يهجر عرف فأمسك

شرح نهج البلاغة 12 18 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه.. وروى ابن عباس رضي الله عنه قال دخلت على عمر في أول خلافته وقد ألقي له صاع من تمر على خصفة فدعاني إلى الأكل فأكلت تمرة واحدة وأقبل يأكل حتى أتى عليه ثم شرب من جر كان عنده واستلقى على مرفقه له وطفق يحمد الله يكرر ذلك ثم قال من أين جئت يا عبد الله قلت من المسجد قال كيف خلفت ابن عمك فظننته يعنى عبد الله بن جعفر قلت خلفته يلعب مع أترابه قال لم أعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت قلت خلفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلان وهو يقرأ القرآن قال يا عبد الله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شرح نهج البلاغة ج: 12 ص: 21 شيء من أمر الخلافة قلت نعم قال أيزعم أن رسول الله ص نص عليه قلت نعم وأزيدك سألت أبي عما يدعيه فقال صدق فقال عمر لقد كان من رسول الله ص في أمره ذرو من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذرا ولقد كان يربع في أمره وقتا ما ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيطة على الإسلام لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها فعلم رسول الله ص أني علمت ما في نفسه فأمسك وأبى الله إلا إمضاء ما حتم. ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب تاريخ بغداد في كتابه مسندا.

