حدیث قارف اهله






صحيح البخاري (2/ 79)
1285 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو عامر، حدثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، قال: فرأيت عينيه تدمعان، قال: فقال: «هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟» فقال أبو طلحة: أنا، قال: «فانزل» قال: فنزل في قبرها
__________  
[تعليق مصطفى البغا]
1225 (1/432) -[  ش (شهدنا بنتا) هي أم كلثوم زوج عثمان بن عفان رضي الله عنهما. (لم يقارف الليلة) لم يفعل ذنبا كبيرا ولا صغير وقيل معناه لم يجامع]
[1277]




صحيح البخاري (2/ 91)
1342 - حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح بن سليمان، حدثنا هلال بن علي، عن أنس رضي الله عنه، قال: شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: «هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة؟» فقال أبو طلحة: أنا، قال: «فانزل في قبرها»، فنزل في قبرها فقبرها قال ابن مبارك: قال فليح: «أراه يعني الذنب» قال أبو عبد الله: {ليقترفوا} [الأنعام: 113]: أي ليكتسبوا
__________  
[تعليق مصطفى البغا]
1277 (1/450) -[  ش (أراه) أي أظن مراده بقوله لم يقارف لم يكتسب ذنبا وأتى البخاري بالمفردة القرآنية ليؤيد كلام ابن المبارك]
[ر 1225]









مسند أحمد ط الرسالة (19/ 293)
12275 - حدثنا أبو عامر، حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن أنس قال: شهدنا ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: " هل فيكم رجل لم يقارف الليلة؟ " فقال أبو طلحة: نعم، أنا. قال: " فانزل ". قال: فنزل في قبرها (1)
__________
(1) إسناده حسن كسابقه.
وأخرجه البخاري (1285) ، والترمذي في "الشمائل" (327) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2514) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (2116) ، وابن سعد 8/38، والبخاري في "صحيحه" (1342) ، وفي "التاريخ الأوسط" 1/44، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/163، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (82) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2514) والبيهقي 4/53 من طرق عن فليح بن سليمان، == به. ورواية الطيالسي مختصرة.
وقال البخاري بإثر الحديث (1342) : قال ابن المبارك: قال فليح: أراه يعني الذنب!
وستأتي الحديث عن يونس وسريج، عن فليح برقم (13383) ، وسيأتي من طريق ثابت عن أنس برقم (13398) .
قوله: "شهدنا ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ... الخ" قال الحافظ في "الفتح" 3/158: هي أم كلثوم زوج عثمان رواه الواقدي عن فليح بن سليمان بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" في ترجمة أم كلثوم 8/38، وكذا الدولابي في "الذرية الطاهرة"، وكذلك رواه الطبري والطحاوي من هذا الوجه، ورواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس فسماها رقية. أخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" والحاكم في "المستدرك" 4/47، قال البخاري: ما أدري ما هذا، فإن رقية ماتت والنبي صلى الله عليه وسلم ببدر لم يشهدها. قلت: (أي: ابن حجر) : وهم حماد في تسميتها فقط، ويؤيد الأول ما رواه ابن سعد أيضا في ترجمة أم كلثوم 8/38 من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، قالت: نزل في حفرتها أبو طلحة.
قوله: "لم يقارف" بقاف وفاء، زاد ابن المبارك عن فليح: "أراه يعني الذنب" ذكره المصنف (يعنى البخاري) في باب: من يدخل قبر المرأة تعليقا، ووصله الإسماعيلي، وكذا سريج بن النعمان عن فليح أخرجه أحمد عنه (13383- قلنا: لكن القائل فيه سريج، ووصله من طريق ابن المبارك يعقوب ابن سفيان في "المعرفة" 3/163، والبيهقي 4/53) .
وقيل: معناه لم يجامع تلك الليلة، وبه جزم ابن حزم، وقال: معاذ الله أن يتبجح أبو طلحة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنه لم يذنب تلك الليلة انتهى. ويقويه أن في رواية ثابت المذكورة بلفظ: لا يدخل القبر أحد قارف أهله البارحة، فتنحى عثمان.
وانظر "شرح مشكل الآثار" 6/323.
 
