعيفاً جدّاً، فاسد الاعتقاد، قد ورد قم، و اشتهر بالكذب، و نزل على أحمد ابن محمّد بن عيسى مدّة، ثمّ اشتهر بالغلوّ فجُفي، و أخرجه أحمد بن محمّد ابن عيسى منها، و كان كذّاباً، شهيراً في الارتفاع، لا يُلتفت إليه «4».
و الذي يظهر من النصوص الذامّة للفضل- و التي تقدّمت في توثيقه- أنّه كان في نيسابور جماعة ممّن يذهب مذهب الغلو و الارتفاع، حتى أنّ وكيل الإمام عليه السلام عند ما قَدِم إليها نزل في منازلهم، فكان سبباً لمعارضة الفضل و تكذيبه له. و قد ورد في النصّ الأوّل من نصوص ذمّه شطر من أفكار هؤلاء الغلاة، ممّا سبّب اختلاف أهل نيسابور فيها، و أنّ الفضل كان يخالفهم فيها و ينكر عليهم أكثرها، حسب ما ورد في هذا النصّ.
و لا ينبغي الاشكال بأنّه قد تقدّم تضعيف هذه الأخبار، فكيف يستشهد بها هاهنا؟! إذ لا تنافي بين الأمرين؛ لإمكان صحّة بعض ما ورد فيهما ممّا لا يرتبط بالتوقيع الصادر منه عليه السلام في أمر الفضل و ذمّه.
و أخيراً، فإنّ الفضل قد تعرّض لبعض المضايقات نتيجة لتشيّعه و عقائده‌
______________________________
(1) انظر: خلاصة الأقوال: 141، 253، 268، 212.
(2) المصدر السابق: 253.
(3) انظر: المصدر السابق: 250، 251، 266، 212.
(4) المصدر السابق.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 231‌
المذهبية، فقد ذكروا أنّه قد نفاه والي نيسابور عبد اللّه بن طاهر بعد أن دعاه و استعلم كتبه و أمره أن يكتبها، فكتب الفضل تحته: الإسلام الشهادتان و ما يتلوهما، فذكر ابن طاهر أنّه يجب أن يقف على قوله في السلف، فقال ابن شاذان: أتولّى أبا بكر و أتبرّأ من عمر، فقال له: و لِمَ تتبرّأ من عمر؟ فقال: لإخراجه العباس من الشورى، فتخلّص منه بهذا الجواب «1».
______________________________
(1) اختيار معرفة الرجال 2: 818.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 232‌
البُعد الروائي:
و قد شكّل هذا البعد- أيضاً- معلماً بارزاً من شخصية الفضل العلمية، فكان كثير الرواية، و لا يكاد يخلو كتاب من كتب الحديث من الرواية عنه سيّما الكتب الأربعة. و قد بلغ مجموع رواياته سبعمائة و خمسة و سبعين مورداً على ما قيل «1»، و لربّما يزيد على ذلك.
و قد روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في علل الشرائع، و لم ينصّ على روايته عنه عليه السلام سوى الشيخ الصدوق، حيث ذكر- في الباب (182) من هذا الكتاب- العلل التي رواها الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام.
و جاء في آخر هذا الباب: سأل عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري الفضل ابن شاذان و قال: أخبرني عن هذه العلل التي ذكرتها عن الاستنباط و الاستخراج، و هي من نتائج العقل أو هي ممّا سمعته و رويته؟ فقال لي: ما كنت لأعلم مراد اللّٰه تعالى بما فرضه، و لا مراد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بما شرع و سنّ، و لا اعلّل ذلك من ذات نفسي، بل سمعتها من مولاي أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام المرّة بعد المرّة و الشي‌ء بعد الشي‌ء فجمعتها. فقلت له: فأُحدّث بها عنك عن الرضا عليه السلام؟ فقال: نعم.
و فيه أيضاً: ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن شاذان عن الفضل بن شاذان أنّه قال: سمعت هذه العلل من مولاي أبي الحسن بن موسى الرضا عليه السلام فجمعتها متفرّقة و ألّفتها.
و قد روى في الفقيه موارد عديدة لروايته عن الرضا عليه السلام «2».
و قال السيّد الخوئي قدس سره بعد تعرّضه لكلام الشيخ الصدوق رحمه الله: هذا، و ظاهر النجاشي- حيث خصّ والد الفضل بروايته عن الجواد عليه السلام، و على قول عن الرضا عليه السلام- عدم رواية الفضل عن الرضا عليه السلام، و هو أيضاً ظاهر الشيخ؛ حيث‌
______________________________
(1) معجم رجال الحديث 13: 299.
(2) من لا يحضره الفقيه 1: باب الأذان و الإقامة، ح 915، و باب وصف الصلاة، ح 920 و 927، و باب علّة التقصير في السفر، ح 1320، و باب صلاة العيدين، ح 1488، و باب صلاة الكسوف و الزلازل، ح 1513.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 233‌
إنّه لم يعدّ الفضل من أصحاب الرضا و لا من أصحاب الجواد عليهما السلام، و لكنّ الظاهر أنّ ما ذكره الصدوق هو الصحيح؛ و ذلك لقرب عهده و طريقه إلى الفضل. و يؤكّد ذلك أنّ والد الفضل روى عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام فلا بُعد في رواية الفضل نفسه عن الرضا عليه السلام، فقد روى محمّد بن يعقوب، عن الحسن ابن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن شاذان عن أبي الحسن موسى عليه السلام «1».
و أمّا طرق المشايخ العظام إليه في الكتب الأربعة فهي:
1- طريق الشيخ الكليني: محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان. و هو مشترك بين جماعة، إلّا أنّ الراجح فيهم هو النيسابوري و كنيته أبو الحسن «2».
2- طريق الشيخ الصدوق في العلل التي ذكرها الفضل عن الرضا عليه السلام: عبد الواحد بن عبدوس النيسابوري العطّار رضى الله عنه، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان «3».
3- طريق الشيخ الطوسي في كتابيه: أسانيده المعروفة و المعتبرة إلى محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الفضل بن شاذان «4».
و تعتبر طرق الفضل في رواياته من أوثق الطرق و أكثرها اعتباراً؛ لروايته عن المشايخ الثقات، كيونس و صفوان و ابن أبي عمير و الحسن بن فضّال و غيرهم.
و كان الفضل يتوقّف في الرواية عن محمّد بن سنان و يقول: لا أستحلّ أن أروي أحاديث محمّد بن سنان. و ذكر في بعض كتبه- على ما يُروى عنه- أنّ من الكذّابين ابن سنان، و ليس بعبد اللّٰه. و في نقل آخر عنه قال: ردّوا أحاديث محمّد بن سنان، و قال: لا احلّ لكم أن ترووا أحاديث محمّد بن سنان عنّي ما دمت حيّاً، و أذن في الرواية بعد موته «5».
______________________________
(1) معجم رجال الحديث 13: 298.
(2) المصدر السابق 15: 90. مستدركات علم الرجال 6: 456.
(3) من لا يحضره الفقيه 4: 457، ط- جماعة المدرسين.
(4) الاستبصار 4: 315. التهذيب 10: 47.
(5) انظر: اختيار معرفة الرجال 2: 796.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 234‌
البُعد الرجالي:
و يعتبر الفضل من أئمّة علم الرجال و فرسان هذا المضمار، و لا يكاد يخلو مصنّف من مصنّفات علماء الرجال من نقل آرائه و اعتماد توثيقاته و تضعيفاته، و قد شهد له بذلك كبار أساتذة هذا الفنّ، يقول المحقّق الخبير المتتبّع الشيخ آقا بزرك الطهراني في حقّه: كونه من أئمّة علم الرجال لا شبهة فيه لكثرة الاعتماد على أقواله و نقلها في الكتب الرجاليّة معتمداً عليها، حتى أنّ الشيخ أبا عليّ في رجاله جعل للتسهيل رمزاً لاسمه «1».
و للفضل آراء و توثيقات و تضعيفات لجملة من الصحابة و التابعين و الرواة عن الأئمّة المعصومين عليهم السلام ذكرها علماء الرجال كأبي عمرو الكشي و النجاشي و الشيخ و السروي و ابن داود و ابن طاوس و العلّامة و من تأخّر عنهم إلى يومنا.
و قد اعتمدوا آراءه في عدد غير قليل من الموارد، و ربّما قدّموا رأيه على رأي غيره من علماء هذا الفنّ، و لنأخذ مثالين لذلك:
1- ذكر النجاشي- في ترجمة محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين- رأي ابن الوليد شيخ القمّيّين فيه و أنّه قال- كما نقل عنه تلميذه أبو جعفر الصدوق-: ما تفرّد به محمّد بن عيسى من كتب يونس و حديثه لا يعتمد عليه. ثمّ أورد النجاشي بعد هذا الكلام رأي الفضل فيه فقال: قال أبو عمر: قال القتيبي: كان الفضل بن شاذان رحمه الله يحبّ العبيدي و يثني عليه و يمدحه و يميل إليه و يقول: ليس في أقرانه مثله. قال النجاشي معلّقاً على ذلك: و بحسبك هذا الثناء من الفضل رحمه الله «2».
2- و في محمّد بن سنان أخذ النجاشي بتضعيف الفضل له حيث قال: لا احلّ لكم أن ترووا أحاديث محمّد بن سنان، مع أنّ الشيخ المفيد قد وثّقه، و كذا توقّف العلّامة فيه لتضعيف الفضل له أيضاً «3».
______________________________
(1) مصفّى المقال: 362، و الرمز الذي استخدمه كلمة (فش).
(2) رجال النجاشي: 334.
(3) المصدر السابق: 328. خلاصة الأقوال: 251.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 235‌
و أمّا طرق المشايخ العظام الكشي و النجاشي و الطوسي رحمهم الله في كتبهم الرجالية و فهارسهم إلى الفضل بن شاذان فهي كالتالي:
أوّلًا:
طريق الشيخ الكشي:
1- عليّ بن محمّد بن قتيبة أو القتيبي، عن الفضل «1».
2- محمّد بن مسعود، عن عبد اللّه بن حمدويه البيهقي، عنه «2».
3- محمّد بن إسماعيل البندقي النيسابوري، عنه «3».
4- جعفر بن معروف، عن سهل بن بحر الفارسي، عنه «4».
5- أبو القاسم نصر بن الصباح، عنه «5».
6- محمّد بن مسعود، عن ابن ازداد، عنه «6».
7- محمّد بن مسعود، عن ابن المغيرة، عنه «7».
8- محمّد بن مسعود، عن الفضل، مكاتبةً «8».
9- محمّد بن أحمد بن شاذان، عنه «9».
10- أبو الحسن بن أبي طاهر، عن محمّد بن يحيى الفارسي، عن مكرم ابن بشر، عنه «10».
11- و يروي عنه وجادة من كتبه «11».
ثانياً:
طريق الشيخ النجاشي: أبو العباس بن نوح، عن أحمد بن جعفر، عن أحمد بن إدريس بن أحمد، عن عليّ بن أحمد بن قتيبة النيسابوري، عنه «12».
______________________________
(1) اختيار معرفة الرجال 2: 781، 783، 796.
(2) المصدر السابق: 748.
(3) المصدر السابق: 818.
(4) المصدر السابق: 780، 818.
(5) المصدر السابق 9: 470.
(6) المصدر السابق: 477.
(7) المصدر السابق: 494.
(8) المصدر السابق: 668.
(9) المصدر السابق: 494.
(10) المصدر السابق: 710.
(11) المصدر السابق 1: 329.
(12) رجال النجاشي: 307.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 236‌
و علي بن أحمد تصحيف أو تحريف، و الصحيح هو عليّ بن محمّد بن قتيبة كما في فهرست الشيخ، لتصديق العيون و مشيخة الفقيه له «1».
ثالثاً: طريق الشيخ الطوسي: الشيخ المفيد، عن محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن عليّ ابن محمّد بن قتيبة، عنه «2».

