نهم ربیع الاول








بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏29، ص: 530
و كانت مدة غصبه للخلافة- على ما في الإستيعاب- عشر سنين و ستة أشهر. و قال: قتل يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين، و قال الواقدي و غيره: لثلاث بقين منه، طعنه أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة «8».
و اشتهر بين الشيعة أنه قتل في التاسع من ربيع الأول، و سيأتي فيه بعض الروايات.
__________________________________________________
(8) الاستيعاب المطبوع على هامش الإصابة 2- 467.





بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 113
فقد ظهر بما ذكرناه أن قولة بعض العامة: إن عمر كان من صناديد قريش و عظمائهم في الجاهلية إنما نشأ من شدة العصبية و فرط الجهل بالآثار، و متى كان عظيم من العظماء حطابا و راعيا للبعير و مبرطشا للحمير، و مداحا للقوم و مفاخرا من قبل القبيلة، فكانت دناءة نسبه، و رذالة حسبه، و سفالة أفعاله شواهد ما صدر عنه في خواتم أعماله كما عرفت، ....
و أما مقتله و كيفية قتله:
فقال مؤلف العدد القوية «1» رحمه الله نقلا من كتب المخالفين-: في يوم السادس و العشرين من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين من الهجرة طعن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي أبو حفص. قال سعيد بن المسيب «2»: قتل أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب و طعن معه اثني عشر رجلا، فمات منه «3»، فرمى عليه رجل من أهل العراق برنسا «4» ثم برك عليه، فلما رأى أنه لا يستطيع أن يتحرك وجأ «5» بنفسه فقتلها «6».
عن عمرو بن ميمون «7»، قال: أقبل عمر فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة
__________________________________________________
(1) العدد القوية: 328- 331.
(2) أورده ابن عبد البر في الاستيعاب 3- 467- 468، المطبوع بهامش الإصابة.
(3) في الاستيعاب: ستة، بدلا من: منه، و هو الظاهر. و في المصدر: فمات منهم ستة.
(4) البرنس: كل ثوب رأسه منه ملتزق به، دراعة كان أو ممطر أو جبة.
(5) الوج‏ء: اللكز و الضرب. أقول: و تقرأ هذه الكلمة في (س): و لجأ بنفسه.
(6) و أورده العلامة المجلسي- رحمه الله- في البحار 98- 199 أيضا.
(7) عبر عنه في الاستيعاب 2- 468- 469 بقوله: من أحسن شي‏ء يروى في مقتل عمر و أصحه.
و أورده في طبقات ابن سعد 3- 340- 341 ..


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 114
بن شعبة فناجى «1» عمر قبل أن تستوي الصفوف ثم طعنه ثلاث طعنات، فسمعت عمر يقول: دونكم الكلب فقد «2» قتلني. و ماج الناس و أسرعوا إليه، فجرح ثلاثة عشر رجلا، فانكفى عليه رجل من خلفه احتضنه «3»، و حمل عمر و ماج الناس حتى قال قائل: الصلاة عباد الله طلعت الشمس، فقدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى «4» بأقصر سورتين في القرآن: إذا جاء نصر الله و الفتح، و إنا أعطيناك الكوثر. و دخل الناس عليه، فقال: يا عبد الله بن عباس! اخرج فناد في الناس: أ عن ملإ «5» منكم هذا، فخرج ابن عباس فقال: أيها الناس! عمر يقول: أ عن ملإ منكم هذا، فقالوا: معاذ الله، و الله ما علمنا و لا اطلعنا.
فقال «6»: ادعوا لي الطبيب، فدعي الطبيب، فقال: أي الشراب أحب إليك؟.
قال: النبيذ! فسقي نبيذا فخرج من «7» بعض طعناته، فقال بعض الناس: هذا دم، هذا صديد. فقال: اسقوني لبنا، فسقي لبنا، فخرج من الطعنة. فقال له الطبيب: ما أرى «8» أن تمشي «9»، فما كنت فاعلا فافعل .. و ذكر باقي الخبر في‏
__________________________________________________
(1) في المصدر و الاستيعاب: ففاجأ.
(2) في المصدر: فإنه، بدلا من: فقد.
(3) في المصدر: فاحتضنه. و الاحتضان: الاحتمال و الجعل في الحضن، كما في الصحاح 5- 2101 2102، و النهاية 1- 400، و الحضن: الجنب، كذا قاله في القاموس 4- 215، و مجمع البحرين 6- 237.
(4) في العدد القوية زيادة: بنا.
(5) ملإ .. أي تشاور و اجتماع، كما في مجمع البحرين 1- 396- 399، القاموس 1- 28، و قال ابن الأثير في النهاية 4- 351: و في حديث عمر حين طعن: أ كان هذا عن ملإ منكم؟ .. أي تشاور من أشرافكم و جماعتكم.
(6) في المصدر: و قال.
(7) في (ك): عن.
(8) خط على: ما أرى، في (س). و في المصدر: لا أرى.
(9) و لعل الكلمة تقرأ في (ك) تمنى. و في المصدر و الاستيعاب و طبقات ابن سعد و الإمامة و السياسة 1- 21: أن تمسي. و هو الظاهر.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 115
الشورى و تقديمه لصهيب في الصلاة، و قوله في علي عليه السلام: إن ولوها الأحلج «1» سلك بهم الطريق المستقيم يعني عليا، فقال له ابن عمر: ما يمنعك أن تقدم علينا «2». فقال: أكره أن أتحملها حيا و ميتا «3» قال عبد الله بن الزبير «4»: غدوت مع عمر بن الخطاب إلى السوق و هو متكئ على يدي، فلقيه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فقال له: أ لا تكلم مولاي يضع عني من خراجي؟. قال: كم خراجك؟. قال: دينار. فقال عمر:
ما أرى أن أفعل، إنك لعامل محسن و ما هذا بكثير؟، ثم قال له عمر: أ لا تعمل لي رحى. قال: بلى، فلما ولى، قال أبو لؤلؤة: لأعملن لك رحى يتحدث بها ما بين المشرق و المغرب. قال ابن الزبير: فوقع في نفسي قوله، فلما كان في النداء لصلاة الصبح خرج أبو لؤلؤة فضربه بالسكين ستة طعنات، إحداهن من تحت سرته و هي قتلته، و جاءه بسكين لها طرفان، فلما جرح عمر جرح معه ثلاثة عشر رجلا في المسجد، ثم أخذ فلما أخذ قتل نفسه «5» و اختلف «6» في سن عمر:
__________________________________________________
(1) في المصدر: الأصلع. و في الطبقات و الاستيعاب الأجلح.
قال في القاموس 3- 51: الصلع- محركة-: انحسار شعر الرأس مقدم الرأس لنقصان مادة الشعر في تلك البقعة .. و هو أصلع، و مثله في الصحاح 3- 1244. أقول: و الأجلح مثل الأصلع، راجع القاموس 1- 218، و مجمع البحرين 2- 345.
(2) لا توجد: علينا، في (س). و في المصدر و الاستيعاب: عليا. و هو الظاهر.
(3) أورد قريبا منه ابن سعد في الطبقات 3- 337- 340 عن عمر بن ميمون عدة روايات، و كذا عن حذيفة، و ابن شهاب، و ابن عبد البر في الاستيعاب 2- 467- 468.
(4) و قريب منه في الطبقات لابن سعد 3- 347 رواه عن أبي الحويرث. و جاء بنصه في الاستيعاب 2- 469 عن عبد الله بن الزبير عن أبيه. و فيه زيادة: عن أبيه.
(5) و قريب منه في العقد الفريد 4- 272.
(6) لا زال الكلام لصاحب العدد القوية. و ذكر هذه الأقوال ابن الأثير في الكامل 3- 19، و الطبري في تاريخه 1- 187- 217، و 2- 80- 82، و انظر: تاريخ اليعقوبي 2- 117، و الإصابة 2- 459، و حلية الأولياء 1- 38، و غيرها.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 116
فقيل: توفي و هو ابن ثلاث و ستين «1» و قال عبد الله بن عمر: توفي عمر و هو ابن بضع و خمسين «2» و عن سالم بن عبد الله: أن عمر قبض و هو ابن خمس و خمسين «3» و قال الزهري: توفي و هو ابن أربع و خمسين «4» و قال قتادة: توفي و هو ابن اثنتين «5» و خمسين.
