يار غار ثاني اثنين لا تحزن سكينته

[تاريخ ابن خلدون 2/ 15]

وتواعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبى بكر الصديق واستأجر عبد الله بن اريقط الدولي من بنى بكر بن عبد منات ليدل بهما إلى المدينة وينكب عن الطريق العظمى وكان كافرا وحليفا للعاصي بن وائل لكنهما وثقا بامره وكان دليلا بالطرق وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خوخة في ظهر دار أبى بكر ليلا وأتيا الغار الذى في جبل ثور باسفل مكة فدخلا فيه

وكان عبد الله بن أبى بكر يأتيهما بالاخبار وعامر بن فهيرة مولى أبى بكر وراعى غنمه يريح غنمه عليهما ليلا ليأخذا حاجتهما من لبنها وأسماء بنت أبى بكر تأتيهما بالطعام وتقفى عامرا بالغنم اثر عبد الله ولما فقدته قريش اتبعوه ومعهم القاثف فقاف الاثر حتى وقف عند الغار وقال هنا انقطع الاثر وإذا بنسج العنكبوت على فم الغار فاطمأنوا إلى ذلك ورجعوا وجعلوا مائة ناقة لمن ردهما عليهم ثم اتاهما عبد الله بن اريقط بعد ثلاث براحلتهما فركبا وأردف أبو بكر عامر بن فهيرة واتتهما أسماء بسفرة لهما وشقت نطاقها وربطت السفرة فسميت ذات النطاقين وحمل أبو بكر جميع ماله نحو ستة آلاف درهم ومروا بسراقة بن مالك بن جعشم فاتبعهم ليردهم ولما رأوه دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت قوائم فرسه في الارض فنادى بالامان وان يقفوا له وطلب من النبي أن يكتب له كتابا فكتبه أبو بكر بأمره وسلك الدليل من أسفل مكة على الساحل أسفل من عسفان وامج واجاز قديدا إلى العرج ثم إلى قبا من عوالي المدينة ووردوها قريبا من الزوال يوم الاثنين لاثنتى عشرة خلت من ربيع الاول