 
 
 
 
 
مسند أحمد ط الرسالة (21/ 92)
13398 - حدثنا يونس، حدثنا حماد يعني ابن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن رقية لما ماتت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل القبر رجل قارف أهله ". فلم يدخل عثمان بن عفان القبر (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وقد وهم في هذا الحديث فسمى ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا رقية، والصواب أنها أم كلثوم كما سبق تحقيقه عند الحديث رقم (12275) .
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2512) من طريق عبيد الله بن محمد بن عائشة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي برقم (13853) عن عفان، عن حماد.
 

 

 

 

 

مسند أحمد ط الرسالة (21/ 341)
13853 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا ثابت، عن أنس، أن رقية لما ماتت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل القبر رجل قارف أهله الليلة " (2)
__________
(2) إسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البخاري في " التاريخ الأوسط " 1/44، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 3/163، والحاكم 4/47 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم. وانظر (13398) .
 

 

 

 

 

المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 51)
6852 - وحدثنا محمد بن صالح، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، رضي الله عنه قال: لما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل القبر رجل قارف أهله الليلة» فلم يدخل عثمان القبر «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» 
[التعليق - من تلخيص الذهبي] 6852 - سكت عنه الذهبي في التلخيص
 
 
 
 
 
                        الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏3، ص: 251
له ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك فأنت أحق بالجود مني.
5- عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عثمان بن عيسى عن عدة من أصحابنا قال: لما قبض أبو جعفر ع أمر أبو عبد الله ع بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتى قبض أبو عبد الله ع ثم أمر أبو الحسن ع بمثل ذلك في بيت أبي عبد الله ع حتى خرج به إلى العراق ثم لا أدري ما كان.
6- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال: سألته عن أول من جعل له النعش فقال فاطمة ع.
7- محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله ع قال: سئل عن الميت يبلى جسده قال نعم حتى لا يبقى له لحم و لا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى تبقى في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة.
8- علي بن إبراهيم عن أبيه و أحمد بن محمد الكوفي عن بعض أصحابه عن صفوان بن يحيى عن يزيد بن خليفة الخولاني و هو يزيد بن خليفة الحارثي قال: سأل عيسى بن عبد الله أبا عبد الله ع و أنا حاضر فقال تخرج النساء إلى الجنازة و كان ع متكئا فاستوى جالسا ثم قال إن الفاسق عليه لعنة الله آوى عمه المغيرة بن أبي العاص و كان ممن هدر «1» رسول الله ص دمه فقال لابنة رسول الله ص لا تخبري أباك بمكانه كأنه لا يوقن أن الوحي يأتي محمدا فقالت ما كنت لأكتم رسول الله ص عدوه فجعله بين مشجب له و لحفه بقطيفة فأتى رسول الله ص الوحي فأخبره بمكانه فبعث إليه عليا ع و قال اشتمل على سيفك ائت بيت ابنة ابن عمك فإن ظفرت بالمغيرة فاقتله فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به فرجع إلى رسول الله ص فأخبره فقال يا رسول الله لم أره فقال إن الوحي قد أتاني فأخبرني أنه في المشجب- «2»