خاتمة المطاف:
لقد وقفنا من خلال ما تقدّم من حديث- عن حياة الفضل بن شاذان و أبعادها المختلفة- على الدور المرموق الذي نهض به هذا الفقيه الكبير، و الجهد المعطاء الذي قدّمه خدمة للدين الحنيف، و لئن كانت ثمّة نقاط وضّاءة في حياته و شخصيّته، فإنّ تشرّفه بصحبة و رفقة الأئمّة الأطهار عليهم السلام تبقى هي الأكثر إشراقاً و تلألؤاً في حياة هذا الفقيه العالم الذي نال بجميل خصاله و سيرته رضاهم عليهم السلام في حياته، حتى أنّهم ليغبطون أهل بلاده في خراسان على وجوده بينهم، ثمّ كان ذلك أيضاً وقت رحيله حيث ترحّم عليه الإمام العسكري عليه السلام و هو بسامراء.
قال بورق البوشنجاني- الذي لقي الإمام العسكري عليه السلام و حدّثه في أمر الفضل-: فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلّة و يقولون إنّها من دعوتك بموجدتك عليه؛ لما ذكروه عنه أنّه قال إن وصيّ إبراهيم خير من وصيّ محمّد صلى الله عليه و آله و سلم، و لم يقل، جعلت فداك هكذا، كذبوا عليه؟ فقال: «نعم، رحم اللّٰه الفضل».
قال بورق: فرجعت فوجدت الفضل قد توفّي في الأيام التي قال أبو محمّد عليه السلام: رحم اللّٰه الفضل «3».
و قد كانت وفاته سنة (260 ه‍) حيث كان في رستاق بيهق، فورد عليه‌
______________________________
(1) انظر: قاموس الرجال 8: 417.
(2) فهرست الطوسي: 125.
(3) اختيار معرفة الرجال 2: 818.



مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، ج‌14، ص: 237‌
خبر الخوارج فهرب منهم، و أصابه التعب من خشونة السفر فاعتلّ و مات، و قد صلّى عليه أحمد بن يعقوب أبو عليّ البيهقي «1».
و قبره على فرسخ من نيسابور خارج البلد «2»، حيث بقعته اليوم تعلوها قبّة، و يحوطها صحن يقصدها المؤمنون بالزيارة و الدعاء.
______________________________
(1) المصدر السابق: 820.
(2) سفينة البحار 2: 369.
________________________________________
جمعى از مؤلفان، مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام (بالعربية)، 52 جلد، مؤسسه دائرة المعارف فقه اسلامى بر مذهب اهل بيت عليهم السلام، قم - ايران، اول، ه‍ ق






















از نرم افزار درایة النور:





رجال ‏الطوسي/أصحاب ‏أبي‏ الحسن.../باب‏الفاء/390
5742 - 1 - الفضل بن شاذان النيسابوري
يكنى أبا محمد.




رجال ‏الطوسي/أصحاب ‏أبي‏محمد.../باب‏الفاء/401
5883 - 2 - الفضل بن شاذان النيسابوري
يكنى أبا محمد.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/507
قال أبو عمرو: قد روى عنه الفضل و أبوه و يونس و محمد بن عيسى العبيدي و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و الحسن و الحسين ابنا سعيد الأهوازيان ابنا دندان و أيوب بن نوح و غيرهم من العدول و الثقات من أهل العلم و كان محمد بن سنان مكفوف البصر أعمى فيما بلغني.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/515
993 - قال أبو عمرو قال الفضل بن شاذان إني كنت في قطيعة الربيع في مسجد الزيتونة أقرأ على مقرئ يقال له إسماعيل بن عباد فرأيت يوما في المسجد نفرا يتناجون فقال أحدهم إن بالجبل رجلا يقال له ابن فضال أعبد من رأيت أو سمعت به قال: و إنه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة فيجي‏ء الطير فيقع عليه فما يظن إلا أنه ثوب أو خرقة و إن الوحش ليرعى حوله فما ينفر منه لما قد آنست به و إن عسكر الصعاليك ليجيئون يريدون الغارة أو قتال قوم: فإذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا فذهبوا حيث لا يريهم و لا يرونه قال أبو محمد: فظننت أن هذا رجل كان في الزمان الأول: فبينا أنا بعد ذلك بسنين قاعد في قطعية الربيع مع أبي رحمه الله: إذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل عليه قميص نرسي و رداء نرسي و في رجله نعل مخصر فسلم على أبي فقال إليه أبي فرحب به و بجله فلما أن مضى يريد ابن أبي عمير: قلت لشيخي هذا رجل حسن الشمائل من هذا الشيخ؟ فقال: هذا الحسن بن علي بن فضال قلت له هذا ذاك العابد الفاضل؟ قال هو ذاك قلت ليس هو ذاك قال: هو ذاك قلت أ ليس ذاك بالجبل؟ قال: هو ذاك كان يكون بالجبل قلت ليس ذاك قال ما أقل عقلك من غلام فأخبرته ما سمعته من أولئك القوم فيه قال: هو ذاك فكان بعد ذلك يختلف إلى أبي. ثم خرجت إليه بعد إلى الكوفة فسمعت منه كتاب ابن بكير و غيره من الأحاديث و كان يحمل كتابه و يجي‏ء إلى حجرتي فيقرؤه علي فلما حج سد و شب ختن طاهر بن الحسين و عظمه الناس لقدره و حاله و مكانه من السلطان و قد كان وصف له فلم يصر إليه الحسن فأرسل إليه أحب أن تصير إلي فإنه لا يمكنني المصير إليك فأبى و كلمه أصحابنا في ذلك فقال ما لي و لطاهر و آل طاهر لا أقربهم ليس بيني و بينهم عمل فعلمت بعدها أن مجيئه إلي و أنا حدث غلام و هو شيخ لم يكن إلا لجودة النية و كان مصلاه بالكوفة في المسجد عند الأسطوانة التي يقال لها السابعة و يقال لها أسطوانة إبراهيم (ع) و كان يجتمع هو و أبو محمد عبد الله الحجال و علي بن أسباط و كان الحجال يدعي الكلام و كان من أجدل الناس فكان ابن فضال يغرى بيني و بينه في الكلام في المعرفة و كان يحبني حبا شديدا.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/538
1023 - سعد بن جناح الكشي قال سمعت محمد بن إبراهيم الوراق السمرقندي يقول خرجت إلى الحج فأردت أن أمر على رجل كان من أصحابنا معروف بالصدق و الصلاح و الورع و الخير يقال له بورق البوسنجاني قرية من قرى هراة و أزوره و أحدث عهدي به قال فأتيته فجرى ذكر الفضل بن شاذان رحمه الله فقال بورق: كان الفضل به بطن شديد العلة و يختلف في الليلة مائة مرة إلى مائة و خمسين مرة فقال له بورق خرجت حاجا فأتيت محمد بن عيسى العبيدي و رأيته شيخا فاضلا في أنفه عوج و هو القنا و معه عدة رأيتهم مغتمين محزونين فقلت لهم ما لكم؟ قالوا إن أبا محمد (ع) قد حبس قال بورق: فحججت و رجعت ثم أتيت محمد بن عيسى و وجدته قد انجلى عنه ما كنت رأيت به فقلت ما الخبر؟ قال قد خلى عنه قال بورق: فخرجت إلى سر من رأى و معي كتاب يوم و ليلة فدخلت على أبي محمد (ع) و أريته ذلك الكتاب فقلت له: جعلت فداك إن رأيت أن تنظر فيه فلما نظر فيه و تصفحه ورقة ورقة: و قال: هذا صحيح ينبغي أن يعمل به فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلة و يقولون إنها من دعوتك بموجدتك عليه لما ذكروا عنه: أنه قال إن وصي إبراهيم خير من وصي محمد صلى الله عليه و آله و لم يقل جعلت فداك هكذا كذبوا عليه فقال: نعم رحم الله الفضل قال بورق: فرجعت فوجدت الفضل قد توفي في الأيام التي قال أبو محمد (ع) رحم الله الفضل.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/539
1024 - ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري: أن الفضل بن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور بعد أن دعي به و استعلم كتبه و أمره أن يكتبها قال فكتب تحته: الإسلام الشهادتان و ما يتلوهما فذكر: أنه يحب أن يقف على قوله في السلف؟ فقال أبو محمد: أتولى أبا بكر و أتبرأ من عمر فقال له: و لم تتبرأ من عمر؟ فقال: لإخراجه العباس من الشورى فتخلص منه بذلك.




