نزاع لشكر شام و عراق بر سر قتل عمار
مسند أحمد ط الرسالة (11/ 42)
6499 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: إني لأسير مع معاوية في منصرفه من صفين، بينه وبين عمرو بن العاص، قال: فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: يا أبت، ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: " ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية "؟ قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية: لا تزال تأتينا بهنة أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاءوا به (1)
__________
(1) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن زياد، ويقال: ابن أبي زياد وثقه ابن معين وابن حبان والعجلي، روى له النسائي في "الخصائص"، وبقية رجاله ثقات==رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل، له رؤية، وهو ابن هند أخت معاوية.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/253، والنسائي في "خصائص علي" (167) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "خصائص علي" (168) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (759) من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش، به.
وأخرجه البزار (3281) عن عمرو بن يحيى ومحمد بن خلف، عن المعتمر بن سليمان، عن ليث -هو ابن أبي سليم-، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تقتل عمارا الفئة الباغية".
وقد نقله ابن كثير في "تاريخه" 7/270 عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: ثم رواه أحمد عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، عن الأعمش نحوه.
تفرد به أحمد بهذا السياق من هذا الوجه. وهذا التأويل الذي سلكه معاوية بعيد، ثم لم ينفرد عبد الله بن عمرو بهذا الحديث، بل قد روي من وجوه أخر.
قلنا: ومن طريق أبي نعيم سيورده أحمد برقم (6500) و (6926) ، وسيكرره برقم (6927) .
وأورده الهيثمي مطولا في "المجمع" 7/240-241، ثم قال: رواه الطبراني وأحمد باختصار، وأبو يعلى بنحو الطبراني والبزار بقوله: "تقتل عمارا الفئة الباغية" عن عبد الله بن عمرو وحده، ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات.
وأورده الهيثمي أيضا 9/296، ونسبه إلى الطبراني وحده! وقال: ورجاله ثقات.
وسيرد المرفوع منه ضمن قصة برقم (6538) و (6929) .
وذكر الحافظ في "الفتح" 1/543 أنه رواه جماعة من الصحابة، منهم قتادة بن النعمان، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع،== وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم.
قلنا: سيرد عند أحمد من هذه الأحاديث: حديث خزيمة بن ثابت 5/214، 215.
وحديث أبي سعيد الخدري 3/5 و22 و28 و91 و5/306.
وحديث عمرو بن العاص 4/197، 199.
وحديث أم سلمة 6/289، 300، 311، 315.
وأما حديث أبي هريرة، فهو عند الترمذي (3800) ، وأبي يعلى (6524) .
وحديث معاوية هو عند الحميدي (606) ، وعبد الرزاق (1845) ، وأبي يعلى (7364) .
وحديث أبي قتادة هو عند مسلم (2915) .
وحديث عمرو بن حزم عند أبي يعلى (7175) و (7346) ، والحاكم 2/155.
وحديث حذيفة عند البزار (2689) .
وحديث أبي أيوب عند الطبراني في "الكبير" (4030) .
وحديث أبي رافع عند الطبراني في "الكبير" (954) .
وحديث أبي اليسر عند الطبراني في "الكبير" 19/ (382) و (383) .
وحديث معاوية عند الطبراني في "الكبير" 19/ (758) و (759) و (932) .
وحديث ابن مسعود عند الخطيب 8/275.
وقول الحافظ: رواه قتادة بن النعمان؛ وهم منه، رده هو نفسه في شرحه لحديث البخاري (447) .
قال الحافظ: وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة، وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار، ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه.
والهنة: كناية عن الأمر القبيح والفعل الذميم وما يستهجن ذكره.
مسند أحمد ط الرسالة (11/ 522)
6926 - حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: إني لأساير عبد الله بن عمرو بن العاص ومعاوية، فقال عبد الله بن عمرو لعمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تقتله الفئة الباغية " - يعني عمارا - فقال عمرو لمعاوية: اسمع ما يقول هذا، فحدثه، فقال: أنحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به (1)
مسند أحمد ط الرسالة (29/ 316)
17778 - حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، قال: لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص، فقال: قتل عمار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تقتله الفئة الباغية "، فقام عمرو بن العاص فزعا يرجع حتى دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال: قتل عمار، فقال معاوية: قد قتل عمار، فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تقتله الفئة الباغية " فقال له معاوية: دحضت في بولك، أونحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه، جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا، - أو قال: بين سيوفنا (1) -
__________
(1) إسناده صحيح. ابن طاووس: هو عبد الله.
