کلمات امیرالمؤمنین ع در رثای ابوبکر به نقل اهل سنت، و اشاره به صحیفه

أبوبكر عبدالله بن عثمان(51 ق هـ - 13 هـ = 573 - 634 م)


تاريخ دمشق لابن عساكر (30/ 442)
سمعا من أبي جعفر محمد بن علي قال دخل علي على أبي بكر بعدما سجي قال ما أحد ألقى الله بصحيفته (4) أحب إلي من هذا المسجى (5)






مسند البزار = البحر الزخار (3/ 138)
المؤلف: أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاد بن عبيد الله العتكي المعروف بالبزار (المتوفى: 292هـ)
928 - حدثنا محمد بن صالح العدوي، قال: نا أحمد بن يزيد، قال: نا عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسير بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لما توفي أبو بكر رضي الله عنه، سجوه بثوب فارتجت المدينة بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء علي بن أبي طالب مسرعا مسترجعا وهو يقول:
اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر فقال:
رحمك الله أبا بكر كنت أول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء، وأحوطهم على رسوله، وأحدبهم على [ص:139] الإسلام، وآمنهم على أصحابه، وأحسنهم صحبة، وأفضلهم مناقب، وأكثرهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسوله، وأشبههم به هديا، وخلقا وسمتا، وأوثقهم عنده، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله، وعن المسلمين خيرا، صدقت رسول الله حين كذبه الناس فسماك في كتابه صديقا، فقال: {والذي جاء بالصدق} [الزمر: 33] محمد، وصدق به أبو بكر وآسيته حين بخلوا، وقمت معه حين عنه قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم الصحبة، والمنزل عليه السكينة رفيقه في الهجرة ومواطن الكربة، خلفته في أمته بأحسن الخلافة، حين ارتد الناس، وقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي قط، قويت حين ضعف أصحابك، ونهضت حين وهنوا، ولزمت مناهج رسوله برغم المنافقين وغيظ الكافرين، وقمت بالأمر حين فشلوا بنور الله إذ وقفوا كنت أعلاهم فوقا وأقلهم كلاما، وأصوبهم منطقا، وأطولهم صمتا، وأبلغهم قولا، وكنت أكبرهم رأيا، وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالأمور. كنت للدين يعسوبا وكنت للمؤمنين أبا رحيما إذا صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا، وصبرت إذ جزعوا فأدركت آثار ما طلبوا ونالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت على الكافرين عذابا صبا وللمسلمين غيثا وخصبا فطرت بغناها وقرت بحماها وذهبت بفضائلها وأحرزت سوابقها لم تقلل حجتك، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك. كنت كالجبل لا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف. كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمن الناس عليه في صحبتك وذات يدك وكما قال: ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا عظيما عند المسلمين جليلا في [ص:140] الأرض لم يكن لأحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز، ولا فيك مطمع، ولا عندك هوادة لأحد، الضعيف الذليل عندك قوي حتى تأخذ له بحقه، القوي العزيز عندك ذليل ضعيف حتى يؤخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء. شأنك الحق والصدق والرفق قولك فأقلعت وقد نهج السبيل واعتدل بك الدين، وقوي الإيمان وظهر أمر الله ولو كره الكافرون. فسبقت والله سبقا بعيدا وأتعبت من بعدك إتعابا شديدا وفزت بالجنة وعظمت رزيتك في السماء، وهزت مصيبتك الأنام فإنا لله، وإنا إليه راجعون , رضينا عن الله قضاءه وسلمنا لله أمره , فلن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمثلك أبدا كنت للدين عدة وكهفا، وللمسلمين حصنا وفئة وأنسا , وعلى المنافقين غلظة وغيظا , فألحقك الله بنبيك , ولا حرمنا الله أجرك , ولا أضلنا بعدك ,
قال: وسكت الناس حتى قضى كلامه ثم بكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: صدقت يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم



السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 283)
المؤلف: أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخَلَّال البغدادي الحنبلي (المتوفى: 311هـ)
350 - أخبرنا أحمد بن منصور المروذي الخراساني يعرف بزاج يكنى أبا صالح، قال: ثنا أحمد بن مصعب المروزي، عن عمر بن إبراهيم بن خالد القرشي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي بن حرب الطائي، قال: حدثني دلهم بن يزيد، قال: ثنا العوام بن حوشب، قال: حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي [ص:284]، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، وكانت له صحبة برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لما قبض أبو بكر الصديق رحمه الله، وسجي عليه ارتجت المدينة بالبكاء، قال علي بن حرب، ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء علي بن أبي طالب رحمه الله باكيا مسرعا، قال زاج مسترجعا، وهو يقول: «اليوم انقطعت خلافة النبوة» ، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر رحمه الله، قال علي بن حرب مسجى، فقال: " رحمك الله أبا بكر، كنت إلف رسول الله، وأنسه ومستراحه، ونعته، وموضعا لسره ومشاورته، وأول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غنى في دين الله، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدبهم على الإسلام، وأيمنهم على أصحابه وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقبا، قال علي بن حرب: وأفضلهم مناقبا وأفضلهم سوابقا، قال علي بن حرب: وأكثرهم سوابقا، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديا وسيفا، درجة وفضلا، قال علي بن حرب: وأقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا، وأشبههم به هديا، وخلقا، وسمتا، وفعلا وأشرفهم منزلة، وأكرمهم علية [ص:285]، وأوثقهم عنده فجزاك الله عن الإسلام خيرا، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، قال علي بن حرب: صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس، فسماك الله في تنزيله صديقا فقال: {والذي جاء بالصدق وصدق به} [الزمر: 33] أبو بكر، وواسيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تخلوا، وقمت معه عند المكاره حين عنه قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم الصحبة، ثاني اثنين، وصاحبه في الغار، والمنزل عليه السكينة، ورفيقه في الهجرة، وخلفته في دين الله وأمته أحسن الخلافة، قال علي بن حرب: ورفيقه في الهجرة، ومواطن الكره، خلفته في أمته بأحسن الخلافة حين ارتد الناس، وقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي، قال علي بن حرب: وقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي، قويت حين ضعف أصحابك، ونهضت حين وهنوا، قال زاج: حين وهن أصحابك، وبرزت حين استكانوا، وقويت حين ضعفوا، ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هموا، قال علي بن حرب: إذ هم أصحابه كنت خليفته حقا، لم تنازع ولم تصدع، قال علي بن حرب: ولم تصد برغم المنافقين، وكبت الكافرين وغيظ الباغين، وكره الحاسدين، وصغر الفاسقين، وقمت بالأمر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا، مضيت بنور إذ وقفوا، قال علي بن حرب: ومضيت بنور الله إذ وهنوا، فاتبعوك فهدوا، كنت أخفضهم صوتا، وأعلاهم فوقا، وأقلهم كلاما، وأصوبهم منطقا، وأطولهم صمتا، وأبلغهم قولا، وأكبرهم رأيا، وأشجعهم نفسا، قال علي بن حرب: وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا، وأحسنهم عقلا، قال زاج: وأشرفهم عملا [ص:286]، وأعرفهم بالأمور، كنت والله للدين يعسوبا أولا حين نفر عنه الناس، وأخيرا حين أقبلوا، قال علي بن حرب: كنت أولا حين نفروا عنه، وأخيرا حين أفشلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا، قال علي بن حرب: صاروا عليك عيلا، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، ورعيت ما أهملوا، وحفظت ما أضاعوا لعلمك بما جهلوا، شمرت إذ خنعوا، قال علي بن حرب: وشمرت ما اتجعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ جزعوا، ودركت أوثار ما طلبوا، قال علي بن حرب وأدركت آثار ما طلبوا، وراجعوا رشدهم برأيك، فظفروا ونالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت على الكافرين عذابا صبا، قال علي بن حرب: عذابا واصبا ونهبا، وللمسلمين غيثا وخصبا، قال زاج: وللمؤمنين رحمة، وأنسا وحصنا، فطرت والله بغنايها، وفزت بجبايها، وذهبت بفضايلها، وأدركت سوابقها، قال علي بن حرب: وأحرزت سوابقها، لم تفلل حجتك، ولم تضعف نصرتك، ولم تختر نفسك، ولم يزغ قلبك، كنت كما الجبل، فلا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف، كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمن الناس عليه في صحبتك وذات يدك» ، وكنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله، متواضعا في [ص:287] نفسك، عظيما عند الله، جليلا في أعين المؤمنين، كبيرا في أنفسهم، قال علي بن حرب: جليلا في الأرض، كبيرا عند المؤمنين، لم يكن لأحد فيك مغمز، ولا لقائل فيك مهمز، ولا لأحد فيك مطمع، ولا لمخلوق عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ذليل حتى تأخذ منه الحق، القريب والبعيد في ذلك سواء، أقرب الناس إليك أطوعهم لله وأتقاهم له، شأنك الحق، والصدق، والرفق، قول حكم وحتم، قال علي بن حرب: قولك حق وحتم، وأمرك حكم وحزم، قال علي بن حرب: وأمرك جبار وحزم، ورأيك علم وعزم، فأقلعت وقد نهج السبيل، وسهل العسير، وأطفئت النيران، وقوي الإيمان، واعتدل بك الدين، وثبت الإسلام والمسلمين، قال علي بن حرب: الإسلام والمؤمنون، وقوي الإيمان، وظهر أمر الله ولو كره الكافرون، فجليت عنهم فأبصروا، فسبقت والله سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك إتعابا شديدا، وفزت بالخير، قال علي بن حرب: بالحق فوزا مبينا، فجللت عن البكا، وعظمت رزيتك في السماء، قال علي بن حرب: في السنا، وهدت مصيبتك الأنام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا له أمره، فوالله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثلك أبدا، كنت للدين عزا وحرزا وكهفا، وللمؤمنين فيئا وحصنا وغيثا، فألحقك الله بميتة نبيك، ولا أحرمنا [ص:288] أجرك، قال علي بن حرب: وللمسلمين حصنا وأنسا، وعلى المنافقين غليظا وغيظا وكظما، والحمد لله، لا أحرمنا الله أجرك، ولا أضلنا بعدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون، قال: فسكت الناس حتى انقضى كلامه، ثم بكوا عليه حتى علت أصواتهم، وقالوا: صدقت يا ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال علي بن حرب: وقالوا: صدقت يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم




الشريعة للآجري (5/ 2341)
المؤلف: أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجُرِّيُّ البغدادي (المتوفى: 360هـ)
1831 - أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية قال: حدثنا أحمد بن منصور المروزي
[ص:2342]

1832 - وحدثني أبو بكر عبد الله بن محمد الواسطي قال: حدثنا أحمد بن منصور المروزي ويعرف بابن زاج قال: حدثني أحمد بن مصعب المروزي قال: حدثنا عمر بن أبي الهيثم بن خالد القرشي , عن عبد الملك بن عمير , عن أسيد بن صفوان وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم
[ص:2343]

1833 - وحدثني عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا يحيى بن مسعود قال: حدثني أبو حفص العبدي , عن عبد الملك بن عمير , عن أسيد بن صفوان , صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما قبض أبو بكر رضي الله عنه وسجي عليه ارتجت المدينة بالبكاء كيوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم فجاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه باكيا مسترجعا مسرعا وهو يقول: " اليوم انقطعت خلافة النبوة , حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر , وأبو بكر رضي الله عنه مسجى , فقال: رحمك الله أبا بكر كنت إلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشاورته , وكنت أول القوم إسلاما , وأخلصهم إيمانا , وأسدهم يقينا , وأخوفهم لله عز وجل , وأعظمهم غناء في دين الله , وأحوطهم على رسوله , وأحدبهم على الإسلام , وأمنهم على أصحابه , أحسنهم صحبة , وأكثرهم مناقب , وأفضلهم سوابق , وأرفعهم درجة , وأقربهم وسيلة , وأشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم هديا وسمتا ورحمة وفضلا , أشرفهم منزلة , وأكرمهم عليه وأوثقهم عنده , فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله خيرا , كنت عنده بمنزلة السمع والبصر , صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس , فسماك الله [ص:2344] عز وجل في تنزيله صديقا , فقال في كتابه {والذي جاء بالصدق} [الزمر: 33] محمد صلى الله عليه وسلم {وصدق به} [الزمر: 33] أبو بكر , واسيته حين بخلوا , وأقمت معه عند المكاره حين عنه قعدوا , وصحبته في الشدة أكرم الصحبة , وصاحبه في الغار والمنزل عليه السكينة , ورفيقه في الهجرة , وخلفته في دين الله عز وجل وأمته أحسن الخلافة , حين ارتد الناس فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي , فنهضت حين وهن أصحابك , وبرزت حين استكانوا , وقويت حين ضعفوا , ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت خليفته حقا , لم تنازع ولم تصدع برغم المنافقين وكبت الكافرين وكره الحاسدين وفسق الفاسقين وغيظ الباغين , وقمت بالأمر حين فشلوا , ونطقت إذ تتعتعوا , ومضيت بنور إذ وقفوا , اتبعوك فهدوا ما كنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فوقا وأقلهم كلاما وأصوبهم منطقا , وأطولهم صمتا , وأبلغهم قولا , وأكثرهم رأيا , وأشجعهم نفسا وأعرفهم بالأمور , وأشرفهم عملا , كنت والله للدين يعسوبا , أولا حين نفر عنه الناس , وآخرا حين فتنوا , كنت والله للمؤمنين أبا رحيما حين صاروا عليك عيالا , حملت أثقال ما ضعفوا , ورعيت ما أهملوا , وحفظت ما أضاعوا , تعلم ما جهلوا , وشمرت إذ خنعوا , وعلوت إذ هلعوا , وصبرت إذ جزعوا , وأدركت آثار ما طلبوا , وراجعوا رشدهم برأيك فظفروا , ونالوا ما لم يحتسبوا , كنت على الكافرين عذابا صبا , وللمؤمنين رحمة وأنسا وحصنا , فطرت بعبائها وفزت بحبائها [ص:2345] وذهبت بفضائلها , ولم يزع قلبك ولم يجبن , كنت والله كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف , كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمن الناس عنده في صحبته» وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم «ضعيفا في بدنك , قويا في أمر الله , متواضعا في نفسك , عظيما عند الله عز وجل , جليلا في أعين الناس , كبيرا في أنفسهم» لم يكن لأحد فيك مغمز , ولا لقائل فيك مهمز , ولا لأحد فيك مطمع , ولا لمخلوق عندك هوادة , الضعيف الذليل عندك قوي حتى تأخذ له بحقه , القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق , القريب والبعيد في ذلك عندك سواء , أقرب الناس إليكم أطوعهم لله تبارك وتعالى وأتقاهم له , شأنك الحق والصدق والرفق , قولك حكم وحتم , أمرك حلم وجزم , ورأيك علم وعزم , فأقلعت وقد نهج السبيل , وسهل العسير , وأطفئت النيران , واعتدل بك الدين , وقوي الإيمان , وثبت الإسلام والمسلمون , وظهر أمر الله ولو كره الكافرون , فجليت عنهم فأبصروا , فسبقت والله سبقا بعيدا , واتعبت من بعدك إتعابا شديدا , وفزت بالخير فوزا مبينا , فجللت عن البكاء , وعظمت رزيئتك في السماء , وهدت مصيبتك الأنام , فإنا لله وإنا إليه راجعون , رضينا عن الله قضاه , وسلمنا له أمره , والله لن يصاب المسلمون بعد رسوله صلى الله عليه وسلم بمثلك أبدا , كنت للدين عزا وحرزا وكهفا , وللمؤمنين فئة وحصنا , وعلى المنافقين غلظة وكظا وغيظا , فألحقك الله بنبيك ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك , فإنا لله وإنا إليه راجعون. وسكت الناس حتى انقضى كلامه رضي الله عنه ثم بكوا حتى علت أصواتهم , فقالوا: صدقت يا ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص:2346] قال محمد بن الحسين رحمه الله: قد ذكرت من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , وعثمان معهما لمقتول ظلما رضي الله عنه وعظيم قدرهم عنده ما تأدى إلينا ما فيه مبلغ لمن عقل فميز جميع ما تقدم ذكرنا له , فمن أراد الله الكريم به خيرا فميز ذلك علم أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم كما قال الله عز وجل {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} [الحجر: 47] وعلم أن هؤلاء الصفوة من صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم الذين قال الله عز وجل {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} [التوبة: 100] , وكذلك جميع صحابته ضمن الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم أن لا يخزيه فيهم وأنه يتم لهم يوم القيامة نورهم ويغفر لهم ويرحمهم؛ قال الله عز وجل {يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير} [التحريم: 8] وقال عز وجل {محمد رسول الله , والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا , سيماهم في [ص:2347] وجوههم من أثر السجود , ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار , وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما "} [الفتح: 29] قال محمد بن الحسين رحمه الله: فنعوذ بالله ممن في قلبه غيظ لأحد من هؤلاء أو لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو لأحد من أزواجه , بل نرجوا بمحبتنا لجميعهم الرحمة والمغفرة من الله الكريم إن شاء الله




شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (7/ 1375)
المؤلف: أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي (المتوفى: 418هـ)
2457 - أنا عبيد الله بن محمد، قال: نا علي بن محمد بن أحمد، قال: نا أبي قال: نا أبو العوام، قال: نا عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى عليه وسلم، قال: لما توفي أبو بكر رضي الله عنه ارتجت المدينة بالبكاء ودهش القوم، كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء علي بن أبي طالب باكيا مسترجعا، وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة. حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر، فقال: رحمك الله يا أبا بكر، كنت أول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم نفسا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غنى، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدبهم على الإسلام، وآمنهم على أصحابه، أحسنهم صحبة، وأفضلهم مناقب، وأكبرهم سوابق، وأرفعهم درجة , وأقربهم من رسوله، وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، وأوثقهم عنده , جزاك الله عن الإسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرا , صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس، فسماك الله في كتابه صديقا {والذي جاء بالصدق} [الزمر: 33] : محمد، {وصدق به} [الزمر: 33] : أبو بكر، آسيته حين يخلو، وقمت معه حين عنه قعدوا، صحبته في الشدة أكرم الصحبة ثاني اثنين، وصاحبه والمنزل عليه السكينة، رفيقه في الهجرة ومواطن الكره، خلفته في أمته أحسن الخلافة حين ارتد الناس، وقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي قط، قويت حين ضعف أصحابك، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسوله إذ هم أصحابه , كنت خليفته حقا تنازع ولم تصدع برغم المنافقين، وصغر الفاسقين، وغيظ المنافقين، وكره [ص:1376] الحاسدين، قمت بالأمة حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا، ومضيت بنور الله إذ وقفوا، اتبعوك فهدوا، وكنت أخفضهم صوتا، وأعلاهم قوة، وأقلهم كلاما، وأصونهم منطقا، أطولهم صمتا، وأبلغهم قولا , كنت أكبرهم رأيا، وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالأمور، كنت والله للدين يعسوبا أولا حين تفرق الناس عنه، وأخيرا حين أقبلوا , كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقالا عنها ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، فرعيت ما أهملوا، وشمرت إذ خنعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ جزعوا أدركت ما طلبوا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت على الكافرين عذابا صبا ولهبا، وللمسلمين غيثا وخصبا؛ فطرت والله بغنائها، وفزت بحبائها، وذهبت بفضائلها، أحرزت سوابقها، لم تفلل حجتك، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك ولم تخن، كنت كالجبل لا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف، كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن الناس عليه في صحبتك وذات يدك، وكما قال ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، جليلا في الأرض، كبيرا عند المؤمنين، لم يكن لأحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز، ولا لأحد فيك مطمع، ولا عندك هوادة لأحد، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ذليل حتى تأخذ منه الحق، القريب والبعيد عندك في ذلك سواء , بيانك الحق والصدق والرفق، وقولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم، فأقلعت وقد نهج السبيل، وسهل العسير، وأطفيت النيران، فاعتدل بك الدين، وقوي الإيمان، وظهر أمر الله ولو كره الكافرون، وثبت الإسلام والمؤمنون؛ فسبقت والله سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا، وفزت بالخير فوزا مبينا؛ فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في [ص:1377] السماء، وهدت مصيبتك الأنام؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون , رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا لله أمره، فوالله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلك أبدا، كنت للدين عزا وكهفا، وللمؤمنين عزا وفيئة وأنسا، وعلى المنافقين غلظة وغيظا؛ فألحقك الله بنبيك، ولا حرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وسكت الناس حتى انقضى كلامه، ثم بكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: صدقت يا ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم



