ضرب به سيف عمر

المعجم الكبير للطبراني (7/ 56)
6367 - حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا عبد الله بن داود، ثنا سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد، قال: أغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، فأفاق، فقال: «حضرت الصلاة؟» فقلت: نعم، فقال: «مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس» ، فقالت عائشة رضي الله عنها: إن أبي رجل أسيف، فلو أمرت [ص:57] غيره , فليصل بالناس، ثم أغمي عليه، فأفاق، فقال: «هل حضرت الصلاة؟» قلت: نعم، قال: «مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس» ، فقالت عائشة إن أبي رجل أسيف، فلو أمرت غيره , فيصلي بالناس، ثم أغمي عليه، فأفاق، فقال: «أقيمت الصلاة؟» قلت: نعم، قال: «ائتوني بإنسان أعتمد عليه» ، فجاء بريدة وإنسان آخر، فاعتمد عليهما، فأتى المسجد، فدخل وأبو بكر رضي الله عنه قائم يصلي بالناس، فذهب أبو بكر يتنحى، فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجلس إلى جنب أبي بكر رضي الله عنه حتى فرغ من صلاته، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر رضي الله عنه: لا أسمع رجلا يقول: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ,  إلا ضربته بالسيف،  فأخذ بذراعي , فاعتمد علي، وقام يمشي حتى جئنا، قال: أوسعوا، فأوسعوا له، فأكب عليه، ومسه، وقال: {إنك ميت وإنهم ميتون} [الزمر: 30] قالوا: يا صاحب رسول الله، مات رسول الله؟ قال: نعم، فعلموا أنه كما قال، قالوا: يا صاحب رسول الله، أنصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: كيف نصلي عليه؟ قال: يدخل قوم فيكبرون، ويدعون ويصلون، ثم ينصرفون، ويجيء آخرون، حتى يفرغوا، قالوا: يا صاحب رسول الله، أيدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: وأين يدفن؟ قال: حيث قبض، فإن الله تعالى لم يقبضه إلا في بقعة طيبة، فعلموا أنه كما قال، ثم قام، فقال: عندكم صاحبكم، فأمرهم يغسلونه، ثم خرج، واجتمع المهاجرون يتشاورون، فقالوا: انطلقوا إلى إخواننا من الأنصار، فإن لهم في هذا الأمر نصيبا، فانطلقوا، فقال رجل من الأنصار: منا أمير , ومنكم أمير، فأخذ عمر بيد أبي بكر رضي الله عنهما، فقال: أخبروني من له هذه الثلاثة: {ثاني اثنين إذ هما في الغار} [التوبة: 40] , من هما؟ {إذ يقول لصاحبه لا تحزن} [التوبة: 40] , من صاحبه؟ {إن الله معنا} [التوبة: 40] فأخذ بيد أبي بكر رضي الله عنه، فضرب عليها، وقال للناس: بايعوه، فبايعوه بيعة حسنة جميلة




صحيح البخاري (5/ 6)
3667 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات وأبو بكر بالسنح، - قال: إسماعيل يعني بالعالية - فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه الله، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أبو بكر " فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص:7] فقبله، قال: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا، ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر،

3668 - فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه، وقال: ألا من كان يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وقال: {إنك ميت وإنهم ميتون} [الزمر: 30]، وقال: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} [آل عمران: 144]، قال: فنشج الناس يبكون، قال: واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني، خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل، منا أمير، ومنكم أمير، فقال أبو بكر: لا، ولكنا الأمراء، وأنتم الوزراء، هم أوسط العرب دارا، وأعربهم أحسابا، فبايعوا عمر، أو أبا عبيدة بن الجراح، فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا، وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ عمر بيده فبايعه، وبايعه الناس، فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر قتله الله "،

3669 - وقال عبد الله بن سالم، عن الزبيدي، قال: عبد الرحمن بن القاسم، أخبرني القاسم، أن عائشة رضي الله عنها، قالت: " شخص بصر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: في الرفيق الأعلى ثلاثا، وقص الحديث، قالت: فما كانت من خطبتهما من خطبة إلا نفع الله بها لقد خوف عمر الناس، وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك،