رجال‏ الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/539
1025 - جعفر بن معروف قال حدثني سهل بن بحر الفارسي قال سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به يقول: أنا خلف لمن مضى أدركت محمد بن أبي عمير و صفوان بن يحيى و غيرهما و حملت عنهم منذ خمسين سنة و مضى هشام بن الحكم رحمه الله و كان يونس بن عبد الرحمن رحمه الله خلفه كان يرد على المخالفين ثم مضى يونس بن عبد الرحمن و لم يخلف خلفا غير السكاك فرد على المخالفين حتى مضى رحمه الله و أنا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله.





رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/540
1026 - و قال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة و مما رقع عبد الله بن حمدويه البيهقي و كتبته عن رقعته: أن أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم و خالف بعضهم بعضا و يكفر بعضهم بعضا و بها قوم يقولون إن النبي (ص) عرف جميع لغات أهل الأرض و لغات الطيور و جميع ما خلق الله و كذلك لا بد أن يكون في كل زمان من يعرف ذلك و يعلم ما يضمر الإنسان و يعلم ما يعمل أهل كل بلاد في بلادهم و منازلهم و إذا لقي طفلين يعلم أيهما مؤمن و أيهما يكون منافقا و أنه يعرف أسماء جميع من يتولاه في الدنيا و أسماء آبائهم و إذا رأى أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلمه و يزعمون جعلت فداك أن الوحي لا ينقطع و النبي (ص) لم يكن عنده كمال العلم و لا كان عند أحد من بعد و إذا حدث الشي‏ء في أي زمان كان و لم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان: أوحى الله إليه و إليهم فقال: كذبوا لعنهم الله و افتروا إثما عظيما. و بها شيخ يقال له الفضل بن شاذان يخالفهم في هذه الأشياء و ينكر عليهم أكثرها و قوله: شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن الله عز و جل في السماء السابعة فوق العرش كما وصف نفسه عز و جل و أنه جسم فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير 42 -: 11 -) و أن من قوله: إن النبي (ص) قد أتى بكمال الدين و قد بلغ عن الله عز و جل ما أمره به و جاهد في سبيله و عبده حتى أتاه اليقين و أنه (ص) أقام رجلا يقوم مقامه من بعده فعلمه من العلم الذي




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/542
1027 - محمد بن الحسين بن محمد الهروي عن حامد بن محمد العلجردي البوسنجي عن الملقب بفورا من أهل البوزجان من نيسابور أن أبا محمد الفضل بن شاذان رحمه الله كان وجهه إلى العراق إلى حيث به أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما فذكر أنه دخل على أبي محمد (ع) فلما أراد أن يخرج: سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في رداء له فتناوله أبو محمد (ع) و نظر فيه و كان الكتاب من تصنيف الفضل و ترحم عليه و ذكر أنه قال: أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان و كونه بين أظهرهم.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/542
قال أحمد بن يعقوب أبو علي البيهقي رحمه الله أما ما سألت من ذكر التوقيع الذي خرج في الفضل بن شاذان أن مولانا (ع) لعنه بسبب قوله بالجسم: فإني أخبرك أن ذلك باطل و إنما كان مولانا (ع) أنفذ إلى نيسابور وكيلا من العراق كان يسمى أيوب بن الناب يقبض حقوقه فنزل بنيسابور عند قوم من الشيعة ممن يذهب مذهب الارتفاع و الغلو و التفويض كرهت أن أسميهم فكتب هذا الوكيل: يشكو الفضل بن شاذان بأنه يزعم أني لست من الأصل و يمنع الناس من إخراج حقوقه و كتب هؤلاء النفر أيضا إلى الأصل: الشكاية للفضل و لم يكن ذكروا الجسم و لا غيره و ذلك التوقيع خرج من يد المعروف بالدهقان ببغداد في كتاب عبد الله بن حمدويه البيهقي و قد قرأته بخط مولانا عليه السلام و التوقيع هذا: الفضل بن شاذان ما له و لموالي يؤذيهم و يكذبهم و إني لأحلف بحق آبائي لئن لم ينته الفضل بن شاذان عن هذا لأرمينه بمرماة لا يندمل جرحه منها في الدنيا و لا في الآخرة. و كان هذا التوقيع بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين في سنة ستين و مائتين قال أبو علي: و الفضل بن شاذان كان برستاق بيهق فورد خبر الخوارج فهرب منهم فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتل و مات منه و صليت عليه.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/543
1029 - و الفضل بن شاذان رحمه الله كان يروي عن جماعة منهم: محمد بن أبي عمير و صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب و الحسن بن علي بن فضال و محمد بن إسماعيل بن بزيع و محمد بن الحسن الواسطي و محمد بن سنان و إسماعيل بن سهل و عن أبيه شاذان بن الخليل و أبي داود المسترق و عمار بن المبارك و عثمان بن عيسى و فضالة بن أيوب و علي بن الحكم و إبراهيم بن عاصم و أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري و القاسم بن عروة و ابن أبي نجران.




رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/558
1056 - سأل أبو عبد الله الشاذاني أبا محمد الفضل بن شاذان قال: إنا ربما صلينا مع هؤلاء صلاة المغرب فلا نحب أن ندخل البيت عند خروجنا من المسجد فيتوهموا علينا أن دخولنا المنزل ليس إلا لإعادة الصلاة التي صلينا معهم فنتدافع بصلاة المغرب إلى صلاة العتمة؟ فقال لا تفعلوا هذا من ضيق صدوركم ما عليكم لو صليتم معهم فتكبروا في مرة واحدة ثلاثا أو خمس تكبيرات و تقرءوا في كل ركعة الحمد و سورة أية سورة شئتم بعد أن تتموها عند ما يتم إمامهم و تقولوا في الركوع سبحان ربي العظيم و بحمده بقدر ما يتأتى لكم معهم و في السجود كمثل ذلك و تسلموا معهم و قد تمت صلاتكم لأنفسكم و ليكن الإمام عندكم و الحائط بمنزلة واحدة فإذا فرغ من الفريضة فقوموا معهم فصلوا السنة بعدها أربع ركعات فقال يا أبا محمد أ فليس يجوز إذا فعلت ما ذكرت؟ قال نعم فهل سمعت أحدا من أصحابنا يفعل هذه الفعلة؟ قال نعم كنت بالعراق و كان يضيق صدري عن الصلاة معهم كضيق صدوركم فشكوت ذلك إلى فقيه هناك يقال له نوح بن شعيب فأمرني بمثل الذي أمرتكم به فقلت هل يقول هذا غيرك؟ قال نعم فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو من عشرين رجلا من مشايخ أصحابنا فسألته يعني نوح بن شعيب أن يجري بحضرتهم ذكرا مما سألته من هذا فقال نوح بن شعيب يا معشر من حضر أ لا تعجبون من هذا الخراساني الغمر يظن في نفسه أنه أكبر من هشام بن الحكم و يسألني هل يجوز الصلاة مع المرجئة في جماعتهم؟ فقال جميع من كان حاضرا من المشايخ: كقول نوح بن شعيب فعندها طابت نفسي و فعلته.