معرفة الصحابة لأبي نعيم (1/ 264)
المؤلف: أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى: 430هـ)
أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد في الحجازيين، تفرد بالرواية عنه عبد الملك بن عمير، وبعض الناس يقول: أسيد بن صفوان
894 - حدثنا سليمان بن أحمد إملاء، ثنا سلامة بن ناهض، ومحمد بن جنيد، قالا: ثنا إبراهيم بن الوليد الطبراني، ثنا عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لما توفي أبو بكر رضي الله عنه سجوه ثوبا، وارتجت المدينة بالبكاء، ودهش الناس كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه مسرعا باكيا مسترجعا وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر، ثم قال: رحمك الله أبا بكر، كنت أول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأكثرهم يقينا، وأعظمهم عناء، وأحدبهم على الإسلام، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآمنهم على أصحابه، أحسنهم صحبة، وأعظمهم مناقب، وأكثرهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشبههم به هديا وسمتا، وخلقا، ودلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، وأوثقهم عنده، فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله والمسلمين خيرا، صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس، فسماك رسول الله صديقا، قال الله تعالى: {جاء بالصدق} [الزمر: 33] يعني محمدا، {وصدق به} [الزمر: 33] ، يعني أبا بكر، [ص:265] آسيته حين بخلوا، وكنت معه حين قعدوا، صحبته في الشدة أكرم صحبة، ثاني اثنين في الغار والمنزل، رفيقه في الهجرة ومواطن الكرة، خلفته في أمته بأحسن الخلافة حين ارتد الناس، وقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي قبلك، قويته حين ضعف أصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت خليفته حقا، لم تنازع برغم المنافقين، وطعن الحاسدين، وكره الفاسقين، وغيظ الكافرين، فقمت بالأمر حين فشلوا، ومضيت بنور الله حين وقفوا، واتبعوك فهدوا، كنت أخفضهم صوتا، وأعلاهم فوقا، وأقلهم كلاما، وأصوبهم منطقا، وأشدهم يقينا، وأشجعهم قلبا، وأحسنهم عقلا، وأعرفهم بالأمور، كنت والله للدين يعسوبا، أولا حين تفرق الناس عنه، وآخرا حين فلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقالا عنها ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا، وشمرت إذ خنعوا، وصبرت إذ جزعوا، فأدركت أوتار ما طلبوا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت على الكافرين عذابا صبا، وللمؤمنين غيثا وخصبا، ذهبت بفضائلها، وأحرزت سوابقها، لم تفلل حجتك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك، ولم تخن، كنت كالجبل لا تحركه العواصف، ولا تزيله الرواجف، كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آمن الناس في صحبتك، وذات يدك» ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، كفيرا في الأرض، جليلا عند المؤمنين» ، ثم لم يكن لأحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز، ولا لأحد عندك هوادة، الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له الحق، والقوي العزيز عندك ضعيف حتى تأخذ منه الحق، القريب والبعيد عندك في ذلك سواء، شأنك الحق والصدق، وقولك حكم وحتم، وأمرك غنم وعزم، ثبت الإسلام وسبقت والله سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا، وفزت بالخير فوزا مبينا، فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الأنام، والله لا يضار المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثلك، كنت للدين [ص:266] عزا وكهفا، وللمسلمين حصنا وأنسا، على المنافقين غلظة غليظا وكظما، فألحقك الله بنبيك صلى الله عليه وسلم، ولا حرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك، و {إنا لله وإنا إليه راجعون} [البقرة: 156] "

895 - وحدثنا أبو محمد بن حبان، قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا علي بن عيسى الكراشكي، ثنا يحيى بن مسعود الأنصاري، ثنا أبو حفص العبدي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، نحوه

896 - حدثنا الحسن بن علان، ثنا الحسن بن الحسين المقرئ، والحسين بن إسماعيل القاضي، قالا: ثنا أبو صالح أحمد بن منصور، ثنا أحمد بن مصعب المروزي، عن عمر بن إبراهيم بن خالد القرشي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم

899 - وحدثنا الحسن بن علان، ثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا علي بن حرب، ثنا دلهم بن يزيد، ثنا العوام بن حوشب، ثنا عمر بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، وكانت، له صحبة بالنبي صلى الله عليه وسلم نحوه ورواه أبو عمر الضرير، وعمران القطان أبو العوام، عن أبي حفص العدوي، وهو عمر بن إبراهيم، عن عبد الملك، عن أسيد، ورواه بعض الرواة عن عمر بن إبراهيم، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الملك بن عمير




