ابن عمر يبكي علي ام المؤمنين بنوها ىر جواب معاوية




الكتاب: نسخة نبيط بن شريط الأشجعي (نبيط بن شريط: له صحبة)
المؤلف (رواية) : أَحْمَدُ بنُ القَاسِمِ بنِ كَثِيْرِ بنِ صدقَةَ بنِ الرَّيَّانِ المِصْرِيُّ اللُّكِّيُّ، نَزِيْلُ البَصْرَةِ (المتوفى: 356هـ)
المحقق: خلاف محمود عبد السميع
الناشر: دار الكتب العلمية [ضمن مجموع باسم الفوائد لابن منده]
الطبعة: الأولى، 2002 م
تمت مقابلة الكتاب، ولهذا الكتاب طبعة أخرى أصدرتها دار الصحابة بتحقيق مجدي فتحي السيد، وأرقام الأحاديث منها، والرقم بين القوسين لطبعة دار الكتب العلمية، وتم استدراك بعض الأخطاء من المخطوط
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
أعده للشاملة: أحمد الخضري (نسخ) ، ويا باغي الخير أقبل (مقابلة)


نسخة نبيط بن شريط (ص: 128)
50- (378) وَبِهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا ماتت عائشة رضي الله عنها بكى عليها عبد الله بن عمر، فبلغ معاوية فقال: تبكي على امرأة؟ فقال عبد الله بن عمر: إنما يبكى على أم المؤمنين بنوها، فأما من ليس لها بابن فلا يبكي عليها.




وفيات الأعيان (3/ 16)
وماتت في خلافة معاوية سنة ثمان وخمسين ولها سبع وستون سنة، ودفنت بالبقيع؛ ولما ماتت بكى عليها ابن عمر رضي الله عنه، فبلغ ذلك معاوية فقال له: أتبكي على امرأة فقال: إنما يبكي على أم المؤمنين بنوها وأما من ليس لها بابن فلا.



نظريات الخليفة عثمان بن عفان ج 2 (4/ 2)
وإقدام معاوية على قتل عائشة ومحمّد وعبدالرحمن هيّأ الأرضية لحكومة يزيد.
فهل أدرك معاوية خطأ عثمان في هذا الجانب وغفلته عنه أم أنّه حدث صدفة؟
إنّ إقدام مروان على قتل طلحة وإسراع معاوية إلى قتل محمّد وعائشة وعبدالرحمن يبيّن إدراك الأمويين لخطئهم في قتل أبي بكر وإبقاء عائلته، لذا قتل معاوية عبدالرحمن بن أبي بكر وترك عبدالله بن الزبير!
فرغم المكر الواضح في حركات وسكنات عبدالله بن الزبير اهتمّ معاوية بعائلة أبي بكر خوفاً من عائشة وعبدالرحمن.
فلقد خاف معاوية من فتوى ثانية من عائشة في قتل يزيد هذه المرّة وإقدام عبدالرحمن على إطاعتها في هذا المجال.
وكانت عائشة قد ثارت على معاويه لقتله أخيها عبدالرحمن وتخاصمت علناً مع مروان بن الحكم والي معاوية على المدينة فألحقها معاوية بأخويها عبدالرحمن ومحمّد في سنة 58 هجرية.
وكانت العداوة بينها وبين بني أميّة قد بلغت ذروتها. لكنّهم أضعفوها بقتلهم لأخويها محمّد وعبدالرحمن واغتيالهم لابن عمّها طلحة.
فقال ابن كثير في البداية والنهاية إنّ عائشة وعبدالرحمن بن أبي بكر ماتا في سنة واحدة([1730]).
وماتت عائشة وعمرها 67 سنة([1731]).
وقال صاحب المصالت: كان (معاوية) على المنبر يأخذ البيعة ليزيد (في المدينة) فقالت عائشة: هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة([1732])؟
قال: لا.
قالت: فبمن تقتدي؟
فخجل، وهيّأ لها حفرة فوقعت فيها وماتت([1733]).
فقال عبدالله بن الزبير يعرض بمعاوية:
لقد ذهب الحمار بأمّ عمرو *** فلا رجعت ولا رجع الحمار([1734])
وللتغطية على اغتيالها أشاع الأمويون بأنّها أمرت أن تُدفن ليلا([1735])!
فدفنوها ليلا ، والدفن ليلا مكروه في الشريعة الإسلامية لكن رجال الحزب القرشي دفنوا الكثير ليلا وعلى رأسهم أبوبكر ، وكان معاوية عارفاً بأهداف عائشة وغاياتها في إرجاع الحكم من بني أمية إلى بني تيم لذا قتلها وقتل أخيها عبدالرحمن، ولولا ذلك لقادت عائشة حركة كبيرة لصالح أخيها عبدالرحمن بعد موت معاوية.
وقتلوا الأمويون كلّ شخص شارك في إراقة دماء عثمان فقتلوا محمّدا
وعبدالرحمن ابني أبي بكر وأزهقوا روح طلحة بن عبيدالله، وبقيت عائشة.
فختم معاوية حياته السياسية بقطع أنفاسها تشفّياً وانتقاماً لعثمان.
ردع معاوية الناس من البكاء على عائشة
وكان حقد الأمويين على عائشة كبيراً; لأنّها صاحبة فتوى إهدار دم عثمان فمنعوا البكاء عليها.
قال ابن خلّكان:
«ماتت في خلافة معاوية سنة ثمان وخمسين ولها سبع وستّون سنة ودفنت بالبقيع، ولمّا ماتت بكى عليها ابن عمر، فبلغ ذلك معاوية (الموجود يومها في المدينة) فقال له: أتبكي على امرأة؟
فقال: إنّما يبكي على أمّ المؤمنين بنوها، وأمّا من ليس لها بابن فلا»([1736]).
نلاحظ في هذا الحديث الدائر بين معاوية وبين ابن عمر بينهما: تهكّم معاوية من بكاء ابن عمر عليها، وإجابة عبدالله بن عمر القوية.
وجواب عبدالله بن عمر يستشفّ منه اتّهاماً منه لمعاوية بالخروج عن الدين لقتله عائشة أمّ المؤمنين.
ونظرية معاوية هي ذات نظرية معلّمه عمر بن الخطاب في جواز البكاء على الموتى ومنع البكاء على المخالفين لهما.
دفن عائشة ليلا
ودفنت عائشة ليلا([1737]) دون تشيييع جماهيري مثلما دفن أبوها ليلا([1738]) ودون تشييع جماهيري.
وهذه فاجعة لعائلة ابي بكر أن لا يتمّ تشييع جماهيري لكلّ أفراد عائلة أبي بكر! إذ دفنوا أبا بكر وعائشة ليلا.
وأحرقوا جثّة محمّد بن أبي بكر([1739]).
ودفنوا عبدالرحمن بن أبي بكر حيّاً([1740]).
وقتلوا طلحة بن عبدالله في وسط أرض المعركة غدراً([1741]).