3670 - ثم لقد بصر أبو بكر الناس الهدى، وعرفهم الحق الذي عليهم وخرجوا به، يتلون {وما محمد إلا رسول، قد خلت من قبله الرسل} [آل عمران: 144] إلى {الشاكرين} [آل عمران: 144] "
__________   
[تعليق مصطفى البغا]
3467 (3/1341) -[   ش (الحالف) أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (على رسلك) اتئد ولا تعجل. (وقال) أي قرأ. (إنك) أي يا محمد صلى الله عليه وسلم. (ميت) ستموت كما أنهم سيموتون. / الزمر 30 /. (خلت) مضت وماتت. (انقلبتم على أعقابكم) رجعتم عن عقيدتم وإسلامكم. / آل عمران 144 /. (فنشج) بكى والنشيج بكاء معه صوت ونشج الباكي إذا غص البكاء في حلقه. (منا) أي من الأنصار. (منكم) أي من المهاجرين وقالوا ذلك بناء على عادة العرب إذ لا يسود القبيلة إلا رجل منها فلما علموا أن حكم الإسلام ليس كذلك أذعنوا له وبايعوا. (الوزراء) المستشارون في الأمور والمعينون عليها. (هم) أي قريش. (أوسط العرب دارا) أشرفهم مسكنا وهو مكة. (أعربهم أحسابا) أكثر العرب أصالة وأشبههم بشمائل العرب وأفعالهم. (قائل) من الأنصار. (قتلتم سعدا) أي ابن عبادة رضي الله عنه أي خذلتموه وأعرضتم عنه. (خطبتهما) أي خطبة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما]
[ر 1184]






الآثار لأبي يوسف (ص: 214)
المؤلف: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة الأنصاري (المتوفى: 182هـ)
951 - قال: ثنا يوسف عن أبيه عن أبي حنيفة، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، " أن أبا بكر رضي الله عنه، رأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة، فاستأذنه إلى ابنة خارجة، وكانت في حوائط الأنصار، وكان ذلك راحة الموت ولا يشعر، فأذن له، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، فأصبح أبو بكر رضي الله عنه فجعل يرى الناس يترامسون فأمر أبو بكر غلاما يتسمع ثم يخبره، فقال: سمعتهم يقولون: مات محمد صلى الله عليه وسلم، فأسند أبو بكر ظهره وهو يقول: واقطع ظهراه، قال: فلما بلغ أبو بكر المسجد حتى ظنوا أنه لا يبلغ، قال: فأرجف المنافقون، فقالوا: لو كان محمد نبيا لم يمت، فقال عمر: لا أسمع أحدا يقول: مات محمد، إلا ضربته بالسيف، فكفوا لذلك، فلما جاء أبو بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم مسجى كشف الثوب وجعل يلثمه، ويقول [ص:215]: بأبي أنت وأمي، ما كان الله ليذيقك الموت مرتين، أنت أكرم على الله من ذلك، ثم خرج أبو بكر، فقال: يا أيها الناس من كان يعبد محمدا فقد مات محمد صلى الله عليه وسلم، ومن كان يعبد رب محمد صلى الله عليه وسلم فإن رب محمد حي لا يموت، ثم قرأ {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} [آل عمران: 144] قال عمر رضي الله عنه: والله لكأنا لم نقرأها قبلها قط، فقال الناس مثل مقالة أبي بكر من كلامه وقراءته، قال: ومات ليلة الإثنين فمكث ليلتئذ ويومئذ وليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء، قال: وكان أسامة بن زيد وأوس بن خولي الأنصاري رضي الله عنهم يصبان الماء، وعلي والفضل رضي الله عنهما يغسلانه " وقال أبو حنيفة: بلغني أنهم صلوا عليه أفواجا بغير إمام




التوضيح لشرح الجامع الصحيح (21/ 633)
  وقول عمر - رضي الله عنه -: (ما هو إلا أن سمعت قوله في الحديث: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات- أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي) أي: تحيرت ودهشت.
عن ابن الأعرابي: عقر الرجل ونحر: إذا تحير، ضبطه أبو الحسن بضم العين، وضبطه غيره بفتحها، وكذا هو في كتب أهل اللغة. وتقلني: تحملني، قال تعالى: {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا} [الأعراف: 57].
قوله: (وحتى هويت إلى الأرض) هوى بالفتح يهوي هويا: سقط إلى أسفل، وهوي يهوى: إذا أحب، وأهوى إليه بيده ليأخذه، وبتلاوة الصديق هذه الآية: {وما محمد إلا رسول} إلى قوله: {الشاكرين} [آل عمران: 144] ,كان يسمى: أمير الشاكرين (1).





التوضيح لشرح الجامع الصحيح (32/ 606)
وأما قوله عمر - رضي الله عنه - في خطبته: (كنت أرجو أن يعيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يدبرنا). يعني: حتى يكون آخرنا، فإنما قال ذلك (1) يوم وفاته حين قال: إن محمدا لم يمت، وإنه سيرجع ويقطع أيدي رجال وأرجلهم حتى قام الصديق فخطب .. الحديث، وقد ذكر ابن إسحاق، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: إنما حملني على مقالتي حين مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} [البقرة: 143] الآية، فوالله إن كنت لأظن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها (2).
وكان في هذا الرزية الشنيعة والمصيبة النازلة من الأمة من موت نبيها من ثبات نفس الصديق ووفور عقله ومكانته من الإسلام ما لا مطمع فيه لأحد غيره. وقال سعيد بن زيد: بايعوا الصديق يوم مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كرهوا بقاء بعض يوم وليسوا [في جماعة] (3).






تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (3/ 200)
قال أبو جعفر: توفى رسول الله ص وأبو بكر بالسنح وعمر حاضر فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: لما توفي رسول الله ص قام عمر بن الخطاب، فقال: إن رجالا من المنافقين يزعمون ان رسول الله توفي وإن رسول الله والله ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع بعد أن قيل قد مات، والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أن رسول الله مات.
قال: وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر، وعمر يكلم الناس، فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله ص في بيت عائشة، ورسول الله مسجى في ناحية البيت، عليه برد حبرة، فأقبل حتى كشف عن وجهه، ثم أقبل عليه فقبله، ثم قال: بأبي أنت وأمي! أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها، ثم لن يصيبك بعدها موتة أبدا ثم رد الثوب على وجهه، ثم خرج وعمر يكلم الناس، فقال: على رسلك يا عمر! فانصت، فأبى إلا أن يتكلم، فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه، وتركوا عمر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنه من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
ثم تلا هذه الآية: «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل» الى آخر الآية قال: فو الله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت على رسول الله ص حتى تلاها أبو بكر يومئذ قال: وأخذها الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم.
قال أبو هريرة: قال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر يتلوها فعقرت حتى وقعت إلى الأرض، ما تحملني رجلاي، وعرفت أن رسول الله قد مات.



منهاج السنة النبوية (8/ 452)
حتى أنه لما مات وموته كان أعظم المصائب التي تزلزل بها الإيمان، حتى ارتد أكثر (1) الأعراب، واضطرب لها عمر الذي كان أقواهم إيمانا وأعظمهم يقينا كان (2) مع هذا تثبيت الله تعالى للصديق بالقول الثابت أكمل وأتم من غيره، وكان في يقينه وطمأنينته وعلمه وغير ذلك أكمل من عمر وغيره فقال الصديق رضي الله عنه: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت.




العثمانية (ص: 79)
المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ)
من ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما توفي اقتحم الناس عليه في منزل عائشة، فلما نظروا إليه مسجى دخلهم أمر عظيم أذهلهم وحير عامتهم، حتى قالوا: لم يمت، وكيف يموت وهو شهيد علينا ونحن شهداء على الناس؟ وكيف يموت وقد قال الله: {ليظهره على الدين كله} ولم يظهر بعد؟
وكان عثمان بن عفان وعمر بن الخطاب يرددان هذه الآيات، وتوعدا أصحاب النبي - صلى الله عليه -: من قال إنه مات. وثاروا في حجرة عائشة وعلى الباب: لم يمت!
وكان أول من رآه مسجى فأنكر موته عثمان، وقال: إنه والله ما مات، ولكن الله رفعه إليه كما رفع عيسى بن مريم! والله لا نسمع أحدا يقول مات إلا قطعنا لسانه!
واضطرب الناس وماجوا. وقام عمر في الناس خطيبا فقال: لا أسمعن أحدا يقول إن محمدا مات، وإن محمدا لم يمت، ولكن الله رفعه، أرسل إليه كما أرسل إلى موسى عليه السلام فلبث عند قومه أربعين ليلة، وإني لأرجو أن يقطع الله أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أن محمدا مات!
فبينما الناس هكذا إذ أقبل أبو بكر، على فرس له من السنح، فسمع مقالة عمر وما يقوله الناس وما خاضوا فيه، فبدأ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليه وهو مسجى، فكشف عن وجهه فقبله، ثم أقبل نحو المنبر وقال: أيها ... الحالف على رسلك! فلما رآه عمر قعد، وقام أبو بكر خطيبا ثم قال: أيها الناس اجلسوا وأنصتوا، ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: أيها الناس، إن الله قد نعى نبيكم إلى نفسه وهو حي بين أظهركم ونعاكم إلى أنفسكم، فهو الموت حتى لا يبقى أحد، ألم تعلموا أن الله قال: {إنك ميت وإنهم ميتون}.
قال عمر: بأبي أنت وأمي! فسكت الناس وأظهروا التسليم، وعرفوا الحق وبكوا، كأنهم لم يكونوا سمعوا بهذه الآية قط.
ثم تلا: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} ثم تلا: {كل نفس ذائقة الموت} ثم تلا: {كل شئ هالك إلا وجهه} ثم مر في خطبته المشهورة المعروفة. فهذا هذا.
ثم أقبل على عمر وعثمان فقال: قال الله: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} يقول: إنكم شهداء على من تلقون ممن لم يلق النبي - صلى الله عليه -، كما كان النبي - صلى الله عليه - عليكم شهيدا. وقال الله: {ليظهره على الدين كله} وإنما أراد دينه، والله متم نوره ومظهر دينه، فإذا أظهر دينه فقد أظهره.
فهذا علمه وقدره وفهمه وحاجة الناس إليه.