سليم بن قيس الهلالي(000 - نحو 85 هـ = 000 - نحو 705 م)

سليم بن قيس الهلالي(000 - نحو 85 هـ = 000 - نحو 705 م)







سليم بن قيس الهلالي(000 - نحو 85 هـ = 000 - نحو 705 م)


الأعلام للزركلي (3/ 119)
سُلَيْم بن قَيْس
(000 - نحو 85 هـ = 000 - نحو 705 م)
سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي: من أوائل المصنفين في الإسلام. كان من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب وعاش في الكوفة إلى أن دخل الحجاج الثقفي العراق، وسأل عنه، فهرب إلى النوبندجان (من بلاد فارس) ولجأ إلى دار أبان بن أبي عياش فيروز، فآواه أبان، فمات عنده. له (كتاب السقيفة) طبع باسم (كتاب سليم بن قيس الكوفي) وهو من الأصول التي ترجع إليها الشيعة وتعول عليها، قال جعفر الصادق: من لم يكن عنده كتاب سليم بن قيس، فليس عنده من أمرنا شئ، وهو أبجد الشيعة (3) .


ابن نديم



الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 214)
930 - (7) [سليم بن قيس العامري روى عن سحيم بن نوفل روى عنه أبان سمعت أبي يقول ذلك - 8] .
931 - سليم بن أخضر روى عن ابن عون وعبيد الله بن عمر روى عنه عفان وسليم بن حرب والقواريري وحميد بن مسعدة.
سمعت ابى
__________
(1) من م (2) سماه في التهذيب " عيسى بن سليم " (3) من م وفى ترجمة عيسى ابن سليم ابى حمزة الحمصى من التهذيب " قال أبو حاتم: ثقة صدوق " (4) تأتى ترجمته (3 / 2 / 40) وهذا هو المرجح في ضبطه على ما في ترجمته من الاصابة والاسم هنا في ك مشتبه (5) مثله في تاريخ البخاري ووقع في الثقات الفهرى هنا وفى ترجمة عبد الله والد هذا الرجل وعسى ان ننظر فيه في ترجمة عبد الله (6) في التاريخ ان سليما " سمع ابا هريرة " وجرى على ذلك ابن حبان ذكر سليما هذا في التابعين (7) هذه الترجمة من م (8) من م.
(*)



الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 24)
كد.
الارقام اثناء المتن التى تكون بين قوسين هكذا () ارقام صفحات النسخ وبعد كل رقم علامة نسخته وبعد علامة النسخة المصرية من اثناء ص 351 من القسم الاول من المجلد الاول فما بعدها رقم المجلد منها، وما وضع من المتن بين حاجزين هكذا [] فهو زيادة في بعض النسخ وفى آخر الزيادة رقم يشير إلى الحاشية التى تتعلق به واقتصرت في تلك الحواشى على قولى مثلا (من م) اعني انها زيادة من المصرية، وربما اقول مثلا (ليس في م) أو (سقط من م) اعني انها زيادة من النسخة الاخرى أو النسختين من التقدمة وإذا علقت على بعض الكلمات نحو (م..) فالواقع في المتن هو ما في النسخة الاخرى أو النسختين من التقدمة.





الفهرست (ص: 271)
الفن الخامس: في أخبار العلماء وأسماء ما صنفوه من الكتب
...
فقهاء الشيعة ومحدثوهم وعلماؤهم.
الفن الخامس من المقالة السادسة. في أخبار العلماء وأسماء ما صنفوه من الكتب ويحتوي على أخبار فقهاء الشيعة وأسماء ما صنفوه من الكتب.
قال محمد بن إسحاق من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام سليم بن قيس الهلالي وكان هاربا من الحجاج لأنه طلبه ليقتله فلجأ إلى أبان بن أبي عياش فآواه فلما حضرته الوفاة قال لابان أن لك علي حقا وقد حضرتني الوفاة يا بن أخي انه كان من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كيت وكيت وأعطاه كتابا وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور رواه عنه أبان بن أبي عياش لم يروه عنه غيره وقال أبان في حديثه وكان قيس شيخا له نور يعلوه وأول كتاب ظهر للشيعة كتاب سليم بن قيس الهلالي رواه أبان بن أبي عياش لم يروه غيره.






ذم الكلام وأهله (4/ 87)
626 - أخبرنا الحسين بن محمد بن علي أخبرنا محمد بن عبد الله السياري حدثنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا خالد بن الهياج حدثني أبي عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس العامري عن أبي مسعود الأنصاري أنه دخل على حذيفة ح وأخبرناه الحسن بن يحيى أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد أخبرنا ابن منيع حدثنا شيبان حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال حدثني مولى أبي مسعود قال دخل أبو مسعود على حذيفة
ح وأخبرنا سهل بن محمد بن عبد الله الجرجاني يعرف بالمكي صدوق أخبرنا معمر بن أحمد بن معمر أخبرنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن الحسن بن كيسان المصيصي حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن خالد بن سعد أن حذيفة رضي الله عنه لما حضرته الوفاة دخل عليه أبو مسعود فقال له (اعهد إلينا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثك بأحاديث قال أو ما أتاك الحق اليقين قال بلى قال اعلم أن من أعمى الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر أو أن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون في دين الله فإن دين الله واحد) رواه عبد الرزاق في المصنف وروى ابن الجعد في مسنده لفظ سليم




مصنف ابن أبي شيبة (7/ 487)
37450 - محمد بن الحسن الأسدي، عن إبراهيم بن طهمان، عن سليم بن قيس العامري، عن سحيم بن نوفل، قال: قال لي عبد الله بن مسعود: «كيف أنتم إذا اقتتل المصلون؟» قلت: ويكون ذلك , قال: «نعم , أصحاب محمد» , قلت: وكيف أصنع؟ قال: «كف لسانك وأخف مكانك , وعليك بما تعرف , ولا تدع ما تعرف لما تنكر»






إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (1/ 264)
وروي أيضا عن علي وابن مسعود رضي الله عنهما ما يؤيد ذلك، فروى العسكري عن سليم بن قيس العامري؛ قال: سأل ابن الكواء عليا رضي الله عنه عن السنة والبدعة وعن الجماعة والفرقة؟ فقال: " يابن الكواء! حفظت المسألة؛ فافهم الجواب: السنة والله سنة محمد صلى الله عليه وسلم، والبدعة ما فارقها، والجماعة والله مجامعة أهل الحق وإن قلوا، والفرقة مجامعة أهل الباطل وإن كثروا".






إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (2/ 112)
وعن أبان عن سليم بن قيس الحنظلي؛ قال: "خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي أن يؤخذ الرجل منكم البريء، فيؤشر كما تؤشر الجزور، ويشاط لحمه كما يشاط لحمها، ويقال: عاص، وليس بعاص. قال: فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو تحت المنبر: ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ وبما تشتد البلية وتظهر الحمية وتسبى الذرية وتدقهم الفتن كما تدق الرحى ثفلها وكما تدق النار الحطب؟ قال: ومتى ذلك يا علي؟ قال: إذا تفقه المتفقه لغير الدين، وتعلم المتعلم لغير العمل، والتمست الدنيا بعمل الآخرة".






التنبيه والإشراف (1/ 198)
وسنذكر فيما يرد من هذا الكتاب، عند ذكرنا خلافته ووفاته جملا مما قيل في ذلك، وإن كنا قد ذكرناه فيما سلف من كتبنا مفسرا مشروحا وأتينا على قول كل فريق من هؤلاء، وما احتج به لمذهبه، وصحح به قوله، والكلام بين متكلمي العثمانية والزيدية من معتزلة البغداديين القائلين بامامة المفضول، وغيرهم من البترية، وفرق الزيدية والقطعية بالإمامة الاثنا عشرية منهم الذين أصلهم في حصر العدد ما ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه، الّذي رواه عنه أبان بن أبى عياش أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لأمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام أنت واثنا عشر من ولدك أئمة الحق ولم يرو هذا الخبر غير سليم بن قيس وأن إمامهم المنتظر ظهوره في وقتنا هذا المؤرخ به كتابنا: محمد بن الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين ابن على بن أبى طالب رضوان الله عليهم أجمعين وأصحاب النسق منهم القائلون بأن الله عز وجل لا يخلى كل عصر من إمام قائم للَّه بحق ظاهر أم باطن. ولم يقطعوا على عدد محصور، ولا وقت معين مفهوم. وأن ذاك نص من الله ورسوله على اسم كل امام وعينه، الى أن يفنى الله عز وجل الأرض ومن عليها.
وإنما سموا القطعية لقطعهم على وفاة موسى بن جعفر وتركهم الوقوف عليه.