__________________________________________________
(1) في بعض النسخ [ندر] مجرد أو من باب التفعيل يقال: ندر الشي‏ء اي سقط.
(2) المشجب- بكسر الميم-: عيدان تضم رءوسها و تفرج بين قوائمها و تضع عليها الثياب و قد تعلق عليه الإداوة لتبريد الماء. (النهاية)
                        الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏3، ص: 252
و دخل عثمان بعد خروج علي ع فأخذ بيد عمه فأتى به إلى النبي ص فلما رآه أكب عليه «1» و لم يلتفت إليه و كان نبي الله ص حييا كريما فقال يا رسول الله هذا عمي هذا المغيرة بن أبي العاص وفد و الذي بعثك بالحق آمنته قال أبو عبد الله ع و كذب و الذي بعثه بالحق ما آمنه فأعادها ثلاثا «2» و أعادها أبو عبد الله ع ثلاثا أنى آمنه إلا أنه يأتيه عن يمينه ثم يأتيه عن يساره فلما كان في الرابعة رفع رأسه إليه فقال له قد جعلت لك ثلاثا فإن قدرت عليه بعد ثالثة قتلته فلما أدبر قال رسول الله ص- اللهم العن المغيرة بن أبي العاص و العن من يؤويه و العن من يحمله و العن من يطعمه و العن من يسقيه و العن من يجهزه و العن من يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء و هو يعدهن بيمينه و انطلق به عثمان فآواه و أطعمه و سقاه و حمله و جهزه حتى فعل جميع ما لعن عليه النبي ص من يفعله به ثم أخرجه في اليوم الرابع يسوقه فلم يخرج من أبيات المدينة حتى أعطب الله راحلته و نقب حذاه و ورمت قدماه فاستعان بيديه و ركبتيه و أثقله جهازه حتى وجس به فأتى شجرة «3» فاستظل بها لو أتاها بعضكم ما أبهره ذلك «4» فأتى رسول الله ص الوحي فأخبره بذلك فدعا عليا ع فقال خذ سيفك و انطلق أنت و عمار و ثالث لهم فأت المغيرة بن أبي العاص تحت شجرة كذا و كذا فأتاه علي ع فقتله فضرب عثمان بنت رسول الله ص و قال أنت أخبرت أباك بمكانه فبعثت إلى رسول الله ص تشكو ما لقيت فأرسل إليها رسول الله ص اقني حياءك ما أقبح بالمرأة ذات حسب و دين في كل يوم تشكو زوجها فأرسلت إليه مرات كل ذلك يقول لها ذلك فلما كان في الرابعة دعا عليا ع و قال خذ سيفك و اشتمل‏
__________________________________________________
(1) أي نكس رأسه و لم يرفعه لئلا يقع نظره عليه و انما فعل ذلك لانه كان حييا كريما و لا يريد أن يشافهه بالرد. (آت)
(2) «فأعادها ثلاثا» هذا كلام الإمام عليه السلام و الضمير راجع إلى كلام عثمان بتأويل الكلمة او الجملة اي اعاد قوله: «و الذي بعثك بالحق إني آمنته» و قوله: «و اعادها أبو عبد الله عليه السلام ثلاثا» كلام الراوي.
(3) في بعض النسخ [ثمرة] و قوله: «وجس» أي خاف الموت على نفسه.
(4) كلمة «ما» نافية. و البهرة: تتابع النفس للاعياء أي لم يمش مكانا بعيدا مع هذه المشقة التي تحملها بل ذهب إلى مكان لو أتاه بعضكم من المدينة ماشيا لم يحصل له إعياء و تعب. (آت)
                        الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏3، ص: 253
عليه ثم ائت بيت ابنة ابن عمك فخذ بيدها فإن حال بينك و بينها أحد فاحطمه «1» بالسيف و أقبل رسول الله ص كالواله من منزله إلى دار عثمان فأخرج علي ع ابنة رسول الله فلما نظرت إليه رفعت صوتها بالبكاء و استعبر رسول الله ص و بكى ثم أدخلها منزله و كشفت عن ظهرها فلما أن رأى ما بظهرها قال ثلاث مرات ما له قتلك قتله الله و كان ذلك يوم الأحد و بات عثمان ملتحفا «2» بجاريتها فمكث الإثنين و الثلاثاء و ماتت في اليوم الرابع فلما حضر أن يخرج بها أمر رسول الله ص فاطمة ع فخرجت ع و نساء المؤمنين معها و خرج عثمان يشيع جنازتها فلما نظر إليه النبي ص قال من أطاف البارحة بأهله أو بفتاته فلا يتبعن جنازتها قال ذلك ثلاثا فلم ينصرف فلما كان في الرابعة قال لينصرفن أو لأسمين باسمه فأقبل عثمان متوكئا على مولى له ممسكا ببطنه فقال يا رسول الله إني أشتكي بطني فإن رأيت أن تأذن لي أنصرف قال انصرف و خرجت فاطمة ع و نساء المؤمنين و المهاجرين فصلين على الجنازة.
9- علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال: إذا أعد الرجل كفنه فهو مأجور كلما نظر إليه. «3»

10- و بهذا الإسناد أن أمير المؤمنين ع اشتكى عينه فعاده النبي ص فإذا هو يصيح فقال النبي ص أ جزعا أم وجعا «4» فقال يا رسول الله ما وجعت وجعا قط أشد منه فقال يا علي إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سف

 

  

 

 

 

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏3، ص: 251

له ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك فأنت أحق بالجود مني.