تاريخ دمشق لابن عساكر (30/ 440)
ح وأخبرناه أبو سعد بن البغدادي أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد نا الحسين (1) بن إسماعيل المحاملي نا أحمد بن منصور زاج (2) ثنا أحمد بن مصعب نا عمر بن إبراهيم بن خالد القرشي عن عبد الملك بن عمير (3) عن أسيد (4) بن صفوان وكان قد أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لما قبض أبو بكر وسجي عليه ارتجت المدينة بالبكاء كيوم قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاء علي مسرعا مسترجعا وهو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر وأبو بكر مسجى فقال رحمك الله يا أبا بكر كنت إلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشورته كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدهم يقينا وأخوفهم لله عز وجل وأعظمهم غنى في دين الله وأحوطهم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحدبهم على الإسلام وآمنهم على أصحابه وأحسنهم صحبة وأكثرهم مناقبا وأفضلهم شورى وأرفعهم درجة وأقربهم وسيلة وأشبههم برسول (صلى الله عليه وسلم) هديا وسمتا ورحمة وفضلا أشرفهم منزلة وأكرمهم عليه وأوفقهم عنده فجزاك الله عن الإسلام وعن رسوله خيرا كنت عنده بمنزلة السمع والبصر صدقت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين كذبه الناس سماك الله في تنزيله صديقا فقال " والذي جاء بالصدق " محمد " وصدق به " أبو بكر وواسيت حين بخلوا وقمت معه عند المكاره وحين عنهقعدوا وصحبت معه في الشدة أكرم الصحبة ثاني اثنين وصاحبه في الغار والمنزل عليه السكينة ورفيقه في الهجرة وخليفته في دين الله وأمته أحسن الخلافة حين ارتد الناس وقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي فنهضت حين وهن أصحابك وبرزت حين استكانوا وقويت حين ضعفوا ولزمت منهاج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ هموا كنت خليفة حقا لم تنازع ولم تصدع بزعم المنافقين وكبت الكافرين وكره الحاسدين وصغر الفاسقين وغيظ الباغين وقمت بالأمر حين فشلوا ونطقت إذ تعففوا مضيت بالفوز إذ وقفوا واتبعوك فهدوا كنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فوقا وأقلهم كلاما وأصوبهم منطقا وأطولهم صمتا وأصوبهم قولا وأكثرهم رأيا وأشجعهم نفسا وأعرفهم بالأمور وأشرفهم عملا كنت والله للذين تغشونا أولا حين نفر عنه الناس وآخرا حين أقبلوا كنت للمؤمنين أبا رحيما حين صاروا لك عليك فحملت أثقال ما ضعفوا ورعيت ما أهملوا وحفظت ما أضاعوا وعلمت ما جهلوا فشمرت إذ خفضوا وعلوت إذ خلعوا وصبرت حين جزعوا فأدركت أوتار ما طلبوا وراجعوا رشدهم برأيك فظفروا ونالوا بك ما لم يحتسبوا كنت على الكافرين عذابا صبا ولهبا وللمؤمنين رحمة وأنسا وحصنا فطرت والله بغنائها وفزت بخبائها وذهبت بفضائلها وأدركت سوابقها لم تقلل حجتك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك ولم يزغ قلبك (1) كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيل العواصف كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آمن الناس عليه في صحبتك وذات يدك وكنت كما قال ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا في نفسك عظيما عند الله جليلا في أعين المؤمنين كبيرا في أنفسهم لم يكن لأحد فيك مغمز ولا لقائل فيك مهمز ولا لأحد فيك مطمع ولا لمخلوق عندك هوادة الضعيف الذليل قوي عزيز حتى تأخذ بحقه القوي العزيز عندك ضعيف حتى تأخذ منه الحق القريب والبعيد عندك في ذلك سواء أقرب الناس إليك أطوعهم لله عز وجل وأتقاهم له شأنك الحق والصدق والرفق قولك حكم وحتم (2) وأمرك حلم وحزم (3) ورأيك علم وعزم فأقلعت وقد نهج السبيل وسهل الطريق وأطفئت النيران واعتدل بك الدين وقوي بك الإيمان وثبت بك الإسلام والمسلمون فظهر أمر الله ولو كره الكافرون فجليت عنهم فأبصروا فسبقت والله سبقا بعيدا وأتعبت من بعدك إتعابا شديدا وفزت بالخير فوزا مبينا فجللت عن البكاء وعظمت رتبتك في السماء وجلت مصيبتك في الأنام فإنا لله وإنا إليه راجعون رضينا عن الله بقضائه وسلمنا له أمره فوالله لن يصاب (4) المسلمون بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمثلك أبدا كنت للدين عزا وحرزا وكهفا وللمؤمنين قية وحصنا وعينا وعلى المنافقين غلظة وكظما وغيظا فألحقك الله بنبيك ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك فإنا لله وإنا إليه راجعون قال وسكت الناس حتى انقضى كلامه ثم بكوا حتى علت أصواتهم فقالوا صدقت يا ختن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)