سعيد بن جبير الأسدي(45 - 95 هـ = 665 - 714 م)

سعيد بن جبير الأسدي(45 - 95 هـ = 665 - 714 م)





الأعلام للزركلي (3/ 93)
سَعيد بن جُبَير
(45 - 95 هـ = 665 - 714 م)
سعيد بن جبير الأسدي، بالولاء، الكوفي، أبو عبد الله: تابعيّ، كان أعلمهم على الإطلاق.
وهو حبشي الأصل، من موالي بني والبة بن الحارث من بني أسد. أخذ العلم عن عبد الله بن عباس وابن عمر. ثم كان ابن عباس، إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه، قال: أتسألونني وفيكم ابن أم دهماء؟ يعني سعيدا. ولما خرج عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث، على عبد الملك بن مروان، كان سعيد معه إلى أن قتل عبد الرحمن، فذهب سعيد إلى مكة، فقبض عليه واليها (خالد القسري) وأرسله إلى الحجاج، فقتله بواسط. قال الإمام أحمد بن حنبل: قتل الحجاج سعيدا وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه. وفي آخر ترجمته، في وفيات الأعيان، أنه كان يلعب بالشطرنج استدبارا (1) .
__________
(1) وفيات الأعيان 1: 204 وطبقات ابن سعد 6: 178 وتهذيب التهذيب 4: 11 وحلية الأولياء 4: 272 وابن الأثير 4: 220 والمعارف 197 والطبري 8: 93 وفيه: مقتله سنة 94 هـ
وقيل: في آخرها. والبدء والتاريخ 6: 39 وفيه: (لما أراد الحجاج قتل سعيد بن جبير كان من جملة ما قال له: يا شقي بن كسير ألم أو لك القضاء، فضج أهل الكوفة وقالوا: لا يصلح القضاء إلا لعربي، فاستقضيت أبا بردة وأمرته أن لا يقطع أمرا دونك؟ قال: بلى) .







الطراز الأول ؛ ج‏6 ؛ ص386
جهبذ
الجِهْبِذُ، كزِبْرِجٍ: الصَّيرفيُّ الماهرُ في نَقْدِ الدَّنانيرِ و الدَّراهِمِ و تمييزِ جَيِّدِها من رديِّها، ثمَّ أُطلقَ على كلِّ ماهِرٍ في فنِّهِ.
الجمع: جَهابِذُ، و جَهَابِذَةُ، و كانَ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ رَحمَه اللَّهُ يسمَّى‏ جَهْبَذَ العلماءِ، ماتَ و ما على وجهِ الأَرضِ أَحدٌ إلَّا و هو محتاجٌ إِلى علمِهِ‏ .