والحديث في "مصنف" عبد الرزاق (20427) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (7175) و (7346) ، والحاكم 2/155-156، والبيهقي في "الدلائل" 2/551.
وانظر ما سلف برقم (17766) .
قال السندي: "يرجع" من الترجيع، أي يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
"دحضت" أي: عثرت، وروي بصاد مهملة، أي: تبحث فيه برجلك، والمراد الخطأ البين في الفهم.
مسند أبي يعلى الموصلي (13/ 123)
7175 - حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، ونسخته عن نسخة إبراهيم، قالا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال: دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قتل عمار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تقتله الفئة الباغية»، فدخل عمرو على معاوية، فقال: قتل عمار قال معاوية: قتل عمار، فماذا؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تقتله الفئة الباغية»، قال: دحضت في بولك، أونحن قتلناه، إنما قتله علي وأصحابه
[حكم حسين سليم أسد] : إسناده صحيح
مسند أبي يعلى الموصلي (13/ 330)
7346 - حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال: دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص قال: قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تقتله الفئة الباغية»، فدخل عمرو على معاوية، فقال: قتل عمار فقال: معاوية: قتل عمار، فماذا؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تقتله الفئة الباغية»، قال: دحضت في بولك أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه
مسند أبي يعلى الموصلي (13/ 333)
7351 - حدثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي، حدثنا أسباط بن محمد، عن الأعمش، عن [ص:334] عبد الرحمن بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: رجعت مع معاوية من صفين فكان معاوية وأبو الأعور السلمي يسيرون من جانب، ورأيته يسيرون من جانب، فكنت بينهم ليس أحد غيري، فكنت أحيانا أوضع إلى هؤلاء، وأحيانا أوضع إلى هؤلاء، فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لأبيه: أبة، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار حين يبني المسجد: «إنك لحريص على الأجر»، قال: أجل، قال: «وإنك من أهل الجنة، ولتقتلك الفئة الباغية»، قال: بلى، قد سمعته، قال: فلم قتلتموه؟ قال: فالتفت إلي معاوية فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما يقول هذا، قال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار وهو يبني المسجد: «ويحك، إنك لحريص على الأجر , ولتقتلك الفئة الباغية؟»، قال: بلى قد سمعته، قال: فلم قتلتموه؟ قال: ويحك ما تزال تدحض في بولك، أونحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به
[حكم حسين سليم أسد] : إسناده جيد
المعجم الكبير للطبراني (19/ 330)
758 - حدثنا عبيد بن غنام، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا أسباط بن محمد، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، أن عمرو بن العاص، قال لمعاوية: يا أمير المؤمنين أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين كان يبني المسجد لعمار: «إنك لحريص على الجهاد، وإنك لمن أهل الجنة، ولتقتلك الفئة الباغية» ، قال: بلى، قال: فلم قتلتموه؟ قال: «والله ما تزال تدحض في بولك، أنحن قتلناه؟، إنما قتله الذي جاء به»
البدء والتاريخ (5/ 40)
ذكر إخباره في الغيوب
فمن ذلك قوله لعمار بن ياسر يقتلك الفئة الباغية فقتله أهل الشام بصفين وذكر عمرو بن العاص ذلك لمعاوية فقال ما تزال تأتينا بهنةٍ تدحض بها في بولك أنحن قتلناه إنما قتله علي حين جاء به
الطبقات الكبرى ط العلمية (3/ 191)
قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن الحارث قال: إنني لأسير مع معاوية في منصرفه عن صفين بينه وبين عمرو بن العاص قال: فقال عبد الله بن عمرو: يا أبت [سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمار ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية؟] قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ قال فقال معاوية: ما تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك. أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤوا به.
المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 168)
2663 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن عبد الله بن طاوس، عن أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم، عن أبيه، قال: لما قتل عمار بن ياسر رضي الله عنه، دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص، فقال: قتل عمار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تقتله الفئة الباغية» فقام عمرو بن العاص فزعا حتى دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال: قتل عمار، فقال معاوية: قتل عمار فماذا؟ فقال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تقتله الفئة الباغية» فقال له معاوية: دحضت في بولك، أو نحن قتلناه، إنما قتله علي وأصحابه، جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا - أو قال: بين سيوفنا - «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
2663 - على شرط البخاري ومسلم
السنن الكبرى للبيهقي (8/ 328)
16790 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران , وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد , قالا: أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، , قال: لا أدري أكان مع أبيه , أو أخبره أبوه، قال: لما قتل عمار رضي الله عنه قام عمرو بن حزم فدخل على عمرو بن العاص فقال: قتل عمار , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تقتله الفئة الباغية " , فقام عمرو منتقعا لونه فدخل على معاوية فقال: قتل عمار، فقال معاوية: قتل عمار فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تقتله الفئة الباغية " , قال: فقال معاوية: دحضت في بولك , أو نحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه , جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا , أو قال: سيوفنا. لفظ حديث السكري وفي رواية ابن بشران قال: فقام عمرو فزعا يرتجع حتى دخل على معاوية , فقال معاوية: ما شأنك؟ فقال: قتل عمار , ثم ذكره
البداية والنهاية ط إحياء التراث (6/ 240)
وقال الإمام أحمد: ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن الحرث بن نوفل، قال: إني لأسير مع معاوية منصرفه من صفين، بينه وبين عمرو بن العاص، فقال عبد الله بن عمرو يا أبة، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية؟ قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية: لا يزال يأتينا بهنة (3) ، أو نحن قتلناه؟ إنما قتله من جاءوا به * ثم رواه أحمد عن أبي نعيم عن الثوري عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي زياد فذكر مثله.
فقول معاوية: إنما قتله من قدمه إلى سيوفنا، تأويل بعيد جدا، إذ لو كان كذلك لكان أمير الجيش هو القاتل للذين يقتلون في سبيل الله، حيث قدمهم إلى سيوف الأعداء
منهاج السنة النبوية (4/ 404)
وأما الذين قالوا: إن معاوية - رضي الله عنه - كان مصيبا في قتاله له (7) . ولم يكن علي - رضي الله عنه - (1) ، في قتاله لمعاوية، فقولهم أضعف من قول هؤلاء. وحجة هؤلاء أن معاوية - رضي الله عنه - كان طالبا (2) .بدم عثمان - رضي الله عنه -، وكان هو ابن عمه ووليه، وبنو عثمان وسائر عصبته اجتمعوا إليه وطلبوا من علي أن يمكنهم من قتلة عثمان أو يسلمهم إليهم، فامتنع علي من ذلك، فتركوا مبايعته فلم (3) .يقاتلوه، ثم إن عليا بدأهم بالقتال فقاتلوه دفعا عن أنفسهم وبلادهم. قالوا: وكان علي باغيا عليهم.
وأما الحديث الذي روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعمار: " «تقتلك الفئة الباغية» " (4) فبعضهم ضعفه، وبعضهم تأوله. فقال بعضهم معناه: الطالبة (5) .لدم عثمان - رضي الله عنه -، كما قالوا: نبغي ابن عفان بأطراف الأسل. وبعضهم قال (6) .: ما يروى عن معاوية - رضي الله عنه - أنه قال لما ذكر (7) .له هذا الحديث: أونحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه حيث ألقوه بين أسيافنا. وروي عن علي - رضي الله عنه - أنه ذكر له هذا التأويل، فقال: فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يكونون حينئذ قد قتلوا حمزة وأصحابه يوم أحد؛ لأنه قاتل معهم المشركين. وهذا القول لا أعلم له قائلا من أصحاب الأئمة الأربعة ونحوهم من أهل السنة، ولكن هو قول كثير من المروانية (1) .ومن وافقهم. ومن هؤلاء من يقول: إن عليا (2) .شارك في دم عثمان، فمنهم من يقول: إنه (3) .أمر علانية، ومنهم من يقول إنه (4) .: أمر سرا، ومنهم من يقول: بل رضي بقتله وفرح بذلك، ومنهم من يقول غير ذلك. وهذا كله كذب على علي - رضي الله عنه - وافتراء عليه (5) .