و قيل: مات و هو ابن ستين «6» عن الزهري، قال: صلى عمر على أبي بكر حين مات، و صلى صهيب على عمر «7»، و روي عن عمر أنه قال في انصرافه في حجته «8» التي لم يحج بعدها-:
الحمد لله و لا إله إلا الله، يعطي من يشاء ما يشاء، لقد كنت بهذا الوادي يعني ضجنان «9» أرعى غنما «10» للخطاب و كان فظا غليظا، يتعبني إذا عملت، و يضربني إذا قصرت و قد أصبحت و أمسيت و ليس بيني و بين الله أحدا أخشاه، ثم تمثل:
__________________________________________________
(1) كما في المعجم الكبير 1- 68، و طبقات ابن سعد 3- 365، و مسند أحمد بن حنبل 4- 96 و 97 و 100، و سنن الترمذي حديث 33 و 37، صحيح البخاري حديث 23 و 52.
(2) و ذكره ابن سعد في الطبقات 3- 365 أيضا.
(3) جاء في معجم الطبراني 1- 69، و المصنف لعبد الرزاق حديث 67 و 91، و مجمع الزوائد 9- 78 و 79، و طبقات ابن سعد 3- 365.
(4) في المصدر زيادة: سنة.
(5) في العدد القوية: اثنين.
(6) هذا ما أورده ابن عبد البر في الاستيعاب 2- 470- 471. و هناك أقوال أخر ذكرها في المعجم الكبير 1- 67- 71. و في المصدر زيادة: و قيل: ابن ثلاث و ستين سنة.
(7) جاء في المصادر السالفة، و رواه في الاستيعاب 2- 472، و كذا الرواية التالية.
(8) في الاستيعاب: من حجته.
(9) في المصدر: ضجعان، و ما في المتن أظهر لعدم وجود محل بهذا الاسم، انظر: معجم البلدان 3- 453، و مراصد الاطلاع 2- 865.
(10) في الاستيعاب: إبلا.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 117
لا شي‏ء مما ترى يبقي بشاشة «1» يبقى الإله و يؤذى «2» المال و الولد
لم يغن «3» عن هرمز يوما خزائنه و الخلد قد حاولت عادا فما خلد
و لا سليمان إذ تجري «4» الرياح له و الإنس و الجن فيما بينها «5» يرد «6»
أين الملوك التي كان «7» لعزتها من كل أوب إليها وافد يفد
حوض هنالك مورود بلا كذب لا بد من ورده يوما كما وردوا
أمه حنتمة «8» بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم «9» ولد عمر بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، و قال عمر: ولدت قبل الفجار الأعظم بأربع سنين.
أسلم ظاهرا «10» بعد أربعين رجلا و أحد عشر امرأة.
بويع له بالخلافة «11» لما مات أبو بكر باستخلافه له سنة «12» ثلاث عشرة.
كان آدم شديد الأدمة «13» طوالا، كث اللحية «14»، أصلع أعسر أيسر،
__________________________________________________
(1) في العدد القوية: تبقى بشاشته.
(2) في المصدر و الاستيعاب: و يؤدى- بالدال المهملة-.
(3) في العدد: لم تغن.
(4) إذ يجري، كذا جاء في المصدر.
(5) في (س): بينهما.
(6) عبارة المصدر: ترد.
(7) توجد نسخة بدل في (ك): كانت. و هو الظاهر.
(8) في المصدر: حيتمة. و هو سهو.
(9) انظر: المعجم الكبير 1- 65، و مجمع الزوائد 9- 61، و غيرهما.
(10) لا توجد: ظاهرا، في العدد القوية.
(11) في (س): الخلافة- بلا باء-.
(12) في مطبوع البحار: ستة. و هو غلط.
(13) قال الجوهري في الصحاح 5- 1859، و ابن الأثير في نهايته 1- 32: الأدمة- بالضم-: السمرة.
و الأدم من الناس: الأسمر.
(14) قال في النهاية 4- 152: الكثاثة في اللحية: أن تكون غير رقيقة و لا طويلة و لكن فيها كثافة، و انظر: القاموس 1- 172، و الصحاح 1- 290.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 118
و قيل: كان طويلا جسيما، أصلع شديد الصلع، أبيض، شديد حمرة العينين، في عارضيه خفة «1» و قيل: كان رجلا آدم ضخما كأنه من رجال سدوس «2» مدة ولايته عشر سنين و ستة أشهر و أيام «3».
أقول: قال ابن عبد ربه في كتاب الإستيعاب «4»: كانت مدة خلافته عشر سنين و ستة أشهر ...، و قتل يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين.
و قال الواقدي و غيره: لثلاث بقين من ذي الحجة، طعنه أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة-، قال: و من أحسن شي‏ء يروى في مقتل عمر و أصحه «5» ما حدثنا خلف بن قاسم، عن سهل بإسناد ذكره عن عمرو بن ميمون ..
و ساق الخبر مثل ما مر «6» إلى قوله: أكره أن أتحملها حيا و ميتا، ثم روى الخبر الثاني عن الواقدي بإسناده عن عبد الله بن الزبير، ثم قال «7»: و اختلف في شأن أبي لؤلؤة، فقال بعضهم: كان مجوسيا، و قال بعضهم: كان نصرانيا ... و جاء بسكين له طرفان، فلما جرح عمر جرح معه ثلاثة عشر رجلا في المسجد، ثم أخذ، فلما أخذ قتل نفسه.
أقول: ما ذكر أن مقتله كان في ذي الحجة هو المشهور بين فقهائنا
__________________________________________________
(1) في (س): حفة.
(2) ذكر في الصحاح 3- 937: و سدوس- بالفتح-: أبو قبيلة. و قال ابن الكلبي: سدوس التي في بني شيبان بالفتح، و سدوس التي في طي بالضم.
(3) انظر بالإضافة إلى ما مر: الاستيعاب- المطبوع بهامش الإصابة 2- 458- 473-، و البدء و التاريخ 5- 88 و 167، و الكنى و الألقاب للدوالبي 1- 7.
(4) الاستيعاب 2- 467- 468.
(5) في (س): واضحة.
(6) بتقديم و تأخير لكلام الواقدي في الاستيعاب.
(7) ابن عبد البر في الاستيعاب 2- 470.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 119
الإمامية، و قال إبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله في الجنة الواقية «1» في سياق أعمال شهر ربيع الأول: إنه‏
روى صاحب مسار الشيعة «2» أنه من أنفق في اليوم التاسع منه «3» شيئا غفر له، و يستحب فيه إطعام الإخوان و تطييبهم و التوسعة في «4» النفقة، و لبس الجديد، و الشكر و العبادة، و هو يوم نفي الهموم، و روي أنه ليس فيه صوم.
، و جمهور الشيعة يزعمون أن فيه قتل عمر بن الخطاب .. و ليس بصحيح.
قال محمد بن إدريس في سرائره «5»: من زعم أن عمر قتل فيه فقد أخطأ بإجماع أهل التواريخ و السير، و كذلك قال المفيد رحمه الله في كتاب التواريخ.
و إنما قتل «6» يوم الإثنين لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين من الهجرة، نص على ذلك صاحب الغرة و صاحب المعجم «7» و صاحب الطبقات «8» و صاحب كتاب مسار الشيعة «9» و ابن طاوس «10»، بل الإجماع حاصل من الشيعة و أهل السنة على ذلك. انتهى.
و المشهور بين الشيعة في الأمصار و الأقطار في زماننا هذا هو أنه اليوم التاسع‏
__________________________________________________
(1) الجنة الواقية، المشتهر بالمصباح للكفعمي: 510- 511 الفصل الثاني و الأربعون في ذكر الشهور، و فيه: و في تاسعه روى ..
(2) مسار الشيعة: 48- 51، و لم يتعرض لما ذكره في الجنة الواقية.
(3) في المصدر: فيه، بدلا من: في اليوم التاسع منه.
(4) في (س): واو، بدلا من: في.
(5) السرائر: 96- الحجرية- [1- 419- طبعة جماعة المدرسين‏] باب صيام التطوع بتصرف في الألفاظ فقط.
(6) في الجنة الواقية زيادة: عمر، بعد: قتل، و زيادة: ليال، بعد: لأربع.