رجال ‏ابن ‏داود/الجزءالأول ‏من.../باب‏الفاء/272
1179 - الفضل بن شاذان النيسابوري
أبو محمد د دي كر [جخ ست‏] متكلم فقيه جليل القدر [كش‏] كان أبوه من أصحاب يونس و روى عن أبي جعفر الثاني و قيل عن الرضا عليه السلام أيضا و كان أحد أصحابنا الفقهاء العظام المتكلمين حاله أعظم من أن يشار إليها










تاريخ الإسلام ت تدمري (20/ 149)
119- الفضل بن شاذان بن عيسى [1] .
أبو العباس الرازي المقرئ شيخ القراء بالري.
أخذ عن: أحمد بن يزيد الحلواني، ومحمد بن عيسى الإصبهاني، وغيرهما.
وسمع من: إسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور، وطائفة.
وحدث عنه: أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن وقال: ثقة [2] .
وقرأ عليه: محمد بن عبد الله بن الحسن بن سعيد، وأحمد بن محمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن عمار بن شبيب الرازيون، وابنه العباس بن الفضل.
قال أبو عمرو الداني: لم يكن في دهره مثله في علمه وفهمه، وعدالته، وحسن اطلاعه [3] .
__________
[1] انظر عن (الفضل بن شاذان) في:
الجرح والتعديل 7/ 63 رقم 360، وتاريخ جرجان للسهمي 189، والفهرست لابن النديم 231، ومعرفة القراء الكبار 1/ 234، 235 رقم 133، غاية النهاية 2/ 10 رقم 2562، وطبقات المفسرين 2/ 30.
[2] الموجود في (الجرح والتعديل) : كتب عنه أبي وكتبت عنه، وهو صدوق.
[3] غاية النهاية 2/ 10.









تاريخ الإسلام ت بشار (6/ 385)
362 - الفضل بن شاذان بن عيسى. أبو العباس الرازي المقرئ [الوفاة: 261 - 270 ه]
شيخ الإقراء بالري.
أخذ عن: أحمد بن يزيد الحلواني، ومحمد بن عيسى الإصبهاني، وغيرهما.
وسمع من: إسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن منصور وأحمد بن يونس ومهدي بن جعفر وطائفة سواهم.
حدث عنه: أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن وقال: ثقة.
وقرأ عليه: محمد بن عبد الله بن الحسن بن سعيد، وأحمد بن محمد بن عبد الله، وأحمد بن محمد بن عثمان بن شبيب الرازيون، وابنه العباس بن الفضل.
قال أبو عمرو الداني: لم يكن في دهره مثله في علمه وفهمه، وعدالته، وحسن اطلاعه.







تاريخ الإسلام ت بشار (7/ 155)
463 - العباس بن الفضل بن شاذان الرازي المقرئ المفسر. [المتوفى: 310 هـ]
قرأ القرآن على أبيه عن الحلواني.
وسمع: محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن علي بن شقيق، وأحمد بن أبي سريج الرازي. ومر بقزوين غازيا فحدث بها سنة عشر. وكان عنده رواية الكسائي، عن أحمد بن أبي سريج. أخذ عنه: النقاش، ومحمد بن أحمد الداجوني، وابن مجاهد، وأبو علي بن حبش.
قال الخليلي: أدركت بقزوين من أصحابه ثمانية أنفس.
وممن روى عنه: أبو عمرو بن حمدان.
وقد ذكره الخليلي في " شيوخ أبي الحسن القطان "، وقال: مات بالري سنة إحدى عشرة.




تاريخ الإسلام ت بشار (6/ 385)
362 - الفضل بْن شاذان بْن عِيسَى. أبو الْعَبَّاس الرّازيّ المقرئ [الوفاة: 261 - 270 ه]
شيخ الإقرّاء بالرِّيّ.
أَخَذَ عَنْ: أَحْمَد بن يزيد الحلْوانيّ، ومحمد بْن عِيسَى الإصبهانيّ، وغيرهما.
وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيل بْن أبي أُوَيْس، وسعيد بْن مَنْصُور وأحمد بن يونس ومهدي بن جعفر وطائفة سواهم.
حدَّث عَنْهُ: أبو حاتم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن وقَالَ: ثقة.
وقرأ عليه: محمد بْن عَبْد الله بْن الْحَسَن بْن سَعِيد، وأحمد بْن محمد بْن عَبْد الله، وأحمد بْن محمد بن عثمان بْن شبيب الرّازيّون، وابنه الْعَبَّاس بْن الفضل.
قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: لم يكن فِي دهْره مثله فِي عِلْمه وفَهْمه، وعدالته، وحُسْن اطِّلاعه.



الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (7/ 518)
الكتاب: الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (يُنشر لأول مرة على نسخة خطية فريدة بخطِّ الحافظ شمس الدين السَّخاوي المتوفى سنة 902 هـ)
المؤلف: أبو الفداء زين الدين قاسم بن قُطْلُوْبَغَا السُّوْدُوْنِي (نسبة إلى معتق أبيه سودون الشيخوني) الجمالي الحنفي (المتوفى: 879هـ)
8870 - الفضل بن شاذان بن عيسى، أبو العباس المقرئ.
روى عن: إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن عبد الله (6) بن يونس، وسعيد بن منصور، ومهدي بن جعفر، وإبراهيم بن حمزة، والليث بن خالد البلخي، وإبراهيم بن موسى.
قال ابن أبي حاتم (1): كتب عنه أبي، وكتبت عنه، وهو صدوق ثقة.
وذكره الخليلي (2) في الرازيين (3) وقال: قديم، سمع محمد بن مهران وغيره، مذكور بعلم القرآن، سمع منه ابن أبي حاتم.







الوافي بالوفيات (5/ 59)
3 - (ابن شاذان)
محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان أبو سعيد بن عمرو النيسابوري الصيرفي أحد الثقات المشاهير روى عنه الخطيب والبيهقي وخلق كثير توفي سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة




الوافي بالوفيات (16/ 373)
3 - (ابن شاذان المقرئ)
العباس بن الفضل بن شاذان الرازي المقرئ المفسر توفي في حدود العشر وثلاثمائة 5932












الكتاب: مختصر التحفة الاثني عشرية
ألّف أصله باللغة الفارسية: علامة الهند شاه عبد العزيز غلام حكيم الدهلوي
نقله من الفارسية إلى العربية: (سنة 1227 هـ) الشيخ الحافظ غلام محمد بن محيي الدين بن عمر الأسلمي
اختصره وهذبه: (سنة 1301 هـ) علامة العراق محمود شكري الألوسي
حققه وعلق حواشيه: محب الدين الخطيب

