فلتة بودن مدح است نه ذم!


الشريعة للآجري (4/ 1731)
1197 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال: ثنا يحيى بن سليم قال: حدثنا جعفر بن محمد , عن أبيه عن عبد الله بن جعفر الطيار رضي الله عنه قال: ولينا أبو بكر رحمه الله «فخير خليفة أرحمه بنا وأحناه علينا» قال محمد بن الحسين رحمه الله: فإن قال قائل: فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كانت بيعة أبي بكر فلتة , وقى الله شرها قيل له: إن كنت ممن يعقل فاعلم أن هذا مدح لبيعة أبي بكر رضي الله عنه , وليس هو ذما لها يا جاهل , فإن قال: كيف؟ [ص:1732] قيل له: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم , ودفن اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة فمضى إليهم أبو بكر ومعه عمر رضي الله عنهما , وخشي أن يحدثوا شيئا لا يستدرك سريعا فكلمهم بما يحسن , ويجمل من الكلام , ووعظهم فقال منهم قائل: منا أمير ومنكم أمير قال محمد بن الحسين رحمه الله: فلو تم هذا لكان فيه بلاء عظيم , واختلفت الكلمة؛ لأنه لا يجوز أن يكونا خليفتين في وقت واحد , فقام عمر رضي الله عنه بتوفيق الله الكريم له فقال: لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر , ثم قال لأبي بكر: مد يدك أبايعك , فمد يده فبايعه , فعلمت الأنصار وجميع المهاجرين أن الحق فيما فعله عمر فبايعه الجميع طائعين غير مكرهين لم يختلفوا عليه , وجاء علي بن أبي طالب فبايعه , وجاء الزبير فبايعه , وجاء بنو هاشم فبايعوه , فقول عمر رضي الله عنه: كانت بيعة أبي بكر فلتة يعني:  افتلتت من أن يكون للشيطان فيها نصيب  , لم يسفك فيها دم , ولم يختلف عليه الناس , فهذا مدح لها ليس بذم يا من يطلب الفتنة اعقل إن كنت تعقل