(7) المعجم للطبراني 1- 70.
(8) طبقات ابن سعد 3- 365.
(9) مسار الشيعة: 42، قال: و في التاسع و العشرين منه (أي ذي الحجة الحرام) سنة 23 ثلاث و عشرين من الهجرة قبض عمر بن الخطاب.
(10) في كتابه زوائد الفوائد، و لم نحصل على نسخته.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 120
من ربيع الأول، و هو أحد الأعياد، و مستندهم في الأصل.
ما رواه خلف السيد النبيل علي بن طاوس رحمة الله عليهما في كتاب زوائد الفوائد «1»، و الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر «2»، و اللفظ هنا للأخير، و سيأتي بلفظ السيد قدس سره في كتاب الدعاء «3» قال الشيخ حسن: نقلته من خط الشيخ الفقيه علي بن مظاهر الواسطي، بإسناد متصل، عن محمد بن العلاء الهمداني الواسطي و يحيى بن محمد «4» بن جريح «5» البغدادي، قالا: تنازعنا في ابن «6» الخطاب فاشتبه علينا أمره، فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن «7» العسكري عليه السلام بمدينة قم، و قرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا صبية عراقية من داره «8»، فسألناها عنه، فقالت: هو مشغول بعيده «9» فإنه يوم عيد. فقلنا: سبحان الله! الأعياد أعياد «10» الشيعة أربعة: الأضحى، و الفطر، و يوم «11» الغدير، و يوم «12» الجمعة،
__________________________________________________
(1) زوائد الفوائد: لم نحصل على نسخة مطبوعة منه.
(2) المحتضر للشيخ حسن: 44- 55.
(3) بحار الأنوار 98- 351- 355 باختلاف يسير عما هنا.
و قد رواه مسندا الطبري (القرن الرابع) في كتابه دلائل الإمامة، الفصل المتعلق بأمير المؤمنين عليه السلام، و كذا الشيخ هاشم بن محمد (القرن السادس) في كتابه مصباح الأنوار، و تعرضنا لبعض الاختلافات بينه و بين المتن، و الجزائري في الأنوار النعمانية: 4 و الإسناد فيها مختلف، فراجعه.
(4) وضع على كلمة: محمد، رمز نسخة بدل في (ك).
(5) في البحار، كتاب الدعاء: حويج.
(6) جاء العنوان و السند في المصدر هكذا: و مما جاء في عمر بن الخطاب- من أنه كان منافقا- ما نقله الشيخ الفاضل علي بن مظاهر الواسطي، عن محمد العلاء الهمداني الواسطي و يحيى بن جريح البغدادي، قال: تنازعنا في أمر ابن.
(7) لا توجد: أبي الحسن، في المصدر، و قد جاء في المصباح.
(8) وضع على: من داره، رمز نسخة بدل في مطبوع البحار. و فيه: في داره صبية عراقية- بتقديم و تأخير-.
(9) في المصدر: بعياله.
(10) في المحتضر: عند، بدلا من: أعياد.
(11) لا توجد: يوم، في (س) في كلا الموردين.
(12) لا توجد: يوم، في (س) في كلا الموردين.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 121
قالت: فإن أحمد بن إسحاق «1» يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام أن هذا اليوم هو يوم عيد، و هو أفضل الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام و عند مواليهم. قلنا: فاستأذني لنا بالدخول عليه، و عرفيه بمكاننا، فدخلت عليه و أخبرته بمكاننا، فخرج علينا «2» و هو متزر بمئزر له محتبي «3» بكسائه «4» يمسح وجهه، فأنكرنا ذلك عليه، فقال: لا عليكما، فإني كنت اغتسلت للعيد. قلنا: أ و هذا يوم عيد؟. قال: نعم، و كان يوم التاسع من شهر ربيع الأول-، قالا جميعا: فأدخلنا داره «5» و أجلسنا على سرير له، و قال: إني قصدت مولانا أبا الحسن العسكري عليه السلام مع جماعة إخوتي كما قصدتماني بسرمن‏رأى «6»، فاستأذنا بالدخول عليه فأذن لنا، فدخلنا عليه صلوات الله عليه في مثل «7» هذا اليوم و هو يوم التاسع من شهر ربيع الأول و سيدنا عليه السلام قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنه «8» من الثياب الجدد، و كان بين يديه مجمرة «9» يحرق العود بنفسه، قلنا: بآبائنا أنت و أمهاتنا يا ابن رسول الله! هل تجدد لأهل البيت في هذا اليوم «10» فرح؟!. فقال: و أي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم؟!. و لقد حدثني أبي عليه السلام أن حذيفة بن اليمان‏
__________________________________________________
(1) لا توجد في المصدر: ابن إسحاق.
(2) في المحتضر: فخرج إلينا.
(3) في (ك): مجتبى. و في المصدر: محتضن. و جملة جاءت في مطبوع البحار نسخة بدل و هي: يفوح مسكا، بعد: محتبى.
(4) في المحتضر: لكسائه.
(5) عبارة المصدر هكذا: يوم عيد- و كان يوم التاسع من شهر ربيع الأول-؟ قال: نعم، ثم أدخلنا داره.
(6) في المحتضر: من إخوتي بسرمن‏رأى كما قصدتماني. بزيادة: من، مع تقديم و تأخير.
(7) لا توجد في المصدر: فأذن .. إلى هنا. و فيه: في هذا اليوم.
(8) جاءت في المصدر: له، بدلا من: يمكنه.
(9) زيادة: و هو، في المحتضر قبل: يحرق.
(10) لا توجد في المصدر: في هذا اليوم.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 122
دخل في مثل هذا اليوم و هو «1» التاسع من شهر ربيع الأول على جدي رسول الله صلى الله عليه و آله، قال حذيفة: رأيت «2» سيدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن و الحسين عليهم السلام يأكلون مع رسول الله صلى الله عليه و آله و هو «3» يتبسم في وجوههم عليهم السلام و يقول لولديه الحسن و الحسين عليهما السلام: كلا هنيئا لكما ببركة هذا اليوم، فإنه اليوم الذي يهلك الله «4» فيه عدوه و عدو جدكما، و يستجيب فيه دعاء أمكما.
كلا! فإنه اليوم الذي «5» يقبل الله فيه أعمال شيعتكما و محبيكما.
كلا! فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول الله: (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا) «6» كلا! فإنه اليوم الذي يتكسر «7» فيه شوكة مبغض جدكما.
كلا! فإنه يوم «8» يفقد فيه فرعون أهل بيتي و ظالمهم و غاصب حقهم.
كلا! فإنه اليوم «9» الذي يقدم «10» الله فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله! و في أمتك و أصحابك من ينتهك «11» هذه الحرمة؟.
__________________________________________________
(1) في المصدر زيادة: اليوم.
(2) لا توجد في المحتضر: حذيفة. و فيه: فرأيت.
(3) في المصدر: و رسول الله صلى الله عليه و آله، بدلا من: و هو.
(4) لا توجد في المحتضر: فإنه اليوم. و فيه: يقبض، بدلا من: يهلك.
(5) في المصدر: الذي فيه.
(6) النمل: 52.
(7) في (س): يكسر، و في المصباح: تكسر.
(8) زيادة كلمة: الذي، جاءت في المصدر بعد: يوم.
(9) لا توجد: اليوم، في (س).
(10) في المحتضر: يعمد.
(11) في (ك) نسخة بدل: يهتك.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 123
فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله): نعم يا حذيفة «1»! جبت من المنافقين يترأس عليهم و يستعمل في أمتي الرياء، و يدعوهم إلى نفسه، و يحمل على عاتقه درة الخزي، و يصد الناس «2» عن سبيل الله، و يحرف كتابه، و يغير سنتي، و يشتمل على إرث ولدي، و ينصب نفسه علما، و يتطاول على إمامة من «3» بعدي، و يستحل «4» أموال الله من غير حلها، و ينفقها في غير طاعته «5»، و يكذبني «6» و يكذب أخي و وزيري، و ينحي ابنتي عن حقها، و تدعو «7» الله عليه و يستجيب الله «8» دعاءها في مثل هذا اليوم.