مختصر التحفة الاثني عشرية (1/ 68)
وفضل بن شاذان القمي، (1) ومحمد بن يعقوب الكليني الرازي، وعلي [بن الحسين] بن بابويه القمي، والحسين ابنه أيضا.
وهذا القمي غير القمي (2) الذي استشهد به الإمام البخاري في رواية حديث «الشفاء في ثلاث: شرطه محجم، وشربة عسل، وكية بنار» (3) وذلك في كتاب الطب من صحيحه وقال: رواه القمي عن ليث (4) عن مجاهد (5) في سند الحديث. لأن بابويه القمي الرافضي من أهل القرن الرابع وليث من أهل القرن الثاني فلا يمكن أن يرى ليثا ويروي عنه، ولو حملنا كلمة «رواه عن ليث» على الإرسال بالواسطة دون الاتصال مع خلاف دأب البخاري ومتعارفه فكيف نستشهد به مع أنه متأخر عن البخاري بزمن طويل. ولنعم ما قيل في تاريخ ولادة البخاري - رضي الله تعالى عنه - ومدة عمره:
كان البخاري حافظا ومحدثا ... جمع الصحيح مكمل التحرير
ميلاده «صدق» (6) ومدة عمره ... فيها «حميد» (7) وانقضى في «نور» (8)
وهذه جملة وقعت في البين لا تخلو عن فائدة:
ولنرجع إلى عد بقية مصنفيهم فمنهم:...
_________
(1) الفضل بن شاذان بن الخليل، أبو محمد الأزدي النيسابوري، قال النجاشي عنه: «روى عن الرضا والهادي، وكان ثقة أحد أصحابنا الفقهاء المتكلمين، وله جلالة في هذه الطائفة، وهو في قدره أشهر من أن نصفه»، ثم قال: «قيل إنه صنف مائة وثمانين كتابا». رجال النجاشي: 2/ 168؛ وذكره ابن النديم، الفهرست: ص 323.
(2) هو يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري، أبو الحسن القمي، قال الطبراني: «كان ثقة»، وقال الدارقطني: «ليس بالقوي»، وذكره ابن حبان في الثقات، توفي سنة 174هـ. التجريح والتعديل: 3/ 1240؛ تهذيب التهذيب: 11/ 342. وذكره الإمامية وقالوا: لا بأس به. دائرة المعارف الشيعية: 18/ 603.
(3) أخرجه البخاري عن ابن عباس
(4) هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهري، أبو الحارث النضري، روى عن الزهري وعطاء ونافع وخلق كثير، قال يحيى بن بكير: «ما رأيت أحدا أكمل من الليث بن سعد كان فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الحديث والشعر حسن المذاكرة لم أر مثله»، توفي سنة 175هـ. تذكرة الحفاظ: 1/ 224؛ طبقات الحفاظ: 1/ 102.












الصفحة الرئيسيةالتعريف بالمركزمدير المركزاصدارات المركزسجل الزوار

[طباعة هذه الصفحة]
الاسئلة و الأجوبة » الكتب » كتاب اثبات الرجعة للفضل بن شاذان


مجيد / امريكا
السؤال: كتاب اثبات الرجعة للفضل بن شاذان

هل سند الشيخ حر العاملي ( في كتابه إثبات الهداة ) بكتاب ( إثباة الرجعة ) أو ( الغيبة ), لفضل بن شاذان, صحيح الاسناد؟
الجواب:

الأخ مجيد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب ( إثبات الرجعة ) يعتبر من أوثق الكتب وأعلاها سنداً في الروايات الخاصة بأحوال الإمام المهدي عليه السلام وأخباره.
ولابد في البداية من ترجمة مختصرة لمؤلفه الفضل بن شاذان نعرف من خلالها منزلة الرجل في نفسه وعلمه.

الفضل بن شاذان:
هو أبو محمد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري من أصحاب الأئمة عليهم السلام الأجلاّء, روى عن الرضا عليه السلام والجواد عليه السلام, وأورده الطوسي في أصحاب الإمام الهادي عليه السلام والإمام العسكري عليه السلام.( رجال الطوسي: 390 (5740), 401 (5881)).
كان أبوه من أصحاب يونس بن عبد الرحمن, وكان الفضل يقول: أنا خلف لمن مضى, أدركت محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وغيرهما, وحملت عنهم منذ خمسين سنة, ومضى هشام بن الحكم رحمه الله وكان يونس بن عبد الرحمن رحمه الله خلفه وكان يرد على المخالفين.
ثم مضى يونس بن عبد الرحمن ولم يخلف خلفاً غير السكّاك, فرد على المخالفين حتى مضى رحمه الله, وأنا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله.( اختيار معرفة الرجال 2: 818)
وقد وثّقه رجاليو الشيعة وعدّوه من فقهاء ومتكلمي الإمامية.
قال النجاشي: الفضل بن شاذان بن الخليل, أبو محمد الأزدي النيشابوري, كان أبوه من أصحاب يونس, وروى عن أبي جعفر الثاني وقيل عن الرضا عليه السلام, وكان ثقة, أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين وله جلالة في هذه الطائفة, وهو في قدره أشهر من أن نصفه. ( رجال النجاشي: 306 (840))
وقال عنه الطوسي: متكلّم فقيه جليل القدر.( فهرست الطوسي: 361 (564))
وقال العلاّمة في الخلاصة: وكان ثقة جليلاً فقيهاً متكلّماً له عظيم شأن في هذه الطائفة, قيل أنه صنّف مائة وثمانين كتاباً, وترّحم عليه أبو محمد عليه السلام مرّتين وروي ثلاثاً ولاءً, ونقل الكشي عن الأئمة عليهم السلام مدحه, ثم ذكر ما ينافيه, وقد أجبنا عنه في كتابنا الكبير, وهذا الشيخ أجل من أن يغمز عليه, فإنه رئيس طائفتنا رحمه الله.( خلاصة الأقوال: 229 (769) القسم الأول وانظر: رجال ابن داود: 151 (1200) القسم الأول, وعالم العلماء: 90 (627) ؛ منتهى المقال 5: 167 (2282)؛ نقد الرجال 4: 21 (4114)؛ بلغة المحدثين: 393)
وأشار العلامة بكلامه الأخير الى ما رواه الكشي في مدحه, ومنها الرواية في ترحّم الإمام عليه السلام عليه, وما أورده من روايتين يفهم منهما قدحه عليه السلام, ولكن أجاب عليهما كل من ترجم له كما رأيت ذلك من العلامة نفسه. والمراد من الروايتين هو ما رواه الكشي عن علي بن محمد بن قتيبة عن رقعة عبد الله بن حمدويه والتي فيها نسبة القول بأن الله جسم للفضل بن شاذان وخروج التوقيع فيه بالتهديد بالدعاء عليه بمرض لا يدمل في الدنيا ولا في الآخرة, ورواية أحمد بن يعقوب البيهقي.(اختيار معرفة الرجال 2: 818)
وأُجيب على ذلك بتكذيب هذا التوقيع, إذ كيف يعقل صدوره من الإمام عليه السلام بعد وفاة الفضل بشهرين, كما في نص رواية البيهقي, اضافة إلى رد نسبة القول بالجسمية له في نفس الرواية, وان هذا التوقيع خرج في الحقيقة من قبل عروة بن يحيى الكذاب الغالي المعروف بالدهقان كما ذكر ذلك السيد الخوئي.( معجم رجال الحديث 14: 315, 316)

كتاب اثبات الرجعة:
ذكره النجاشي( رجال النجاشي: 306/ 840) والطوسي( فهرست الطوسي: 361 / 564) في ضمن كتب الفضل بن شاذان, وذكرا طريقيهما إلى كل كتبه, وذكره أيضاً ابن شهر آشوب في ضمن كتبه.(معالم العلماء: 90/ 627, وانظر: تنقيح المقال 2: 9, مجمع الرجال 5: 21, معجم رجال الحديث 14: 309 /9374)
وأشار إليه من جاء بعدهم وان اختلفوا في تسـمـيـة الـكـتـاب كـمـا
سيظهر لك آنفاً ولكن الكتاب لم يصل إلى أيدينا وإن وصلت نسخة منه إلى السيد الميرلوحي المعاصر للعلامة المجلسي ضمّنها في كتابه كفاية المهتدي, وضن بها على العلامة المجلسي فلا تجد لها ذكراً في مصادر البحار.