بحارالأنوار 30 243 [20] باب..... ص: 145 قَالَ ابْنُ أَبِي الْحَدِيدِ فِي شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ، نُقِلَتْ مِنْ كِتَابِ تَارِيخِ بَغْدَادَ لِأَبِي أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ، بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أَوَّلِ خِلَافَتِهِ وَقَدْ أُلْقِيَ لَهُ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ عَلَى حَصَفَةٍ فَدَعَانِي لِلْأَكْلِ، فَأَكَلْتُ تَمْرَةً وَاحِدَةً، وَأَقْبَلَ يَأْكُلُ حَتَّى أَتَى عَلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ مِنْ جَرٍّ كَانَ عِنْدَهُ وَاسْتَلْقَى عَلَى مِرْفَقَةٍ لَهُ، وَطَفِقَ يَحْمِدُ اللَّهَ يُكَرِّرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ. قُلْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ. قَالَ كَيْفَ خَلَّفْتَ بَنِي عَمِّكَ. فَظَنَنْتُهُ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، فَقُلْتُ خَلَّفْتُهُ يَلْعَبُ مَعَ أَتْرَابِهِ. قَالَ لَمْ أَعْنِ ذَا، وَإِنَّمَا عَنَيْتُ عَظِيمَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ. قُلْتُ خَلَّفْتُهُ يَمْتَحُ بِالْغَرَبِ عَلَى نَخَلَاتٍ لَهُ وَهُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ. فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ عَلَيْكَ دِمَاءُ الْبُدْنِ إِنْ كَتَمْتَنِيهَا، أَبَقِيَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الْخِلَافَةِ. قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ أَيَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ جَعَلَهَا لَهُ قُلْتُ نَعَمْ، وَأَزِيدُكَ، سَأَلْتُ أَبِي عَمَّا يَدَّعِيهِ، فَقَالَ صَدَقَ، قَالَ عُمَرُ لَقَدْ كَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي أَمْرِهِ ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ لَا يُثْبِتُ حُجَّةً وَلَا يَقْطَعُ عُذْراً، وَقَدْ كَانَ يَزِيغُ فِي أَمْرِهِ وَقْتاً مَا، وَلَقَدْ أَرَادَ فِي مَرَضِهِ أَنْ يُصَرِّحَ بِاسْمِهِ فَمَنَعْتُ مِنْ ذَلِكَ إِشْفَاقاً وَحَفَظَةً عَلَى الْإِسْلَامِ، لَا وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ لَا تَجْتَمِعُ عَلَيْهِ قُرَيْشٌ أَبَداً، وَلَوْ وَلِيَهَا لَانْتَقَضَتْ عَلَيْهِ الْعَرَبُ مِنْ أَقْطَارِهَا، فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) أَنِّي عَلِمْتُ مَا فِي نَفْسِهِ فَأَمْسَكَ، وَأَبَى اللَّهُ إِلَّا إِمْضَاءَ مَا حُتِمَ. بحارالأنوار 30 555 الأول..... ص: 529 وَرَوَى أَيْضاً فِي الْمَوْضِعِ الْمَذْكُورِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ فِي أَوَّلِ خِلَافَتِهِ وَقَدْ أُلْقِيَ لَهُ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ عَلَى خَصَفَةٍ، فَدَعَانِي إِلَى الْأَكْلِ، فَأَكَلْتُ تَمْرَةً وَاحِدَةً وَأَقْبَلَ يَأْكُلُ حَتَّى أَتَى عَلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ مِنْ جَرَّةٍ كَانَتْ عِنْدَهُ، وَاسْتَلْقَى عَلَى مِرْفَقَةٍ لَهُ وَطَفِقَ يَحْمَدُ اللَّهَ.. يُكَرِّرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ. قُلْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ. قَالَ كَيْفَ خَلَّفْتَ ابْنَ عَمِّكَ. فَظَنَنْتُهُ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قُلْتُ خَلَّفْتُهُ يَلْعَبُ مَعَ أَتْرَابِهِ. قَالَ لَمْ أَعْنِ ذَلِكَ، إِنَّمَا عَنَيْتُ عَظِيمَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ. قُلْتُ خَلَّفْتُهُ يَمْتَحُ بِالْغَرْبِ عَلَى نَخِيلَاتٍ مِنْ فُلَانٍ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ. قَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ عَلَيْكَ دِمَاءُ الْبُدْنِ إِنْ كَتَمْتَنِيهَا، هَلْ بَقِيَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الْخِلَافَةِ. قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ أَيَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] نَصَّ عَلَيْهِ. قُلْتُ نَعَمْ، وَأَزِيدُكَ، سَأَلْتُ أَبِي عَمَّا يَدَّعِيهِ، فَقَالَ صَدَقَ. فَقَالَ عُمَرُ لَقَدْ كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] فِي أَمْرِهِ ذَرْءٌ مِنْ قَوْلٍ لَا يُثْبِتُ حُجَّةً وَلَا يَقْطَعُ عُذْراً، وَلَقَدْ كَانَ يَزِيغُ فِي أَمْرِهِ وَقْتاً مَا، وَلَقَدْ أَرَادَ فِي مَرَضِهِ أَنْ يُصَرِّحَ بِاسْمِهِ فَمَنَعْتُهُ مِنْ ذَلِكَ إِشْفَاقاً وَحِيطَةً عَلَى الْإِسْلَامِ، لَا وَرَبِّ هَذَا [هَذَهِ] الْبَنِيَّةِ لَا تَجْتَمِعُ عَلَيْهِ قُرَيْشٌ أَبَداً، وَلَوْ وَلِيَهَا لَا انْتَقَضَتْ عَلَيْهِ الْعَرَبُ مِنْ أَقْطَارِهَا، فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] أَنِّي عَلِمْتُ مَا فِي نَفْسِهِ فَأَمْسَكَ، وَأَبَى اللَّهُ إِلَّا إِمْضَاءَ مَا حُتِمَ.

^^^^^^^^^^

يهجر عرف فأمسك اذا لم يرد الله

شرح نهج البلاغة 12 78 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه.. وروى ابن عباس قال خرجت مع عمر إلى الشام في إحدى خرجاته فانفرد يوما يسير على بعيره فاتبعته فقال لي يا ابن عباس أشكو إليك ابن عمك سألته أن يخرج معي فلم يفعل ولم أزل أراه واجدا فيم تظن موجدته قلت يا أمير المؤمنين إنك لتعلم قال أظنه لا يزال كئيبا لفوت الخلافة قلت هو ذاك إنه يزعم أن رسول الله أراد الأمر له فقال يا ابن عباس وأراد رسول الله ص الأمر له فكان ماذا إذا لم يرد الله تعالى ذلك إن رسول الله ص أراد أمرا وأراد الله غيره فنفذ مراد الله تعالى ولم ينفذ مراد رسوله أوكلما أراد رسول الله ص كان إنه أراد إسلام عمه ولم يرده الله فلم يسلم. وقد روي معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظ وهو قوله إن رسول الله ص أراد أن يذكره للأمر في مرضه فصددته عنه خوفا من الفتنة وانتشار أمر الإسلام فعلم رسول الله ما في نفسي وأمسك وأبى الله إلا إمضاء ما حتم