قال حذيفة: قلت «9»: يا رسول الله! لم لا تدعو «10» ربك عليه ليهلكه في حياتك؟!. قال «11»: يا حذيفة! لا أحب أن أجترئ على قضاء الله «12» لما قد سبق في علمه، لكني سألت الله أن يجعل اليوم الذي يقبضه فيه «13» فضيلة على سائر الأيام ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي و شيعة أهل بيتي و محبوهم، فأوحى إلي جل ذكره، فقال لي «14»: يا محمد! كان في سابق علمي أن تمسك «15» و أهل بيتك‏
__________________________________________________
(1) فقال صلى الله عليه و آله: يا حذيفة. هكذا جاءت في المصدر.
(2) لا توجد في المحتضر: الناس.
(3) في المصدر: على من بعدي.
(4) نسخة بدل: يستجلب، جاءت في (ك).
(5) في (ك): طاعة- بلا ضمير-.
(6) لا توجد في المصدر: و يكذبني.
(7) في المصدر: فتدعوا. و الظاهر زيادة: الألف.
(8) لا توجد لفظة الجلالة في المحتضر.
(9) في المصدر: فقلت.
(10) في المصدر: فلم لا تدعوا. و الألف زائدة ظاهرا.
(11) في المحتضر: فقال.
(12) جاءت زيادة: تعالى، في المحتضر بعد لفظ الجلالة.
(13) في المصدر: له، بدلا من: فيه.
(14) في المصدر: أن، بدلا من: فقال لي. و في (س): فقال- من دون: لي.
(15) في (س): يمسك.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 124
محن الدنيا و بلاؤها، و ظلم المنافقين و الغاصبين من عبادي من «1» نصحتهم و خانوك، و محضتهم و غشوك، و صافيتهم و كاشحوك «2»، و أرضيتهم «3» و كذبوك، و انتجيتهم «4» و أسلموك، فإني بحولي «5» و قوتي و سلطاني لأفتحن على روح من يغصب بعدك عليا حقه ألف باب من النيران من سفال الفيلوق، و لأصلينه «6» و أصحابه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه، و لأجعلن ذلك المنافق «7» عبرة في القيامة لفراعنة الأنبياء و أعداء الدين في المحشر، و لأحشرنهم و أولياءهم و جميع الظلمة و المنافقين إلى نار جهنم زرقا كالحين أذلة خزايا نادمين، و لأخلدنهم فيها أبد الآبدين، يا محمد! لن يوافقك «8» وصيك في منزلتك إلا بما يمسه من البلوى من فرعونه «9» و غاصبه الذي يجترئ علي و يبدل كلامي، و يشرك بي و يصد الناس عن سبيلي، و ينصب من «10» نفسه عجلا لأمتك، و يكفر بي في عرشي، إني قد أمرت‏
__________________________________________________
(1) الذي، بدلا من: من، جاءت في المحتضر.
(2) قال في الصحاح 1- 399: الكاشح: الذي يضمر لك العداوة، يقال: كشح له بالعداوة و كاشحه بمعنى، و انظر: النهاية 4- 175، و مجمع البحرين 2- 407، و القاموس المحيط 1- 245.
(3) في المصدر: و صدقتهم، بدلا من: و أرضيتهم.
(4) في (ك): انتجبتهم. و فيه نسخة بدل: جنبتهم. و في المحتضر: أنجيتهم.
(5) في المحتضر: فأنا آليت بحولي.
(6) في (س): و لأصلبنه، و في المصدر: من أسفل الفيلوق و لأصلينه.
أقول: قال في القاموس 4- 352: صلى اللحم يصليه صليا: شواه أو ألقاه في النار للإحراق كأصلاه و صلاه و صلاه. و فيه 4- 352: و أصلاه النار و صلاه إياها و فيها و عليها .. أدخله إياها و أشواه فيها. و انظر: الصحاح 6- 2402- 2404 و 3- 50- 51، و مجمع البحرين 1- 266 269. أما الفيلوق: فلعله مأخوذ من الفلق الذي قيل إنه صدع في النار أو جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره سأل الله أن يأذن له أن يتنفس فأذن له فأحرق جهنم، كما فصله شيخنا الطريحي في مجمع البحرين 5- 229. و لاحظ: القاموس 3- 277 و غيره.
(7) في (س): المنافقين.
(8) في المحتضر: لن يرافقك، و هو الظاهر. و في البحار: إن مرافقك.
(9) في (س): من فرعون- بلا ضمير-.
(10) لا توجد: من، في المصدر.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 125
ملائكتي في «1» سبع سماواتي لشيعتكم و محبيكم «2» أن يتعيدوا في هذا «3» اليوم الذي أقبضه «4» إلي، و أمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي حذاء البيت المعمور و يثنوا علي و يستغفروا لشيعتكم و محبيكم من ولد آدم، و أمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلهم ثلاثة أيام من ذلك اليوم و لا أكتب «5» عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لك و لوصيك، يا محمد! إني قد جعلت ذلك اليوم عيدا لك و لأهل بيتك و لمن تبعهم من المؤمنين و «6» شيعتهم، و آليت على نفسي بعزتي و جلالي و علوي في مكاني لأحبون من تعيد «7» في ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقين، و لأشفعنه «8» في أقربائه و ذوي رحمه، و لأزيدن في ماله إن وسع على نفسه و عياله فيه، و لأعتقن من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم و شيعتكم، و لأجعلن سعيهم مشكورا، و ذنبهم مغفورا، و أعمالهم مقبولة.
قال حذيفة: ثم قام رسول الله صلى الله عليه و آله فدخل إلى «9» بيت «10» أم سلمة «11»، و رجعت عنه و أنا غير شاك في أمر الشيخ «12»، حتى ترأس بعد وفاة النبي‏
__________________________________________________
(1) في المصدر لا توجد: ملائكتي في.
(2) في (س): و شيعتك و محبيك. و وضع عليها رمز نسخة بدل صحيحة. و خط عليها في (ك).
(3) وضع على: هذا، رمز نسخة بدل في (س).
(4) جاءت زيادة: فيه، في المحتضر.
(5) في (ك) نسخة بدل: و لا يكتبوا. و في المصدر: لا يكتبون. و لا توجد فيه الواو و لفظة: عليهم.
(6) لا توجد في المحتضر: من المؤمنين و.
(7) في المصدر: من يعيد.
(8) لا توجد: و لأشفعنه، في المصدر.
(9) وضع على: إلى، في (ك) رمز نسخة بدل.
(10) في مطبوع البحار جعل على: بيت، رمز نسخة بدل. و لا توجد في المصدر.
(11) جاءت: فدخل في المصدر هنا- أي بتقديم و تأخير-.
(12) في (ك): الثاني، نسخة بدل من: الشيخ.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 126
صلى الله عليه و آله و أتيح الشر و عاد «1» الكفر، و ارتد عن الدين، و تشمر «2» للملك، و حرف القرآن، و أحرق بيت الوحي، و أبدع السنن، و غير الملة، و بدل السنة، و رد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام، و كذب فاطمة بنت رسول الله (ص) «3»، و اغتصب فدكا، و أرضى المجوس و اليهود و النصارى، و أسخن «4» قرة عين المصطفى و لم يرضها «5»، و غير السنن كلها، و دبر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام، و أظهر الجور، و حرم ما أحل الله، و أحل ما حرم الله، و ألقى إلى الناس أن يتخذوا من جلود الإبل دنانير، و لطم وجه «6» الزكية، و صعد منبر رسول الله غصبا و ظلما، و افترى على أمير المؤمنين (ع) و عانده و سفه رأيه. قال حذيفة:
فاستجاب «7» الله دعاء مولاتي عليها السلام على ذلك المنافق، و أجرى قتله على يد قاتله رحمة الله عليه، فدخلت على «8» أمير المؤمنين عليه السلام لأهنئه بقتل المنافق «9» و رجوعه إلى دار الانتقام.
قال أمير المؤمنين عليه السلام «10»: يا حذيفة! أ تذكر اليوم الذي دخلت فيه على سيدي «11» رسول الله صلى الله عليه و آله و أنا و سبطاه نأكل معه، فدلك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه؟. قلت: بلى يا أخا رسول الله (ص).
__________________________________________________
(1) لا توجد في المحتضر: و أتيح الشر. و فيه: و أعاد، بدلا من: و عاد.
(2) في المصدر: و شمر.
