وكذلك من يقول: إن عليا وبني هاشم تخلفوا عن بيعة أبي بكر ستة أشهر، يقول: إنهم لم يضربوا أحدا منهم، ولا أكرهوه على البيعة. فإذا لم يكره أحد على مبايعة أبي بكر، التي هي عنده متعينة،
منهاج السنة النبوية (8/ 270)
وقد تخلف عن بيعته سعد بن عبادة، فما آذاه بكلمة، فضلا عن فعل. وقد قيل: إن عليا وغيره امتنعوا عن بيعته ستة أشهر، فما أزعجهم، ولا (4) ألزمهم بيعته. فهل هذا كله إلا من كمال ورعه عن أذى الأمة، وكمال عدله وتقواه؟
وهكذا قوله: فإذا اعتراني فاجتنبوني.
مختصر منهاج السنة (ص: 503)
وأما الذين عدهم هذا الرافضي أنهم تخلفوا عن بيعة الصديق من أكابر الصحابة، فذلك كذب عليهم، إلا على سعد بن عبادة، فإن مبايعة هؤلاء لأبي بكر وعمر أشهر من أن تنكر، وهذا مما اتفق عليه أهل العلم بالحديث والسير والمقولات، وسائر أصناف أهل العلم، خلفا عن سلف.
وأسامة بن زيد ما خرج في السرية حتى بايعه، ولهذا يقول له: ((يا خليفة رسول الله)) .
وكذلك جميع من ذكره بايعه. لكن خالد بن سعيد كان نائبا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما مات النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا أكون نائبا لغيره)) فترك الولاية، وإلا فهو من المقرين بخلافة الصديق. وقد علم بالتواتر أنه لم يتخلف عن بيعته إلا سعد بن عبادة.
وأما علي وبنو هاشم فكلهم بايعه باتفاق الناس، لم يمت أحد منهم إلا وهو مبايع له.
لكن قيل: علي تأخرت بيعته ستة أشهر. وقيل: بل بايعه ثاني يوم. وبكل حال فقد بايعوه من غير إكراه.
ثم جميع الناس بايعوا عمر، إلا سعدا، ولم يتخلف عن بيعة عمر أحد: لا بنو هاشم ولا غيرهم.
وأما بيعة عثمان فاتفق الناس كلهم عليها.