أخبار الدولة العباسية (ص: 45)
عبد الله بن زاهر [3] الكوفي عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلالي: أنّ معاوية لما ورد المدينة حاجّا، في خلافته استقبله أهل المدينة وهم قريش، فقال: ما فعلت الأنصار؟ فقيل:
إنّهم محتاجون، لا دوابّ لهم. فقال معاوية: فأين نواضحهم؟ فقال قيس ابن سعد بن عبادة: أحربناها [4] يوم بدر وأحد، وما بعدهما من مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين ضربوا أباك على الإسلام حتى ظهر أمر الله وهم كارهون، فسكت معاوية، فقال قيس: أما إنّ رسول الله صلّى
__________
[1] في الأصل: كرر الناسخ كلمة «قرابته» مرتين.
[2] هكذا. والصحيح أن تتقدم همزة الاستفهام على واو العطف: أليس أو ليس.
[3] في الأصل: ذاهر.
[4] في الأصل: «جربناها» ، والتصحيح من أنساب الأشراف ص 293 (الرباط) ، وفي هامشه «أي أهزلناها» .


أخبار الدولة العباسية (ص: 46)
الله عليه وسلّم قد عهد إلينا أنّا سنلقى بعده أثرة. فقال معاوية: فما أمركم به؟ قال: أمرنا إن نصبر حتى نلقاه [14 ب] ، قال: فاصبروا حتى تلقوه.
ثمّ إنّ معاوية مرّ بحلق من قريش، فلمّا رأوه قاموا غير عبد الله بن عبّاس، فقال: يا ابن عبّاس ما منعك من القيام كما قام أصحابك، ما ذاك إلّا لموجدة، إني قاتلتكم بصفين، فلا تجد من ذلك يا ابن عبّاس فإنّ ابن عمّي عثمان قتل مظلوما. قال ابن عبّاس: فعمر بن الخطاب قتل مظلوما، قال: إنّ عمر قتله كافر. قال ابن عباس: فمن قتل عثمان؟ قال: المسلمون. قال:
فذاك أدحض لحجّتك. قال: فإنّا كتبنا إلى الأنصار ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته، فكفّ لسانك. قال: أفتنهانا عن قراءة القرآن؟ قال: لا.
قال: أفتنهانا عن تأويله؟ قال: نعم. قال: أفنقرؤه ولا نسأل عما عنى؟
قال: يسأل عن ذلك من يتأوّله على غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك. قال: إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فكيف أسأل عنه آل أبي سفيان؟ يا معاوية! أتنهانا أن نعبد الله بالقرآن بما فيه من حلال أو حرام، فإن لم تسأل الأمة عن ذلك حتى تعلم تهلك وتختلف. قال: اقرأوا القرآن وتأولوه ولا ترووا شيئا ممّا أنزل الله فيكم وارووا ما سوى ذلك. قال: فإنّ في القرآن: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ الله بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ 9: 32 [1] .
قال: يا ابن عباس! [15 أ] فاربع على نفسك، وكفّ عني لسانك، وإن كنت [2] لا بد فاعلا فليكن ذلك سرّا لا يسمعه أحد علانية، ثمّ
__________
[1] في الأصل: «المشركون» والصواب ما أثبتناه، سورة التوبة، آية 32، ولا ترد لفظة «المشركون» في ابن خالويه: مختصر شواذ القرآن (باعتناء ر. برجشتر اسر 1934) ، ص 52 كما لا ترد في ابن جني- المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات (القاهرة 1969) ج 1 ص 283- 306.
[2] زيادة.

أخبار الدولة العباسية (ص: 47)
رجع إلى منزله، وبعث إليه بمائة ألف درهم، ونادى منادي معاوية: أن برئت الذمة ممن روى حديثا من مناقب علي وفضل أهل بيته.
دخل ابن عباس على معاوية وعنده جماعة من قريش فيهم عبد الله بن عمر، فلما جلس، قال له معاوية: إنّك يا ابن عبّاس لترمقني شزرا، كأني خالفت الحقّ أو أتيت منكرا. قال ابن عبّاس: لا منكر أعظم من ذبحك الإسلام بشفرة الشرك، واغتصابك ما ليس لك بحقّ اعتداء وظلما.
فقال معاوية: إنما ذبح الإسلام من قتل إمام الأمّة، ونقض العهد، وخفر الذمّة، وقطع الرحم، ولم يرع الحرمة، وترك الناس حيارى في الظلمة.
قال ابن عباس: كان الإمام من سبق الناس إلى الإسلام طرّا، وضرب خيشوم الشرك بسيف الله جهرا، حتى انقاد له جماهير الشرك قهرا، وأدخلك وأباك فيه قسرا، فكان ذلك الإمام حقا، لا من خالف الحقّ حمقا، ومزّق الدين فصار محقا. فقال معاوية: رفقا يا ابن عبّاس رفقا، فقد أتيت جهلا وخرقا، فو الله ما قلت حقّا، ولا تحرّيت في مقالك صدقا، فمهلا مهلا، لقد كان من [15 ب] ذكرته إماما عادلا، وراعيا فاضلا، يسلك سبيلا مليء حلما وفهما، فوثبتم عليه حسدا، وقتلتموه عدوانا وظلما. قال ابن عباس:
إنه اكتسب بجهده الآثام، وكايد بشكّه الإسلام، وخالف السنّة والأحكام، وجار على الأنام، وسلّط عليهم أولاد الطغام، فأخذه الله أخذ عزيز ذي انتقام. قال معاوية: يا ابن عبّاس يحملك شدة الغضب على سوء الأدب حتى لتخلّ في الجواب، وتحيد عن الصواب، تقعد في مجلسنا، تشتم فيه أسلافنا، وتعيب فيه كبراءنا، وخيار أهلنا، ما ذنب معاوية إن كان عليّ خانه زمانه، وخذله أعوانه، وأخذوا سلطانه، وقعدوا مكانه، أمّا معاوية فأعطي الدنيا فأمكنكم من خيرها، وباعدكم من شرها، وكان لكم صفوها وحلوها، ولي كدرها ومرّها. قال ابن عباس: ذنب معاوية ركوبه الآثام، واستحلاله

أخبار الدولة العباسية (ص: 48)
الحرام، وقصده لظلم آل خير الأنام، ما رعى معاوية للنبوة حقّها، ولا عرف لهاشم فضلها وقوّتها، وبنا أكرم الله معاوية فأهاننا، وبنا أعزّه الله فأهاننا، ثمّ ها هو ذا يصول بعزّنا، ويسطو بسلطاننا ويأكل فيئنا، ويرتع في ثروتنا [1] ، ثم يمتنّ علينا في إعلامنا إيّانا بأنه لا يعتذر إلى الله [16 أ] من ظلمنا. قال معاوية: يا ابن عبّاس إن افتخارك علينا بما لا [2] نقرّ لك به إفك وزور، وتبجّحك بما لا نشهد لك به هباء منثور، واتكال أبناء السوء على سيادة الآباء ضعف وغرور، ونحن للورى أنجم وبحور، نفي بالنذور ونصل بالبدور، وبساحتنا رحى السماحة تدور. قال ابن عبّاس: لئن قلت ذلك يا معاوية لطالما أنكرتم ضوء البدور، وشعاع النور، وسمّيتم كتاب الله بيننا اسطورا، ومحمدا صلى الله عليه وسلّم ساحرا وصنبورا [3] ، ولقول القائل تلقّفوها يا بني أمية تلقّف الكرة، لا بعث ولا نشور، وتغنموا نسيم هذا الروح فما بعده أوبة ولا كرور [4] ، وكان لعمر الله القطب الّذي عليه رحى الضلالة تدور. فغضب معاوية وقال: يا ابن عبّاس اربع على نفسك ولا تقس يومك بأمسك، هيهات! صرّح الحقّ عن محضه [5] ، وزلق الباطل عن دحضه، أمّا إذا أبيت فأنا كنت أحقّ بالأمر من ابن عمك. قال ابن عبّاس: ولم ذاك، وعليّ كان مؤمنا وكنت كافرا، وكان مهاجرا وكنت طليقا. قال:
__________
[1] في الأصل: «شدوتنا» .
[2] في الأصل: «بنا» .
[3] صنبور: الرجل الضعيف الذليل بلا أهل ولا عقب ولا ناصر. وكان كفار قريش يقولون:
محمد صنبور، انظر اللسان وتاج العروس مادة (صنبر) .
[4] الأصل: «كدور» .
[5] انظر: أبو عبيد البكري- فصل المقال في شرح كتاب الأمثال، تحقيق عبد المجيد عابدين وإحسان عباس (الخرطوم 1958) ص 56.

