بحارالأنوار ج: 34 ص: 284
نَهْجٌ [وَ] قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَقَدْ أَشَارَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ لَمْ يُوَافِقْ رَأْيَهُ لَكَ أَنْ تُشِيرَ عَلَيَّ وَأَرَى فَإِذَا عَصَيْتُكَ فَأَطِعْنِي.
بيان قَالَ ابْنُ مِيثَمٍ رُوِيَ أَنَّهُ أَشَارَ عَلَيْهِ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ مَكَّةَ حَاجّاً، وَقَدْ بَايَعَهُ النَّاسُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا أَمْرٌ عَظِيمَ يُخَافُ غَوَائِلُ النَّاسِ فِيهِ، فَاكْتُبْ لِطَلْحَةَ بِوِلَايَةِ الْبَصْرَةِ وَلِلزُّبَيْرِ بِوِلَايَةِ الْكُوفَةِ، وَاكْتُبْ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَذَكِّرْهُ الْقَرَابَةَ وَالصِّلَةَ وَأَقِرَّهُ عَلَى وِلَايَةِ الشَّامِ حَتَّى يُبَايِعَكَ، فَإِنْ بَايَعَكَ وَجَرَى عَلَى سُنَّتِكَ وَطَاعَةِ اللَّهِ فَاتْرُكْهُ عَلَى حَالِهِ، وَإِنْ خَالَفَكَ فَادْعُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَبْدِلْهُ بِغَيْرِهِ وَلَا تُمَوِّجْ بِحَارَ الْفِتْنَةِ. فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أُفْسِدَ دِينِي بِدُنْيَا غَيْرِي وَلَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَنْ تُشِيرَ إِلَى آخِرِ الْكَلَامِ.
الإعتقاد - البيهقي - (1 / 402)
وأما خروج من خرج على أمير المؤمنين رضي الله عنه مع أهل الشام في طلب دم عثمان ثم منازعته إياه في الإمارة فإنه غير مصيب فيما فعل، واستدللنا ببراءة علي من قتل عثمان بما جرى له من البيعة ثم بما كان له من السابقة في الإسلام والهجرة والجهاد في سبيل الله والفضائل الكثيرة والمناقب الجمة التي هي معلومة عند أهل المعرفة إن الذي خرج عليه ونازعه كان باغيا عليه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر عمار بن ياسر بأن الفئة الباغية تقتله فقتله هؤلاء الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في حرب صفين