 

5- عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عثمان بن عيسى عن عدة من أصحابنا قال: لما قبض أبو جعفر ع أمر أبو عبد الله ع بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتى قبض أبو عبد الله ع ثم أمر أبو الحسن ع بمثل ذلك في بيت أبي عبد الله ع حتى خرج به إلى العراق ثم لا أدري ما كان.

6- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال: سألته عن أول من جعل له النعش فقال فاطمة ع.

7- محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله ع قال: سئل عن الميت يبلى جسده قال نعم حتى لا يبقى له لحم و لا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى تبقى في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة.

8- علي بن إبراهيم عن أبيه و أحمد بن محمد الكوفي عن بعض أصحابه عن صفوان بن يحيى عن يزيد بن خليفة الخولاني و هو يزيد بن خليفة الحارثي قال: سأل عيسى بن عبد الله أبا عبد الله ع و أنا حاضر فقال تخرج النساء إلى الجنازة و كان ع متكئا فاستوى جالسا ثم قال إن الفاسق عليه لعنة الله آوى عمه المغيرة بن أبي العاص و كان ممن هدر «1» رسول الله ص دمه فقال لابنة رسول الله ص لا تخبري أباك بمكانه كأنه لا يوقن أن الوحي يأتي محمدا فقالت ما كنت لأكتم رسول الله ص عدوه فجعله بين مشجب له و لحفه بقطيفة فأتى رسول الله ص الوحي فأخبره بمكانه فبعث إليه عليا ع و قال اشتمل على سيفك ائت بيت ابنة ابن عمك فإن ظفرت بالمغيرة فاقتله فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به فرجع إلى رسول الله ص فأخبره فقال يا رسول الله لم أره فقال إن الوحي قد أتاني فأخبرني أنه في المشجب- «2»

______________________________
(1) في بعض النسخ [ندر] مجرد أو من باب التفعيل يقال: ندر الشي‏ء اي سقط.

(2) المشجب- بكسر الميم-: عيدان تضم رءوسها و تفرج بين قوائمها و تضع عليها الثياب و قد تعلق عليه الإداوة لتبريد الماء. (النهاية)

 

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏3، ص: 252

و دخل عثمان بعد خروج علي ع فأخذ بيد عمه فأتى به إلى النبي ص فلما رآه أكب عليه‏ «1» و لم يلتفت إليه و كان نبي الله ص حييا كريما فقال يا رسول الله هذا عمي هذا المغيرة بن أبي العاص وفد و الذي بعثك بالحق آمنته قال أبو عبد الله ع و كذب و الذي بعثه بالحق ما آمنه فأعادها ثلاثا «2» و أعادها أبو عبد الله ع ثلاثا أنى آمنه إلا أنه يأتيه عن يمينه ثم يأتيه عن يساره فلما كان في الرابعة رفع رأسه إليه فقال له قد جعلت لك ثلاثا فإن قدرت عليه بعد ثالثة قتلته فلما أدبر قال رسول الله ص- اللهم العن المغيرة بن أبي العاص و العن من يؤويه و العن من يحمله و العن من يطعمه و العن من يسقيه و العن من يجهزه و العن من يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء و هو يعدهن بيمينه و انطلق به عثمان فآواه و أطعمه و سقاه و حمله و جهزه حتى فعل جميع ما لعن عليه النبي ص من يفعله به ثم أخرجه في اليوم الرابع يسوقه فلم يخرج من أبيات المدينة حتى أعطب الله راحلته و نقب حذاه و ورمت قدماه فاستعان بيديه و ركبتيه و أثقله جهازه حتى وجس به فأتى شجرة «3» فاستظل بها لو أتاها بعضكم ما أبهره ذلك‏ «4» فأتى رسول الله ص الوحي فأخبره بذلك فدعا عليا ع فقال خذ سيفك و انطلق أنت و عمار و ثالث لهم فأت المغيرة بن أبي العاص تحت شجرة كذا و كذا فأتاه علي ع فقتله فضرب عثمان بنت رسول الله ص و قال أنت أخبرت أباك بمكانه فبعثت إلى رسول الله ص تشكو ما لقيت فأرسل إليها رسول الله ص اقني حياءك ما أقبح بالمرأة ذات حسب و دين في كل يوم تشكو زوجها فأرسلت إليه مرات كل ذلك يقول لها ذلك فلما كان في الرابعة دعا عليا ع و قال خذ سيفك و اشتمل‏