أخبار الدولة العباسية (ص: 49)
لا، ولكني ابن عمّ عثمان، قال: فإن ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خير من ابن عم [1] عثمان. قال معاوية: إنّ عثمان كان خيرا من عليّ وأطيب. قال ابن عبّاس [16 ب] : كلّا، عليّ أزكى منه وأطهر، وأعرف في ملكوت السموات وأشهر، أتقرن يا معاوية رجلا غاب عن بدر، ولم يشهد بيعة الرضوان، وفرّ يوم التقى الجمعان، ابن مخنّث قريش، الّذي لم يسلّ سيفا، ولم يدفع عن نفسه ضيما، إلى قريع العرب وفارسها، وسيف النبوة وحارسها، أكثرها علما، وأقدمها سلما، إذن قسمة ضيزى أبا عبد الرحمن. قال معاوية: إنّ عثمان قتل مظلوما. قال ابن عبّاس:
فكان ماذا؟ فهذا إذن أحقّ بها منك، قتل أبوه قبل عثمان- يعني ابن عمر.
قال معاوية: إن هذا قتله مشرك، وعثمان قتله المؤمنون. قال ابن عبّاس:
فذاك أضعف لقولك وأدحض لحجتك، ليس من قتله المشركون كمن نحره المؤمنون. فقال معاوية: ترى يا ابن عباس أن تصرف غرب لسانك وحدّة نبالك إلى من دفعكم عن سلطان النبوّة وألبسكم ثوب المذلّة وابتزكم سربال الكرامة، وصيّركم تبعا للأذناب بعد ما كنتم عزّ هامات لسادات، وتدع أمية، فإنّ خيرها لك حاضر، وشرّها عنك غائب. قال ابن عباس:
أمّا تيم وعدي فقد سلبونا سلطان نبيّنا صلى الله عليه وسلّم، عدوا علينا فظلمونا، وشفوا صدور أعداء النبوّة منّا، وأما بنو أمية فإنّهم شتموا أحياءنا ولعنوا موتانا، وجازوا حقوقنا، واجتمعوا على إخماد [17 أ] ذكرنا، وإطفاء نورنا، فيأبى الله لذكرنا إلّا علوّا، ولنورنا إلّا ضياء، والله للفريقين بالمرصاد.
قال معاوية: ما نرى لكم علينا من فضل، ألسنا فروع دوحة [2] يجمعنا [3]
__________
[1] في الأصل: «ابن عثمان» .
[2] في الأصل: «درجة» .
[3] في الأصل: «تجمعنا» .






الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال (ص: 44)
وجاء في كتاب سليم بن قيس (5) الذي يسمى عندهم (أبجد الشيعة) : «إن الأحزاب تعدل سورة البقرة، والنور ستون ومائة آية، والحجرات ستون آية والحجر تسعون آية ... » . (6)
والروايات في كتب الرافضة المصرحة بتحريف القرآن كثيرة جداً وإنما سقت هنا أمثلة يستدل بها وقد أخبر عن استفاضتها وتواترها عندهم كبار علمائهم ومحققيهم.
يقول المفيد: «ان الأخبار جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل
_________
(1) 1/13.
(2) تفسير العياشي 1/13.
(3) أصول الكافي 2/634.
(4) انظر: تفسير ابن كثير 1/7.
(5) سليم بن قيس الهلالي، توفي سنة 90هـ، زعموا انه من أصحاب ... علي - رضي الله عنه -.
قال المجلسي في الثناء على كتابه: «هو أصل من أصول الشيعة وأقدم كتاب ... صنف في الإسلام ... » .
وعند الصادق أنه قال: «من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن ... قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شئ» . مقدمة بحار الأنوار
ص189.
(6) كتاب سليم بن قيس ص122.







الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال (ص: 52)
وروى سليم بن قيس افتراء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعلي: «ياعلي أنت مني وأنا منك سيط لحمك بلحمي، ودمك بدمي ... من جحد





أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (1/ 221)
بداية الافتراء كما يؤخذ من كتب الشيعة:
أول كتاب تسجل فيه هذه الفرية هو: "كتاب سليم بن قيس (1) . الذي رواه عنه أبان بن أبي عياش (2) ، لم يروه عنه غيره (3) ، وهو: "أول كتاب ظهر للشيعة" كما يقول ابن النديم (4) . وغيره.
وقد أكثر الشيعة من مدحه وتوثيقه والثناء على كتابه (5) . رغم أنني لم أجد
__________
(1) تقول كتب الشيعة: "سليم بن قيس الهلالي يكنى أبا صادق، كان من أصحاب أمير المؤمنين وكان هارباً من الحجاج لأنه طلبه ليقتله ولجأ إلى أبان بن أبي عياش فأواه، فلما حضرته الوفاة أعطاه (سليم) كتاباً وهو كتاب سليم بن قيس. توفي سنة (90هـ‍) ". (البرقي/ الرجال: ص 3-4، الطوسي/ الفهرست: ص 111، الأردبيلي/ جامع الرواة: 1/374، رجال الكشي: ص 167، رجال الحلي: ص 82، 83)
(2) أبان بن أبي عياش فيروز أبو إسماعيل، قال الإمام أحمد: متروك الحديث ترك الناس حديثه منذ دهر، وقال: لا يكتب حديثه كان منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال ابن المديني: كان ضعيفاً، وقال شعبة: ابن أبي عياش كان يكذب في الحديث. توفي سنة (138هـ‍) .
(انظر: تهذيب التهذيب: 1/97-101، العقيلي/ الضعفاء: 1/38-41، ابن أبي حاتم/ الجرح والتعديل: 2/295-296) هذا بعض ما قاله أئمة أهل السنة، وفي كتب الشيعة. يقول ابن المطهر الحلي: أبان بن أبي عياش ضعيف جداً، وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه، ومثل ذلك قال الأردبيلي (انظر: رجال الحلي: ص 206، جامع الرواة: 1/9)
(3) انظر: الفهرست: ص 219، الخوانساري/ روضات الجنات: 4/67، رجال الحلي: ص83، الأردبيلي/ جامع الرواة: 1/374، البروجردي/ البرهان: ص104
(4) الفهرست: ص 219، وانظر: الذريعة: 2/152
(5) يروون عن أبي عبد الله أنه قال فيه: "من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم ابن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شيء ولا يعلم من أسبابنا شيئاً، وهو أبجد الشيعة وهو سر من أسرار آل محمد صلى الله عليه وآله" مقدمة كتاب سليم بن قيس ص: 4، أغا بزرك الطهراني/ الذريعة: 2/152، وانظر: هامش وسائل الشيعة: 2/42 رقم (4) .
وقال النعماني: "وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمة - عليهم السلام - خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواه أهل العلم وحملة حديث أهل البيت - عليهم السلام وأقدمها، لأن جميع ما اشتمل عليه الأصل إنما هو عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأمير المؤمنين، والمقداد، وسلمان الفارسي، =

أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (1/ 222)
لمؤلفه ذكراً فيما رجعت إليه من مصادر (1) ، ولو صدق بعض ما تذكره الشيعة فيه لكان شيئاً مذكوراً، ولكنه لم يذكر إلا في كتب الشيعة وحدها، بل إن من متقدمي الشيعة من قال: "إن سليماً لا يعرف ولا ذكر في خبر" (2) . وإن كان هذا ليس بمرضي عند متأخري الشيعة. ورغم أن الكتاب يحمل أخطر آراء السبئية وهو تأليه علي ووصفه بأوصاف لا يوصف بها إلا رب العالمين (3) . فإن كل ذلك لم يحد من مبالغات الشيعة في مدحه وتوثيقه في روايات ينسبونها لآل البيت،
__________
= وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام وسمع منهما، وهو من الأصول التي ترجع الشيعة إليها وتعول عليها". (انظر: النعماني/ الغيبية ص 61ط. الأعلمي بيروت، وص47 ط. إيران، وانظر: وسائل الشيعة: 20-210) .
وقال المجلسي: "وهو أصل من أصول الشيعة وأقدم كتاب صنف في الإسلام"، ثم أورد المجلسي أربع روايات لهم تفيد أن علياً ابن الحسين - برأه الله مما يفترون - قرئ عليه الكتاب وقال: "صدق سليم" (بحار الأنوار: 1/156-158، وانظر في بعض الروايات التي أشرنا إليها: رجال الكشي: ص 104-105)
(1) رجعت في البحث عنه إلى مصادر كثيرة من كتب أهل السنة فلم أجد له ذكراً، فلم أجده مثلاً في تاريخ الطبري كما يظهر ذلك من خلال فهرس الأعلام الذي وضعه أبو الفضل إبراهيم، وكذلك تاريخ ابن الأثير كما يبدو من فهارسه التي وضعها إحسان عباس (أو سيف الدين الكاتب) وليس له ذكر في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي، والبداية والنهاية لابن كثير، وطبقات ابن سعد، ولا في مجموعة من كتب الرجال مثل: لسان الميزان، أو التاريخ الكبير والصغير للبخاري، أو تهذيب الكمال للمزي.. إلخ مع أنه مؤلف أول كتاب في الإسلام، ولاحقه الحجاج لقتله.. إلخ فمن برز في هذين الاتجاهين الفكري، والسياسي يستبعد أن ينسى، ونسيانه دليل على أن ما تقوله الشيعة عنه مجرد دعوى، فقد يكون شخصية خيالية، أو نكرة من النكرات
(2) رجال الحلي: ص83
(3) جاء في بعض روايات الكتاب مخاطبة علي هذه الألقاب: "يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن، يا من هو بكل شيء عليم"، ويقول: "إن هذا الوصف صدر من الشمس لعلي وأنه سمعه أبو بكر وعمر والمهاجرون والأنصار فصعقوا ثم أفاقوا بعد ساعات" (كتاب سليم بن قيس ص 38 ط: الأعلمي، وص 31-32 ط: النجف) ، وهذه الأوصاف هي آثار السبئية التي تؤله =

أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (1/ 223)
وأقوال صدرت من كبار شيوخهم (1) . حتى اعتبروه أصلاً من أصول آل محمد وسراً من أسرارهم، رغم أنه يحمل برهان وضعه سنداً ومتناً فهو من روايات أبان وهو متروك أو ضعيف عند أهل السنة، وضعيف في كتب الرجال عند الشيعة (2) . أيضاً، وسليم الذي يزعمون أنه مؤلف الكتاب مجهول، وقد لا يكون له وجود في إلا في خيالات الشيعة (3) ، والكتاب مضطربة طرقه ولكنهم يقولون: "ما يتراءى من الاضطراب في الطريق غير قادح وهو واقع في أكثر طرق كتب أصحابنا" (4) . وجملة من متون الكتاب تجعله في عداد الكتب الباطنية الإلحادية، ومع ذلك فقد اعتمد النقل عنه أصحاب الكتب الأربعة المعتمدة عندهم وآخرون من شيوخهم (5) . وسجل في هذا الكتاب جملة من عقائد غلاة الشيعة.
والمفاجأة في هذا الموضوع أن بعض شيوخ الشيعة أماط اللثام عن حقيقة هذا الكتاب، وكشف النقاب عن هويته؛ إذ قد رابهم شيء في هذا الكتاب فرأوا من الواجب كشفه قبل أن يقوض أساس التشيع الاثني عشري نفسه، ولا يظن القارئ أن هذا الذي رابهم وأشكل عليهم هو تأليه علي، أو الطعن في القرآن
__________
= علياً، والتي ورثتها الاثنا عشرية، واستبقت أقوالها في مصادرها، ونسبتها لآل البيت، فأزرت على الآل بهذا وأمثاله، وهي تدعي التشيع لهم.. وهذه أوصاف لرب العالمين: قال تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} الحديد، آية: 3.
(1) انظر: ص (270) هامش رقم: (5)
(2) انظر: ص (270) هامش رقم: (2)
(3) انظر: ص (271) هامش رقم: (1)
(4) الخوانساري/ روضات الجنات: 4/68
(5) الكليني يعتمد عليه وأخرج له في عدة أبواب؛ كباب ما جاء في الاثني عشرية (انظر أصول الكافي: 1/252) وباب دعائم الكفر (انظر: المصدر السابق: 2/391) وغيرها. ومثله شيخهم ابن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق في من لا يحضره الفقيه (انظر: روضات الجنات 4/68، الذريعة: 2/154) ومثله الاحتجاج للطبرسي، والاختصاص للمفيد، وتفسير فرات وغيرها. انظر: مقدمة كتاب سليم ابن قيس ص 6

أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (1/ 224)
أو غير ذلك من المطاعن في الإسلام نفسه، إنما الخطر الذي اكتشفوه في الكتاب: "هو أنه جعل الأئمة ثلاث عشر" وهذه طامة كبرى تهدد بنيان الاثني عشرية بالسقوط، ولاسيما أن هذا وجد في كتاب يعتبر أبجد الشيعة، وأول كتاب ظهر لهم، ولهذا كفونا مؤنة نقض هذا الكتاب. فقرر فريق منهم أن "الكتاب موضوع لا مرية فيه" (1) .
وبدأوا يبينون عيوب الكتاب وأمارات وضعه فقالوا: إنه خالف التاريخ بقوله: "إن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت لأنه غصب الإمامة من علي" مع أن محمد بن أبي بكر ولد في سنة حجة الوداع فكيف يعظ أباه وعمره ثلاث سنوات (2) ، كما أنه جعل الأئمة ثلاث عشر، وقالوا: بأن سليماً لا يعرف ولا ذكر في خبر، وأن أسانيد الكتاب مختلفة مضطربة (3) ، واتهموا في وضع الكتاب أبان بن أبي عياش (4) .
وحدد بعض المعاصرين تاريخ وضعه فقال: إنه موضوع في آخر الدولة الأموية لغرض صحيح (5) .- ولم يبين دليله فيما ذهب إليه - وفريق منهم عزّ عليهم - فيما يبدو - أنه يفقدوا هذا الكتاب جملة واحدة مع أنه أصل من أصولهم وعمدة لشيوخهم.. فقال هذا الفريق: "والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه والتوقف في الفاسد من كتابه" (6) . مع أن هذا الفاسد ينقض بنيان الاثني عشرية من الأساس وذلك في جعله الأئمة ثلاثة عشر.
ولهذا لم يرتض هذا القول من الدوائر الشيعية فرأى فريق منهم القيام بعمل جذري ينهي المشكلة التي أقلقتهم من أساسها فقاموا بتعديل الكتاب ليتلاءم والمنطق الشيعي.
وأشار الخوانساري إلى التغير في الكتاب فقال: "إن ما وصل إلينا من
__________
(1) انظر: رجال الحلي: ص 83، ابن داود/ الرجال: ص 413، 414
(2) انظر: الخوانساري/ روضات الجنات: 4/67، رجال الحلي: ص83
(3) انظر: رجال الحلي: ص83، الخوانساري/ روضات الجنات: 4/67، ابن داود/ الرجال: ص 413-414
(4) انظر: رجال الحلي: ص206، ابن داود/ الرجال: ص413-414
(5) هو: أبو الحسن الشعراني/ في تعليقه على الكافي مع شرحه للمازندراني: 2/373-374
(6) رجال الحلي: ص83، وسائل الشيعة: 20/210

أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (1/ 225)
نسخ الكتاب هو أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند الموت" (1) . وقال الحر العاملي: "والذي وصل إلينا من نسخه ليس فيه شيء فاسد، ولا شيء مما استدل به على الوضع" (2) . وقد بحثت عن عيوب الكتاب في نظر الشيعة والتي أشار إليها الفرق الأول في طبعتين من طبعات الكتاب (3) . فلم أجد لها ذكراً فيه، وهذا يدل على أنهم يغيرون في كتبهم ويزيدون وينقصون. ومع هذا فقد أصبح هذا الكتاب عمدة عند متأخري الشيعة كما قرره المجلسي في البحار (4) ، والحر العاملي في الوسائل (5) . وغيرهما.
هذه الوقفة عند كتاب سليم بن قيس أرى أنها ضرورية لمحاولة اكتشاف الأيدي السبئية التي افترت هذه الفرية، إذ إننا نلاحظ أن الفرية بدأت من كتاب سليم بن قيس الذي اتهموا في وضعه أبان، وحدد بعضهم تاريخ وضعه بأنه في آخر الدولة الأموية. أما من تولى كبر هذا الوضع لهذه الفرية فإن بعض شيوخ الشيعة يتهم فيه أبان، وقد سبق أن ذكرنا أن الملطي يتهم فيه هشان بن الحكم، يعني أن هذه الفرية لم يكن لها وجود قبل القرن الثاني، وقد تتبعت الآراء المنسوبة لابن سبأ وطائفة السبئية فلم أجد أن هذه المقالة قد نقلت عن ابن سبأ لأنها - فيما يبدو - لم تخطر على باله لوضوح بطلانها أمام الجيل الذي عاصر التنزيل، ولأنها وسيلة سريعة لانكشاف كذبه، فلم يتجرأ ابن سبأ على إشاعة هذه الفرية. لم يقل إن الصحابة حرفوا القرآن ولكن عدل عن ذلك إلى القول: "بأن هذا القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه عند علي" (6) ، وهي مقالة مجملة لم يفصح فيها عن مراده، وقد يوضحها ما جاء في رسالة الحسن بن محمد بن الحنفية (ت95هـ‍) وهو قوله: "ومن خصومه هذه السبئية
__________
(1) روضات الجنات: 4/69
(2) وسائل الشيعة: 20/210
(3) ط: النجف بالمطبعة الحيدرية، وطبعة الأعلمي ببيروت
(4) بحار الأنوار: 1/32
(5) وسائل الشيعة: 20/210
(6) الجوزجاني/ أحوال الرجال: ص38

أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (1/ 226)
التي أدركنا يقولوا (كذا) هدينا لوحي ضل عنه الناس وعلم خفي ويزعمون أن نبي الله كتم تسعة أعشار القرآن، ولو كان نبي الله كاتماً شيئاً مما أنزل الله لكتم شأن امرأة زيد {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} (1) .
فإذن لم تكن هذه القضية من مقالات السبئية بل حدثت فيما بعد، أما من هو الذي تولى كبر وضع هذا الكفر بين الشيعة؟ فإن الإجابة الجازمة المحددة قد لا تكون ميسرة، ولا يجدي في هذا تتبع أسانيد روايات التحريف؛ لأن في أخبارها ما هو عار من السند كالروايات التي جاءت في كتاب الاحتجاج للطبرسي، ولأن مسألة الإسناد عندهم قد وجدت بعض القرائن - كما سيأتي - التي تدل على أنها صنعت متأخرة، كما أن من أساليبهم وضع الأسانيد الصحيحة لمتون مكذوبة فلا يعطي سلوك هذا المنهج نتيجة جازمة.
شيوع هذه الفرية في كتب الشيعة:
قد لاحظنا أن البداية - إذا أخذنا بأقوالهم - كانت بكتاب سُليم وبدأت القضية بروايتين فقط، وليس فيها الصراحة التي نجدها عند من بعده - كما سترى أثناء عرضنا لروايات التحريف بعد نهاية هذه المسألة - فكأن المسألة في كتابه لا تزال في بدايتها لم يكثر الوضع والكذب حولها، ولكنها بداية في كتاب قوبل بالرفض من بعض الشيعة؛ فهذا يعني الحكم بالموت على هذه المقالة، لولا أنه جاء في القرن الثالث من تلقف هذه الأسطورة وزاد عليها، وأرسى دعائمها الباطلة.
جاء شيخهم علي بن إبراهيم القمي هو شيخ الكليني صاحب الكافي وحشا تفسيره بهذه الأسطورة (2) . وصرح بها في مقدمة تفسيره (3) . ولهذا قال شيخهم الكاشاني: "فإن تفسيره مملوء منه وله غلو فيه" (4) . وكذلك قال شيخهم
__________
(1) كتاب الإيمان لمحمد بن أبي عمر المكي العدني: ص249-250 (مخطوط) والآية رقم (37) من سورة الأحزاب
(2) انظر - على سبيل المثال -: تفسير القمي: 1/48، 100، 110، 118، 122، 123، 142، 159، ج‍ص21، 111، 125، وغيرها كثير، وسيأتي ذكر بعضها
(3) تفسير القمي: 1/10
(4) تفسير الصافي: 1/52






أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (1/ 386)
وقد لحظت في دراستي لكتاب سليم بن قيس - أول كتاب ظهر لهم - أنهم يضعون روايات أو كتباً لأشخاص لا وجود لهم، حتى قال بعض شيوخهم وهو يعترف بأن كتاب سليم بن قيس موضوع عليه: "والحق أن هذا الكتاب موضوع لغرض صحيح نظير كتاب الحسنية، وطرائف بن طاوس، والرحلة المدرسية" (1) . وتبين لنا فيما سلف أن سليم بن قيس قد يكون اسماً لا مسمى له (2) .
__________
(1) أبو الحسن الشعراني/ تعليقات علمية (على شرح الكافي للمازندراني) : 2/373-374
(2) انظر: ص (26) من هذه الرسالة







أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (3/ 1135)
وقد أجرى الله سبحانه الله على لسان بعض الروافض فأنطقهم بكشف هذه الحقيقة فاعترف أحد أساطينهم المعاصرين عند الحديث عن كتاب سليم بن قيس بأن هذا الكتاب وجملة أخرى من كتبهم موضوعة (أي مكذوبة على من نسبت إليه) لغرض صحيح (2) . فأنهم يستجيزون لأنفسهم هذا "الوضع" مادام الغرض صحيحاً عندهم.






تفسير الألوسي = روح المعاني (2/ 120)
وروى سليم بن قيس الهلالي الشيعي من خبر طويل أن أمير المؤمنين قال: لما قبض رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ومال الناس إلى أبي بكر رضي الله تعالى عنه فبايعوه حملت فاطمة وأخذت بيد الحسن والحسين ولم تدع أحدا من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا ناشدتهم الله تعالى حقي ودعوتهم إلى نصرتي فلم يستجب لي من جميع الناس إلى أربعة: الزبير، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد.
وهذه تدل على أن التقية لم تكن واجبة على الإمام لأن هذا الفعل عند من بايع أبا بكر رضي الله تعالى عنه فيه ما فيه.









جامع معمر بن راشد (11/ 360)
20743 - أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبان، عن سليم بن قيس الحنظلي، قال: خطب عمر فقال: «إن أخوف ما أتخوف عليكم بعدي أن يؤخذ الرجل منكم البريء، فيؤشر كما يؤشر الجزور، ويشاط لحمه كما يشاط لحمها، ويقال: عاص وليس بعاص» قال: فقال علي وهو تحت المنبر: «ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ أو: بما تشتد البلية، وتظهر الحمية، وتسبى الذرية، وتدقهم الفتن كما تدق الرحا ثفلها، وكما تدق النار الحطب؟» قال: «ومتى ذلك يا علي؟» ، قال: «إذا تفقه لغير الدين، وتعلم لغير العمل، والتمست الدنيا بعمل الآخرة»








المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 498)
8392 - أخبرني محمد بن علي الصنعاني، بمكة حرسها الله تعالى، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن أبان بن سليم بن قيس الحنظلي، قال: خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: «إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي أن يؤخذ الرجل منكم البريء فيؤشر كما تؤشر الجزور، ويشاط لحمه كما يشاط لحمها، ويقال عاص وليس بعاص» قال: فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو تحت المنبر: «ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ وبما تشتد البلية وتظهر الحمية وتسبى الذرية وتدقهم الفتن كما تدق الرحا ثفلها، وكما تدق النار الحطب؟» قال: «ومتى ذلك يا علي؟» قال: «إذا تفقه المتفقه لغير الدين، وتعلم المتعلم لغير العمل، والتمست الدنيا بعمل الآخرة»
[التعليق - من تلخيص الذهبي] 8392 - أبان قال أحمد تركوا حديثه








الإصابة في تمييز الصحابة (3/ 142)
3457- سليم بن قيس:
بن قهد «1» بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار الأنصاريّ. ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد بدرا، وذكر أن اسم قهد خالد.
وأورده ابن شاهين، قال أبو عمر: مات في خلافة عثمان.