ولنذكر نبذة عن الميرلوحي وكتابه:
نسب الميرلوحي نفسه في أول كتابه, هكذا: محمد بن محمد لوحي الحسيني الموسوي السبزواري, الملقّب بالمطهر, والمتخلّص بالنقيبي.( كفاية المهتدي: 1)
وقال العلامة الطهراني: السيد محمد بن محمد بن أبي محمد بن محمد المصحفي الحسيني السبزواري, الملقّب بالمطهر, والمتخلّص بـ (النقيبي) (ذ9: 1220), وُلد بإصفهان قبل سنة 1000, وتوفي بها بعد 1083 التي فرغ فيها من الأربعين له الموسوم بـ (كفاية المهتدي في أحوال المهدي عليه السلام)(الذريعة إلى تصانيف الشيعة/ الشيخ اغا بزرك/ 18/101), والموجود نسخة منه عند الحسن المصطفوي العالم الكتبي بطهران, بقلم الملا محمد مؤمن بن عبد الجواد, فرغ من الكتابة تاسع صفر سنة 1085, ونسخة أخرى في (المجلس) كما في فهرسها 3: 61.( انظر: الذريعة 18: 101 (867))
ترجمه معاصره المير محمد زمان بن محمد جعفر بن محمد سعيد الرضوي المشهدي (1041م) في أول كتابه (صحيفة الرشاد) (ذ15 قم 91, 19 قم 406) الذي ألفه في قدح أبي مسلم الخراساني وهو صاحب الدعوة المقتول سنة 137 بيد العباسيين الذين أوجدهم, كتبه انتصاراً للمير لوحي هذا, وذكر أن جده الأعلى محمد المصحفي كان من أعاظم علماء سبزوار, وقد قرأ عليه جدي المير محمد سعيد بن مسعود الرضوي, وإن أجداده سادات ينهون نسبهم إلى إبراهيم الأصغر بن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام..., إلى آخر ما ذكره من كلام المير محمد زمان في صحيفة الرشاد.( طبقات أعلام الشيعة (القرن الحادي عشر): 479, وأنظر: الذريعة 9: 1220 (6926), و1: 427 (2183))
وقد عرفت من كلام صاحب الذريعة أنه ذكر وجود نسخة بقلم الملا محمد مؤمن بن عبد الجواد فرغ من كتابتها في التاسع من صفر عام 1085.
وقال في الذريعة: ورأيت نسخة منه بخط محمد مؤمن بن الشيخ عبد الجواد كتبها في عصر المصنف, وفرغ منها في سابع ربيع الثاني 1085.( الذريعة 18: 102 (867))
ولكن في آخر النسخة الموجودة في المكتبة المركزية بطهران, ضمن المجموعة المهداة من قبل المرحوم الأُستاذ السيد محمد مشكوة, تحت رقم (619) والتي طبع عليها الكتاب,( كفاية المهتدي: 18, مقدمة التصحيح) والمحتمل أنها هي التي رآها العلامة الطهراني عند الحسن المصطفوي العالم الكتبي بطهران, هكذا:
(تم هذا المختصر الموسوم بكفاية المهتدي في معرفة المهدي, والحمد لله على إتمامه, وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً كثيراً, والسلام على من اتبع الهدى).
ثم جاء بعده: (تم الكتاب بعون الملك الوهّاب على يد الفقير الحقير المحتاج إلى رحمة ربه الغني ابن الشيخ عبد الجواد الكاظمي, محمد مؤمن في سنة ثلاث وثمانين وألف من الهجرة النبوية, وصلى الله على محمد وآله أجمعين).
وبجانب التاريخ المذكور, كتب التاريخ رقماً هكذا: (1083).( أنظر صورة للصفحة الأخيرة من النسخة المعتمدة في الطبع, الصفحة: (22). من كفاية المهتدي)
وفي آخر النسخة الموجودة في مكتبة المجلس, والمرقمة في الفهرست (3/60 ـ 62), والتي ذكرها العلامة الطهراني أيضاً تحت رقم (3: 61), هكذا:
(تم هذا المختصر الموسوم بكفاية المهتدي, والحمد لله على إتمامه, وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً كثيراً, والسلام على من اتبع الهدى).
ثم جاء بعده: (قد فرغ كتابته في يوم السبت من عشر الثالث من شهر الحادي عشر من سنة الإحدى من عشر الثاني من ماية الثالثة بعد الالف الأول من الهجرة النبوية المصطفوية, صلوات الله عليه وعلى آله, مطابق أودي التركي.
أرجو أن أكون شريكاً في ثواب قاريها وسامعها ومن اعتقد بها).( أنظر صورة للصفحة الأخيرة من النسخة الموجودة في مكتبة المجلس, الصفحة (26ـ27) من كفاية المهتدي)
فظهر من الجملة المشتركة في نهاية النسختين, أن المؤلف المير لوحي أنهى كتابه بهذه الجملة, وقد نعته بالمختصر, فهو في أربعين حديثاً ـ كما وصفه بأنه رسالة قبل الحديث الأخير(كفاية المهتدي: 319, وكذا لم يذكر مصحح الكتاب, في أي نسخة توجد العبارة الأخيرة من الكتاب (صفحة 322), وهي: تم هذا المختصر الموسوم بـ (كفاية المهتدي في معرفة المهدي) على يد أحقر العباد محمد مؤمن بن شيخ عبد الجواد يوم السابع (من) شهر ربيع الثاني من شهور سنة خمس وثمانين وألف من الهجرة النبوية. الحمد لله على إتمامه, وصلى الله على محمد وآله أجمعين) ـ ولم يذكر تاريخ انتهائه من الكتاب.
وأما الكلام الذي بعد هذه الجملة فهو للناسخين, أحدهما محمد مؤمن بن الشيخ عبد الجواد الكاظمي, والذي أرخ نسخه في (1083), فلا أعرف من أين جاء العلامة الطهراني بتاريخ (التاسع من صفر) أو (السابع من ربيع الثاني) سنة 1085, وأن المؤلف أنهى كتابه بتاريخ 1083.
وجديرٌ ذكره أن كتاب (كفاية المهتدي في معرفة المهدي عجل الله فرجه) باللغة الفارسية, ذكر فيه مؤلفه أحاديث عن الفضل بن شاذان وغيره, ثم ترجمها للفارسية, قال في آخر مقدمته: وعملت بقدر الوسع والإمكان على نقل كل حديث انفرد بروايته الفضل بن شاذان ـ عليه الرحمة والغفران ـ ولا أنقل ما لا يوجد له مؤيدات.
وسميت هذا الأربعين بـ (كفاية المهتدي في معرفة المهدي عجل الله فرجه), والتوكل على الله الملك المجيد.( كزيده كفاية المهتدي: 11, مقدمة المؤلف, (معرب من الفارسية))
ثم قال في الحديث الأول:
قال الشيخ الكامل العادل العابد الزاهد المتكلم الخبير الفقيه النحرير النبيل الجليل أبو محمد الفضل بن شاذان بن الخليل ـ برّد الله مضجعه وجعل في الفردوس إلى الأئمة الطاهرين مرجعه ـ في كتابه الموسوم بإثبات الرجعة: ...( كزيده كفاية المهتدي: 13, الحديث الأول)
وقال في الحديث الثاني: وابن شاذان ـ عليه الرحمة والغفران ـ في كتاب إثبات الرجعة, عنون باباً مشتملاً على مثل هذه الأحاديث, سماه (شدة النهي عن التوقيت),( كزيده كفاية المهتدي: 27, الحديث الثاني) ـ ثم ذكر حديثاً من هذا الباب ـ.
أقول: ومن هذا يعلم إنه قد رأى كتاب إثبات الرجعة وكان عنده, فإن نفس هذا الحديث موجود في مختصر إثبات الرجعة( الحديث رقم 2 في مختصر إثبات الرجعة) الذي كان عند الحر العاملي من دون ذكر عنوان للباب قبله, بل إن كل المختصر ليس فيه أبواب.
ثم قال الميرلوحي: قال الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب الغيبة: أما وقت خروجه فليس بمعلوم لنا على التفصيل, بل هو مُغيَّب عنا إلى أن يأذن الله بالفرج, ثم نقل عدة أحاديث في هذا الباب ذكرابن شاذان ـ رحمة الله عليه ـ في سندها وهذه الأحاديث مع أحاديث أُخر في هذا المعنى رأيتها في كتاب إثبات الرجعة, منها ما قاله الشيخ أبو جعفر: وروى حديثين عن الغيبة للطوسي, ثم قال بعد الحديث الثاني ـ : وهذا الحديث رواه ابن شاذان بعدة أسانيد صحيحة.(كزيده كفاية المهتدي: 29 ـ 30, وانظر أيضاً: الصفحة: 265)
ومن قوله هذا يظهر أن ما رواه الشيخ الطوسي في الغيبة عن طريق ابن شاذان هو من كتابه إثبات الرجعة, ولا أقل أغلبها, وقد ذكر الطوسي في الفهرست طريقه إلى الفضل, هكذا:
أخبرنا (برواياته وكتبه) أبو عبد الله, عن محمد بن علي بن الحسين, عن محمد بن الحسن, عن أحمد بن إدريس, عن علي بن محمد بن قتيبة, عن الفضل.
ورواها محمد بن علي بن الحسين, عن حمزة بن محمد العلوي, عن أبي نصر قنبر بن علي بن شاذان عن أبيه, عن الفضل.( فهرست الطوسي: 363 (564))
وذكر طريقه في التهذيب, هكذا: ومن جملة ما ذكرته عن الفضل بن شاذان ما رويته بهذه الأسانيد عن محمد بن يعقوب, عن علي بن إبراهيم, عن أبيه, ومحمد بن إسماعيل, عن الفضل بن شاذان.( تهذيب الأحكام 10: 385, المشيخة)
وقال العلامة في الخلاصة إن طريق الشيخ إلى الفضل بن شاذان صحيح.( الخلاصة: 436, الفائدة الثامنة)
والنوري في خاتمة المستدرك: وإلى الفضل بن شاذان, صحيح في المشيخة, وإليه طريقان, أحدهما حسن, والآخر مجهول, في الفهرست.( خاتمة المستدرك 6: 250 (542))
والسيد الخوئي قدس سره: كما إن كلا طريقي الشيخ ضعيف, الأول: بعلي بن محمد, والثاني: بحمزة بن محمد ومن بعده, نعم إن طريق الشيخ إليه في المشيخة صحيح.( معجم رجال الحديث 14: 318)
وقد ذكر المير لوحي عبارات كثيرة في كتابه ـ غير ما ذكرنا ـ يُعلم منها بأنه قد رأى كتاب إثبات الرجعة للفضل بن شاذان.( منها ما صرح فيه بإسم كتاب إثبات الرجعة في الصفحات 260, 265, 296, 297, 306 من كزيده كفاية المهتدي)
ثم إن العلامة النوري قال في مقدمة النجم الثاقب: إن الكتب المرتبطة ببيان أحواله صلوات الله عليه, والتي تعرف بكتب الغيبة كثيرة, والذي يحضرني حالياً من أسمائها: ..., ـ ثم عد منها ـ كتاب إثبات الرجعة المعروف بالغيبة لأبي محمد الفضل بن شاذان النيسابوري.( النجم الثاقب (المعرب) 1: 118, المقدمة)
ثم قال: كتاب كفاية المهتدي في أحوال المهدي للسيد محمد بن محمد لوحي الحسيني الموسوي السبزواري الملقب بالمطهر, المتلخص بالنقيبي تلميذ المحقق الداماد, وأكثر ما في هذا الكتاب نقله من كتاب الفضل بن شاذان, فهو ينقل الخبر سنداً ومتناً أولاً, ومن ثم يترجمه.
وكان عنده (غيبة) الشيخ الطرابلسي, و(غيبة) الحسن بن حمزة المرعشي أيضاً, ما ننقله عن هذه الكتب الثلاثة, فإنما ننقله عن هذا الكتاب.( النجم الثاقب (المعرب) 1: 120, المقدمة)
ثم روى النوري عن كفاية المهتدي في سائر كتابه بعنوان الغيبة إلا في موضع واحد, قال:
روى الشيخ الثقة الجليل القدر العظيم الشأن أبو محمد الفضل بن شاذان النيشابوري, وقد ألف مائة وثمانين كتاباً, وروى عن الإمام الرضا عليه السلام والإمام الجواد عليه السلام, وقد توفي في آخر حياة الإمام العسكري عليه السلام, وقد ترحّم عليه عليه السلام, في كتاب غيبته المسمى بـ (إثبات الرجعة) عن...( النجم الثاقب (المعرب) 1: 496, الباب الخامس)
وسماه في كشف الأستار: (الغيبة) أيضاً,( كشف الأستار: 212) وروى عنه بهذا العنوان (كشف الأستار: 221) فيه وفي مستدرك الوسائل.( مستدرك الوسائل 11: 372 ح 11, و12: 279 ـ 281 ح1, 2, 3, 4)
وقال فيما استدركه على المجلسي من كتب لم يذكرها في بحاره:
كالأربعين لمير محمد لوحي الملقب بالمطهر, المعاصر للعلامة المجلسي, يتضمن أخباراً كثيرة من كتاب الغيبة لفضل بن شاذان النيسابوري صاحب الرضا عليه السلام, وكان عنده. (البحار 105: 68, الفيض القدسي في ترجمة العلامة المجلسي, وانظر الذريعة 1: 427 (2183))
أقول: ومن كلام النوري يظهر أن كتاب ابن شاذان اسمه (إثبات الرجعة) ويصنف في الكتب المعروفة بالغيبة, وأن ما نقله في كتبه كثيراً عن غيبة ابن شاذان هو كتاب إثبات الرجعة نفسه, وأنه نقل ما فيه عن كتاب كفاية المهتدي للمير لوحي, وقد عرفت أن المير لوحي قد صرح بأن اسم كتاب الفضل بن شاذان هو (إثبات الرجعة), ولم يذكر اسم الغيبة أصلاً والنوري يصرح بأن اسمه هو هذا في موضعين, وما ذكره من أنه معروف بالغيبة لم أجد له ذكراً من أحدٍ قبله, بل لم ينقل أحد عن كتاب للفضل اسمه الغيبة. ويؤيد ذلك ما ذكره العلامة الطهراني في الذريعة, قال: (مختصر الغيبة) لفضل بن شاذان, للسيد بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي النجفي, قال في آخره: هذا آخر ما اخترناه من كتاب الفضل بن شاذان, وقال كاتبه السيد عبد المطلب بن محمد العلواني الحسيني الموسوي, أنه نقل عن خط من نقل عن خط السيد السعيد السيد علي بن عبد الحميد, والفراغ من كتابة السيد عبد المطلب 1222.(الذريعة 2: 201 (2574))
فإن السيد علي بن عبد الحميد لم يذكر اسم الكتاب, وإنما قال: من كتاب الفضل بن شاذان.
وتسميته بـ (مختصر الغيبة) ـ وسيأتي الكلام عن هذا المختصر قريباً ـ جاء من العلامة الطهراني نفسه, لما اشتبه عليه الحال حسب ما فهمه من عبارات العلامة النوري, فقد عنون في الذريعة لـ (كتاب الغيبة) للفضل بن شاذان, وقال: كتاب الغيبة للحجة, للشيخ المتقدم أبي محمد فضل بن شاذان الأزدي النيسابوري, الراوي عن الجواد عليه السلام, وقيل عن الرضا عليه السلام, والمتوفى 260, وهو غير كتاب (إثبات الرجعة) له, كما صرح بتعددهما النجاشي, بل هذا الذي عبر عنه النجاشي بعد ذكره (إثبات الرجعة) بكتاب (الرجعة) حديث,(رجال النجاشي: 306 (840)) فهذا مقصور على أحاديث الرجعة وظهور الحجة وأحواله, ولذا اشتهر بكتاب الغيبة, وكان موجوداً عند السيد محمد بن محمد ميرلوحي الحسيني الموسوي السبزواري, المعاصر للمولى محمد باقر المجلسي على ما يظهر من نقله عنه في كتابه الموسوم (كفاية المهتدي في أحوال المهدي), وينقل شيخنا النوري في (النجم الثاقب في أحوال الإمام الغائب) فهو عن كتاب (الغيبة) هذا بتوسط المير لوحي المذكور, وقال الحاج ميرزا إبراهيم, أمين الواعظين الأصفهاني: (إن نسخة منه موجودة عندي بإصفهان), ولعله مختصر غيبته الآتي في الميم فراجعه.( الذريعة 16: 78 (395))
وقال أيضاً: الرجعة وأحاديثها: للفضل بن شاذان بن الخليل, أبي محمد الأزدي النيشابوري المتوفى (260), وهو غير (إثبات الرجعة) له أيضاً, وهذا هو الذي يعبر عنه بكتاب الغيبة كما يأتي بتصريح النجاشي, وكان عند المير لوحي الإصفهاني على ما ينقل عنه في كتابه الأربعين الموسوم (كفاية المهتدي), وقد ظن في إعطائه للعلامة المجلسي, على ما ذكره شيخنا في (خاتمة المستدرك) و(النجم الثاقب) وغيرهما.( الذريعة 10: 162 (294), وانظر: 1: 93 (450), و1: 427 (2183))
فقد عرفت أن ما كان موجوداً عند المير لوحي وصرح به في كتابه (كفاية المهتدي) هو (إثبات الرجعة) لا غير, وإن عبر عنه الشيخ النوري بـ (الغيبة) في أغلب المواضع, فكأن الطهراني لم يدقق في تصفحه لكفاية المهتدي ولا في كتب أُستاذه النوري, والله أعلم.
كما أن النجاشي لم يذكر أن للفضل بن شاذان كتاباً اسمه الغيبة, وإن ذكر له كتاباً باسم (الرجعة) حديث, فأين التصريح منه بأنه الغيبة, كما هو قول الطهراني.
ثم أنه نقل في موضع آخر من الذريعة عن الشيخ النوري أنه قال في أول (جنة المأوى): إني كلما أنقل في هذا الكتاب عن غيبة فضل بن شاذان, وعن غيبة الحسن بن حمزة المرعشي, وعن كتاب (الفرج الكبير) لمحمد بن هبة الله بن جعفر الطرابلسي, فإنما أنقلها عن كتاب المير لوحي هذا ـ يعني به كفاية المهتدي ـ لأنها كانت موجودة عنده, وينقل عنها في كتابه هذا.(الذريعة 18: 102)
ولكني لم أجد هذه العبارة في جنة المأوى المطبوع مع البحار في الجزء 53 ومثل هذه العبارة نقلناها عن أول (النجم الثاقب) للشيخ النوري آنفاً عند ذكره لكتاب (كفاية المهتدي) للمير لوحي, ولكن جاء فيها: (كتاب الفضل بن شاذان) إشارة إلى ما ذكره عند عده كتب الغيبة, بقوله: كتاب إثبات الرجعة المعروف (بالغيبة) لأبي محمد الفضل بن شاذان النيسابوري (النجم الثاقب (المعرب): 118, 120) وأيضاً ليس فيها (الفرج الكبير), بل (غيبة الشيخ الطرابلسي), فراجع ـ.