 

______________________________
(1) أي نكس رأسه و لم يرفعه لئلا يقع نظره عليه و انما فعل ذلك لانه كان حييا كريما و لا يريد أن يشافهه بالرد. (آت)

(2) «فأعادها ثلاثا» هذا كلام الإمام عليه السلام و الضمير راجع إلى كلام عثمان بتأويل الكلمة او الجملة اي اعاد قوله: «و الذي بعثك بالحق إني آمنته» و قوله: «و اعادها أبو عبد الله عليه السلام ثلاثا» كلام الراوي.

(3) في بعض النسخ [ثمرة] و قوله: «وجس» أي خاف الموت على نفسه.

(4) كلمة «ما» نافية. و البهرة: تتابع النفس للاعياء أي لم يمش مكانا بعيدا مع هذه المشقة التي تحملها بل ذهب إلى مكان لو أتاه بعضكم من المدينة ماشيا لم يحصل له إعياء و تعب. (آت)

 

الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏3، ص: 253

عليه ثم ائت بيت ابنة ابن عمك فخذ بيدها فإن حال بينك و بينها أحد فاحطمه‏ «1» بالسيف و أقبل رسول الله ص كالواله من منزله إلى دار عثمان فأخرج علي ع ابنة رسول الله فلما نظرت إليه رفعت صوتها بالبكاء و استعبر رسول الله ص و بكى ثم أدخلها منزله و كشفت عن ظهرها فلما أن رأى ما بظهرها قال ثلاث مرات ما له قتلك قتله الله و كان ذلك يوم الأحد و بات عثمان ملتحفا «2» بجاريتها فمكث الإثنين و الثلاثاء و ماتت في اليوم الرابع فلما حضر أن يخرج بها أمر رسول الله ص فاطمة ع فخرجت ع و نساء المؤمنين معها و خرج عثمان يشيع جنازتها فلما نظر إليه النبي ص قال من أطاف البارحة بأهله أو بفتاته فلا يتبعن جنازتها قال ذلك ثلاثا فلم ينصرف فلما كان في الرابعة قال لينصرفن أو لأسمين باسمه فأقبل عثمان متوكئا على مولى له ممسكا ببطنه فقال يا رسول الله إني أشتكي بطني فإن رأيت أن تأذن لي أنصرف قال انصرف و خرجت فاطمة ع و نساء المؤمنين و المهاجرين فصلين على الجنازة.

 

 

 

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏22، ص: 159
... فقال لعلي خذ السيف ثم ائت بنت عمك فخذ بيدها فمن حال بينك و بينها فاضربه بالسيف فدخل «2» علي فأخذ بيدها فجاء بها إلى النبي ص فأرته ظهرها فقال أبوها قتلها قتله الله فمكثت يوما و ماتت في الثاني و اجتمع الناس للصلاة عليها فخرج رسول الله ص من بيته و عثمان جالس مع القوم فقال رسول الله ص من ألم جاريته «3» الليلة فلا يشهد جنازتها قالها مرتين و هو ساكت فقال رسول الله ص ليقومن أو لأسمينه باسمه و اسم أبيه فقام يتوكأ على مهين قال فخرجت فاطمة في نسائها فصلت على أختها.