3458- سليم «2» :
بن قيس بن لوذان بن ثعلبة الأنصاريّ.
ذكره ابن جرير فيمن شهد أحدا، وذكره العدويّ وأنّ له عقبا بالكوفة. واستدركه ابن الدّباغ.













الاستيعاب في معرفة الأصحاب (2/ 647)
(1049) سليم بن قيس بن قهد [3] .
ويقَالَ ابن قهيد. والأشهر والأكثر قهد.
واسم قهد خالد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن [مالك بن [4] النجار الأنصاري، شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتوفي في خلافة عثمان. وقد ذكرنا أباه قيس بن قهد في بابه من هذا الكتاب. وأخت سليم هذا خولة بنت قيس بن قهد زوجة حمزة بن عبد المطلب، وقد ذكرناها أيضا في بابها من هذا الكتاب [بما أغنى عن الإعادة [5]] .









إتحاف المهرة لابن حجر (11/ 411)
ـ سليم بن قيس، عن علي.
[ص:412] في ترجمته عن عمر.






إتحاف المهرة لابن حجر (12/ 188)
ـ سليم بن قيس الحنظلي، عن عمر.








كنز العمال (1/ 378)
1644 - عن سليم بن قيس العامري قال: "سأل ابن الكوا عليا عن السنة والبدعة، وعن الجماعة والفرقة، فقال: يا ابن الكوا حفظت المسئلة فافهم الجواب: السنة والله سنة محمد صلى الله عليه وسلم، والبدعة ما فارقها، والجماعة والله مجامعة أهل الحق، وإن قلوا، والفرقة مجامعة أهل الباطل، وإن كثروا". (العسكري) .







جامع الأحاديث (30/ 393، بترقيم الشاملة آليا)
33424- عن سليم بن قيس العامرى قال: سأل ابن الكواء عليا عن السنة والبدعة وعن الجماعة والفرقة فقال يا ابن الكواء حفظت المسألة فافهم الجواب السنة والله سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - والبدعة ما فارقها والجماعة والله مجامعة أهل الحق وإن قلوا والفرقة مجامعة أهل الباطل وإن كثروا (العسكرى) [كنز العمال 1644]







أطراف الغرائب والأفراد (4/ 264)
مسند قيس بن كعب

4225 - حديث: قال رسول الله للحسن والحسين: إن ابني هذين سيدا شباب أهل الجنة هذه الأمة ... الحديث.
تفرد به صالح بن أبي الأسود عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن أبيه.







أطراف الغرائب والأفراد (5/ 534)
6321 - حديث: دخلت عائشة فقالت: ما فعل يزيد بن قيس الأرحبي لعنه الله قالت: يا أم المؤمنين مات قالت: رحمه الله استغفر الله ... الحديث.
تفرد به مجاعة بن الزبير عن أبان بن عياش عن سليم بن قيس الأشعري عن مسروق.











تلقيح فهوم أهل الأثر (ص: 146)
من اسمه سليم سليم بن ثابت بن وقش سليم بن الحارث بن ثعلبة السلمي الأنصاري سليم بن سعيد الجشمي له رؤية سليم بن عمرو بن حديدة الأنصاري سليم بن قيس بن خالد بن مدلج سليم بن قيس بن فهر الأنصاري سليم بن قيس بن لوذان سليم بن ملحان مالك بن خالد سليم أبو حريث العذري سليم أبو كبشة الدوسي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل اسمه أوس






حياة الصحابة (2/ 232)
وأخرج العسكري عن سليم بن قيس العامري قال: سأل ابن الكوَّاء علياً رضي الله عنه عن السُّنة، والبِدعة، وعن الجماعة، والفُرقة. فقال: يا ابن الكواء، حفظت المسألة فأفهم الجواب: السنة - والله - سنّة محمد صلى الله عليه وسلم البدعة ما فارقها، والجماعة - والله - مجامعة أهل الحق وإِنْ قلّوا، والفُرقة مجامعة أهل الباطل وإِن كثروا. كذا في الكنز.





الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 372)
156- سليم بن قيس
بن قهد. واسم قهد خالد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم. وأمه أم سليم بنت خالد بن طعمة بن سحيم بن الأسود من بني مالك بن النجار. شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوفي في خلافة عثمان بن عفان وليس له عقب والعقب لأخيه قيس بن قهد. وبعضهم ينتسب إلى سليم لشهوده بدرا. وليس لسليم عقب.





أسد الغابة ط الفكر (2/ 295)
2223- سليم بن قيس الأنصاري
(ب س) سليم بْن قيس بْن قهد [1] بْن قيس بْن ثعلبة بْن عبيد بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري النجاري.
شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي في خلافة عثمان، وهو أخو خولة بنت قيس، زوجة حمزة بْن عبد المطلب، رضي اللَّه عنهم.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
2224- سليم بْن قيس بْن لوذان
سليم بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة، أخو قيظي بْن قيس.
شهد أحدًا مع أخيه قيظي، وله عقب بالكوفة.
ذكره ابن الدباغ، عَنِ العدوي.







أنساب الأشراف للبلاذري (2/ 380)
إن لكم علي حقا، وإن لي عليكم حقا، فأما حقكم فالنصيحة لكم ما نصحتم، وتوفير فيئكم عليكم، وأن أعلمكم كيلا تجهلوا، وأؤدبكم كيما تعلموا [3] وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصح في المغيب والمشهد، والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم [4] .
«452» وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن أبي مخنف، عن الحرث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن جندب بن عبد الله الأزدي أن عليا خطبهم حين استنفرهم إلى الشام بعد النهروان، فلم ينفروا فقال:
أيها الناس المجتمعة أبدانهم المختلفة قلوبهم وأهواؤهم ما عزت دعوة من
__________
[1] وفي نهج البلاغة: «من الآخرة عوضا» .
[2] وفي النهج: «إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة، يرتج عليكم حواري فتعمهون، فكان قلوبكم مألوسة فأنتم لا تعقلون» .
[3] هذا هو الصواب الموافق لما في النهج، وفي النسخة: «كيلا تعلموا» .
[4] وقريب منه في المختار: (34) من خطب النهج والإمامة والسياسة ج 1/ 150، وكتاب الغارات- كما في البحار: ج 8 ص 679 وكتاب سليم بن قيس، ص 110، وروى عنه في البحار: ج 8 ص 154.







مصادر الشعر الجاهلي (ص: 146)
وكان أول كتاب ظهر للشيعة: كتاب سليم بن قيس الهلالي من أصحاب علي1.






مجلة المنار (10/ 743)
ومنهم سليم بن قيس الهلالي أحد أصحاب علي بن أبي طالب، وله كتاب في
الحديث ويوجد هذا الكتاب إلى الآن في مكتبة السيد ناصر حسين الموسوي إمام
الشيعة في مدينة لكناؤ في الهند، كما ذكر ذلك صاحب مجلة البيان الهندية في العدد
السادس من سنته الرابعة وذكر غير ذلك عدة كتب لأصحاب علي موجودة عند
الشيعة الإمامية يضيق المقام عن ذكرها.
وأظن أن في هذا كله بيانًا كافيًا يقنع الذاهبين إلى أن المسلمين لم يدونوا
الحديث والعلوم إلا في القرن الثاني للهجرة أو بعده وأن رواية الأخبار والآثار التي
التزمها المسلمون في كتبهم المكتوبة بعد القرن الثاني إنما كانت شرطًا في صحة
الأخبار التي نقلوها عمن كتب قبلهم ولوثوقهم برواية الرواة الكثيرين أكثر من
وثوقهم بخبر الكاتب الواحد.
إذ الخبر الذي يكتب في صحيفة ثم يترك لأيدي النساخ والمحرفين والدساسين
ليس في الصحة بمنزلة الخبر الذي يكتب ثم يتناقله الرواة قراءة ورواية، بحيث يأخذه الواحد عن الآخر كما كتب بحرفه أو معناه إلى ما شاء الله.
وأظنكم أيها السادة تسلمون معي أن هذه الطريقة في النقل لا تعد ثلمة في
تاريخ الإسلام يتطرق منها إليه الوهن والتجريح، بل تعد تحقيقًا للأخبار بالغًا حد
الأمانة والتمحيص لم تسبق إليه أمة من الأمم غير المسلمين.






شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏12، ص: 212
يقتضي ذلك و إنما يفضل الإمام في العطاء ذوي الأسباب المقتضية لذلك مثل الجهاد و غيره من الأمور العام نفعها للمسلمين.
و قوله إن لهن حقا في بيت المال صحيح إلا أنه لا يقتضي تفضيلهن على غيرهن و ما عيب بدفع حقهن إليهن و إنما عيب بالزيادة عليه و ما يعلم أن أمير المؤمنين ع استمر على ذلك و إن كان صحيحا كما ادعى فالسبب الداعي إلى الاستمرار عليه هو السبب الداعي إلى الاستمرار على جميع الأحكام فأما تعلقه بدفع أمير المؤمنين إلى الحسن و الحسين و غيرهما شيئا من بيت المال فعجب لأنه لم يفضل هؤلاء في العطية فيشبه ما ذكرناه في الأزواج و إنما أعطاهم حقوقهم و سوى بينهم و بين غيرهم.
فأما الخمس فهو للرسول و لأقربائه على ما نطق به القرآن و إنما عنى تعالى بقوله و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل «1» من كان من آل الرسول خاصة لأدلة كثيرة لا حاجة بنا إلى ذكرها هاهنا و
قد روى سليم بن قيس الهلالي قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول نحن و الله الذين عنى الله بذي القربى قرنهم الله بنفسه و نبيه ص فقال ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله و للرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل «2» كل هؤلاء منا خاصة و لم يجعل لنا سهما في الصدقة أكرم الله تعالى نبيه و أكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس‏
و روى يزيد بن هرم قا



فأما رواية سليم بن قيس الهلالي فليست بشي‏ء و سليم معروف المذهب و يكفي في رد روايته كتابه المعروف بينهم المسمى كتاب سليم.
__________________________________________________
(1) سورة الحشر 7
(2) سورة الحشر 8.
(3) سورة الحشر 9
(4) سورة الأنفال 41.
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏12، ص: 217
على أني قد سمعت من بعضهم من يذكر أن هذا الاسم على غير مسمى و أنه لم يكن في الدنيا أحد يعرف بسليم بن قيس الهلالي و أن «1» الكتاب المنسوب إليه منحول موضوع لا أصل له و إن كان بعضهم يذكره في اسم الرجال و الرواية المذكورة عن ابن عباس في كتابه إلى نجدة الحروري صحيحة ثابتة و ليس فيها ما يدل على مذهب المرتضى من أن الخمس كله لذوي القربى لأن نجدة إنما سأله عن خمس الخمس لا عن الخمس كله.
و ينبغي أن يذ






















تلگرام آقای نقده دوزان از افادات آقای مروان خلیفات:


نقده دوزان, [۲۸.۱۲.۱۷ ۰۰:۴۱]
السلام علیکم و رحمة الله و بركاته
اين متن در باره كناب سليم بن قيس توسط دوست مستبصر اردني مروان خليفات كه محضر حضرتعالی رسيده است نوشته شده است .
فكر كردم بد نيست حضرتعالي ملاحظه بفرماييد تا اگر نظر خاصی در باره آن داشتید به ایشان منتقل کنم .



سليم بن قيس وكتابه (1)

يتعرض سليم بن قيس إلى محاولات من الجرح والطعن به وبكتابه من أطراف مختلفة، وقد كنت طوال سنين عديدة مترددا بشأن كتاب سليم بن قيس واعتباره، إلى أن استقر لي رأي ، فأحببت مشاركة القراء بهذه الحلقات عن سليم بن قيس رحمه الله وكتابه، مستفيدا من ملاحظات أهل الإختصاص.

كتاب سليم بن قيس ( 2 قبل الهجرة ـ 90هـ )
سليم- بضم السين، وفتح اللام، ثم الياء الساكنة، والميم بصيغة التصغير- بن قيس الهلالي.

يعتبر سليم بن قيس الهلالي ثم العامري الكوفي من قدماء الشيعة المخلصين ، صاحب خمسة من الأئمة، ابتداءا بالإمام علي ع حتى الإمام الباقر ع ، راجع ( رجال الطوسي، ص 66 و94 و101 و 114 و136)

وقد عده الرجالي البرقي في ( الرجال) ص 4 و 8 و 9 من أولياء أمير المؤمنين وأصحابه، وعده كذلك من أصحاب الحسن والحسين وعلي بن الحسين.
ألف سليم كتابا في عصر منع الرواية، مع ما في هذا الأمر من خطورة، وسجل الأحداث مأخوذة من علي وسلمان وأبي ذر ...

طلبه الحجاج ( ت95هـ ) حين جاء إلى الكوفة وأراد قتله كما قتل محبي علي ع أمثال سعيد بن جبير رضوان الله عليه، هرب سليم ولجأ إلى أبان بن أبي عياش.
قال ابن النديم في ترجمته في ( فهرست ابن النديم) ص 275 : ( من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، سليم بن قيس الهلالي . وكان هاربا من الحجاج لأنه طلبه ليقتله ، فلجأ إلى أبان بن أبي عياش ، فآواه . فلما حضرته الوفاة قال لأبان : ان لك على حقا وقد حضرتني الوفاة يا بن أخي ، انه كان من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كيت وكيت ، وأعطاه كتابا ، وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور ، رواه عنه أبان بن أبي عياش لم يروه عنه غيره . وقال أبان في حديثه : وكان قيس شيخا له نور يعلوه . وأول كتاب ظهر للشيعة ، كتاب سليم بن قيس الهلالي ، رواه أبان بن أبي عياش لم يروه غيره) .

قصة الكتاب

قال الشيخ المجلسي في ( بحار الأنوار) ج1 ص 76 ـ 79 : ( ولنذكر ما وجدناه في مفتتح كتاب سليم بن قيس ... عن عمر بن أذينة ، عن أبان ابن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي . قال عمر بن أذينة : دعاني ابن أبي عياش ، فقال لي : رأيت البارحة رويا إني لخليق أن أموت سريعا ، إني رأيتك الغداة ففرحت بك ، إني رأيت الليلة سليم بن قيس الهلالي ، فقال لي : يا أبان إنك ميت في أيامك هذه ، فاتق الله في وديعتي ولا تضيعها وف لي بما ضمنت من كتمانك ، ولا تضعها إلا عند رجل من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه له دين وحسب ، فلما بصرت بك الغداة فرحت برؤيتك ، وذكرت رؤياي سليم ابن قيس . لما قدم الحجاج العراق سأل عن سليم بن قيس فهرب منه ، فوقع إلينا بالنوبندجان متواريا ، فنزل معنا في الدار ، فلم أر رجلا كان أشد إجلالا لنفسه ، ولا أشد اجتهادا ولا أطول بغضا للشهوة منه ، وأنا يومئذ ابن أربع عشرة سنة قد قرأت القرآن : وكنت أسأله فيحدثني عن أهل بدر فسمعت منه أحاديث كثيرة ، عن عمر بن أبي سلمة بن أم سلمة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعن معاذ بن جبل ، وعن سلمان الفارسي ، وعن علي ، وأبي ذر ، والمقداد ، وعمار ، والبراء بن عازب ، ثم أسلمنيها ولم يأخذ علي يمينا ، فلم ألبث أن حضرته الوفاة فدعاني فخلا بي وقال : يا أبان ! قد جاورتك فلم أر منك إلا ما أحب ، وإن عندي كتبا سمعتها عن الثقات ، وكتبتها بيدي فيها أحاديث لا أحب أن تظهر للناس لان الناس ينكرونها ويعظمونها ، وهي حق أخذتها من أهل الحق والفقه والصدق والبر عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلمان الفارسي ، وأبي ذر الغفاري ، والمقداد ابن الأسود ، وليس منها حديث أسمعه من أحدهم إلا سألت عنه الاخر حتى اجتمعوا عليه جميعا ، وأشياء بعد سمعتها من غيرهم من أهل الحق : وإني هممت حين مرضت أن احرقها فتأثمت من ذلك وقطعت به ، فإن جعلت لي عهد الله وميثاقه أن لا تخبر بها أحدا ما دمت حيا ولا تحدث بشئ منها بعد موتي إلا من تثق به كثقتك بنفسك ، وإن حدث بك حدث أن تدفعها إلي من تثق به من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ممن له دين وحسب ، فضمنت ذلك له فدفعها إلي ، وقرأها كلها علي فلم يلبث سليم أن هلك رحمه الله ... )

ومن أبان استلم الكتاب عمر بن أذينة الثقة، وبهذا يكون كتاب سليم أقدم وأهم وثيقة تاريخية أرخت أحداث ما بعد النبي.