مختصر إثبات الرجعة:
كانت نسخة من هذا المختصر عند الشيخ الحر العاملي ذكر أغلب أحاديثها (14 حديثاً) في كتابه إثبات الهداة, وإنْ كان قد ذكر في أول إثبات الهداة في الفائدة العاشرة, عند ذكره لكتب الشيعة التي نقل منها: كتاب إثبات الرجعة للفضل بن شاذان,( إثبات الهداة 1: 28, الفائدة العاشرة) والذي يوحي بأنه نقل من كل الكتاب لا مختصره, وذلك ما قاله العلامة الطهراني في الذريعة تحت عنوان إثبات الرجعة: للشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري, المتوفى سنة 260, صرح به النجاشي, وحكى عن الكنجي أنه ذكر أن الفضل بن شاذان صنف مائة وثمانين كتاباً. (أقول) الموجود منه مختصره الآتي بعنوان منتخب إثبات الرجعة.( الذريعة : 93 (450))
وقال تحت عنوان منتخب إثبات الرجعة: للفضل بن شاذان, انتخبه بعض فضلاء المحدثين, كما كتب عليه الشيخ الحر بخطّه, صورة الخط في آخر النسخة الموجودة عند الشيخ محمد السماوي: (هذا ما وجدناه منقولاً من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان بخط بعض فضلاء المحدثين).( الذريعة 22: 367 (7472), و20: 201 (2574))
أقول: وهذه النسخة محفوظة في مكتبة آية الله الحكيم في النجف الأشرف, ذكرت في فهرست المكتبة (1/56, رقم 316), (أنظر: مختصر إثبات الرجعة المطبوع: 11, فهرست التراث 1: 281, بعنوان (إثبات الرجعة) ذكر الحديث الأول من النسخة والعبارة في آخرها وهو عين ما موجود في المطبوع, وما ذكره العلامة الطهراني) وقد نسخت عليها نسخة بخط ابن زين العابدين محمد حسين الأرموي, في 8 ذي القعدة سنة 1350 هـ, موجودة في المكتبة الرضوية بمشهد, ضمن مجموعة برقم 7442, تحتوي أيضاً على كتابي الأمالي والإفصاح للشيخ المفيد, وتحتوي على 20 حديثاً, (مختصر إثبات الرجعة (المطبوع): 9) وهي التي طبع عليها الكتاب بعنوان (مختصر إثبات الرجعة), تحقيق السيد باسم الموسوي, وقد تبع في مقدمته العلامة الطهراني في توهمه بأن (إثبات الرجعة) غير ما ذكره العلامة النوري بـ (الغيبة) للفضل.
وقد طابقنا أحاديث (المختصر) العشرين على ما هو منقول عن كتاب (إثبات الرجعة) للفضل في كتاب (كفاية المهتدي) للمير لوحي, فوجدنا كل الأحاديث العشرين موجودة فيه وبنفس تعاقبها هناك, فحصل لنا اطمئنان, أن المختصر منقول من كفاية المهتدي, وأن ما ذكره الحر العاملي بقوله (هذا ما وجدناه منقولاً من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان بخط بعض فضلاء المحدثين) هو ما نقله المير لوحي عن إثبات الرجعة في كفاية المهتدي, قد تحاشى الحر العاملي التصريح باسمه لما كان معروفاً في ذلك الزمان من منافرة ومشاحنة بين المير لوحي والعلامة المجلسي المتعاصرين في إصفهان.
أما ما هو مذكور في كفاية المهتدي من أحاديث عن (إثبات الرجعة) بحدود 60 حديثاً أو أكثر, أي حوالي ضعفي ما مذكور في المختصر.
ولعل الله يوفقنا أو أحداً غيرنا لافرادها, وضم ما موجود من روايات الفضل في غيبة الطوسي, وما رواه الصدوق عنه, وغيرهما, وطبعهما في كتاب واحد.
ثم إنه يبقى ما ذكره العلامة الطهراني تحت عنوان: مختصر الغيبة لفضل بن شاذان للسيد بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي النجفي, قال في آخره (هذا ما اخترناه من كتاب الفضل بن شاذان), وقال كاتبه السيد عبد المطلب بن محمد العلواني الحسيني الموسوي أنه نقل عن خط من نقل عن خط السيد السعيد السيد علي بن عبد الحميد, والفراغ من كتابة السيد عبد المطلب 1222, ونسخة أخرى كانت عند الشيخ محمد السماوي كتابتها 1085, ملكها الشيخ الحر, ثم ابنه الشيخ محمد رضا, ثم جمع آخر من العلماء, أول رواياته عن محمد بن إسماعيل بن بزيع, عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني, عن أبان بن أبي عياش, عن سليم بن قيس الهلالي, وكتب الشيخ الحر في آخره (هذا ما وجدناه منقولاً من رسالة (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان بخط بعض فضلاء المحدثين), وذكرت هذه النسخة بعنوان (منتخب إثبات الرجعة) لاحتمال تعددهما, فراجع.(الذريعة 20: 201 (2574))
أقول: إن ما ذكره من مختصر الغيبة للسيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد النيلي قد يكون هو غير مختصر إثبات الرجعة الذي كان موجوداً عند الحر العاملي, وملك نسخته الشيخ محمد السماوي, خاصة وقد أشرنا إلى ترجيح أخذ هذا المختصر من كتاب كفاية المهتدي للمير لوحي, وهو معاصر للعلامة المجلسي والحر العاملي, بينما النيلي من شيوخ ابن فهد الحلي, وكان حياً سنة 803هـ, وقد ذكرنا أنه أورد روايات عن الفضل بن شاذان في كتابه الغيبة, كما نقلها عنه المجلسي,(البحار 53: 385) وبعضها لم ينقلها المير لوحي في كفاية المهتدي, فلعل ما اختصره علي بن عبد الحميد النيلي كان من أصل كتاب الفضل, كما هو ظاهر العبارة في آخره, التي نقلها الطهراني.
وقد أشار الطهراني إلى هذا الإحتمال في كلامه الأخير, فلاحظ.
وأخيراً لابد أن نشير إلى أن كتاب المير لوحي (كفاية المهتدي في معرفة المهدي عليه السلام) قد طُبع بالفارسية في الجمهورية الإسلامية تحت عنوان (كزيده كفاية المهتدي) ومعنى (كزيده) مُنتخب وذلك لأن المحقق قد حذف منه بعض الكلام الذي يعرّض فيه المؤلف بالعلامة المجلسي صاحب البحار الذي كان معاصراً له وكان بينهما مهاترة وخلاف, وقد ترجم السيد ياسين الموسوي كتاب (كزيده كفاية المهتدي) إلى العربية ونشر من قبل مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام.
ودمتم في رعاية الله