بحارالأنوار 29 638 بيان..... ص: 617 وَرَوَى أَيْضاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ إِلَى الشَّامِ فَانْفَرَدَ يَوْماً يَسِيرُ عَلَى بَعِيرِهِ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ لِي يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَشْكُو إِلَيْكَ ابْنَ عَمِّكَ، سَأَلْتُهُ أَنْ يَخْرُجَ مَعِي فَلَمْ يَفْعَلْ، وَلَا أَزَالُ أَرَاهُ وَاجِداً، فَبِمَا تَظُنُّ مَوْجِدَتَهُ. قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ. قَالَ أَظُنُّهُ لَا يَزَالُ كَئِيباً لِفَوْتِ الْخِلَافَةِ. قُلْتُ هُوَ ذَاكَ، إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَرَادَ الْأَمْرَ لَهُ. فَقَالَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَكَانَ مَاذَا إِذَا لَمْ يُرِدِ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ إِذَا أَرَادَ أمر [أَمْراً] وَأَرَادَ اللَّهُ غَيْرَهُ، نَفَذَ مُرَادُ اللَّهِ وَلَمْ يَنْفُذْ مُرَادُ رَسُولِ اللَّهِ، أَوَكُلَّمَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَانَ إِنَّهُ أَرَادَ إِسْلَامَ عَمِّهِ وَلَمْ يُرِدْهُ اللَّهُ فَلَمْ يُسْلِمْ. بحارالأنوار 30 554 الأول..... ص: 529 مَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الْحَدِيدِ فِي الْجُزْءِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ شَرْحِهِ عَلَى النَّهْجِ فِي سِلْكِ الْأَخْبَارِ الَّتِي رَوَاهَا عَنْ عُمَرَ، قَالَ رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ إِلَى الشَّامِ، فَانْفَرَدَ يَوْماً يَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ لِي يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَشْكُوا إِلَيْكَ ابْنَ عَمِّكَ، سَأَلْتُهُ أَنْ يَخْرُجَ مَعِي فَلَمْ يَفْعَلْ، وَلَا أَزَالُ أَرَاهُ وَاجِداً، فِيمَا تَظُنُّ مَوْجِدَتُهُ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ، قَالَ أَظُنُّهُ لَا يَزَالُ كَئِيباً لِفَوْتِ الْخِلَافَةِ قُلْتُ هُوَ ذَاكَ، إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) أَرَادَ الْأَمْرَ لَهُ. فَقَالَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] الْأَمْرَ لَهُ فَكَانَ مَاذَا إِذَا لَمْ يُرِدِ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) أَرَادَ أَمْراً وَأَرَادَ اللَّهُ غَيْرَهُ، فَنَفَذَ مُرَادُ اللَّهِ وَلَمْ يَنْفُذْ مُرَادُ رَسُولِ اللَّهِ، أَوَكُلَّمَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَانَ إِنَّهُ أَرَادَ إِسْلَامَ عَمِّهِ وَلَمْ يُرِدْهُ اللَّهُ تَعَالَى فَلَمْ يُسْلِمْ. قَالَ وَقَدْ رُوِيَ مَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ، وَهُوَ قَوْلُهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَرَادَ أَنْ يُذَكِّرَهُ لِلْأَمْرِ فِي مَرَضِهِ، فَصَدَدْتُهُ عَنْهُ خَوْفاً مِنَ الْفِتْنَةِ وَانْتِشَارِ أَمْرِ الْإِسْلَامِ، فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مَا فِي نَفْسِي وَأَمْسَكَ، وَأَبَى اللَّهُ إِلَّا إِمْضَاءَ مَا حُتِمَ.