(3) لا توجد: بنت رسول الله صلى الله عليه و آله، في المحتضر.
(4) في المصدر: و أسخط. و هي نسخة بدل في مطبوع البحار.
(5) في المحتضر: و لم يرضهم- بضمير الجمع-.
(6) جاءت زيادة: حر، قبل كلمة: وجه، في المصدر.
(7) خ. ل: استجاب- بلا فاء-، جاءت على مطبوع البحار.
(8) لا توجد في (س): على.
(9) في المصدر: بقتله. و لا توجد كلمة: المنافق.
(10) عبارة المصدر هكذا: قال: فقال لي.
(11) لا توجد: سيدي، في المحتضر.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 127
قال «1»: هو و الله هذا اليوم الذي أقر الله به عين آل الرسول، و إني لأعرف لهذا اليوم اثنين و سبعين اسما، قال حذيفة: قلت: يا أمير المؤمنين! أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم، و كان يوم التاسع من شهر ربيع الأول «2» فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هذا يوم الاستراحة، و يوم تنفيس الكربة، و يوم الغدير «3» الثاني، و يوم تحطيط «4» الأوزار، و يوم الخيرة «5»، و يوم رفع القلم، و يوم الهدو «6»، و يوم العافية، و يوم البركة، و يوم الثارات «7»، و يوم «8» عيد الله الأكبر، و يوم يستجاب فيه «9» الدعاء، و يوم الموقف الأعظم، و يوم التوافي، و يوم الشرط، و يوم نزع السواد، و يوم ندامة الظالم، و يوم انكسار الشوكة، و يوم نفي الهموم، و يوم القنوع، و يوم عرض القدرة «10»، و يوم التصفح، و يوم فرح الشيعة، و يوم التوبة، و يوم الإنابة، و يوم الزكاة العظمى، و يوم الفطر الثاني، و يوم سيل «11» النغاب «12»، و يوم تجرع الريق «13»، و يوم الرضا، و يوم عيد أهل البيت، و يوم ظفرت به بنو إسرائيل، و يوم يقبل الله أعمال الشيعة «14»، و يوم تقديم الصدقة،
__________________________________________________
(1) في المصدر: فقال.
(2) لا توجد: و كان يوم التاسع من شهر ربيع الأول، في المصدر.
(3) في المحتضر: العيد، بدلا من: الغدير.
(4) جاءت: حط، بدلا من: تحطيط، في المصدر.
(5) نسخة بدل في (ك): الحبوة.
(6) في (ك): الهدي.
(7) في المحتضر: الثار.
(8) لا توجد كلمة: اليوم، في (س)، و هي نسخة بدل في (ك).
(9) في المصدر: أجابت، بدلا من: يستجاب فيه.
(10) كذا جاءت العبارة في حاشية (س)، و في متن (ك): يوم العرض، و يوم القدرة، و وضع عليها رمز نسخة بدل.
(11) الكلمة مشوشة في المطبوع من البحار.
(12) في المحتضر: الشعاب.
(13) الدقيق، بدلا من الريق، جاءت في المصدر.
(14) في المحتضر: و يوم قبول الأعمال.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 128
و يوم الزيارة «1»، و يوم قتل المنافق، و يوم الوقت المعلوم، و يوم سرور أهل البيت، و يوم الشاهد و يوم «2» المشهود، و يوم يعض الظالم على يديه «3»، و يوم القهر على العدو «4»، و يوم هدم الضلالة، و يوم التنبيه «5»، و يوم التصريد «6»، و يوم الشهادة، و يوم التجاوز عن المؤمنين، و يوم الزهرة، و يوم العذوبة، و يوم المستطاب به، و يوم ذهاب «7» سلطان المنافق، و يوم التسديد، و يوم يستريح فيه المؤمن «8»، و يوم المباهلة، و يوم المفاخرة، و يوم قبول الأعمال، و يوم التبجيل «9»، و يوم إذاعة السر «10»، و يوم نصر المظلوم، و يوم الزيارة «11»، و يوم التودد، و يوم التحبب «12»، و يوم الوصول، و يوم التزكية «13» و يوم كشف البدع، و يوم الزهد في‏
__________________________________________________
(1) نسخة في (ك): الزياة. و لعلها: الزيادة. و نسخة بدل في مطبوع البحار: و يوم طلب الزيارة. و قد وضع على: الطلب، رمز نسخة بدل.
(2) جاءت كلمة: يوم، في (س) بعنوان أنها نسخة بدل.
(3) لا توجد: و يوم يعض الظالم على يديه، في المصدر. و فيه بدلا من: المشهود، الشهود- بلا ميم-.
(4) في المحتضر: للعدو.
(5) خ. ل: النبلة، كذا على المطبوع من البحار.
(6) في (ك) لعلها تقرأ: التصربد. أقول: لم أجد معنى مناسبا لها، أما التصريد فهو في السقي دون الري، و التصريد في العطاء تقليله ..، و الصرد: البرد .. تقول: يوم صرد، كما صرح بذلك في النهاية 3- 21، و الصحاح 6- 496- 497، و الفائق 1- 236، و مجمع البحرين 3- 363 365. و قال في القاموس المحيط 1- 307: الصرد: الخالص من كل شي‏ء.
(7) في المصدر: و يوم الزهرة، و يوم التعريف، و يوم الاستطابة، و يوم الذهاب. و لا توجد فيه:
سلطان المنافق.
(8) في المحتضر جاءت العبارة هكذا: و يوم التشديد، و يوم ابتهاج المؤمن. و في (س): تصريح، بدلا من: يستريح، و هو غلط.
(9) هنا زيادة: و يوم النحلة في (ك)، و وضع عليها رمز نسخة بدل في (س)، و لا توجد في المصدر.
(10) كذا في المصدر، و في (س): إضاعة الصر، و في (ك): إذاعة الصر.
(11) في المصدر زيادة: و يوم النصرة، و يوم زيادة الفتح.
(12) في المحتضر: المفاكهة، بدلا من: التحبب.
(13) التذكية- بالذال المعجمة-، جاءت في المصدر.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 129
الكبائر، و يوم التزاور «1»، و يوم الموعظة، و يوم العبادة، و يوم الاستسلام «2» قال حذيفة: فقمت من عنده يعني أمير المؤمنين عليه السلام و قلت في نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير و ما أرجو «3» به الثواب إلا فضل هذا اليوم لكان مناي.
قال محمد بن العلاء الهمداني، و يحيى بن محمد «4» بن جريح: فقام كل واحد منا و قبل رأس أحمد بن إسحاق بن سعيد القمي، و قلنا «5»: الحمد لله الذي قيضك لنا حتى شرفتنا بفضل هذا اليوم، و «6» رجعنا عنه، و تعيدنا في ذلك اليوم «7».
قال السيد «8»: نقلته من خط محمد بن علي بن محمد بن طي رحمه الله، و وجدنا فيما تصفحنا من الكتب عدة روايات موافقة لها فاعتمدنا عليها، فينبغي تعظيم هذا اليوم المشار إليه و إظهار السرور فيه «9».
__________________________________________________
(1) في المصباح: و يوم الزهد و يوم الورع، و لا توجد: في الكبائر.
(2) زيادة: و يوم السلم و يوم النحر و يوم البقر، جاءت في المصدر.
(3) في طبعتي البحار و المصدر بالألف: أرجوا، و هو غلط.
(4) لا توجد: بن محمد، في المصدر.
(5) هنا زيادة: له، في المصباح.
(6) في المصدر: ثم، بدلا من: الواو.
(7) لا توجد: اليوم، في المصباح. و إلى هنا جاء في المحتضر باختلافات لفظية. و أوردها محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة في الفصل المتعلق بأمير المؤمنين (ع) مسندا. و رواها مسندا في مصباح الأنوار للشيخ هاشم بن محمد- من أعلام علماء الإمامية في القرن السادس- و نص سند المصباح هو: قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد القمي بالكوفة، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن جعدويه القزويني- و كان شيخا صالحا زاهدا سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة صاعد إلى الحج قال: حدثني محمد بن علي القزويني، قال: حدثنا الحسن بن الحسن الخالدي بمشهد أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: حدثنا محمد بن العلاء الهمداني الواسطي و يحيى بن محمد بن جريح البغدادي قالا ..