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏22، ص: 160
21- شي، تفسير العياشي عن يونس رفعه قال: قلت له زوج رسول الله ص ابنته فلانا قال نعم قلت فكيف زوجه الأخرى قال قد فعل فأنزل الله و لا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إلى عذاب مهين «1».

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏22، ص: 163
23- كا، الكافي العدة عن البرقي عن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله ع أ يفلت من ضغطة القبر أحد قال فقال نعوذ بالله «1» ما أقل من يفلت من ضغطة القبر إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول الله ص على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه و قال للناس إني ذكرت هذه و ما لقيت فرققت لها و استوهبتها من ضمة القبر قال فقال اللهم هب لي رقية من ضمة القبر فوهبها الله له قال و

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏22، ص: 164
24- كا، الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن أبان عن أبي بصير عن أحدهما ع قال: لما ماتت رقية ابنة رسول الله ص قال رسول الله الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون و أصحابه قال و فاطمة ع على شفير القبر تنحدر دموعها في القبر و رسول الله ص يتلقاه بثوبه قائم «2» يدعو قال إني لأعرف ضعفها و سألت الله عز و جل أن يجيرها من ضمة القبر «3».

 

 

 

 

السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (2/ 353)
وأمر صلى الله عليه وسلم في ذلك المحل بقتل معاوية بن المغيرة بن أبي العاص وهو جد عبد الملك بن مروان لأمه، وقد كان لجأ إلى ابن عمه عثمان بن عفان رضي الله عنه: أي فإنه لما رجع الكفار من أحد ذهب على وجهه ثم أتى باب عثمان فدقه، فقالت أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم زوج عثمان من أنت؟ قال: ابن عم عثمان، فقالت:
ليس هو هاهنا، فقال: أرسلي إليه. فله عندي ثمن بعير كنت اشتريته منه، فجاء عثمان، فلما نظر إليه قال: أهلكتني وأهلكت نفسك، فقال: يا بن عم لم يكن أحد أمس بي رحما منك فأجرني، فأدخله عثمان رضي الله عنه منزله وصيره في ناحية، ثم خرج عثمان ليأخذ له أمانا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن معاوية بالمدينة فاطلبوه، فدخلوا منزل عثمان، فأشارت إليهم أم كلثوم رضي الله عنها بأنه في ذلك المكان، فأخرجوه وأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بقتله، فقال عثمان رضي الله عنه: والذي بعثك بالحق ما جئت إلا لآخذ له أمانا، فهبه لي، فوهبه له وأجله ثلاثا، وأقسم صلى الله عليه وسلم إن وجده بعدها قتله.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد، فأقام معاوية ثلاثا يستعلم أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتي بها قريشا، فلما كان في اليوم الرابع عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فخرج معاوية هاربا، فأدركه زيد بن حارثة وعمار بن ياسر رضي الله عنهما، فرمياه حتى قتلاه، وقد كان صلى الله عليه وسلم بعثهما إليه وقال لهما إنكما ستجدانه بموضع كذا وكذا: أي بموضع بينه وبين المدينة ثمانية أميال، فوجداه به فقاتلاه. وقيل تبعه علي كرم الله وجهه فقتله، وكان صلى الله عليه وسلم بعث ثلاثة نفر من أسلم طليعة في آثار القوم، فلحق اثنان منهم للقوم بحمراء الأسد فقتلوهما فوجدهما صلى الله عليه وسلم قتيلين بحمراء الأسد فدفنهما في قبر واحد. ولا يأتي هنا الجواب المتقدم في قتلى أحد.
 
 
 
 
 
نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز (1/ 256)
فدخلوا منزل عثمان فأشارت أم كلثوم إلى الموضع الذى صيّره عثمان فيه، فاستخرجوه من تحت دارة لهم، فانطلقوا به إلى النبى صلّى الله عليه وسلّم، فقال عثمان حين راه: والذى بعثك بالحق ما جئت إلا لأطلب له الأمان، فهبه لي، فوهبه له،