حسان القحطاني / العراق
تعليق على الجواب (1)
حقيقة انه مقال ممتاز لكنه لم يثبت عن وجود لكتاب الفضل بن شاذان وان النقل عنه مجرد حدس ظني والذي رأيت من نقل الكلينى عن الفضل بن شاذان 391 رواية منها 43 في الجزء الأول والثاني من أصول الكافي ولا توجد ولا رواية واحده من أحاديث مختصر اثبت الرجعة مما يؤيد القول أن كتاب المختصر منحول ،علما أن بين الحر وبين المير لوحي أكثر من سبعة قرون والسؤال هل طبعت نسخة الحر العاملي لكتاب مختصر إثبات الرجعة
الجواب:

الأخ حسان المحترم
السلام عليكم ورحمة الله
ينبغي التنبيه على ان هناك كتابين للفضل بن شاذان الاول اسمه الرجعة وقد يطلق عليه الغيبة والثاني اثبات الرجعة وقد صرح الشيخ النجاشي بذلك أي بالتعدد (رجال النجاشي306) والذي لم يصل الينا الكتاب الاول واما الكتاب الثاني فلم يصل الينا بمجموعه وانما وصل الينا المختصر منه والذي سمي ب(مختصر اثبات الرجعة) وقد طبع في ذيل مجلة تراثنا العدد 15.

اما عدم نقل الكليني لروايات اثبات الرجعة مع انه يذكر روايات اخرى عن الفضل بن شاذان فلعل ذلك بسبب عدم وجود نسخة عنده.
ان مختصر اثبات الرجعة كان عند الميرلوحي الذي كان معاصرا للشيخ المجلسي صاحب البحار وبالتالي هو معاصر للحر العاملي وليس بينه وبين الحر فترة زمنية . وقد اشرنا الى ترجيح اخذ مختصر اثبات الرجعة الذي كان موجودا عند الحر العاملي من كتاب كفاية المهتدي للمير لوحي وقد تم طبع هذا الكتاب بالفارسية وقد قام بتعريبه السيد ياسين الموسوي ونشر من قبل مركز الدرسات التخصصية في الامام المهدي (عليه السلام) .
ودمتم في رعاية الله
لادلاء تعليق على الاجابة انقر هنا