(8) الظاهر في كتابه زوائد الفوائد الذي لم نحصل على نسخة منه حتى الآن.
(9) انتهى كلام السيد في الزوائد. و انظر: مستدرك الوسائل 1- 155 رواه عن الشيخ المفيد، و البحار 20- 332. و حكي عن السيد رضي الدين علي بن طاوس في كتاب زوائد الفوائد.
أقول: قال العلامة المجلسي في بحاره: 98- 356: و إن كان يمكن أن يكون تأويل ما رواه أبو جعفر ابن بابويه في أن قتل من ذكر كان يوم تاسع ربيع الأول، لعل معناه أن السبب الذي اقتضى عزم القاتل على قتل من قتل كان ذلك السبب يوم تاسع ربيع الأول، فيكون اليوم الذي فيه سبب القتل أصل القتل، و يمكن أن يسمى مجازا بالقتل، و يمكن أن يتأول بتأويل آخر، و هو أن يكون توجه القاتل من بلده إلى البلد الذي وقع القتل كان يوم سابع [كذا] ربيع الأول .. إلى آخره.
و قال قبل ذلك: فإذا كانت وفاة مولانا الحسن العسكري عليه السلام- كما ذكره هؤلاء- لثمان خلون من ربيع الأول، فيكون ابتداء ولاية المهدي عليه السلام على الأمة يوم تاسع ربيع الأول، فلعل تعظيم هذا اليوم- و هو يوم تاسع ربيع الأول- لهذا الوقت المفضل و العناية لمولى المعظم المكمل ..
و عليك بملاحظة ما جاء في حاشية كتاب المحتضر: 44- 55.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 130
بيان:
في القاموس «1»: احتبى بالثوب: اشتمل. و في بعض النسخ مكان قوله محتبي بكساء «2»: يفوح مسكا و هو «3» قوله عليه السلام: و يوم سيل النغاب .. هو مقابل قولهم: غص بريقه.
في القاموس «4»: نغب الريق كمنع و نصر و ضرب-: ابتلعه، و الطائر حسا من الماء .. و الإنسان في الشرب: جرع، و النغبة: الجرعة. و في بعض النسخ: يوم سبيل الله.
قوله عليه السلام: و يوم ظفرت به بنو إسرائيل .. أي يشبه ذلك اليوم، فإنه كان فرعون هذه الأمة أو كان ضفر بني إسرائيل أيضا في هذا اليوم، و الوجهان جاريان في بعض الفقرات الأخر: كنزع السواد.
و التصريد: التقليل «5»، و كأنه سقط بعض الفقرات من الرواة، و بضم‏
__________________________________________________
(1) القاموس 4- 315. و جاء في تاج العروس 10- 81، و لسان العرب 14- 160.
(2) في (ك): بكسائه.
(3) خط على: و هو، في (ك).
(4) القاموس 1- 133، و كذا ذكره ابن منظور في لسانه 1- 765، و الزبيدي في التاج 1- 490.
(5) نص عليه في الصحاح 2- 497، و القاموس 1- 307، و لسان العرب 3- 249، و تاج العروس 2- 396.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 131
بعض النسخ يتم العدد.
أقول: و قال السيد علي بن طاوس قدس الله روحه في كتاب الإقبال «1» بعد ذكر اليوم التاسع من ربيع الأول: اعلم أن هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيم «2» الشأن، و وجدنا جماعة من العجم و الإخوان يعظمون السرور فيه، و يذكرون أنه يوم هلاك بعض من كان يهون بالله جل جلاله و رسوله صلوات الله عليه و آله و يعاديه، و لم أجد فيما تصفحت من الكتب إلى الآن موافقة أعتمد عليها للرواية التي رويناها عن ابن بابويه تغمد الله بالرضوان «3»، فإن أراد أحد تعظيمه مطلقا لسر يكون في مطاويه غير الوجه الذي ظهر فيه احتياطا للرواية فهكذا «4» عادة ذوي الدراية ... «5»، و إن كان يمكن أن يكون تأويل ما رواه أبو «6» جعفر بن بابويه في أن قتل من ذكر كان في «7» تاسع ربيع الأول، لعل معناه أن السبب الذي اقتضى عزم القاتل على قتله كان في ذلك اليوم «8»، و يمكن أن يسمى مجازا سبب القتل «9» بالقتل، أو يكون «10» توجه القاتل من بلده في ذلك اليوم أو وصول القاتل إلى مدينة القتل فيه.
و أما تأويل من تأول أن الخبر بالقتل وصل إلى بلد ابن بابويه فيه فلا
__________________________________________________
(1) الإقبال: 597- 598 (الحجرية).
(2) في (ك) نسخة بدل: عظيمة.
(3) في (س): رضوانه، و في المصدر نسخة بدل: بالغفران.
(4) في الإقبال: فكذا.
(5) هنا سقط كبير، ذكر فيه مصادر جمة في وفاة الحسن العسكري عليه السلام- ثم قال: أقول ...
(6) لا توجد في المصدر: أبو.
(7) في الإقبال: يوم، بدلا من: في.
(8) جاءت العبارة في المصدر: قتل من قتل كان ذلك السبب يوم تاسع ربيع الأول، فيكون اليوم الذي فيه سبب القتل أصل القتل، بدلا من: قتله كان في ذلك اليوم.
(9) لا توجد: سبب القتل، في المصدر.
(10) هنا زيادة في المصدر و هي: يمكن أن يؤول بتأويل آخر و هو أن يكون. و فيه: الواو، بدلا من: أو.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏31، ص: 132
يصح «1»، لأن الحديث الذي رواه ابن بابويه عن الصادق عليه السلام تضمن أن القتل كان في ذلك اليوم «2»، فكيف يصح هذا التأويل؟. انتهى ملخص كلامه نور الله ضريحه.
و يظهر منه ورود رواية أخرى عن الصادق عليه السلام بهذا المضمون رواها الصدوق رحمه الله، و يظهر من كلام خلفه الجليل ورود عدة روايات دالة على كون قتله في ذلك اليوم، فاستبعاد ابن إدريس و غيره رحمة الله عليهم ليس في محله، إذ اعتبار تلك الروايات مع الشهرة بين أكثر الشيعة سلفا و خلفا لا يقصر عما ذكره المؤرخون من المخالفين، و يحتمل أن يكونوا غيروا هذا اليوم ليشتبه الأمر على الشيعة فلا يتخذوه يوم عيد و سرور.
فإن قيل: كيف اشتبه هذا الأمر العظيم بين الفريقين مع كثرة الدواعي على ضبطه و نقله.
قلنا: نقلب الكلام عليكم، مع أن هذا الأمر ليس بأعظم من وفاة الرسول صلى الله عليه و آله، مع أنه وقع الخلاف فيه بين الفريقين، بل بين كل منهما مع شدة تلك المصيبة العظمى، و ما استتبعته من الدواهي الأخرى، مع أنهم اختلفوا في يوم القتل كما عرفت و إن اتفقوا في كونه في ذي الحجة، و من نظر في اختلاف الشيعة و أهل الخلاف في أكثر الأمور التي توفرت الدواعي على نقلها مع كثرة حاجة الناس إليها كالأذان و الوضوء و الصلاة و الحج و تأمل فيها لا يستبعد أمثال ذلك، و الله تعالى أعلم بحقائق الأمور..
__________________________________________________
(1) في الإقبال: إلى بلد أبي جعفر بن بابويه يوم تاسع ربيع الأول، فإنه لا يصح.
(2) في المصدر: كان في يوم تاسع ربيع الأول.










بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏55، ص: 372
و من ذلك أن ابن إدريس ره في سرائره بعد ذكر فضيلة أيام ذي الحجة و ما وقع فيها قال و في اليوم السادس و العشرين منه سنة ثلاث و عشرين من الهجرة طعن عمر بن الخطاب فينبغي للإنسان أن يصوم هذه الأيام فإن فيها فضلا كثيرا و ثوابا جزيلا و قد تلبس على بعض أصحابنا يوم قبض عمر بن الخطاب فيظن أنه اليوم التاسع من ربيع الأول و هذا خطأ من قائله بإجماع أهل التواريخ و السير و قد حقق ذلك شيخنا المفيد في كتاب التواريخ و ذهب إلى ما نقلناه انتهى.