سليم وكتابه لدى الجمهور

حمل التعصب البعض إلى القول بأن سليم بن قيس هو من اختلاق الشيعة ولا وجود له، وهذا أشبه بالهذيان، فقد اتفقت كلمة الشيعة على وجود سليم وكتابه، وذكره غيرهم من المحدثين السنة.
قال الدكتور السلفي ناصر الغفاري في ( أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية ) ج 1 - ص 352 : (وقد تبين لنا أن " سليما " هذا لا ذكر له

نقده دوزان, [۲۸.۱۲.۱۷ ۰۰:۴۱]
في مصادر أهل السنة مع تعظيم الشيعة لأمره ، وقد يقال بأنه اسم لا مسمى له ؛ إذ لو كان كما يقولون . . لكان شيئا مذكورا) .

من المعلوم أن أهل الحديث لم يستوعبوا في تراجمهم كل رجال الشيعة فضلا عن رجال السنة، فعدم ترجمة بعض الرجال لا يعني عدم وجودهم، وسليم مذكور لدى الجمهور، ووقع في أسانيدهم كما سنبين، وهذا يدل على قصور الدكتور الغفاري في البحث، أو تعمده تحريف الحقائق .

ـ ورد ذكر سليم بن قيس مصحفا في أكثر من مورد، فقد صُحف اسمه إلى سليمان. جاء في ( تاريخ مدينة دمشق ) لابن عساكر، ج 9 - ص 455: ( ... عن أبان بن أبي عياش عن سليمان بن قيس العامري قال رأيت أويسا القرني بصفين صريعا بين عمار وخزيمة بن ثابت)
وذكر النص نفسه علاء الدين مغلطاي في (اكمال تهذيب الكمال) ج2 ص 300.
وفي نسخة السري بن سهل ج 1 - ص 2: ( عن أبان ، عن سليمان بن قيس العامري ، عن مسروق بن الأجدع ، قال : دخلت على عائشة ...)

وروى الخطيب البغدادي في ( الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة * ج 5 - ص 338 . بسنده : (... عن أبان عن سليمان بن قيس العامري عن مسروق بن الأجدع قال : دخلت على عائشة ...)

ووقع عند الواحدي في ( الوسيط في تفسير القرآن المجيد) ج 4 - ص 483 . حيث ذكر اسناده الى ابان فقال : ( ...عن أبان ، عن سليمان بن قيس العامري ، عن كعب ، قال : إني لأجد في بعض الكتب : لولا أن يحزن عبدي المؤمن لكللت رأس الكافر بالأكاليل ، فلا يصدع ، ولا ينبض منه عرق يوجع)
والدليل على أن سليمان المذكور هو سليم بن قيس رواية ابان عنه ، ولقبه العامري ولا يوجد راوي آخر يحمل هذا اللقب.

وقع سليم في سند ابن عساكر في ( تاريخ مدينة دمشق) ج 12 - ص 288 مصحفا إلى (سالم) حيث روى : ( ... عن أبان بن أبي عياش عن سالم بن قيس العامري ومسلم بن أبي عمران أن حذيفة بن اليمان قال أن أقر أيامي لعيني يوم ارجع فيه إلي أهلي فيشكون إلي الحاجة والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن الله ليتعاهد عبده بالبلاء كما يتعاهد الوالد لولده بالخير وان الله تعالى ليحمي عبده المؤمن الدنيا كما يحمي المريض أهله الطعام )

ـ ترجم ابن أبي حاتم سليم بن قيس في (الجرح والتعديل) ج 4 - ص 214. ، فقال : (سليم بن قيس العامري روى عن سحيم بن نوفل روى عنه أبان سمعت أبي يقول ذلك )

ـ وقع سليم في أحد أسانيد عبد الرزاق الصنعاني في ( المصنف) ج 11 - ص 360، حيث روى : (...عن معمر عن أبان عن سليم بن قيس الحنظلي قال : خطب عمر فقال : إن أخوف ما أتخوف عليكم بعدي أن يؤخذ الرجل منكم البرئ فيؤشر كما يؤشر الجزور ، ويشاط لحمه كما يشاط لحمها ، ويقال : عاص وليس بعاص ، قال : فقال علي وهو تحت المنبر : ومتى ذلك ؟ يا أمير المؤمنين ! أو بما تشتد البلية ، وتظهر الحمية ، وتسبى الذرية ، وتدقهم الفتن كما تدق الرحا ثفلها ، وكما تدق النار الحطب ؟ قال : ومتى ذلك يا علي ! قال : إذا تفقه لغير الدين ، وتعلم لغير العمل ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة )

قال عبد الرحمن الأعظمي محقق الكتاب : ( عندي هو سليم بن قيس العامري ، ذكره ابن أبي حاتم مرة منسوبا إلى أبيه ، وأخرى غير منسوب ، وذكره البخاري أيضا غير منسوب إلى أبيه ونسبه عامريا وقد حرف ناشروا المستدرك فأثبتوا ( أبان بن سليم )
ـ وقع سليم في اسناد الحاكم الحسكاني الحنفي في ( شواهد التنزيل لقواعد التفضيل) ج 2 - ص 168 ، حيث روى : ( ... عن أبان : عن سليم بن قيس العامري قال : سمعت عليا يقول : رسول الله ياسين ونحن آله )

ـ ورد ذكره لدى الحاكم النيسايوري باسم سليم بن قيس في ( المستدرك على الصحيحين )ج 4 - ص 451، قال الحاكم: (...أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن أبان بن سليم بن قيس الحنظلي قال خطبنا عمر بن الخطاب ...)

قال مقبل الوادعي في (رجال الحاكم في المستدرك ) ج 1 - ص 87 معلقا : (أبان بن سليم هو : أبان عن سليم ، وأبان هو ابن أبي عياش )

ـ في (التاريخ الكبير) للبخاري ، ج 4 - ص 130: (...حدثني زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش عن سليم )

ـ روى الهروي في ( ذم الكلام وأهله)ج 4 - ص 87: ( ... عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس العامري عن أبي مسعود الأنصاري أنه دخل على حذيفة)

ـ قال ابن القيسراني في ( أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للإمام الدارقطني) ج 4 - ص 264 : ( حديث : قال رسول الله للحسن والحسين : إن ابني هذين سيدا شباب أهل الجنة هذه الأمة . . . الحديث . تفرد به صالح بن أبي الأسود عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن أبيه )

ـ روي في بعض المصادر عنه باسم سلمان بن قيس، وقد روى عن ابن عباس في تفسير الطبري، ج28 ص 216 وعن سلمان الفارسي في ( المحاسن والمساوي) للبيهقي، ج1 ص 11 وعن جابر بن عبد الله في ( الأنوار في شمائل النبي المختار) للبغوي ج1 ص 180.

وسلمان المذكور ليس له ترجمه ولا ذكر في سائر الكتب فلعله مصحف عن سليم خاصة أنه تابعي ويروي عن سلمان وحذيفة .

ـ ممن ذكر كتاب سليم بن قيس ا

نقده دوزان, [۲۸.۱۲.۱۷ ۰۰:۴۱]
لقاضي بدر الدين السبكي في ( محاسن الوسائل في معرفة الأوائل ) حيث قال كما نقله عنه الشيخ الطهراني في الذريعة ، ج 2 - ص 153 – 154: (أن أول كتاب صنف للشيعة هو كتاب سليم بن قيس الهلالي )
ـ وقال ابن النديم في (فهرست ابن النديم) ص 275.وهو من العامة كما في معجم رجال الحديث، ج16 ص 72.: (وأول كتاب ظهر للشيعة ، كتاب سليم بن قيس الهلالي ، رواه أبان بن أبي عياش لم يروه غيره).

وقال الدكتور ناصر الدين الأسد في ( مصادر الشعر الجاهلي ) ج 1 - ص 146: (وكان أول كتاب ظهر للشيعة : كتاب سليم بن قيس الهلالي من أصحاب علي)
وقال خير الدين الزركلي في ( الأعلام ) ، ج 3 - ص 119 ( كتاب سليم بن قيس الكوفي وهو من الأصول التي ترجع إليها الشيعة وتعول عليها ، قال جعفر الصادق : من لم يكن عنده كتاب سليم بن قيس ، فليس عنده من أمرنا شئ ، وهو أبجد الشيعة )
يتبع في حلقات أخرى