شذرات الذهب في أخبار من ذهب (1/ 382)
المؤلف: عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي، أبو الفلاح (المتوفى: 1089هـ)
سنة خمس وتسعين
....
وفي شعبان من السنة المذكورة قتل الحجّاج- قاتله الله- سعيد بن جبير الوالبيّ مولاهم الكوفيّ المقرئ، المفسّر، الفقيه، المحدّث، أحد الأعلام، وله نحو من خمسين سنة، أكثر روايته عن ابن عبّاس، وحدّث في حياته بإذنه، وكان لا يكتب الفتاوى مع ابن عبّاس، فلما عمي ابن عبّاس كتب، وروي أنه قرأ القرآن في ركعة في البيت الحرام، وكان يؤمّ النّاس في شهر رمضان، فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود، وليلة بقراءة زيد بن ثابت، وأخرى بقراءة غيرهما، وهكذا أبدا، وقيل: كان أعلم التّابعين بالطّلاق سعيد بن جبير، وبالحجّ عطاء [5] ، وبالحلال والحرام طاووس [6] وبالتفسير مجاهد [1] ، وأجمعهم لذلك سعيد بن جبير، وقتله الحجّاج وما على وجه الأرض أحد إلّا وهو مفتقر إلى علمه.
وقال الحسن [2] يوم قتله: اللهمّ أعن على فاسق ثقيف، والله لو أنّ أهل الأرض اشتركوا في قتله لأكبّهم [3] الله في النار. وقال أبو اليقظان [4] :
هو- أي سعيد- مولى لبني والبة من بني أسد، ويكنى أبا [5] عبد الله، وكان أسود، وكتب لعبد الله بن عتبة بن مسعود، ثم كتب لأبي بردة وهو على القضاء وبيت المال، وكان سعيد مع عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث بن قيس، لما خرج على عبد الملك بن مروان، فلما قتل عبد الرّحمن وانهزم أصحابه من دير الجماجم [6] هرب فلحق بمكّة، وكان واليها يومئذ خالد بن عبد الله القسري، فأخذه وبعث به إلى الحجّاج مع إسماعيل بن أوسط البجلّي، فقال له الحجّاج: يا شقيّ بن كسير أما قدمت الكوفة وليس يؤمّ بها إلّا عربي فجعلتك إماما؟ فقال: بلى، قال: أما ولّيتك القضاء، فضجّ أهل الكوفة وقالوا: لا يصلح للقضاء إلّا عربيّ، فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري، وأمرته أن لا يقطع أمرا دونك؟ قال: بلى، قال أما جعلتك من سمّاري وكلهم رؤوس [1] العرب؟ قال: بلى، قال: أما أعطيتك مائة ألف درهم تفرّقها على أهل الحاجة في أول ما رأيتك ثم لم أسألك عن شيء منها؟ قال:
بلى، قال: فما أخرجك عليّ؟ قال: بيعة كانت في عنقي لابن الأشعث، فغضب الحجّاج ثم قال: أما كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك من قبل؟ والله لأقتلنّك؟. وقال أبو بكر الهذليّ [2] : لما دخل سعيد بن جبير على الحجّاج قام بين يديه، فقال له: أعوذ منك بما استعاذت به مريم بنت عمران حيث قالت: [إِنِّي] أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا 19: 18 [مريم: 18] ، فقال له الحجّاج: ما اسمك قال: سعيد بن جبير، قال:
شقيّ بن كسير، قال: أمّي أعلم باسمي، قال: شقيت وشقيت أمّك، قال:
الغيب يعلمه غيرك، قال: لأوردنّك حياض الموت، قال: أصابت إذا أمّي، قال: فما تقول في محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نبيّ ختم الله تعالى به الرّسل وصدّق به الوحي، وأنقذ به من الهلكة إمام هدي ونبيّ رحمة، قال: فما تقول في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل، إنما استحفظت أمر ديني، قال: فأيّهم أحبّ إليك؟ قال: أحسنهم خلقا وأرضاهم لخالقه، وأشدّهم فرقا [1] قال: فما تقول في عليّ وعثمان، أفي الجنة هما أو في النار؟ قال: لو دخلتهما فرأيت أهلهما إذا لأخبرتك، فما سؤالك عن أمر غيّب عنك؟ قال: فما تقول في عبد الملك بن مروان؟ قال: مالك تسألني عن امرئ أنت واحدة من ذنوبه؟ قال:
فمالك لم تضحك قطّ؟ قال: لم أر ما يضحكني [2] ، كيف يضحك من خلق من تراب وإلى التراب يعود؟ قال: فإني أضحك من اللهو [3] قال ليست القلوب سواء، قال: فهل رأيت من اللهو [4] شيئا، ودعا بالنّاي والعود، فلما نفخ بالنّاي بكى، قال: ما يبكيك؟ قال: ذكّرني يوم ينفخ في الصّور، فأمّا هذا العود فمن نبات الأرض، وعسى أن يكون قد قطع من غير حقّه، وأمّا هذه المغاش والأوتار [5] فإنها سيبعثها الله معك يوم القيامة، قال: إني قاتلك، قال: إن الله عزّ وجلّ قد وقّت لي وقتا أنا بالغه، فإن يكن أجلي قد حضر فهو أمر قد فرغ منه، ولا محيص ساعة، وإن تكن العافية، فالله تعالى أولى بها، قال: اذهبوا به فاقتلوه، قال: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له [وأن محمدا عبده ورسوله] [6] استحفظكها يا حجّاج حتى ألقاك يوم القيامة، فلما تولّوا به ليقتلوه ضحك، قال له الحجّاج: ما أضحكك؟ قال: عجبت من جرأتك على الله، وحلم الله جلّ وعلا عليك [7] ثم استقبل القبلة فقال: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا من الْمُشْرِكِينَ 6: 79 [الأنعام: 79] قال:
اقتلوه عن القبلة، قال: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله إِنَّ الله واسِعٌ عَلِيمٌ 2: 115 [البقرة: 115] قال: اضربوا به الأرض، قال: مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى 20: 55 [طه: 55] قال: اضربوا عنقه، قال:
اللهمّ لا تحل له دمي ولا تمهله من بعدي [1] فلما قتله لم يزل دمه يجري حتى علا وفاض حتى دخل تحت سرير الحجّاج، فلما رأى ذلك هاله وأفزعه، فبعث إلى صادق [2] المتطبّب فسأله عن ذلك، قال: لأنك قتلته ولم يهله، ففاض دمه ولم يجمد في جسده، ولم يخلق الله عزّ وجلّ شيئا أكثر دما من الإنسان، فلم يزل به ذلك الفزع حتى منع النّوم، وجعل يقول: مالي ولك يا سعيد بن جبير، وكان في جملة مرضه كلما نام رآه آخذا بمجامع ثوبه يقول:
يا عدوّ الله فيم قتلتني، فيستيقظ مذعورا ويقول: مالي ولابن جبير، وقتل ابن جبير، وله تسع وأربعون سنة، وقبره بواسط يتبرك به [3] .
__________
[3] قلت: التبرك بالقبور من الأمور التي نهى عنها شرعنا الحنيف، ولكن صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» .









مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏4، ص: 176
و من رجاله من الصحابة جابر بن عبد الله الأنصاري و عامر بن وائلة الكناني و سعيد بن المسيب بن حزن و كان رباه أمير المؤمنين قال زين العابدين ع سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدم من الآثار أي في زمانه و سعيد بن جهان [جمهان‏] الكناني مولى أم هاني و من التابعين أبو محمد سعيد بن جبير مولى بني أسد نزيل مكة و كان يسمى جهيد العلماء و يقرأ القرآن في ركعتين قيل و ما على الأرض أحد إلا و هو محتاج إلى علمه و محمد بن جبير بن مطعم و أبو خالد الكابلي و القاسم بن عوف و إسماعيل بن عبد الله بن جعفر و إبراهيم و الحسن ابنا محمد بن الحنفية و حبيب بن أبي ثابت و أبو يحيى الأسدي و أبو حازم الأعرج و سلمة بن دينار المدني الأقرن القاص و من أصحابه أبو حمزة الثمالي بقي إلى أيام موسى ع و فرات بن أحنف بقي إلى أيام أبي عبد الله ع و جابر بن محمد بن أبي بكر و أيوب بن الحسن‏ و علي بن رافع و أبو محمد القرشي السدي الكوفي و الضحاك بن مزاحم الخراساني أصله من الكوفة و طاوس بن كيسان أبو عبد الرحمن و حميد بن موسى الكوفي و أبان بن تغلب بن رباح و أبو الفضل سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي و قيس بن رمانة و عبد الله البرقي و الفرزدق الشاعر و من مواليه شعيب.








رجال العلامة الحلي، ص: 79
الباب الثالث سعيد
ثمانية رجال‏
1 سعيد بن المسيب‏
، روى الكشي عن محمد بن قولويه عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال: حدثني علي بن سليمان بن داود الرازي قال: حدثني علي بن أسباط عن أبيه أسباط بن سالم عن أبي الحسن عليه السلام و ذكر ما يدل على أنه من حواري علي بن الحسين عليهما السلام.
و يقال إن أمير المؤمنين عليه السلام رباه. و هذه الرواية فيها توقف.
2 سعيد بن جبير
بالجيم المضمومة. قال الفضل بن شاذان: و لم يكن في زمن علي بن الحسين عليهما السلام في أول أمره، إلا خمسة أنفس: سعيد بن جبير سعيد بن المسيب محمد بن جبير يحيى ابن أم الطويل أبو خالد الكابلي و اسمه وردان و لقبه كنكر بالنون بين الكافين و الراء أخيرا و كان حرب (حزن خ‏ل) أوصى إلى أمير المؤمنين عليه السلام. روى الكشي عن سعيد بن المسيب مدحا في مولانا زين العابدين عليه السلام عن سعيد بن جبير
حدثني أبو المغيرة قال: حدثني الفضل عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع: أن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين ع و كان يثني عليه، و ما كان سبب قتل الحجاج له! إلا على هذا الأمر! و كان مستقيما.