ثم إن صاحب كتاب أنيس العابدين على طبق الكفعمي في ذكر أعمال أيام ربيع الأول قال و تاسعه روى فيه صاحب مسار الشيعة أن من أنفق شيئا غفر له و يستحب فيه إطعام الإخوان و تطييبهم و التوسعة في النفقة و لبس الجديد و الشكر و العبادة و هو يوم نفي الهموم و روي أنه ليس فيه صوم و جمهور الشيعة يزعمون أن فيه قتل عمر بن الخطاب و ليس بصحيح ثم ذكر مضمون السرائر و كتاب التواريخ ثم قال و إنما قتل عمر يوم الإثنين لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين من الهجرة نص على ذلك صاحب الغرة و صاحب المعجم و صاحب الطبقات و صاحب كتاب مسار الشيعة و ابن طاوس بل الإجماع حاصل من الشيعة و السنة على ذلك انتهى.
و فيه أن اليوم المذكور من ذي الحجة من السنة المذكورة لا يمكن كونه موافقا ليوم الإثنين بل الضوابط الحسابية على نحو ما مر تدل على أنه غير خارج عن الثلاثاء و الأربعاء فالقول بهما مشتمل على التهافت.
أقول أكثر ذلك ذكره بعض أفاضل المدققين ممن كان في عصرنا ره و لقد دقق و أفاد و أحسن و أجاد لكن بعض المقدمات المذكورة مبتنية على أقوال بعض العلماء تبع فيها بعضهم بعضا أخذا من بعض المورخين فعدها من الإجماعيات و ليس من الإجماع في شي‏ء فلا يمكن القدح بها في الأخبار المعتبرة


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏55، ص: 373
و بعضها متفرعة على ما ظهر لهم من الأرصاد المختلفة في الكسور و الكبائس مع أن حسابهم مبني على الأمر الأوسط في القمر و قد تتقدم الرؤية عليه بيومين و تتأخر بيومين لما مر أنه قد تتوالى أربعة من الشهور تامة و قد تتوالى ثلاثة من الشهور ناقصة مع أنه قد يمكن تأخر أول الشهور و تأخره بأكثر من ذلك لمانع غيم أو غيره فيمكن أن يكون ما ورد في الأخبار مبنيا على حكم ظاهر الشرع لا على قوانين الهيئة و مع ذلك كله يصلح أن يكون مرجحا لبعض الأقوال و الأخبار المختلفة و لذا أطلنا الكلام بذكرها و سنعيد القول في كل منها في بابه إن شاء الله تعالى و قد مر الكلام في بعضها و الله الموفق للحق و الصواب.









بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏95، ص: 351
باب 13 فضل اليوم التاسع من شهر ربيع الأول و أعماله‏
أقول: قد أوردنا شطرا مما يتعلق بهذا الباب في أحوال الخلفاء الثلاث و غيرها.
1- قال السيد بن طاوس ره في كتاب زوائد الفوائد روى ابن أبي العلاء الهمداني الواسطي و يحيى بن محمد بن حويج البغدادي قالا تنازعنا في ابن الخطاب و اشتبه علينا أمره فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن العسكري ع بمدينة قم فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبية عراقية فسألناها عنه فقالت هو مشغول بعيده فإنه يوم عيد فقلت سبحان الله إنما الأعياد أربعة للشيعة- الفطر و الأضحى و الغدير و الجمعة قالت فإن أحمد بن إسحاق يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري ع أن هذا اليوم يوم عيد و هو أفضل الأعياد عند أهل البيت ع و عند مواليهم قلنا فاستأذني عليه و عرفيه مكاننا قالا فدخلت عليه فعرفته فخرج علينا و هو مستور بمئزر يفوح مسكا و هو يمسح وجهه فأنكرنا ذلك عليه فقال لا عليكما فإني اغتسلت للعيد قلنا أولا هذا يوم عيد قال نعم و كان يوم التاسع من شهر ربيع الأول قالا فأدخلنا داره و أجلسنا ثم قال إني قصدت مولاي أبي [أبا] الحسن ع كما قصدتماني بسرمن‏رأى فاستأذنت عليه فأذن لي فدخلت عليه ع في مثل هذا اليوم و هو يوم التاسع من شهر ربيع الأول فرأيت سيدنا عليه و على آبائه السلام قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنهم من الثياب الجدد و كان بين يديه مجمرة يحرق العود فيها بنفسه فقلت له بآبائنا و أمهاتنا يا ابن رسول الله هل تجدد لأهل البيت في هذا اليوم فرح فقال ع و أي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من‏


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏95، ص: 352
هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأول و لقد حدثني أبي ع أن حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم على جدي رسول الله ص قال حذيفة رأيت أمير المؤمنين ع و ولديه ع يأكلون مع رسول الله ص و هو يتبسم في وجوههم و يقول لولديه الحسن و الحسين ع كلا هنيئا لكما بركة هذا اليوم و سعادته فإنه اليوم الذي يهلك الله فيه عدوه و عدو جدكما و إنه اليوم الذي يقبل الله أعمال شيعتكما و محبيكما و اليوم الذي يصدق فيه قول الله جل جلاله- فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا و اليوم الذي نسف فيه فرعون أهل البيت و ظالمهم و غاصبهم حقهم و اليوم الذي يقدم الله إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا قال حذيفة فقلت يا رسول الله ص و في أمتك و أصحابك من ينتهك هذه المحارم قال نعم يا حذيفة جبت من المنافقين يرتاس عليهم و يستعمل في أمتي الرؤيا و يحمل على عاتقه درة الخزي و يصد الناس عن سبيل الله يحرف كتاب الله و يغير سنتي و يشتمل على إرث ولدي و ينصب نفسه علما و يتطاول على إمامه من بعدي و يستخلب أموال الناس من غير حلها و ينفقها في غير طاعة الله و يكذبني و يكذب أخي و وزيري و يحسد ابنتي عن حقها فتدعو الله عز و جل عليه فيستجيب دعاءها في مثل هذا اليوم قال حذيفة فقلت يا رسول الله ص فادع ربك ليهلكه في حياتك فقال رسول الله ص يا حذيفة لا أحب أن أجترئ على قضاء الله عز و جل لما قد سبق في علمه لكن سألت الله عز و جل أن يجعل لليوم الذي يهلكه فيه فضيلة على سائر الأيام ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي و شيعة أهل بيتي و محبيهم [محبوهم‏] فأوحى الله إلي جل من قائل يا محمد إنه كان في سابق علمي أن تمسك و أهل بيتك محن الدنيا و بلاؤها و ظلم المنافقين و الغاصبين من عبادي من نصحت لهم و خانوك و محضت لهم و غشوك و صافيتهم و كشحوك و أرضيتهم و كذبوك و جنيتهم و أسلموك فإني بحولي و قوتي و سلطاني لأفتحن على من يغصب بعدك عليا-


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏95، ص: 353
وصيك حقا ألف باب من النيران من أسفل الفيلوق و لأصلينه و أصحابه قعرا يشرف عليه إبليس آدم فيلعنه و لأجعلن ذلك المنافق عبرة في القيامة كفراعنة الأنبياء و أعداء الدين في المحشر و لأحشرنهم و أولياءهم و جميع الظلمة و المنافقين إلى جهنم زرقا كالحين أذلة حيارى نادمين و لأضلنهم فيها أبد الآبدين يا محمد إن مرافقك و وصيك في منزلتك يمسه البلوى من فرعونه و غاصبه الذي يجترئ و يبدل كلامي و يشرك بي و يصد الناس عن سبيلي و ينصب من نفسه عجلا لأمتك و يكفر بي في عرشي إني قد أمرت ملائكتي في سبع سماواتي و شيعتك و محبيك أن يعيدوا في اليوم الذي أهلكته فيه و أمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي بإزاء البيت المعمور و يثنوا علي و يستغفرون لشيعتك و لمحبيك من ولد آدم يا محمد و أمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق في ذلك اليوم و لا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك و لوصيك يا محمد إني قد جعلت ذلك اليوم يوم عيد لك و لأهل بيتك و لمن يتبعهم من المؤمنين و شيعتهم و آليت على نفسي بعزتي و جلالي و علوي في مكاني لأحبون من يعيد في ذلك اليوم محتسبا في ثواب الحافين و لأشفعنه في ذوي رحمه و لأزيدن في ماله إن وسع على نفسه و عياله و لأعتقن من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم آلافا من شيعتكم و محبيكم و مواليكم و لأجعلن سعيهم مشكورا و ذنبهم مغفورا و عملهم مقبولا قال حذيفة ثم قام رسول الله ص فدخل بيت أم سلمة رضي الله عنها و رجعت عنه و أنا غير شاك في أمر الثاني حتى رأيت بعد وفاة رسول الله ص و أتيح الشر و عاود الكفر و ارتد عن الدين و شمر للملك و حرف القرآن و أحرق بيت الوحي و ابتدع السنن و غيرها و غير الملة و نقل السنة و رد شهادة أمير المؤمنين ع و كذب فاطمة بنت رسول الله و اغتصب فدك منها و أرضى اليهود و النصارى و المجوس و أسخط قرة عين المصطفى و لم يرضها و غير السنن كلها و دبر على قتل أمير المؤمنين ع و أظهر الجور و حرم ما حلله الله و


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏95، ص: 354
حلل ما حرم الله و أبقى الناس أن يحتذوا النقد من جلود الإبل و لطم وجه الزكية ع و صعد منبر رسول الله ص ظلما و عدوانا و افترى على أمير المؤمنين و عانده و سفه رأيه قال حذيفة فاستجاب الله دعوة مولاي عليه أفضل الصلاة و السلام على ذلك المنافق و جرى كما جرى قتله على يد قاتله رحمة الله على قاتله قال حذيفة فدخلت على أمير المؤمنين ع لما قتل ذلك المنافق لأهنئه بقتله و مصيره إلى ذلك الخزي و الانتقام فقال أمير المؤمنين ع يا حذيفة تذكر اليوم الذي دخلت فيه على رسول الله ص و أنا و سبطاه نأكل معه فدلك على فضل هذا اليوم دخلت فيه عليه فقلت نعم يا أخا رسول الله ص فقال ع هو و الله هذا اليوم الذي أقر الله تبارك و تعالى فيه عيون أولاد رسول الله ص و إني لأعرف لهذا اليوم اثنين و سبعين اسما قال حذيفة فقلت يا أمير المؤمنين ع إني أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأول فقال ع يا حذيفة هذا يوم الاستراحة و يوم تنفيس الهم و الكرب و الغدير الثاني و يوم تحطيط الأوزار و يوم الحبوة و يوم رفع القلم و يوم الهدي و يوم العقيقة و يوم البركة و يوم الثارات و عيد الله الأكبر و يوم يستجاب فيه الدعوات و يوم الموقف الأعظم و يوم التولية و يوم الشرط و يوم نزع الأسوار و يوم ندامة الظالمين و يوم انكسار الشيعة [الشوكة] و يوم نفي الهموم و يوم الفتح و يوم العرض و يوم القدرة و يوم التصفيح و يوم فرح الشيعة و يوم التروية و يوم الإنابة و يوم الزكاة العظمى و يوم الفطر الثاني و يوم سبيل الله تعالى و يوم التجرع بالريق و يوم الرضا و عيد أهل البيت ع و يوم ظفرت به بنو إسرائيل و يوم قبل الله أعمال الشيعة و يوم تقديم الصدقة و يوم طلب الزيادة و يوم قتل المنافق و يوم الوقت المعلوم و يوم سرور أهل البيت ع و يوم المشهود و يوم يعض الظالم على يديه و يوم هدم الضلالة و يوم النيلة و يوم الشهادة و يوم التجاوز عن المؤمنين و يوم المستطاب و يوم ذهاب سلطان المنافق و يوم التسديد و يوم يستريح فيه المؤمنون‏


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏95، ص: 355
و يوم المباهلة و يوم المفاخرة و يوم قبول الأعمال و يوم النحيل و يوم النحيلة و يوم الشكر و يوم نصرة المظلوم و يوم الزيارة و يوم التودد و يوم النحيب و يوم الوصول و يوم البركة و يوم كشف البدع و يوم الزهد في الكبائر و يوم المنادي و يوم الموعظة و يوم العبادة و يوم الإسلام قال حذيفة فقمت من عند أمير المؤمنين ع و قلت في نفسي لو لم أدرك من أفعال الخير ما أرجو به الثواب إلا حب هذا اليوم لكان مناي قال محمد بن أبي العلاء الهمداني و يحيى بن جريح فقام كل واحد منا نقبل رأس أحمد بن إسحاق و قلنا الحمد لله الذي ما قبضنا حتى شرفنا بفضل هذا اليوم المبارك و انصرفنا من عنده و عيدنا فيه فهو عيد الشيعة تم الخبر.
و الحمد لله وحده و صلى الله على محمد و آله و سلم من خط محمد بن علي بن محمد بن طي ره و وجدنا فيما تصفحنا من الكتب عدة روايات موافقة لها فاعتمدنا عليها فينبغي تعظيم هذا اليوم المشار إليه و إظهار السرور فيه مطلقا لسر يكون في مطاويه على الوجه الذي ظهر احتياطا للروايات فيستحب أن يسمي ذلك اليوم يوم العيد مجازا.
2 قل، إقبال الأعمال يوم التاسع من ربيع الأول اعلم أن هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيمة الشأن و وجدنا جماعة من العجم و الإخوان يعظمون السرور فيه يذكرون أنه يوم هلاك بعض من كان يهون بالله جل جلاله و رسوله صلوات الله عليه و يعاديه و لم أجد فيما تصفحت من الكتب إلى الآن موافقة أعتمد عليها للرواية التي رويناها [عن‏] ابن بابويه تغمده الله بالرضوان فإن أراد أحد تعظيمه مطلقا لسر يكون في مطاويه عن غير الوجه الذي ظهر فيه احتياطا للرواية فكذا عادة ذوي الرعاية أقول و إنما قد ذكرت في كتاب التعريف للمولد الشريف عن الشيخ الثقة محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي في كتاب الدلائل في الإمامة أن وفاة مولانا الحسن العسكري صلوات الله عليه كانت لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول و كذلك ذكر محمد بن يعقوب الكليني ره في كتاب الحجة و كذلك قال محمد بن‏


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏95، ص: 356
هارون التلعكبري و كذلك ذكر حسين بن حمدان بن الخطيب و كذلك ذكر الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد و كذلك قال المفيد أيضا في كتاب مولد النبي و الأوصياء و كذلك ذكر أبو جعفر الطوسي في كتاب تهذيب الأحكام و كذلك قال حسين بن خزيمة و كذلك قال نصر بن علي الجهضمي في كتاب المواليد و كذلك الخشاب في كتاب المواليد أيضا و كذلك قال ابن شهرآشوب في كتاب المواليد فإذا كانت وفاة مولانا الحسن العسكري ع كما ذكر هؤلاء لثمان خلون من ربيع الأول فيكون ابتداء ولاية المهدي ع على الأمة يوم تاسع ربيع الأول فلعل تعظيم هذا اليوم و هو يوم تاسع ربيع الأول لهذا الوقت المفضل و العناية لمولى المعظم المكمل فصل أقول و إن كان يمكن أن يكون تأويل ما رواه أبو جعفر بن بابويه في أن قتل من ذكر كان يوم تاسع ربيع الأول لعل معناه أن السبب الذي اقتضى عزم القاتل على قتل من قتل كان ذلك السبب يوم تاسع ربيع الأول فيكون اليوم الذي فيه سبب القتل أصل القتل و يمكن أن يسمى مجازا بالقتل و يمكن أن يتأول بتأويل آخر و هو أن يكون توجه القاتل من بلده إلى البلد الذي وقع القتل فيه يوم تاسع ربيع الأول أو يوم وصول القاتل إلى المدينة التي وقع فيها القتل كان يوم سابع ربيع الأول و أما تأويل من تأول أن الخبر بالقتل وصل إلى بلد أبي جعفر بن بابويه يوم تاسع ربيع الأول فلأنه لا يصح لأن الحديث الذي رواه ابن بابويه عن الصادق ع ضمن أن القتل كان في يوم تاسع ربيع الأول فكيف يصح تأويل أنه يوم بلغ الخبر إليهم «1».
__________________________________________________
(1) كتاب الاقبال: 597- 598.